إن كتابة خبراتك المهنية هو الأمر الأهم و المفتاح الرئيس لسيرنك الذاتية, إذ ينبغي عليك أن تذكر ضمن هذا القسم تفاصيل و معلومات مهمة و بشكل احترافي عن تاريخك المهني.
يعتبر هذا القسم القلب النابض لسيرتك الذاتيّة، وكلّما اكتسبت خبرة أكثر كلّما زادت قيمة سيرتك الذاتيّة أكثر؛ على الرّغم من أنّ ذلك قد يصعّب عليك الأمر أكثر في اتخاذ القرار الأهم في نوعيّة الخبرات التي عليك أن تضيفها لسيرتك الذاتيّة، وما هي الخبرات التي عليك أن لا تذكرها في المقابل.
هذا القسم عليه أن يعكس فعليّاً الصورة الأشمل التي يجب أن يراها مسؤول التوظيف لحياتك المهنيّة، والماضي الذي أنجزته خلال وظائفك السابقة، كما ويجب أن تعكس قوّة حياتك المهنيّة لمسؤول التوظيف ليعرف أنّك الموظف الأمثل للوظيفة الشاغرة.
كيفيّة كتابة قسم الخبرات العمليّة
عليك أن تذكر الشركات التي عملتَ بها، وتاريخ التوظيف، والمنصب الذي شغلته، بالإضافة إلى قائمة المهام والإنجازات التي حققتها خلال عملك بالوظيفة نفسها. كما وعليك أن تذكر كلّ الدورات التدريبيّة التي حصلت عليها خلال الوظيفة، وتذكر الدورات الصيفيّة، كما وتذكر أيّة وظائف مؤقتة شغلتها خلال وظيفتك الرئيسة، هذه التفاصيل وأكثر عليك أن تذكرها في قسم الخبرات العمليّة.
ليس شرطاً أساسيّاً أن تذكر كل الوظائف التي سبق وعملت بها، بينما إذا كنتَ لا تزال حديثاً في سوق العمل وقد عملت في بعض الوظائف كموظف مبتدئ فإنّه في هذه الحالة عليك أن تذكر كل الوظائف التي سبق وعملت بها. ولكن مثلاً إذا كنت صاحب خبرة بأكثر من عشر سنوات فليس هناك داعٍ أبداً لأن تذكر كل الوظائف التي عملت بها لا سيّما في بداية حياتك المهنيّة.
كتابة الوصف الوظيفيّ:
عليك أن تذكر العنوان الوظيفيّ لكل وظيفة عملت بها، بالإضافة إلى اسم الشركة، وعنوانها، وعدد سنوات الخبرة بها، بالإضافة إلى وصف مختصر للمهام والإنجازات التي حققتها خلال هذه الوظيفة.
تجنّب ذكر المهام البسيطة اليوميّة، وسلّط الضوء أكثر في هذا القسم على إنجازاتك وقدراتك التي أنجزتها خلال عملك في الوظيفة، وسنذكر لك لاحقاً كيف تكتب الوصف الوظيفيّ (الإنجازات والمهام) بطريقة مفصلة.
بغض النظر عن الطريقة التي تختارها في كتابة وصفك الوظيفيّ، عليك أن تحرص أن يكون متناسقاً ومرتباً بشكل مرتب ومنسّق، يمكنك أن تستخدم نظام التنقيط (*) لذكر التفاصيل المخصصة لكل وظيفة عملت بها.
كما ويجب أن تكون كلّ النقاط بنفس المحاذاة والجهة، بمعنى إذا كانت سيرتك الذاتيّة باللغة العربيّة فيجب أن يكون ذكر التفاصيل كلّها لجهة اليمين، بينما إذا كانت بالإنجليزيّة فيجب أن تكون النقاط كلّها بمحاذاة الشمال.
ترتيب الكتابة:
عليك أن تذكر الوظائف من الأحدث فالأقدم؛ والوظائف التي لها علاقة مباشرة بالوظيفة التي تقدّم لها أكثر؛ على أن تذكر اسم الوظيفة، وتاريخ استلام الوظيفة وإنهائها، ومختصر عن المسؤوليات الملقاة على عاتقك، والإنجازات.
عند كتابة الإنجازات عليك أن تحرص على أن تكون مخصصة ومتناسبة مع الوظيفة التي تقدّم لها، وأن تعرضها بما يجب أن يراه مسؤول التوظيف في سيرتك الذاتيّة. خذ وقتك في التفكير حتى تربط بين كل وظيفة وإنجازاتك بطريقة مميّزة، ممّا يجعل قارئ سيرتك الذاتيّة يرى فيك الموظف الأمثل للوظيفة.
فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت تقدّم لوظيفة مسؤول علاقات عامّة في الشركة وقد شغلت هذا المنصب مسبقاً، يمكنك أن تذكر في تفاصيل إنجازاتك خبرتك في:
- إعداد وتوزيع النشرات الإخباريّة الخاصّة بالشركة، وتوزيغ هذه المنشورات على أكثر من 90% من الزبائن المحتملين للشركة.
- بناء علاقات قويّة مع وسائل الإعلام المختصة، وعقد أكثر من 20 مؤتمر صحفيّ للتواصل مع شركات الإعلام.
- وضع استراتيجيات خاصة بحملات ترويج المنتج الخاص بالشركة، ممّا ساهم في زيادة نسبة المبيعات للمنتج بنسبة 60% في الشهر الواحد.
لا تنسى عند كتابة الإنجازات أن تدعمها بالأرقام والحقائق.
القواعد العامّة للكتابة
عند كتابة تاريخ التوظيف عليك أن تذكر الوظائف التي لها علاقة بالوظيفة التي تقدّم لها، وكذلك الأمر ينطبق على المهارات، والمعارف، والخبرات المتعلقة بكل وظيفة تذكرها.
عليك أن تحرص على أن لا يكون هناك أي فراغ وظيفيّ في تاريخك المهنيّ، ولكن في حال كنت عاطلاً عن العمل لعدّة أشهر أو حتى لسنوات فعليك أن توضّح الأسباب والظروف التي أدّت إلى هذا الأمر، ولا تكذب لأن مسؤول التوظيف سيكتشف ذلك، ولكن لا داعي لذكر كل التفاصيل لأنّ من سيقابلك سيستفسر أكثر خلال المقابلة إذا كان هناك حاجة للأمر.
عليك أن تذكر تفاصيل الوظائف الأحدث فالأقدم، حيث إنّه من الأرجح أنّ تفاصيل وظيفتك الأرجح هي الأكثر علاقة وارتباطاً بالوظيفة التي تقدّم لها، كما وأنّ مسؤول التوظيف سيفضّل أن يعرف عنها أوّلاً.
عند كتابة مهامك وإنجازاتك لا تسرد التفاصيل بطريقة نثريّة، اذكرها بطريقة النقاط والترقيم؛ لتسهيل فهم الأمور على مسؤول التوظيف أكثر، ولتكون أكثر وضوحاً.
ماذا لو كنتَ لا تملك أيّة خبرات عمليّة أو لم تعمل مسبقاً بتاتاً؟
إذا كنتَ لم تعمل بنفس الوظيفة التي تقدّم لها مسبقاً يمكنك أن تذكر وظائفك التي عملت بها على الرغم من عدم علاقتها المباشرة بالوظيفة الحاليّة؛ ولكن حتى تنجح في تسويق سيرتك الذاتيّة عليك أن تكون ذكيّاً بربط هذه الوظائف والمهارات التي اكتبستها منها بالوظيفة التي تقدّم لها.
فعلى سبيل المثال؛ إذا كنتَ عملت خلال دراستك الجامعيّة جرسوناً في أحد المطاعم يمكنك أن تذكر خبرتك في العمل مع فريق، وخبرتك في تقديم الخدمات للزبائن، وغيرها من المهارات التي اكتسبتها من عملك هذا، وتربطها مع الخبرات المطلوبة للوظيفة التي تقدّم لها ولها علاقة مباشرة بتعليمك الجامعيّ.
نصائح مهمّة عليك مراعاتها عند كتابة هذا القسم
اختيار كلماتك التي تصف خبراتك بعناية تامّة: مسؤول التوظيف يحب أنّ يرى إنجازاتك، يمكنك أن تذكر مهامك التي كنت تؤديها في الوظائف التي تذكرها، ولكن في الحقيقة فإنّ كتابة هذا القسم بنجاح يعتمد على تسليط الضوء على مدى أهميّة هذه المهام في التأثير على نجاح الشركة وأهدافها، أو بمعنى آخر – إنجازاتك ونجاحاتك -.
كتابة “أرقام” لتأثيرها الكبير في لفت النظر إلى سيرتك الذاتيّة: عليك أن تدعم هذا القسم بـ “الأرقام والحقائق”، فإنّها تترك أثراً بالغاً في نظر مسؤول التوظيف إلى مدى أهميّة اختيارتك للوظيفة.
التوفيق بين مهامك في وظيفتك السابقة والمهام المطلوبة للوظيفة التي تقدّم لها: أي أن تختار أكثر المهام التي كنت تقوم بها في وظيفتك السابقة مناسبة وملائمة للمهام التي ستطلب منك في الوظيفة التي تقّدم لها، ولكن إيّاك أن تنسخها – كما هي في الإعلان -.
ذكر المدن والدول التي عملت بها: ففي حال عملت في عدّة وظائف في دول أو مدن عديدة، فإنّ من الأفضل أن تذكر هذه المعلومات، فإنّ مسؤول التوظيف يفضّل أن يعرف من أين اكتسبت الخبرات العمليّة التي تملكها.
أمور مهمّة عليك تجنّبها عند كتابة هذا القسم
كتابة أكثر من أربع أو خمس وظائف: لست بحاجة إلى كتابة كل وظيفة عملت بها ما لم تكن متعلقة بشكل مباشر بالوظيفة التي تقدّم لها، فمسؤول التوظيف لا يحتاج إلى أن يعرف كلّ هذه التفاصيل.
كتابة وظيفة عملت بها لشهرين أو أقلّ: من السيء أن تذكر في هذا القسم أنّك عملت في وظيفة ما لمدّة شهرين أو أقلّ حتى، فإنّ هذا الأمر سيزيد فضول مسؤول التوظيف ويعتقد أنّ هناك خلل ما أو مشكلة في سيرتك الذاتيّة، ما لم يكن سبب مقنع لذلك.
إعادة تكرار نفس المهام الوظيفيّة في أكثر من وظيفة استلمتها: فإنّ عدم تغييرك في نوعية المهام التي قمت بها يضعف من أهميّة خبراتك.
إهمال كتابة الكلمات المفتاحيّة التي يبحث عنها مسؤول التوظيف في كلّ سيرة ذاتيّة.