تأثرت حياة الكثير من الموظفين المتميزين سلباً بسبب الإنهيار الإقتصادي الذي تعاني منه اليمن و الذي بدوره أثر على عائلاتهم خلال السنة الماضية. و يشعر الكثير من الموظفين بشيء من انعدام الأمان فيما يخص وظائفهم كما أن هناك عدد كبير من اليمنيين الذين خسروا وظائفهم نتيجة للظروف الإقتصادية.
إن الأوضاع في سوق العمل في اليمن تعاني من حالة عدم استقرار و هذا دفع بالكثيرين مؤخراً إلى البحث عن فرص عمل أفضل, و الذي بدوره أدى إلى زيادة الطلب على الوظائف مع قلة العرض, كما أدى إلى زيادة عدد المتقدمين للوظائف من ذوي الخبرات الطويلة مما سبب تقلّص فرص الحصول على وظائف أفضل للمنافسين من ذوي الخبرات الأقل.
لكن و بالرغم من حلكة الظروف السائدة فإن هذا لا يعني بالضرورة أن يتحول تأثير عملية الاستغناء عن الخدمات إلى حالة من الاكتئاب و انعدام الثقة أو كره الذات.
سنعرض لكم من خلال هذا المقال بعض النصائح التي نأمل أن تساعدكم في التقليل من الآثار السلبية المترتبة على عملية الاستغناء عن الخدمات, كما أن هذه النصائح ستساعدكم على إعداد خطة أكثر فاعلية لمواجهة آثارها.
النصيحة 1: لا تتعامل مع موضوع الاستغناء عن خدماتك على أنه عار أنزل أو جريمة ارتكبت بحقك
لم يتمكن حتى أكثر المدراء التنفيذيين حنكة و خبرة في أكثر الشركات ريادة من الاحتفاظ بمناصبهم إبان موجة الإستغناء عن الخدمات العظيمة التي غمرت العالم, ناهيك عما حدث و يحدث في اليمن من عمليات الاستغناء عن الموظفين.
فعلى سبيل المثال, تشير إحصاءات مكتب العمل في الولايات المتحدة الأمريكية في استبيان “وضع السكان الحالي” إلى أن أعداد الناس الذين يشغلون وظائف بدوام كامل قد هبطت بمعدل 6.1 مليون أي بنسبة (5.0%) من أصل 121.9 مليون إلى 115.8 مليون بين شهري تشرين الثاني و كانون الثاني.
لذا, أنت لست الشخص الوحيد الذي تم الاستغناء عن خدماته بل تعرض عدد ضخم من الموظفين في مختلف أنحاء العالم لهذا الأمر.
النصيحة 2: احسب نفقاتك
احسب بالضبط المدة التي تكفيك فيها أموالك في أثناء الفترة التي تكون فيه عاطلاً عن العمل حيث تعد معرفة هذه الأمور بغاية الأهمية حتى تتجنب المفاجأت و العراقيل الغير محسوبة التي يمكن لها الظهور في وقت لاحق.
لا تتعامل مع عملية تقليص نفقاتك على أنها نوع من العقاب بل انظر إليها و كأنها عملية وقائية تمنحك القوة للتحكم بنفقاتك الشخصية و المنزلية بشكل أكبر طيلة الفترة التي تحتاجها.
النصيحة 3: راجع أهدافك المهنية
هل كنت تتعامل مع وظيفتك التي فقدتها و كأنها وظيفتك التي ستبقى تعمل فيها طوال حياتك مقابل مسؤولياتك و نطاق عملك؟ هل كنت تعتقد من أنك كنت ستعمل في شركتك السابقة مدى حياتك مقابل ثقافة الشركة السائدة و تركيز نشاطاتها؟
لا بد و أن تجري “تحليلاً لتطلعاتك الوظيفية”: قم بإجراء بضعة اختبارات للتقييم الذاتي و اعمل على مراجعة مجموعة المهارات التي تتميز بها و تحدّث إلى كافة الناس الذين يشغلون مناصب تهتم بها حتى ترى إذا كنت تستطيع القيام بواجبات هذه الوظيفة.
عند تغطيتك لكافة العناصر المذكورة أعلاه ستجد نفسك في وضع مناسب لتختار الشركة المناسبة لتعمل بها كما عليك أيضا الإلتزام بخطة فعالة للحصول على المهنة التي اخترت.
النصيحة 4: حدث سيرتك الذاتية
أصبحت الآن مدركاً لطبيعة الوظيفة و نوعية أصحاب العمل الذين ترغب بالعمل معهم إداركاً تاماً. و لا بد لك أيضاً امتلاك مجموعة مميزة من المهارات الأساسية لتركز و تسلط الضوء عليها دون أي تردد.
أعد صياغة سيرتك الذاتية و في ذهنك فكرة واحدة فقط “إني أفضل شخص مؤهل لشغل هذه الوظيفة كما أنني أكثر شخص مؤهل لشغل هذه الوظيفة!” أنت تعلم هذا و نحن كذلك، فلماذا لا تدع صاحب العمل يعرف ذلك. اجعل ذلك معروفاً و مذكوراً بوضوح في موجز هدفك المهني ضمن سيرتك الذاتية, و في ملخص خبراتك المهنية, و لائحة مهاراتك….
تميّز و بين لهم قيمتك التي ستضيفها للشركة و دع سيرتك الذاتية تتألق و تتميز عن بقية السير!
النصيحة 5: ضع لنفسك قائمة من الأهداف لتحقيقها بعد الاستغناء عن خدماتك
في هذه المرحلة من المفترض أن تكون سيرتك الذاتية جاهزة! لذا عليك الآن وضع أهداف لنفسك. إذ يجب عليك القيام بعملية تصميم لأجندة أعمال خاصة بفترة ما بعد الاستغناء عن خدماتك.
كونك أصبحت عاطلاً عن العمل لا يعني بالضرورة حصولك على حق وقف إنتاجيتك لأنك في حقيقة الأمر قد كسبت منصباً جديداً ألا و هو “باحث مبادر عن العمل” مما يعني أنك تعمل وفق جدول أعمال محدد لمدة خمسة أيام و لك يوما عطلة في نهاية الأسبوع مثل أي موظف آخر تعرفه.
اجعل بحثك عن عمل وظيفتك الجديدة، ضع لنفسك أهدافاً أسبوعية لتحققها و اعمل على تحقيق هذه الأهداف فمثلاً اجعل من أهدافك اليومية إرسال سيرتك الذاتية إلى جميع الوظائف الشاغرة و المتناسبة مع مهاراتك و مؤهلاتك و ذلك من خلال زيارة يومية لموقع الوظائف الأول في اليمن يمن اتش آر (YemenHR.com)، و اقرأ كتاباً مهنياً واحداً خلال هذا الأسبوع… إلخ.
النصيحة 6: احرص على تعزيز مهاراتك المميزة
وجودك في مرحلة البحث عن عمل لا يدعوك إلى وقف تنميتك لمهاراتك, إذ عليك الإستمرار في تنميتها.
هل تفكر في الحصول على وظيفة جديدة بمسؤوليات جديدة، هل تحتاج لمهارات جديدة لتضيفها إلى مهاراتك الأساسية التي تمتلكها بالأصل؟
تستطيع الآن تخصيص مدة محددة من الوقت لتنمية مهاراتك حتى تتألق عن بقية الجموع و تزداد فرصك في الحصل على الوظيفة الانسب لك.
عليك التركيز على نشاطات تنمية مهاراتك و قدراتك مستغلاً لميزة الوقت المرن التي توفرها هذه المرحلة.
النصيحة 7: اتبع استراتيجية تواصل حكيمة
يحق للباحث عن العمل المبادر أخذ الراحة و التنفيس عن نفسه بعد يوم حافل بنشاطات البحث عن عمل. رفّه عن نفسك بحكمة, بحيث تحرص على ألا تضيع على نفسك حضور الإجتماعات العائلية, و تلك التي تخص أصدقائك, إلى جانب الندوات التي ترغب بحضورها.
ليكن في حسبانك أنه قد يوجد في كل فرصة للتواصل إمكانية للعثور على وظيفة أو إجراء صفقة تجارية. سوق نفسك بأسلوب مميز و مهني يعكس صورتك المتألقة و ابنِ علاقات متميزة و قوية مع الأشخاص المناسبين و تابع كافة الوعود في اليوم التالي!
لابد و أن تجني ثمار العمل الجاد و الإصرار و المتابعة الجادة في نهاية المطاف حيث ستجد نفسك في مرحلة إنتقالية من باحث مبادر عن عمل إلى شخص يشغل وظيفة مميزة!
مع أطيب التمنيات بالنجاح!