يمر كل أنسان بضغوطات شخصية ومهنية عديدة، ويعدُّ هذا مشكلة لا حل لها؛ لذا على الموظف أن يمتلك بعض المهارات التي تُمكِّنه من العمل تحت هذه الضغوطات
تعدُّ ضغوطات العمل من المشكلات الشائعة لدى الموظفين، حيث تشير الدراسات إلى أنَّ أكثر من 60% من الموظفين يعملون تحت الضغط؛ وهي تختلف من عمل إلى آخر حسب المهمات والوقت، وتتفاوت شدتها بين خفيفة وشديدة؛ ولكن أيَّاً كان نوعها وشدتها، يجب التعامل معها بحذر كيلا تؤثر سلباً في إنتاجية الموظف.
ما هو ضغط العمل؟
يُعرَّف ضغط العمل أو الاجهاد المهني على أنَّه حالة من الإجهاد الجسدي والضغط النفسي المتعلق بالعمل، وينتج عن بعض التراكمات والضغوطات التي لا تتوافق مع مهارات الموظف؛ ممَّا يحد من قدرته على التعامل مع تلك التراكمات أو المسؤوليات التي تقع على عاتقه، ويؤدي إلى ما يُسمَّى “الاحتراق الوظيفي”. ما المسببات الرئيسة وراء ضغوطات العمل؟
- البيئة الخارجية:
تعدُّ البيئة الخارجية من المسببات الرئيسة لضغوطات العمل، وتختلف استجابة الفرد لها من شخص إلى آخر؛ حيث تحدد طباع الفرد وشخصيته قدرته على الاستجابة للمنبهات الخارجية، وتؤثر في نمطها.
يقول عالم النفس الألماني كارل ألبرخت: “يعدُّ شكل التفاعل المشار إليه بين المؤثرات الخارجية والاستجابة الداخلية لها مسؤولاً أساسياً عن حجم الإحساس بحدة الضغوط، وذلك من منطلق التغيير الذي يحدثه في السلوك والأداء الوظيفي”.
- شخصية الفرد:
إنَّ لشخصية الفرد وسماته دور أساسي في قدرته على تحمل ضغوطات العمل، ومن الصفات التي تختلف من شخص إلى آخر:
- الكفاءة.
- القدرة على تحمل المسؤولية الكاملة.
- ضعف الحافز وقوته.
- طموح الفرد.
كل هذه الأمور لها تأثير كبير في قدرة الفرد على تحمل ضغط العمل من عدمه، لذلك نرى أنَّ الشخص الطموح لا يشعر بحجم ضغط العمل المترتب عليه، على عكس الشخص الذي لا يعدُّ نفسه مسؤولاً وينتابه الشعور الدائم بالقلق كونه غير واثق من قدراته.
- حياة الفرد الشخصية:
من الأمور التي تعدُّ من المسببات الرئيسة لضغط العمل:
- العوامل الخارجية.
- حياة الفرد الخاصة ومشكلاتها.
تجعل كل هذه الأمور الفرد ضعيف القدرة على تحمل ضغط العمل.
- عوامل داخلية:
من العوامل الداخلية التي تضعف قدرة العاملين على تحمل ضغط العمل:
- ساعات العمل الطويلة.
- المهمات اليومية المتراكمة على الموظف.
حيث تعدُّ كل هذه الأمور سبباً رئيساً في ضعف قدرة الموظف على تحمل ضغط العمل، وهي تختلف من مؤسسة إلى أخرى بحسب النظام وسياسة العاملين الخاصة المتبعة فيها.
- عدم تقسيم المهمات بين الموظفين:
يزيد عدم تقسيم المهمات والمسؤوليات بين الموظفين من ضغط العمل عليهم، ويُشعِرهم بعدم الإنصاف؛ الأمر الذي يزيد من الضغط النفسي لديهم.
ما أهمية اكتساب مهارة تحمل ضغط العمل؟
يبحث مسؤولو التوظيف وأرباب العمل عادة عن الأشخاص الذين يملكون مهارة تحمل ضغط العمل وفن التعامل مع الضغوطات والمشكلات الطارئة؛ ذلك لأنَّها تعدُّ من المهارات الهامة التي تسهل العمل ضمن فريق وتعزز من التناغم والانسجام بين الموظفين في مجال العمل.
كيف تتعامل مع ضغوطات العمل؟
للتعامل مع ضغوطات العمل، ينبغي:
- تقسيم العمل بين أعضاء الفريق، وتقسيم مهمات الفرد الواحد على فترات متقاربة؛ ذلك لأنَّ العمل المستمر لساعات طويلة يُولِّد لدى الموظف الشعور بالملل، ويؤدي إلى تراكم العمل، والذي يسبب بدوره ضغطاً شديداً.
- أخذ استراحة بين المَهمَّة والأخرى في اليوم الواحد، والذهاب لشرب القهوة أو استنشاق الهواء الطلق في حديقة الشركة لمدة ربع ساعة؛ ممَّا يجدد النشاط ويؤدي إلى عدم الشعور بالملل.
- عدم التسويف والتأجيل، إذ يجب على الموظف إتمام مهماته في الوقت المحدد والمخطط له كيلا يتراكم عليه العمل ويتحول إلى ضغط كبير يصعب تفاديه.
- إدارة الوقت إدارة جيدة، والتي تعدُّ من الأمور الهامة التي تخفف من ضغط العمل، إذ إنَّ كل مَهمَّة مجدولة في وقت معين.
- تقديم المحفزات المادية والمعنوية، والتي تعدُّ من الأمور التي تخفف الضغط النفسي على الموظفين؛ إذ يشعر الموظفون باهتمام إدارتهم بهم من خلال الثناء عليهم وشكرهم وتقديم الحوافز والمكافآت لهم.
- 6- التعاون مع بقية أعضاء الفريق والعمل الجماعي، والذي من شأنه أن يحفز الموظفين على العمل دون كلل أو ملل.
- معرفة مسببات الضغط في العمل.
- تحديد مصدر الضغط. وضع جدول بالأولويات، والذي يعدُّ بحد ذاته مهارة من مهارات تقسيم العمل وتخفيف الضغط.
- التحلي بالصبر وتحمل ضغوطات العمل.
- عدم الخشية من رفض إنجاز مهمات إضافية عندما تكون لديك مهمات يجب عليك أن تنجزها في وقت محدد؛ ذلك لأنَّ القبول سيزعزع جدولك بأكمله.
- الحفاظ على الهدوء، والذي يساعد على تخفيف الضغط النفسي المترتب على ضغط العمل.
- مساعدة الآخرين والتعاطف معهم، لكونها تعزز نشاطك وترفع همتك وتنعكس إيجاباً على نفسيتك.
ومثلما للأفراد الموظفين آلية للتعامل مع ضغوطات العمل، توجد آليات ينبغي على المؤسسات والشركات تطبيقها لتخفيف ضغوطات العمل على موظفيها، ومنها:
- وضع نظام وسياسة عمل تتماشى مع قدرات ومهارات الموظفين، كيلا يتحملوا ضغوطات العمل بسبب وضع سياسة أعلى من قدراتهم الفعلية، ممَّا يسبب بدوره نتائج سلبية ناتجة عن التدني في إنتاجية الموظفين.
- توزيع العمل بإنصاف، والعدل في الأجور والرواتب.
- تنمية قدرات الموظفين من خلال القيام بتقييمات دورية يُمكن من خلالها معرفة مواطن الضعف لدى كل موظف.
- تقدير الموظف من خلال تقديم الحوافز المادية والمعنوية.
- تعزيز الأجواء الإيجابية في العمل.
- التعاطف مع مشكلات الموظفين الخاصة ومعاناتهم، والسعي إلى تخفيف هذه المعاناة.
ما فوائد امتلاك مهارة تحمل ضغط العمل؟
- تساعد على تقسيم المهمات بالشكل الأمثل.
- تزيد من إنتاجية الموظف.
- تخفف من الضغوطات النفسية.
- تكسبك الشعور الدائم بالرضا.
- تساعدك على النجاح في إدارة الوقت وتنظيمه.
- يوجد بعض الأشخاص ممَّن يرون أنَّ لضغوطات العمل فوائد، حيث يرون أنَّ ضغوطات العمل تسهم في تفجير الطاقات الكامنة لدى بعض الموظفين التي لا تخرج إلَّا تحت الضغط، كما يرى بعضهم أنَّ ضغوطات العمل تساعد على الإنجاز في وقت قصير، وعلى أن يكون الموظف أكثر نشاطاً ولا يعتاد على الخمول والكسل.
الخلاصة: إنَّ مهارة تحمل ضغط العمل من المهارات التي يحتاجها أرباب العمل والسوق أيضاً، لما لها من فائدة تعود على الشركات؛ كما أنَّها تعدُّ ميزة لا يمكن التغافل عنها، وتؤهلك إلى الترقي في وظيفتك.