الرئيسيةالبحث عن وظيفةالمعايير المشتركة للوظائف المرضية

هل أنت راضٍ عن عملك؟ جرِّب اختبار المصعد لتكتشف ذلك؛ فإذا تصادف وجودك في المصعد مع مديرك، فهل ستسعدك رؤيته لأنَّك تشعر بالفخر بإنجازاتك، أم أنَّك ستتمتم وتترقب الوصول بفارغ الصبر؟

تشترك أكثر الوظائف إرضاءً بالعديد من النقاط، ابتداءً من المديرين الذين تكنُّ لهم الاحترام والزملاء الذين تستمتع بالعمل معهم، ووصولاً إلى مشاعر الاستقلالية الكامنة.

يوجد اختبار آخر يُدعَى “اختبار السنوات الخمس”؛ فهل ترى نفسك تعمل في الشركة نفسها بعد انقضاء خمس سنوات؟ إذا كانت إجابتك “نعم”، فمن المحتمل أنَّك حصلت على أحد أكثر الوظائف إرضاء؛ وبالمقابل، إذا كنت لا تستطيع استجماع الطاقة والحماسة الكافيتين لإنجاز عملك، ولا تتمكن من رؤية نفسك تعمل في الشركة نفسها لأكثر من عام، فقد حان الوقت لتبحث عن وظيفة جديدة توظف فيها مهاراتك بشكل أفضل؛ لذا، نقدم إليك 9 خصائص عليك أن تضعها في عين الاعتبار في أثناء بحثك عن وظيفة مرضية:

  1. نَيل المدير إعجاب الموظفين:

يحدد المديرون المناخ العام للشركة؛ فإذا كان مديرك يلهمك، فأنت محظوظ للغاية؛ إذ يتعزز شعور الرضا الوظيفي عندما يتمتع المدير بالقيم والنزاهة، ويتواصل مع الآخرين بشفافية وصدق؛ ممَّا يدفعك إلى مساندته والعمل بأقصى طاقتك. على الجانب الآخر، قد يجعل التعامل مع مدير سيئ عملك تعيساً للغاية، كما أنَّه السبب الرئيس الذي يدفع واحداً من أصل شخصين إلى الاستقالة.

  • دعم المدير نموَّ الموظفين:

عندما يتعامل معك مديرك كمدرب وليس كمراقب، سترتاح كثيراً؛ حيث تشعر أنَّ مديرك يجهِّزك لاستلام مناصب ومسؤوليات جديدة، وتتعزز دوافعك بذلك كثيراً، فيسلمك مشاريع هامة للغاية، ويسمح لك بالعمل دون الحاجة إلى التدخل في تفاصيل عملك، ويتفقد أحوالك من وقت إلى آخر، وقد ينسب إليك الفضل الكامل في إنجاز المشروع؛ فعندما يرغب مديرك بنجاحك، سيغمرك شعور الرضا عن عملك. يدرك أرباب العمل المحنَّكون أنَّ السعادة في العمل لا تقف عند إحساس الموظفين بالأمان على الصعيد المالي، بل تحتاج إلى منحهم فرصاً؛ فمثلاً: تقدِّم شركة الاتصالات الأمريكية “إيه تي آند تي” (AT&T) للموظفين مساراً مختصراً لنيل الشهادات الخاصة في المجالات التنموية للشركة كالذكاء الصناعي، وتحليل البيانات.

  • إحساس الموظف بأنَّه رائد أعمال في شركته:

يسألك مديرك كيف تعتقد أنَّك ستتمكن من المساهمة في تطوير الشركة، ثم يمنحك الفرصة لتطبيق أفكارك بعد سماعها، والأفضل من ذلك هو عدم وجود من يراقب موعد وصولك إلى العمل والانتهاء منه؛ والذي لا يهم أصلاً لكونك شخصاً لا يسعه الانتظار حتى يبدأ العمل، ولا يحب العطلات أبداً؛ حيث أنَّ إنتاجيتك لم تسبق أن كانت بهذا الشكل.

  • وفاء مسؤولي الشركة بتعهداتهم:

ربما لم تتلقَ الراتب الذي كنت ترغب فيه عندما حصلت على العمل أول مرة، ولكنَّ مديرك وعدك بإجراء جلسة مراجعة أداء خلال ستة أشهر، حيث حصلت على علاوة بالفعل حينها؛ أو لعلَّك طلبت ترقية بعد مضي سنة من العمل، وقد أخبرك أنَّ الوقت لم يحن بعد، ولكنَّه وعدك بترقية بعد مضي سنة أخرى، وهذا ما حدث بالفعل. عندما تعمل لصالح شخص يحافظ على وعوده، سينتابك شعور دائم بالرضا الوظيفي؛ وكلما قطع مديرك وعداً، سيخبر رؤساءه بذلك كي يفي بوعوده.

  • اعتماد المدير سياسة الباب المفتوح:

عندما تحتاج إلى التواصل مع مديرك، ستتمكن من ذلك لأنَّه متاح، ويفتح باب مكتبه لاستقبال الموظفين دائماً؛ فلا يصرفك بعيداً أو يسخر منك عندما تسأل أي سؤال، بل يسعده تقديم الإرشاد والتوجيه لك. عندما تطلب منه تقديم تغذية راجعة غير رسمية، يخصص وقتاً في جدوله من أجلك؛ حيث ستشعر أنَّك عثرت على مرشد وظيفي في ظل عصر تضاءل فيه وجود المنتورز.

  • الاستمتاع بالعمل مع الزملاء:

عندما تنسجم في العمل مع زملائك، سيسرك مساعدتهم وتقديم العون لهم عندما يحتاجون ذلك؛ حيث ستشعر أنَّك جزء من فريق متماسك، وليس مجرد قطيع من الموظفين الذين يتنافسون بضراوة ليحصلوا على مَهمَّة معتبرة. يزيل العمل مع أناس ودودين ومحبين جو الصراع الذي تفرضه السياسات المُتَّبعة في بيئات العمل، ويعزز روح الثقة والأُنس بين أعضاء الفريق، والذي يؤدي إلى إحساس عارم بالرضا الوظيفي؛ ورغم أنَّ بعض الشركات تعدُّ التآلف بين الموظفين في المكتب مضيعة للوقت، لكنَّ الأبحاث تُظهِر أنَّ جو الزمالة يمنح الشركة تفوقاً تنافسياً.

  • الاتفاق مع مَهمَّة الشركة والتعامل معها بأهمية:

سيغمرك شعور عارم بالرضا الوظيفي عندما تتوافق قيم الشركة مع قيمك؛ حيث أفاد استطلاع حديث أنَّ ثلاثة أرباع الموظفين يشاركون في العمل بفاعلية أكبر عندما يكون للشركة هدف واضح. تدافع شركة باتاغونيا (Patagonia) للملابس الجاهزة الأمريكية عن البيئة على العلن؛ حيث يعكس بيان مَهمَّتها ذلك باقتضاب: “نحن نعمل على إنقاذ كوكبنا”؛ ويؤمن جميع الموظفين بفلسفة الشركة التي تلتزم بإنتاج ملابس خارجية متينة، والاستثمار في حماية البيئة في الوقت نفسه.

  • إحساس الموظفين بالتقدير:

تؤثر عبارات الشكر النابعة من القلب التي تسمعها تأثيراً كبيراً في تعزيز إحساسك بالتقدير، ويعزز شعورك أنَّك جزء أساسي من فريق عمل مزدهر إحساسك بالرضا الوظيفي؛ فإذا كنت محظوظاً بما يكفي ليكون لديك مدير يُثني على إنجازاتك علناً على مرأى ومسمع الشركة، فتوجد فرصة كبيرة لأن تشعر أنَّك شريك في العمل. بالإضافة إلى تلقي الامتنان على إنجازاتك الفردية، قد يساعدك الخروج مع فريق العمل على رفع معنوياتك؛ حيث ستعزز حفلات الغداء والخروج في نزهات موقفك الإيجابي نحو بيئة العمل. قد تزيد المزايا التي تقدمها الشركة -كالعضوية في نادٍ رياضي، وتذاكر السفر مدفوعة الأجر- شعوركَ بأنَّ الشركة تقدر جهودك؛ فعلى سبيل المثال: لقد أتقن عملاق التكنولوجيا الأمريكية “آبل” (Apple) فنَّ تقديم المزايا المميزة، والتي تتضمن وجود نادٍ رياضي داخل الشركة، وإقامة حفلات منتظمة يحضرها ضيوف مشاهير.

  • استعداد الشركة دوماً للنمو:

سواء كنت تعمل في شركة ناشئة أم في شركة تعمل منذ أكثر من قرن، سيكون الأمر أكثر متعة وفائدة عندما تعمل لصالح شركة ناجحة؛ حيث ستقلل من حدة المنافسة، وتوفر مساحة أكبر للتنمية المهنية؛ فعندما ترى أنَّ الشركة تقود العمل نحو مسار متقدم، سيعزز ذلك إحساسك بالرضا الوظيفي.

نقاط إضافية:

عليك أن تضع بعض الخصائص الأخرى الهامة في عين الاعتبار أيضاً، والتي ستمنحك فرصة الحصول على أكثر الوظائف إرضاء عندما تضيفها إلى القائمة التي ذكرناها آنفاً؛ إذ ينبغي على الشركة أن:

  • تلبي حاجاتك اللوجستية، كالعمل عن بعد.
  • تلبي الأهداف التي تناسب أسلوب حياتك، كوجود منصة لصفِّ الدراجات الهوائية إذا كنت تفضل الذهاب إلى العمل بالدراجة.
  • تمنحك الحرية والمرونة لتحقق التوازن المثالي بين العمل وحياتك الشخصية.
  • يتخلل عملك بعض المرح لأنَّ زملاءك في العمل هم أصدقاؤك أيضاً.
  • يتمتع مديرك وزملاؤك بالذكاء العاطفي.

الخلاصة:

تبحث الشركات في ظل سوق عمل يسعى الكل فيه إلى اقتناص وظيفة ما عن موظفين باستمرار، إذ تعزز هذه الحقيقة فرصك عندما تبحث عن وظيفة؛ لذا، اكتشِف خاصية أو اثنتين للوظيفة التي ستحسن حياتك فعلاً، وحاول الحصول عليها.

إن لم تكن راضياً عن وضعك الحالي، فيمكنك أن تحاول معالجته؛ فقد تساعدك الشركة على حضور دورة مسائية، أو الحصول على منصب أعلى ليسهُل عليك جذب عملاء جدد إلى الشركة؛ لكنَّك عموماً لست مضطراً إلى هدر سنين من حياتك في عمل دون المستوى، فأنت تستحق أن تعمل في وظيفة تحبها مع أناس تحترمهم، وستزدهر أنت وشركتك بذلك.