إن العثور على الوظيفة التي تناسبنا أو التي نحبها ليس بالأمر السهل أو الهيّن و خاصة في ظل البيئة اليمنية المحفوفة بالكثير من الصعاب بسبب الوضع الإقتصادي المتدهور الذي تشهده البلاد.
و لهذا سنكرس هذا المقال في توضيح كيفية تحديد و إيجاد الوظيفة التي تناسبها و نحبها في ذات الوقت:
كن واقعياً في ما يتعلق بالرضا الوظيفي:
كل عمل له ايجابياته وسلبياته وأيامه الجيدة وتلك المرّة، لذا فلتكن توقعاتك واقعية. عندما تحب وظيفتك تشعر بأنها امتداداً لهويتك، وليست مجرد واجب أو تجربة قاسية أنت مضطر للقيام بها من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً. بل ستستيقظ كل يوم مرحّباً بالمهمات التي تنتظرك وستفرح بالتحديات التي تواجهك وتتقبلها بهدوء وانفتاح.
إن الخبر السعيد هو أن الرضا الوظيفي موجود بالفعل ويتخذ أشكالاً كافة والكثير من الناس يحبون عملهم ويحبون مهنتهم.
استكشف القيم الخاصة بك:
إن تحديد الأمور الأهم بالنسبة إليك مسبقاً سيساعدك في تفادي الكثير من المعاناة لاحقاً. فهناك الكثير من الاختبارات المتاحة التي قد تساعدك في تحديد أولوياتك ولكن يمكنك أن تبدأ من خلال تحديد أكثر ما يهمك وأن تقوم بترتيب الأمور بحسب أولويتها بالنسبة اليك.
وقد تتضمن هذه الأولويات أمور متنوعة مثل منزل في الجبل، منزل على شاطئ البحر، مسافة قريبة للوصول الى العمل، قضاء وقت مع العائلة، مدير يمكنك التحدث اليه، فريق عمل يمكنك التعلم منه، تأمين لعائلتك، شركة يمكنك التفاخر بها، تدريب وتطور مستمرين، أمن وظيفي، مهنة تمنحك مرتبة مرموقة في المجتمع، راتب يجعلك غني أو مشهور، قضية تؤمن بها وغيرها من الأمور.
قد تكون اللائحة طويلة أو قصيرة جداً ولكنها ستكون خاصة بك وتكمن أهميتها في ترتيب الأمور بحسب أولويتها كي تكون واضحاً حول الأمور الأساسية.
استكشف إهتماماتك:
ما هي الأشياء التي تحب أن تقوم بها عادةً؟ ما الذي كنت لتختار القيام به لو كانت لديك حرية الاختيار؟ هل تقوم برسم رسومات كاريكاتورية على هوامش الصفحات في الوقت الذي يقوم به كل من المحاسبين الآخرين بعملهم الاعتيادي؟ قد تكون فناناً موهوباً.
هل تتطلع لعطلة نهاية الأسبوع لكي تتمكن من ممارسة مهاراتك في اللغة الإنجليزية, أو تعليم الأطفال, أو أن تأخذ جولة حول البلد؟
من المحتمل أن تكون رسالتك التعليم كمتخصص لغوي أو أستاذ أو شاعر أو دليل سياحي أو وكيل سفريات أو مسافر. مهما كانت الأمور التي تحب القيام بها، لا تقلل من أهميتها لأنك لم تتعلمها بل تذكر بأن معظم الأشخاص يلمعون في المجالات التي يحبونها كما أن الوقت لم يفت كي تتعلمها.
تخيّل نفسك لبرهة في المكان الذي تود أن تكون موجوداً فيه في خلال السنوات أو الأشهر المقبلة.
ما الذي تراه؟ وما الذي تشعر به؟ ما الذي تقوم به؟ وما الذي فعلته كي تصل الى هناك؟ لا تخف من الأحلام الكبيرة ومن التفكير الخيالي والبعيد في خلال قيامك بتحديد اهتماماتك وتطلعاتك للمهن المحتملة.
حدّد مهاراتك ونقاط قوتك:
لا بد من أنك تملك مهارات عالية ومتطورة وتعتقد بأنك تفشل في أمور أخرى على مقياس الإمتياز ولكن في السوق المهنية الحالية، يكمن الأمر في المهارات المتنقلة بدلاً من تلك التقليدية.
فالتبدلات المهنية أصبحت شائعة ولكن عليك أن تدرك ما هي مهاراتك التي يمكنك استخدامها في الوظيفة الجديدة.
فليست المهارات التقنية التي تعبت لإكتسابها في أيام الدراسة هي وحدها التي ستساعدك وتنفعك بل أيضاً المهارات الأخرى وقدرتك على القيادة والهام من حولك وتحفيزهم والتواصل معهم.
كن جاهزاً لتعلم مهارات جديدة:
كي تتعلم مهارات جديدة، عليك أن تبتعد لفترة وجيزة عن مكان العمل، كما أنه يمكنك الإلتحاق ببرنامج تعليم خلال عملك.
ومهما كانت الثغرات التي وجدتها بين مجموعة مهاراتك الخاصة واهتماماتك، فيمكنك سدّها ببرنامج دراسي متين، سواء كان ذلك من خلال التعلم الذاتي أو دورة تدريبية أو شهادة دراسية جديدة.
في الواقع، لقد تم اعتماد التعلم في مكان العمل اليوم إلى حدٍ كبير كالتزام لمدى الحياة لذا كن جاهزاً للإلتزام به لفترةٍ طويلة.
قم بالبحث المتواصل:
قد يتضمن ذلك الكثير من القراءة حول الشركات ومجالات العمل المستهدفة بالإضافة الى الوظائف والمسارات المهنية ولكنه ليس من الضروري التوقف عند ذلك.
تحدث مع الأشخاص الذين يعملون في مجال العمل الذي يهمك وحاول أن تعرف كيف هي حياتهم وكيف يمضون يومهم ومدى توافق الدور الوظيفي مع مهاراتك واهتماماتك وقيمك.
اطلب مقابلة للحصول على المزيد من المعلومات ولزيارة الشركة التي تود الوصول إليها وبعد المقابلة اطلب جولة في المكتب كي تتعرف على الشركة أكثر.
تحدث مع الموظفين العاملين هناك أو الذين كانوا يعملون هناك. تعرف على أفضل الأوجه لهذا الدور الوظيفي والمجال والشركة و أسوأها كي تتمكن من التخطيط لانتقالك.
تأكد من أن أهداف الشركة تتوافق مع أهدافك الشخصية واهتماماتك ولا تتناقض مع أي من قيمك الأساسية . و تأكد بأن حماسك سيزيد مع كل معلومة جديدة تحصل عليها.
ولكن ماذا إن كنت لا تكره وظيفتك الحالية ولا تريد أن تتركها ولكنك تشعر بأنك لا مبالٍ ومتوتر؟ في الواقع إنه لأمر شائع وطبيعي فهناك طرق عدة للإنتقال من الأداء الجيد الى الأداء الرائع على مقياس القناعة.
ابدأ بالطريقة عينها المذكورة سابقاً وكن واقعياً الى أقصى حد في ما يتعلق بتوقعاتك ومن ثم استيعاب ما هي قيمتك الفعلية وما هو الذي تريده من الوظيفة.
وبعد ذلك، ابدأ بتحليل ما هو الأمر الأساسي الذي يعرقل اندفاعك وانتاجيتك في العمل. وما هي الثغرات الموجودة بين الرؤية الخاصة بك للوظيفة التي تتماشى مع احتياجاتك واهتماماتك والوظيفة الملتزم بها حالياً؟
يجب أن تكون صريحاً جداً مع نفسك كي تتمكن من ايجاد الحل المناسب.
وبعد أن تحدد أسباب عدم توافق مهنتك مع احتياجاتك الشخصية و/أو المهنية وتوقعاتك ضع خطة لحل تلك المشاكل.
فبالنسبة الى بعض الأشخاص، إن مجرد ترتيب النتائج كافة من خلال هذا التمرين الذاتي، كافٍ لاكتشاف ذواتهم وسيقومون من خلال ذلك باختيار تغيير عاداتهم وتصرفاتهم تجاه عملهم بكل سعادة وفعالية بدلاً من تغيير أي من الأمور الأساسية والجذرية في العمل.
قد يكون تحقيق الذات فضلاً عن التصرف بإيجابية هو كل ما تحتاجه للتخلص من الشعور اليومي بالقلق.
وقد يظن البعض الآخر أنهم بحاجة الى القيام بشيء ما كي يتمكنوا من إعادة تنظيم أعمالهم وحياتهم إن كان ذلك من خلال طلب ساعة استراحة إضافية للذهاب الى المنزل وإطعام الأطفال، أو الحصول على تدريب إضافي أو إجراء تقييمات ذاتية بانتظام أو تحسين قنوات التواصل مع المدير وغيرها من الأمور.
مهما كانت نتيجة التقييم الذاتي الذي أجريته، فأنت المسؤول الأول عن تحديد الخطوات التي يتعين عليك القيام بها من أجل سدّ الثغرات الموجودة.
تذكّر أنك إن كنت تفتقر الى معرفة كيفية معالجة القضية يمكنك الحصول على تدريب أو مساعدة ودعم من صديق أو زميل تثق به أو مدرّب أو مستشار مهني.
وأهم ما في الأمر هو أن تدرك أنك أنت الشخص المسؤول والمتحكم بمسيرتك المهنية وأن الثغرات التي قمت بتحديدها لن تتمكن منك لأنك تعلم بوجودها مسبقاً وتفهم أبعادها وقد اخترت أن تنظر اليها بإيجابية وتتقبلها أو أن تعمل على معالجتها.