يستغرق معظم الناس ما لا يزيد عن العشر ثواني الأولى من اللقاء للحكم على الشخص الذي يقابلونه للمرّة الأولى، اعتماداً على المظهر الأوّلي، وذلك بناء إلى دراسة أجرتها جامعة برنستون منذ أكثر من عشر سنوات.
وبما أنّ معظم الناس يحكمون عليك من مظهرك والشكل الخارجي لك، فإنّه من الضروري في مجال العمل والتوظيف أن تحرص كلّ الحرص على استغلال هذه الميزة في مقابلاتك المهنيّة لتستطيع أن تنقل للناس الصورة التي تحب أن يروك بها، على أن تكون في أفضل شكل. إنّ هذا يعني أنّه عليك أن تعتني جيّداً بشكلك الخارجيّ، وأن تكون ذكيّاً في مراعاتك للأمور التي تعكس انطباعاً مبهراً عنك، لتحظى بوظيفة الأحلام.
فإذا كان الأمر كذلك فلا بدّ أنّك تتساءل ما هي الأمور التي عليك مراعاتها لتحسن في عكس الصورة الأجمل والانطباع الأبهى لك من خلال الثواني العشر الأولى في المقابلة الشخصية، لتضمن لنفسك مكاناً في الشركة؟
إليك أهمّ الأمور التي عليك مراعاتها لترك انطباع إيجابيّ:
الوصول إلى مكان المقابلة في الوقت المناسب:
الوصول قبل موعد المقابلة بوقت قصير يعني أنّك وصلت في الوقت المناسب والصحيح، وهذا الأمر يعكس انطباعاً أوليّاً إيجابيّاً لاحترامك للوقت، وللأشخاص الذي ستقابلهم. وقد أثبتت الدراسات أنّ الوقت الأمثل للوصول لمقابلة شخصية هو الوصول قبل الوقت المحدّد بعشر دقائق إلى ربع ساعة لا أكثر ولا أقلّ.
ولو تأخرت عن الموعد لأيّة أسباب قاهرة لا تنسى أن ترسل اعتذاراً حتى لا يضطروا لانتظارك وقتاً طويلاً، وتحكم على نفسك بخسارة الوظيفة دون أن تحظى بفرصة المقابلة حتى. ومن الأفضل أن تزور مكان المقابلة في وقت سابق إذا كان المكان جديداً عليك ولم تصله مسبقاً، حتى تستطيع أن تقدّر بأفضل تقدير الوقت الأمثل للوصول على الموعد الصحيح، دون تأخير أو حتى الوصول باكراً.
ارتد أفضل ملابسك وأنسبها “تأنّق لتلفت الانتباه:
جميعنا نعرف أنّه من المريح الأكثر أن نرتدي ملابس عملية مريحة، ولكنّ هذا الأمر يجب أن لا يراه مسؤول التوظيف خلال المقابلة أبداً. ارتدي الملابس الرسميّة الأنيقة التي تناسب المقابلات الشخصية والعمل، إذا أردت أن تعرف المزيد عن تفاصيل هذا الأمر يمكنك قراءة هذا المقال.
عليك أن تُحسن اختياراتك لملابسك، على أن تبتعد عن المظهر الرثّ وغير الرسميّ، والموضات القديمة، وحتى الغريبة وغير المألوفة.
انتبه للكنتك أو لهجتك ونبرة صوتك:
قد تكون هذه النصيحة نصيحة قديمة سمعتها كثيراً من والديك، ولكنّها مهمّة جدّاً لترك انطباع أوّلي مميز عنك. فكما أنّ الكثير من الناس يطلقون حكماً أوّلياً من مظهرك الخارجيّ، فإنّ كلامك ولهجتك وطريقة حديثك تضفي انطباعاً إمّا إيجابيّاً وإمّا سلبيّاً عن شخصيتك.
فإنّ نبرة صوتك، وطريقة كلامك، واختيارك للكلمات مهم جدّاً في المقابلة الشخصية؛ حيث إنّ بعض الدراسات التي أجرتها جامعة غلاسكو في اسكوتلندا على طلاب الجامعات توصلت إلى أنّ الصوت والنبرة واللهجة منذ سماع الكلمة الأولى للشخص تعكس مدى قوّة الشخصية، والجاذبية، والثقة بالنفس. كما وجدت الدراسة أنّ النساء الذين يتكلمن بصوت منخفض وهادئ وواضح هم أفضل ممن يتكلمن بصوت عالٍ، بينما بالنسبة الرجال كان الأمر بالعكس، حيث إنّه من الأفضل للرجال أن يتكلموا بصوت عالٍ وواثق على أن يتكلموا بصوت منخفض غير واثق.
صافح بطريقة مثالية قويّة:
قد تكون سمعت مسبقاً بهذه النصيحة، فإنّ المصافحة أمر روتيني واعتيادي في أي مقابلة، ولكنّك قد تغفل عن مدى أهمية هذا الأمر في عكس انطباع مميز عنك إذا أحسنت ذلك. فإنّ المصافحة تعتبر التفاعل الجسدي الأوّل بين شخص وآخر، ولذلك فإنّه من المهم أن تتأكّد من أنّك قد أحسنت المصافحة بشكل جيّد.
وقد خلصت دراسة أجرتها جامعة إلينوي أنّ المصافحة قد تكون الطريقة الأسهل لعكس تأثير وانطباع إيجابي للشخص الذي تقابله، كما وتكسب ودّه. ولكن من المهم أن تعرف أنّ مصافحتك يجب أن تكون قوية بحيث تعكس عنك الثقة، والودّ، والثبات.
تواصل بلغة العيون:
إنّ التواصل بلغة العيون له تأثير كبير على ترك انطباع أوّلي مبهر للشخص الذي تتعامل معه، عليك أن تدرك تماماً أنّ التواصل بالعيون يترك أثراً إيجابيّاً كبيراً في نفس الشخص الذي أمامك، ليس لأنّ عدم التواصل المباشر بالعيون قد يكون أمراً وقحاً، أو قد تعكس أمراً سلبيّاً من شخصيتك كالانطوائيّة، وعدم الثقة بالنفس.
بل إنّ التواصل المباشر بالعيون خلال محادثتك لشخص آخر يعطي انطباعاً جيّداً عنك بالذكاء، كما وأنّ بعض الدراسات وجدت أنّ هذا الأمر في علم النفس الاجتماعي له تأثير كبير في زيادة التواصل بين الأشخاص، والتأثير أيضاً بشكل إيجابيّ في الحكم على الطرف الآخر.
ابتسم:
لا تنسى أن تصنع ابتسامة جميلة واثقة على محياك، فإنّ للابتسامة سراً كبيراً في كسر الجمود وزيادة الودّ بين الأشخاص؛ فلو لم تكن الابتسامة سرّاً من أسرار التودّد بين البشر لما كانت سنّة من سنن رسولنا الكريم ويؤجر عليها من يفعلها؛ يقول (صلّى الله عليه وسلّم): “تبسّمك في وجه أخيك صدقة”.
دع الشخص الذي يقابلك يتكلم أوّلاً:
من الطرق الأساسية التي تساعدك في ترك انطباع أولي إيجابيّ قدرتك على بناء علاقة مبنية على الاحترام والثقة، لو كنت تتساءل كيف يمكنك أن تبدأ ذلك من الوهلة الأولى للمقابلة؛ فإنّ الجواب يعتمد على إقناع الطرف الآخر المسؤول بأنّه أهل للثقة، وذلك بتركه هو من يبدأ بالحديث.
فإنّ هذه الطريقة بحسب علماء الاجتماع تعتبر وسيلة جيّدة لكسب ثقة من أمامك، يمكنك أن تبدأ الحديث أنت بسؤال ليردّ هو عليك ويستلم بداية المحادثة، وعلى الرغم من أنّ الأمر قد يبدو صعباً لا سيّما إذا كان مسؤول التوظيف من أصحاب الشخصيات القياديّة والذي يحبون استلام زمام الأمور، ولكنّ هذه الطريقة فعّالة جدّاً لترك انطباع جيّد لمن يقابلك.