تستخدم معظم المنظمات اليوم تقنية الإختيار الآلي للسير الذاتية للمتقدمين. حيث تًدخل إلى نظامها التكنولوجي الشروط و المهارات و سنوات الخبرة التي تريدها في الموظف المطلوب. و عند التقديم لوظيفة يتم إستبعاد السير الذاتية التي لا تنطبق عليها الشروط المحددة مسبقا بشكل آلي. و بالتالي, على الباحثين عن الوظيفة اليوم ألا يهتموا فقط بإنطباع أصحاب العمل عن سيرتهم الذاتية فقط و إنما أيضا في التأكد من أن سيرتهم الذاتية وصلت فعلا إليهم.
في الآونة الأخيرة, أجريت دراسة لفهم كيفية تأثير السيرة الذاتية المكتوبة بإحترافية على عملية التوظيف. خلصت الدراسة إلى أن فرص أصحاب السير الذاتية المكتوبة بشكل إحترافي للوصول إلى مرحلة المقابلة أكبر من فرص أولئك الذين يكتبون سيرهم الذاتية بشكل ذاتي و غير إحترافي.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه ضمن كل المعوقات التي تتخلل عملية التوظيف, فإن سيرتك الذاتية قد تكون من أهم تلك المعوقات التي تحول دون وصولك إلى مرحلة المقابلة.
إليك 5 طرق تزيد من فاعلية سيرتك الذاتية و تجعل منها أداة تسويقية بالنسبة لك:
1- هل سيرتك الذاتية تلتزم بمعايير أنظمة تتبع المتقدمين (ATS)
ما الجدوى من سيرة ذاتية رائعة إن لم تصل إلى مكتب مدير التوظيف أو المسؤول عن عملية التوظيف؟ يعتمد معظم أصحاب العمل في الوقت الحاضر على أنظمة تتبع المتقدمين (ATS) للكشف عن المرشحين المحتملين قبل الإتصال بهم لإجراء مقابلة. تم تصميم نظام ATS لإستبعاد المترشحين الذين يعتبرون أقل تأهيلا من زملائهم لشغل الوظيفة المعلن عنها. معظم الباحثين عن عمل لا يعرفون كيفية إدارة هذا النظام أو التعامل معه. و بالتالي عليك أن تهتم بسيرتك الذاتية و تصممها بشكل إحترافي لتتماهى مع شروط و معايير هذه الأنظمة و من ثم الوصول إلى مرحلة المقابلة. أفضل وسيلة لضمان إختيارك آلياً من خلال هذه الأنظمة هي أن تقوم بصياغة السيرة بشكل يتناغم مع الوصف الوظيفي المعلن عنه و أن تكون سيرتك الذاتية تعكس بصدق ما تمتلكه من مهارات و بشكل و اضح حتى يتمكن النظام من مقارنة سيرتك الذاتية مع الوصف المعلن و يضعك ضمن القائمة المناسبة.
2- هل تعبر سيرتك الذاتية عنك بطريقة مقنعة
السيرة الذاتية القوية تحكي قصتك الحقيقية لمسؤول التوظيف. تذكر أن سيرتك الذاتية عبارة عن مستند تسويقي, و لذلك يجب وضع هدفين في الإعتبار عند كتابة سيرتك الذاتية: عرض أهداف عملك و إثارة إعجاب جمهورك المستهدف (الشركات و مسؤولي التوظيف). و بالتالي, يجب أن يبرز كل جزء من المعلومات المكتوبة في سيرتك الذاتية مؤهلاتك و إنجازاتك. لا يهتم أصحاب العمل بمعرفة تفاصيل المهام التي قمت بها في الماضي, إنهم يريدون فقط معرفة ما إذا كنت مناسبا لمرحلة المقابلة أو لا. و هذا يتطلب إنشاء سرد قوي لتاريخك المهني بشكل يساعدك على التميز و المنافسة.
3- يجب أن تظهر سيرتك الذاتية تأثيرك بدلا من سرد المسؤوليات
لا ينبغي أن تكون سيرتك الذاتية مجرد قائمة من المسؤوليات, بل يجب أن تعرض إنجازاتك التي قمت بها خلال حياتك المهنية و أن تحدد التأثير الذي أحدثته في المنظمات التي عملت بها.
4- تحديد إنجازاتك
عندما طُلب من أرباب العمل في الدراسة التي أجريت في تقييم مدى نجاح كل سيرة ذاتية قاموا بمراجعتها و قياس قدرة المرشح على تحقيق النتائج, حصلت السير الذاتية المكتوبة بشكل إحترافي على درجات أعلى من تلك المكتوبة يدويا و بشكل غير إحترافي بنسبة 35%.
يقيس القائمون على التوظيف إمكانياتك من خلال إنجازاتك السابقة, مما يعني أن إنجازاتك التي قمت بها في الماضي مهمة للغاية. يمكن لأي شخص أن يدّعي بأنه يمتلك موهبة معينة, لكن المتقدمين الذين يظهرون دليلا على ما يقولون هم من يسترعون إنتباه أصحاب العمل. فمثلا بدلا من القول “تحسين المبيعات”, كن أكثر تحديدا, و قل ” زادت الإيرادات بنسبة 50% في العام الماضي.”
5- التنسيق الجيد
يجب أن تراعي العناصر المرئية في سيرتك الذاتية بطريقة تمكن القارئ من فهم قصتك المهنية بسرعة. و في الوقت ذاته, يجب أن تبتعد عن التصاميم الفخمة و الإكثار من الألوان لإنها قد تجعل السيرة الذاتية تبدو بأنها غير عملية. يميل أصحاب العمل إلى السيرة الذاتية الغير معقدة و التي تحقق التوازن الصحيح بين المحتوى و المساحة البيضاء. و كلما كانت سيرتك الذاتية سهلة القراءة كلما زادت فرص وصولك إلى مرحلة المقابلة.