الرئيسيةتطوير مهنيمهارات التشبيك و كيفية تطويرها

تعد مهارات التشبيك (Networking Skills) واحدة من أهم المهارات التي ينبغي على الباحثين عن اكتسابها و تطيرها بما يخدم مسارنا المهني و يحقق طموحاتنا الشخصية و المهنية, فمهارات التشبيك هي أداة هامة جداً التي يمكنك من خلالها التسويق لقدراتك و مؤهلاتك.

ماذا تعني مهارات التشبيك (Networking Skills

مهارات التشبيك هي المهارات التي نحتاجها لبناء علاقات مهنية و شخصية بغرض تعزيز و تطوير مسارنا المهني, و من أهم مهارات التشبيك ما يلي:

  • التواصل الفعّال.
  • مهارات الاستماع.
  • المهارات الاجتماعية.
  • مهارات التحدث أمام الجمهور.
  • مهارات التواصل غير اللفظي (لغة الجسد).
  • مهارات التعامل مع الآخرين.
  • التعاطف.
  • الإيجابية.
  • روح الدعابة.
  • التركيز.

عند السعي لاكتساب وتطوير كلّ واحدة من هذه المهارات على حدى ستجد أنّ قدرتك على بناء العلاقات وإدارتها قد أصبحت أفضل، وتطوّرت بذلك مهاراتك في التشبيك.

كيفية تطوير مهارات التشبيك:

اجعل من التشبيك جزءاً من حياتك

تواصل مع شخص واحد على الأقل تجد أنّ أعماله تثير اهتمامك كل يوم أو حتى كل أسبوع. هذا كلّ ما عليك فعله! لا تسأله عن أي شيء، فقط تواصل معه عن طريق رسالة إلكترونية تُظهر له فيها احترامك له وأنّك تشاركه اهتماماته وتُعجبك أعماله، وأنّك ترغب في إرسال تحيّة خاصّة لشخص يقوم بأمور رائعة. على هذا النحو، لن يكون عليك الشعور بالخوف من أنّك تظهر بمظهر اللحوح أو غير الأخلاقي. وسوف تتمكّن من الالتقاء بالكثير من الأشخاص المثيرين للاهتمام في مجال عملك أو اهتماماتك.

اعرف المزيد عن الأشخاص الذين ترغب في التواصل معهم

 وهو أمر أساسي لا يحتاج لشرح أو تفكير، بل وتزداد أهميّته في حال كنت تسعى للتشبيك مع شخصية مشهورة أو مهمّة. ليس بسبب أهميتها، ولكن لأن هناك المئات بل ربما الآلاف وحتى الملايين ممّن يرغبون في التشبيك مع مثل هذه الشخصيات.

عليك في هذه الحالة إذن أن تتميّز عن الحشد من خلال التعمّق قليلاً ومحاولة معرفة المزيد عن الأشخاص الذين تريد التشبيك معهم. حاول معرفة بعض الحقائق والمعلومات المهمّة عن هذا الشخص. أعمالهم السابقة، اهتماماتهم الخاصّة أو غيرها من المعلومات.

يسعى الجميع على شبكة الإنترنت للتحدّث عن أنفسهم فقط وتجاهل الطرف الآخر في عملية التواصل. فلا تكن كذلك. تميّز عن الغير وبدلاً من التحدّث عن رغباتك وأهدافك من وراء هذا التعارف، ركّز على ما يملكه الطرف الآخر من مهارات أو مشاري. هذه الحركة البسيطة ستجعلك تعلق في ذاكرتهم لوقت طويل.

استخدم لغة إيجابية

وهو أمر في غاية الأهمية، لا سيّما أنّ جزءًا هائلاً من عمليّة التواصل يتم من خلال المراسلات النصيّة. حيث يصعب إيصال الكثير من المشاعر والأفكار دون أن يكون وجه الطرف الآخر ظاهرًا للعيان. وحتى تفهم ما يعني ذلك حقًا، قارن بين الجملتين التاليتين:

“مرحبا، أريد أن أجري مقابلة معك حول مشروعك الجديد الأسبوع المقبل، لدينا نحن الإثنان جمهور متشابه كثيرًا!”

 “مرحبا، يسرني كثيرًا أن أجري معك مقابلة حول مشروعك الجديد الأسبوع المقبل. جمهوري مهتمّ كثيرًا بأعمالك ويحبها.”

على الرغم من أنّ الجملين تؤديان ذات المعنى، لكنك لاحظت على الأرجح أنّ الجملة الثانية تبدو ألطف من الأولى، وأكثر لباقة. عليك الانتباه جيّدًا لطريقة صياغة جملك، حتى لا تبدو فظًّا، وحتى لا يُساءَ فهمك من قبل مستقبل رسالتك. استخدم لغة إيجابية مهذّبة مع عبارات شكر ومديح مناسبة دون مبالغة أو إفراط.

ركز على الأشخاص المهمين حقاً

جميع الأشخاص الذين تتواصل معهم بهدف التشبيك مهمّون، غير أنّ البعض يبقى أكثر أهمية من غيره، وهؤلاء بالضبط من يجب عليك التركيز عليهم أكثر، وتعزيز علاقتك معهم. بعد أن تبدأ شبكة علاقاتك في التوسّع، ستلاحظ أنّ بعض الروابط التي تبنيها تصبح أقوى من غيرها، ويصبح هنالك تبادل للخدمات والمنافع أكثر من غيرها.

قد تجد أنّ بعض هؤلاء الأشخاص يقدّمك إلى أشخاص آخرين أو يعرّفهم بأعمالك ممّا يسهم في توسيع شبكتك أكثر فأكثر، وتطوير أعمالك أكثر.

احرص على إعطاء هذا النوع من العلاقات أهمية أكبر والسعي لتوطيدها وتعميقها. في النهاية، ليس مهمًّا أن تكون لديك شبكة علاقات كبيرة جدًا بقدر ما هو مهمّ أن تكون لديك شبكة علاقات مع الأشخاص المناسبين حقًا.

تعلم فن المراسلة عبر الإيميل

الأعمال الجديّة والحقيقية تتمّ في كثير من الأحيان عبر البريد الإلكتروني. صحيح أنّ تغريدة على تويتر قد تجذب الانتباه، لكن حينما يتعلّق الأمر ببناء علاقات مهنية جديّة، فالتواصلُ الحقيقي يبدأ عندما تنتقل المراسلة إلى البريد الإلكتروني.

ولهذا السبب، عليك أن تتعلّم فن المراسلة عبر الإيميل، سواءً في المرحلة الأولية للتواصل أو بعد بناء العلاقة المهنية والتطوّر فيها.

لا تتوقع شيئاً من أحد

وهذا من أهمّ الأمور التي يتعيّن عليك التركيز عليها في عملية بناء علاقاتك. لأنك وعند انتهاج عقلية صحيحة في التشبيك، ستتجنّب الوقوع في الكثير من الأخطاء والمواقف المزعجة. إن كنت تسعى للتشبيك وهدفُك الأساسي هو الحصول على شيء في المقابل، فأنت على الأغلب لا تقوم بالتشبيك، وإنّما تقود لعبة تلاعب وابتزاز عاطفي طويلة الأمد.

العقلية الصحيحة التي يجب عليك انتهاجها خلال عملية التشبيك هي أن تدرك بأن بناء شبكة من العلاقات المهنية هو أمر ذكي بلا شكّ. ولكنه لا يعني بالضرورة أنك ستحصل على شيء مادّي في المقابل. لمجرّد أنّ شبكة علاقاتك لم تُضف شيئًا إلى حسابك البنكي، لا يعني أنّها علاقات سيئة غير مثمرة، إذ يوجد العديد من المنافع الأخرى التي يحققها لك توسيع شبكة العلاقات، مثل: الحصول على معلومات جديدة، والتحاور مع أشخاص أذكياء وخبراء في مختلف المجالات, إمكانية مقابلة أشخاص جدد على الدوام, بناءُ حضور قوي في مجتمع الأعمال, والظهور بمظهر الشخص المحبوب الذي يعرفه الجميع ويحترمونه.

تخلص من العلاقات السامة

خلال بناء شبكة علاقاتك، ستلتقي بلا شكّ بأشخاص أقلّ ما يمكن أن يقال عنهم أنّهم مصّاصو طاقة. إنهم لا ينظرون إلى هذه العلاقة على أنها علاقة أخذ وعطاء، وإنمّا يفكّرون فيها من مبدأ: “إلى أيّ مدى يمكنني الاستفادة منك؟” الغاية الأساسية من التشبيك هي مساعدتك على تطوير أعمالك والالتقاء بأشخاص رائعين تستفيد من خبراتهم ومعارفهم. وليس إحاطة نفسك بمجموعة من أصحاب المصالح الذين لا يتواصلون معك إلاّ في حال احتاجوا إلى خدمة ما.

لكن انتبه، نحن لا نتحدّث هنا عن أولئك الذين يريدون مساعدتك حقًا ولكنهم عاجزون عن تقديم أيّ عون، أو الأشخاص الذين قد يطلبون منك خدمة من حين لآخر. ما نقصده هنا هو أولئك الذي يغرقون بريدك الإلكتروني برسائل يطلبون فيها منك الخدمة تلو الأخر دون تقديم أيّ مقابل أو عرفان.

كيف تستخدم مهاراتك في التشبيك؟

 بعد اكتساب هذه المهارات وتطويرها، وبناء شبكة علاقات متميزة، عليك بلا شك أن تتفاخر بها قليلاً، وتُظهرها خلال عملية التقديم للوظائف المختلفة أو عند البحث عن شركاء لمشروعك. فكيف تفعل ذلك يا ترى؟

حسنًا لنتعرّف على كيفية التعبير عن مهارات التشبيك في كلّ من السيرة الذاتية، رسالة التغطية وخلال المقابلة الشخصية.

أولاً: مهارات التشبيك في السيرة الذاتية

 عند ذكر مهارات التشبيك في السيرة الذاتية، حاول استخدام كلمات متعدّدة للتعبير عن قدرتك على بناء العلاقات المهنية والحفاظ عليها. بدلاً من استخدام عبارة: “Networking Skills” يمكنك على سبيل المثال، استعمال الجمل التالية في قسم المهارات “Skills” في السيرة الذاتية: “Business relationships strategy” “Business development”

يمكنك أيضًا ذكر هذه المهارات في قسم الخبرات الوظيفية “Work History” من خلال الحديث عن تجاربك في إدارة الموظفين، أو العلاقات العامّة الأخرى في وظائفك السابقة.

ثانياً: مهارات التشبيك في رسالة التغطية

تعتبر رسالة التغطية مكانًا رائعًا أيضًا لذكر مهاراتك في بناء العلاقات والتأكيد عليها. وكما هو الحال مع السيرة الذاتية، يمكنك على سبيل المثال ذكر خبراتك في تطوير الأعمال Business Development في وظيفتك السابقة وكيفية تعاملك مع العملاء والحفاظ على عليهم.

يمكنك أيضًا أن تذكر أيّ تجارب حصلت خلالها على إرشاد/ إشراف خاصّ من شخص ذو منصب أعلى منك أو ما يُعرف بالـ Mentorship في اللغة الإنجليزية، ذلك أنّك تحتاج إلى الكثير من الثقة وإلى مهارات تشبيك عالية حتى تتمكّن من حمل مثل هؤلاء الأشخاص على الإشراف عليك وإرشادك.

ثالثاً: مهارات التشبيك خلال المقابلة الوظيفية

المقابلة الشخصية هي في الواقع المكان الأمثل لإظهار مهاراتك في التشبيك بشكل عملي. حيث يمكنك ذلك من خلال الآتي:

  • صافح مُقابلك بحزم وحيوية مع رسم ابتسامة على وجهك.
  • حافظ على التواصل البصري المناسب طوال فترة المقابلة.
  • اطرح أسئلة مناسبة وبيّن للشخص الذي أمامك أنّك أجريت بحثًا حول الشركة قبل الحضور.
  • تدرّب على مهارات الاستماع الفعّال وطبقها خلال المقابلة.

وهكذا نكون قد وضعنا بين يديك كل ما تحتاج معرفته عن مهارات التشبيك وكيفية اكتسابها وتطويرها، لتتمكّن من تحقيق النجاح الشخصي والوظيفي الذي تطمح إليه. ابدأ على الفور ببناء شبكة علاقاتك وتقويتها من خلال تطبيق النصائح المذكورة في هذا المقال.