هل أنت واحد من أولئك الذين لا يسير عملهم كما يجب؟ هل تتذكّر حماسك وشوقك للحصول على هذه الوظيفة؟ وهل تشعر الآن أنّ رغبتك في الإنجاز والتغيير قد انطفأت، وأصبحت مجرّد موظف تعيس في شركتك؟ إن كنت كذلك، فهذا المقال مخصّص لك، ما عليك سوى متابعة القراءة لمعرفة المزيد عن الأمر، وكيفية مواجهته وعلاجه.
لكن، لماذا أنت تعيس في عملك؟ هنالك بلا شكّ العديد من الأسباب وراء كونك غير سعيد في وظيفتك، ومن السهل إلقاء اللوم على الأشخاص أو الظروف الخارجة عن إرادتك. لكن هل أنت واثق حقًا من أنّ هؤلاء الأشخاص هم السبب وراء تحويل حياتك المهنية إلى جحيم؟
ما هو السبب الحقيقي الذي يقبع تحت هذه الأعذار، وتحت هذا الشعور الخفي بأنّك غير سعيد؟
الاستقالة وترك الوظيفة: هل هذا هو الحل؟
يفكّر كثيرون على هذا النحو. إن لم تحبّ وظيفة معيّنة، فالحلّ الأمثل هو أن تستقيل، وتبحث عن فرصة عمل أفضل! أليس هذا منطقيًا؟ قد يكون الأمر كذلك حقًا في البداية، لكن بعد تغيير الوظيفة عدّة مرّات، ستجد أنّ المشكلة ليست في عملك. وسيبدو لك أنّه أيًّا كانت وظيفة الأحلام التي حصلت عليها، سينتهي بك المطاف تعيسًا، حتى لو كنت تعمل في شركة أحلامك وفي المنصب الذي تمنيّته منذ وقت طويل.
ليس هذا وحسب، ففي واقع الأمر، ليس من المنطقي أن تستمرّ في تغيير وظيفتك، بل وليس في وسع الجميع ترك وظائفهم بهذه السهولة، إذ هناك الكثير من المسؤوليات والالتزامات التي لا يمكن الوفاء بها دون امتلاك وظيفة مناسبة.
الأسباب الحقيقية التي تجعلك تعيساً في عملك
جمعنا لكم في مقال اليوم 8 أسباب رئيسية تقف غالبًا وراء تعاسة الموظفين في أعمالهم، وبعض الحلول العملية التي يمكنكم تطبيقها بهدف المُضي قُدما نحو حياة مهنية أفضل في وظائفكم.
أولاً: أنت تكره مديرك في العمل
نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة، وعليه فمن المستحيل أن تجد أنّ كلّ الموظفين في الشركة يحبّون مديرهم في العمل. الجميع يحلم بمدير مثالي لا يدير كلّ شيء بتفصيل مزعج، ويتمتّع بالكفاءة اللازمة. لكن لم يصل أحد للكمال، ولا حتّى مدير أحلامك!
يتحكّم رئيسك في العمل في وظيفتك، فهو ينظّم المهام، ويحدّد ما يتوجّب عليك القيام به، كما أنّه سيكون شبكة لدعمك ومدافعًا عنك في حال وقعت في مشكلة ما.
في حال لم تكن تحبّ مديرك في العمل، فهذا على الأرجح سبب مباشر لتعاستك في الوظيفة. وإن كان لديك أيّ مشاكل معه، فربّما حان الوقت لتحمّل بعض المسؤولية! لست مسؤولاً بأيّ شكل من الأشكال عن تصرّفات مديرك، لكنك مع ذلك قادر على التحكّم في ردّات فعلك وسلوكك لتستمر إلى الأمام.
إن كنت تذهب في كلّ يوم إلى عملك مصمّمًا على الاستمرار في كره مديرك، فكن واثقًا أنّه لا مكان لك للنمو الشخصي والتطوّر.
كيف تتعامل مع كرهك لمديرك؟
إليك فيما يلي ثلاث طرق تساعدك على تحسين علاقتك مع مديرك، للوصول إلى حالة من السلام والهدوء تضمن لك حياة وظيفية سعيدة:
- النقاش والحوار
ناقش مشاكلك (المهنية طبعًا) مع مديرك المباشر واعثرا على طريقة تمكّنكما من العمل معًا. ضعا خطّة عمل مناسبة تتيح لكلّ منكما القيام بمسؤولياته دون إزعاج الآخر والضغط عليه.
- التواصل الفعال
احرص على تطوير مهارات التواصل الفعّال مع مديرك! كلّ منّا يتواصل بطريقة مختلفة عن الآخرين، لذا تحتاج للعثور على سبيل مناسب للتواصل مع مديرك. هل يفضّل مديرك التحدّث وجهًا لوجه؟ أمّ أنه أكثر ميلاً لوسائل التواصل الرقمية كالبريدِ الإلكتروني مثلاً؟
راقب طريقته في التعامل مع الآخرين، وتعرّف على أسلوبه في التواصل، ثمّ تعلّم ذلك الأسلوب واستخدمه معه، لتحصل منه على ردود أفضل، لأنه سيشعر حينها بأنك تفهمه وتصغي إليه.
- تجنب التعامل المباشر مع مديرك
في حال لم تنجح المحاولات السابقة، وبقيت علاقتك مع مديرك متوترة تسبّب لك القلق والتعاسة، فحاول على الأقل تجنّب العمل المباشر معه. اعثر على طريقة لتؤدي مهمّاتك بشكل صحيح دون الاعتماد عليه اعتمادًا تامًّا، ولا تتواصل معه إلاّ للضرورة القصوى.
ببساطة تحمّل مزيدًا من المسؤولية، فمن يدري قد تحصل على ترقية وتتحرّر من قيوده!
ثانياً: أنت تكره زملاءك في العمل
جميعنا نملك زملاء في العمل لا نحبّهم، ويتفنّنون في إزعاجنا بطرق لم يسبق لك تخيّلها! تعتمد سعادتك في جزء كبير منها على البيئة المحيطة بك، وإن كنت تقضي أكثر من 40 ساعة من أسبوعك في بيئة لا تُشعرك بالسعادة، فمن الطبيعي إذن أن تكون تعيسًا.
يلعب زملاء العمل دورًا كبيرًا في هذا الأمر، حيث أنّه وبصفتنا كائنات اجتماعية، فنحن بحاجة إلى بناء علاقات اجتماعية، وبحكم عملنا معهم في نفس المكان، نجد أنفسنا مجبرين على التعامل والتفاعل معهم.
لذا في حال كنت محاطًا بأشخاص لا يجعلوننا نشعر بالرضا عن أنفسنا، فإن فقدان الثقة بالنفس وشعورًا متزايدًا بالتعاسة ستكون نتيجة حتمية لا مفرّ منها.
كيف تتغلب على انزعاجك من زملائك؟
إليك فيما يلي طريقتان للتعامل مع زملائك المزعجين في العمل:
- غير نظرتك عنهم
عليك أن تدرك تمامًا أنّ ما يقوم به زملاؤك من تصرّفات تزعجك ما هو في الحقيقة سوى انعكاس لأحكامك الداخلية. كيف ذلك؟ إليك المثال التالي: لنفترض أنّ لدى زميلك من قسم المحاسبة عادة سيئة، ألا وهي قول الكثير من الأكاذيب البيضاء الصغيرة، ممّا يجعلك تفقد أعصابك، لأنك تكره الكذب بجميع أشكاله. كما ترى فالمشكلة تتعلّق بأمر لا تستطيع التحكّم فيه. لا يمكنك التحكّم في تصرّفات زميلك (قوله للأكاذيب)، لكنّك بلا شكّ تستطيع التحكّم في ردّة فعلك (ملامح وجهك الظاهرة وتعليقاتك القاسية). بدلاً من الردّ عليه بطريقة سلبية، أو التفكير في بشكل سلبي، ما رأيك أن تغيّر أحكامك لشيء أكثر إيجابية؟ حينما يقول هذا الشخص كذبة ما، انظر إليها على أنها طريقته الخاصّة لجعل أحدهم يشعر بحال أفضل مثلاً، أو ربما ليتعاطف معه. وهنا نجد أن دافعه كان جيّدًا على الرغم من أنّ تصرّفه غير مقبول.
ينطبق الأمر على مختلف التصرّفات الأخرى التي تزعجك في زملاء العمل. ابحث دومًا عن أمر إيجابي في كلّ واحد منهم، سيسهم ذلك في تحسين علاقتك بهم كثيرًا.
- ابتعد عنهم
برغم كلّ محاولاتك لتغيير نظرتك عنهم، سيكون هناك دومًا بعض الأشخاص الذين لا تطيق التواجد معهم في نفس المكان. لا حيلة لك في ذلك، وإن لم تستطع تقبّل هؤلاء الأشخاص كما هم، فما عليك سوى أن تتجنّبهم بكل بساطة! يمكنك مثلاً أن تنقل مكتبك الخاص بعيدًا عنهم، أو تنسحب من التجمعّات التي يتواجدون فيها في حال كانوا يسبّبون لك الكثير من التوتّر والانزعاج.
ثالثاً: وظيفتك ليست ممتعة أو مجزية
لن تكون وظيفتك ممتعة على الدوام، ولن تكون مليئة بالمرح طوال الوقت. لكن حينما تصبح غير ممتعة وغير مجزية في الوقت ذاته، ستبدأ بالشعور بالتعاسة واليأس. يتوق البشر دومًا للحصول على المكافأة والتسلية، وهم يحبون روح المنافسة، لذا إن بدأت بالسعي لجعل بيئة عملك ممتعة ومجزية، سيصبح الذهاب إلى العمل صباحًا أمرًا مسليًا تتحمّس له.
كيف تجعل عملك ممتعاً؟
إليك فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها جعل بيئة عملك ممتعة:
- جرب الألعاب والمنافسات
جرّب ممارسة بعض الألعاب والمنافسات الودودة مع زملائك في العمل (إن كنت تحبّهم بالطبع!)
- كافئ نفسك
ضع لنفسك برنامج مكافآت خاص، بحيث تكافئ نفسك بشيء تحبّه في حال إتمامك لمهمّة معيّنة في الوقت المناسب. يمكنك أن تشتري لنفسك مشروبك المفضّل، أو تدلّل نفسك بحضور فيلم في السينما أو غير ذلك…
- أضف لمستك الخاصة على مكتبك
أنت تقضي في مكتبك جزءًا كبيرًا من يومك، فلماذا لا تجعل منه مكانًا يعبّر عنك وعن شخصيتك. يمكنك مثلاً: تعليق صورٍ لذكرياتك مع أصدقائك أو صورة لحيوانك الأليف. شراء نبتة جميلة ووضعها على مكتب الخاص. إحضار كوبك المفضّل لتشرب فيه أثناء ساعات الدوام. سماع الموسيقى والأغاني التي تفضّلها. كتابة بعض العبارات التشجيعية والجمل الإيجابية وتعليقها من حولك. تشكيل فريق رياضي مع زملائك في العمل، أو الانضمام معهم إلى نادٍ معيّن لممارسة هواياتِكم المشتركة.
رابعاً: أنت لا تؤمن بقيمة العمل الذي تقوم به
يعدّ هذا الأمر أحد الأسباب الرئيسية والجوهرية وراء تعاستك في وظيفتك. فإن كنت تقوم بعمل لا يتوافق مع قيمك ومبادئك، سيكون من الصعب، أن تشعر بالرضا أو السعادة.
على سبيل المثال، إن كنت تولي أهمية كبرى لمساعدة الآخرين وتقديم يد العون لهم، ولكنك تعمل في وظيفة في البرمجة، فسوف تكون بائسًا حتمًا، بعكس زميلك الذي يقدّر كثيرًا حلّ المشكلات، والذي سيكون سعيدًا وراضيًا للغاية بوظيفته.
كيف تغير نظرتك لعملك؟
قد يكون من الصعب أن تشعر بالسعادة في وظيفة لا تتوافق مع مبادئك، لكن ذلك ليس مستحيلاً. يمكنك دومًا محاولة العثور على مميزات في عملك تتوافق مع تؤمن به.
لنعد إلى المثال السابق: يمكنك أن تنظر لعملك كمبرمج على أنّه طريقة غير مباشرة لمساعدة أحدهم من خلال الموقع الإلكتروني الذي تقوم بتطويره مثلاً. تعرّف بداية على قيمك ومبادئك، ثمّ حاول أن تربط بينها وبين وظيفتك الحالية.
وفي حال لم تنجح في ذلك، فربما عليك حينها البدء بالبحث عن وظيفة أخرى تتوافق مع ما تؤمن به.
خامساً: تشعر بالركود في وظيفتك
حينما ينتابك الشعور بأنّ عملك لا يتجه إلى أيّ مكان، وبأنّك تضيّع وقتك على هذا الكوكب، فأنت على الأغلب ستكون تعيسًا في عملك.
ممّا لا شكّ فيه أنّنا نحب الشعور بالأمان الوظيفي، لكننّا نقدّر أيضًا التقدّم والنموّ، وما لم نحقّق تطوّرًا فسوف نشعر بالملل سريعًا.
التحدّيات الوظيفية الجديدة والمهام المتنوعة المختلفة ضرورية للغاية من أجل حياة وظيفية ناجحة.
كيف تتخلص من الملل والركود في عملك؟
- يمكنك التخلّص من الركود في وظيفتك من خلال تجربة أيّ ممّا يلي:
- تقدّم للحصول على ترقية، أو اطلب من رئيسك أن يوكل إليك بعض المهام الجديدة المختلفة.
- لا تتردّد في أخذ زمام المبادرة والقيام بإنجاز مهامٍ إضافية في عملك مختلفة عن مهامك الاعتيادية.
- ابحث عن طرق ووسائل لأداء مهمّاتك الروتينية بطرق متجدّدة أكثر متعة.
- سوّق نفسك في أقسام الشركة الأخرى أو لدى شركات أخرى بغرض الحصول على منصب أعلى فيها.
سادساً: تتقاضى أجراً متدنياً للغاية
سبب آخر من أسباب التعاسة في العمل، هو شعورك بأنّك تتقاضى أجرًا منخفضًا لا يتوافق مع المهام التي تقوم بها. إنّك تشعر بأن عملك لا يلقى التقدير الكافي، فلو أنّه كان كذلك، لما كان أجرك متدنيًا!
لكن، دعنا نطرح السؤال التالي: هل أجرك حقًا متدني مقارنة بما تقوم به؟ أمّ أنّه شعور نابع من داخلك بأنه لا يتمّ تقديرك كما يجب؟ أو ربما أنت مضغوط في العمل وحسب؟ قد يكون السبب هو توكيلك بمهام ومسؤوليات إضافية، ونتيجة لذلك أنت تشعر بأنه لا يتمّ مكافأتك كما ينبغي.
إن الأشخاص الذين يشعرون بالتعاسة بسبب أجورهم المتدنية، غالبًا ما يكونون قلقين بشأن المال. فهم يعملون بجدّ كبير، لكن تعبهم يذهب هباءً فلا يُلاحظ ولا يلقى الجزاء المناسب.
وكما ترى فالعاملُ الأهمّ هنا هو القلق والتوتر. ارتفاع الفواتير والالتزامات الشخصية، بالإضافة إلى مختلف ضغوطات الحياة، والمهام الجديدة التي تتكوّم فوق رأسك في العمل، حيث أنّك تنجز هذه المهام دون أن تحصل على مقابل لذلك… لكن، مهلاً، أنت في الواقع تحصل على مقابل، غير أنّك تنفقه على الأرجح في نشاطات وأشياء لتخفيف التوتر، وهكذا تجد نفسك بحاجة للمزيد من المال، نظرًا لأن المزيد من ضغوطات الحياة انهالت عليك وأنت بحاجة للمزيد من النشاطات والأشياء التي تخفّفها!
ببساطة، إن كنت تشعر بأنّ أجرك متدني، فذلك بسبب أنّك لا تحبّ عملك، وراتبك الذي تتقاضاه لا يستحقّ كلّ ذلك الضغط الذي تتعرّض إليه. ألم تسمع الحكمة القائلة: “حينما تعمل في شيء لا تحبّه، فذلك يسمّى توتّرًا. لكن حينما تعمل في شيء تهتمّ به، فذلك هو الشغف!”
كيف تعثر على سعادتك حينما تشعر أن أجرك متدني؟
إليك بعض الحلول التي ستوقد السعادة في قلبك حينما تشعر بأنّك راتبك متدني:
- اعثر على شغفك
إحيِ شغفك من جديد، واعثر على المعنى الحقيقي وراء وظيفتك. انظر إلى الأثر الذي تخلّفه من خلال قيامك بمهمّاتك الوظيفية. تذكّر: في كلّ يومٍ تأتِ فيه إلى مكتبك وتقوم بعملك، فأنت تساهم بشكل أو بآخر في إحداث فرق في هذا العالم.
عليك أن تكتشف أثر عملك على الآخرين وتبدأ بتقدير نفسك على ما تبذله من جهد.
- اطلب علاوة!
خيار بسيط وسهل للغاية، لكن قليلين من يقومون به! إن كنت مؤمنًا بأنّك تستحقّ أجرًا أعلى مقابل ما تقوم به من عمل، فلا تتردّد في طلب زيادة أو علاوة على راتبك. لكن احرص على فعل ذلك بطريقة مهنية تضمن لك الحصول على ما تريده.
- قلل من مستويات التوتر
إن كنت تتقاضى أجرًا متدنيًا، وليس هنالك مجال للحصول على علاوة (على الرغم من أنّك طلبت ذلك)، فحاول هنا العثور على طرق فعّالة لتقليل مستويات التوتر في حياتك. جرّب أشياء مختلفة مثل تمارين التأمل، أو ممارسة الرياضة، أو تجربة الهوايات الممتعة التي تساعد على الاسترخاء والتخلّص من الضغوطات.
التخفيف من التوتّر سيخفّف من شعورك بأنّك لا تتقاضى أجرًا مناسبًا، لأنّ حياتك حينها لن تتمحور حول العمل لأجل المال فقط، املأ حياتك بأشياء أخرى غير وظيفتك.
سابعاً: أنت مضغوط جدا في العمل
تأتي تلك الأيام التي تقترب فيها مواعيد التسليم النهائية، وتنشغل فيها بإنهاء المشروع في الموعد المحدّد، ليظهر فجأة مشروع جديد وبموعد تسليم أقرب وأضيق. ومن دون سابق إنذار، تجد نفسك غارقًا بين أكوام من الأوراق واقعًا تحت ضغط شديد، يضطرّك للتضحية براحتك وحياتك الشخصية من أجل إتمام المهام المترتبة عليك.
لتبدأ في التساؤل حول جدوى ذلك، وتبدأ أفكار الاستقالة وترك الوظيفة تتهادى أمام عينيك، فتتحوّل حياتك إلى جحيم.
كيف تتعامل مع ضغط العمل الشديد؟
إذا وجدت نفسك في مثل هذا الموقف، فيجب عليك في هذه الحالة أن تتعلّم بعض أساليب العناية بالذات لتحمي نفسك من الانهيار تحت وطأة الضغط. يمكنك القيام بما يلي:
- تعلم أن تقول “لا”
توقّف عن تقديم المساعدة غير الضرورية لكلّ من هبّ ودبّ في العمل! على الأقل حتى تتمكّن من إنهاء ما عليك من واجبات وظيفية. تعلّم أن تقول “لا” للأمور التي لا تتربّع على عرش الأولويات في قائمة مهامّك الوظيفية، وقم بتأجيلها إلى وقت آخر.
- اعمل بذكاء أكبر وليس بجهد أكبر
فكّر دومًا في طرق جديدة لاختصار الوقت مع الحفاظ على الجودة، وابحث عن مختلف السبل التي تقلّل الضغط المترتب عليك: وزّع المهام بينك وبين زملائك. طالب بتوظيف أشخاص جدد. احصل على برامج حاسوبية تساعد في تسريع أداء المهام.
- ضع حدوداً والتزم بها
لا يجب أن تتمحور حياتك بشكل كامل حول العمل. إن اتخذت القرار بأن تنهي عملك في السادسة تمامًا فافعل ذلك وأطفئ حاسوبك في تمام السادسة.
ضع حدودًا صارمة للفصل بين العمل والحياة الشخصية، والتزم بها. عالمُنا الرقمي اليوم سيبذل جهده لجعلك تتجاوز هذه الحدود، لكن عليك أن تصمد حتى النهاية:
اطفئ هاتف العمل بعد انتهاء الدوام. تجنّب تفقّد البريد الإلكتروني أو الرسائل المرسلة على التطبيقات المستخدمة للتواصل في وظيفتك. اخرج من المكتب واذهب لممارسة نشاطاتك الحياتية الأخرى.
ثامناً: تشعر أنك لا تحصل على التقدير الكافي في عملك
إحدى أهم القوى الدافعة والمحفزة للبشر هي العرفان والتقدير. وما لم يتمّ إشباع هذا الشعور، فالنتيجة هي الحزن والتعاسة.
يمكنك أن تجبر زملاءك ورؤساء عملك على تقديرك من خلال التحدّث والمفاخرة بإنجازاتك، لكن ذلك لن يشعرك بالرضا في أيّ حال من الأحوال. التقدير والعرفان الحقيقي يأتي دون أن تطلبه من أحد. وإنما يكون نتيجة لعملك المتميّز من جهة، والإدارة الناجحة الذكية من جهة أخرى.
قد يكون السبب وراء تعاستك في وظيفتك الحالية هو عدم حصولك على التقدير المعنوي والماديّ الكافي الذي يتوافق مع جهودك وإنجازاتك.
كيف يمكنك الشعور بالمزيد من التقدير في عملك؟
هل سمعت بالمقولة التالية: “كن أنت التغيير الذي تريد رؤيته في العالم؟” حسنًا، يمكنك تنفيذها في عملك أيضًا! بما أنّك لا تستطيع التحكّم في تصرّفات الآخرين وإجبارهم على تقدير جهودك، يمكنك في هذه الحالة أن تكون أنت التغيير الذي تريد رؤيته في وظيفتك.
كن مبادرًا وقم بالخطوة الأولى من خلال إشعار زملائك بالعرفان والتقدير لجهودهم. فعلى الأرجح، الغالبية العظمى منهم يشعرون بما تشعر به تمامًا! قم باستحداث ثقافة الامتنان والعرفان في شركتك، ابدأ بشكر المبرمج على العمل الرائع الذي قام به على الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة. امدح موظف التسويق لأنه حقق مبيعات مرتفعة اليوم. ولا تتردّد في الإطراء على مسؤول التنظيف لأنه قام بعمل رائع في تنظيف المكتب!
لا يحتاج الأمر منك، سوى للكلمة الطيبة، وكلّما حرصت على معاملة غيرك بالعرفان والامتنان، ستجد مقابلاً مماثلاً وسيبدأ زملاؤك ومدراؤك بتقديرك أنت أيضًا.
الحل الأخير والنهائي!
بعد أن تعرّفت على أهمّ الأسباب التي قد تقف وراء تعاستك في الوظيفة، وبعد أن اطّلعت على الحلول المقترحة للتغلب على أسباب التعاسة هذه، يحدث أحيانًا أن يكون هناك في الوظيفة مشكلات لا حلّ لها. قد يكون مديرك شخصًا لا يُطاق، وضغط العمل لا يُحتمل، والتقدير فيه معدوم على الرغم من جميع محاولاتك لتبقى إيجابيًا ومتفائلاً… ما الذي عليك فعله في هذه الحالة إذن؟ حسنًا، الحلّ الأخير في مثل هذه المواقف هو ببساطة البحث على فرصة أفضل، يمكنك أن تستقيل من عملك، لتبحث عن وظيفة ترضي شغفك وتحقق لك المردود المادّي والمعنوي الذي تطمح إليه.