يمتلك الباحثون عن عمل في غالب الأحوال انطباعاً موحداً حول لجان المقابلات ألا و هو أنهم مجموعة من الموظفين المحنكين الحريصين على تشريح و تحليل الشخص الماثل أمامهم.
يولد هذا النوع من المقابلات لدى الباحث عن العمل خليط من مشاعر الرهبة و الخوف و عدم الراحة و الذي تبدأ بوادره بالظهور قبل موعد المقابلة و قد يستمر طيلة الفترة الزمنية التي تستغرقها المقابلة.
لا يعقد أصحاب العمل في واقع الأمر هذا النوع من المقابلات لغايات ترهيب الباحثين عن عمل و إثارة جزعهم و توترهم. إذ يتساءل المرء عن السبب الذي يدفع أصحاب العمل إلى تبني هذا النوع من المقابلات؟ ما هي الأمور المترتبة على لجان المقابلات؟ كيف يستطيع الباحثون عن عمل التعامل مع هذا النوع من المقابلات بنجاح؟
إلى ماذا يشير مصطلح لجان المقابلات بالضبط؟
تشبه لجان المقابلات التقليدية الفردية إلى حد كبير في مضمونها لكنها تختلف في شكلها بحيث تشمل حضور صانعي القرار مجتمعين بما فيهم رئيس اللجنة و الباحث عن العمل في مقابلة واحدة جامعة.
يأخذ أعضاء اللجنة أدوارهم في طرح الأسئلة كما يصدر القرار عنهم مجتمعين فيما إذا كان الباحث عن عمل الموجود أمامهم مناسباً لشغل الوظيفة الذي يقابل من شأنها.
يسأل في غالب الأحيان كل عضو من اللجنة أسئلة تختص في مواضيع محددة مثل مواضيع الخبرة المهنية و التصرف و المهارات و ….. إلى آخره.
بعد طرح كافة الأسئلة في المقابلة و الإجابة عليها يعمل كل عضو من أعضاء اللجنة على تقييم الباحث عن عمل بالاعتماد على وجهة نظره و آرائه الخاصة ثم تقوم اللجنة بمناقشة تطابق الباحث عن عمل مع المنصب المطروح.
لماذا تتبنى الشركات أسلوب لجان المقابلات؟
تعتبر لجان المقابلات وسيلة لا تستنزف الكثير من الوقت بحيث تسمح لكافة صانعي القرار الذين لديهم دور في عملية التوظيف تقييم الباحث عن عمل في نفس الوقت و التوصل إلى القرار النهائي في فترة زمنية قصيرة.
تسمح لجان المقابلات بإجراء تقاييم دقيقة و مركزة للتصرف و الأداء حيث تسمح الطريقة التي يتصرف بها الباحث عن العمل عند مواجهته لمجموعة من الموظفين المحنكين للجنة تحديد فيما إذا كان قادراً على التعامل مع الضغط بشكل جيد كما يستطيعون معرفة فيما إذا كان قادراً على التواصل مع كافة المستويات في الشركة (عند نهاية المطاف قد يصبح أعضاء اللجنة هذه زملاء للشخص الذين يجرون معه المقابلة أو مدراء له.)
تفتح لجان المقابلات لأعضاء اللجنة المجال لتحليل تفاصيل الباحث عن العمل و خبراته المهنية و مهاراته و تصرفاته و غيرها من جوانب مغطين هكذا كافة الجوانب الحيوية للوظيفة.
يؤكد هذا الأسلوب في إجراء المقابلات للإدارة (و للباحث عن عمل) أن القرار النهائي المتخذ عند النهاية عادل بسب اشتراك عدد كبير من المقابلين الذين طرحوا الأسئلة و حللوا و ناقشوا آراءهم و وجهات نظرهم المجتمعة حتى وصلوا إلى القرار النهائي.
ما هي التحضيرات التي يمكنك إتباعها كباحث عن عمل للتعامل مع لجنة مقابلات؟
نوصيك هنا باتباع ذات الخطوات التي تتبعها في تحضيرك للمقابلة الفردية العادية: قم بتصفح معلومات حول الشركة، تعرف على منتجاتها و السوق الذي تعمل فيه و ثقافتها. عليك معرفة كافة تلك العناصر لحين مجيء يوم المقابلة.
تخيل: أهم شيء بالنسبة لك الآن هو تحضير نفسك ذهنيا لمقابلة اللجنة. تخيل نفسك جالساً أمام لجنة يصل عدد أفرادها بين 2 إلى 6 موظفين بكل ثقة و تجيب على كافة الأسئلة التي يطرحونها عليك بكل سهولة، تخيل إجاباتك و انتهاء المقابلة على نحو إيجابي. تدرب، تدرب، تدرب! سيعطيك ذلك دفعة لثقتك عند قدوم موعد المقابلة.
جهز لائحة من الأسئلة التي ستوجهها إلى أعضاء اللجنة إذ ليس الهدف تواجدك في المقابلة هو إجابة الأسئلة فقط. ندعوك بشدة إلى طرح تساؤلاتك أمام لجنة المقابلة. لتكن بحوزتك قائمة جاهزة بالأسئلة التي تنم عن ذكائك و مهنيتك!
بعض الأمور التي يترتب عليك القيام بها عند حلول يوم المقابلة:
استرخ و تذكر أنك قد قمت بدورك, و تذكر أنك قد تدربت و تخيلت, كما عليك التذكر أنك قادر على القيام بذلك بنجاح. تعرف على نقاط قوتك و أنك حضرت المقابلة فقط لتبين لأعضاء اللجنة ذلك.
لا تشح بنظرك عن أفراد اللجنة و ابتسم لهم. حاول كتابة أسمائهم و مناصبهم التي يشغلونها حتى تعرف إلى توجه أسئلتك في مراحل لاحقة. (لا ننصحك بتوجيه أسئلتك إلى فرد واحد فقط ، على سبيل المثال رئيس اللجنة.)
خذ وقتك في الإجابة على كافة الأسئلة. كن متنبها و احرص على عدم الإجحاف بنفسك عبر الإجابة على الأسئلة بتركيز تام و ثقة.
هل السؤال مبهم؟ ألست واثقاً من فهمك للمطلوب؟ لا تخجل من طلب تفسير للسؤال المطروح! تأكد من استيعابك للسؤال قبل الإجابة عليه.
خذ وقتك في طرح الأسئلة التي حضرتها بالإضافة إلى الأخرى التي قد تساورك خلال المقابلة. طرح الأسئلة على أفراد اللجنة حق لك كما أنه يبين لأفراد اللجنة مدى اهتمامك في الوظيفة!
ما الذي عليك القيام به بعد المقابلة؟
الآن و بعد انتهاء المقابلة، يجب أن يكون عندك قائمة بأسماء أفراد اللجنة و مناصبهم. مثل أي مقابلة تقليدية عليك تتبعها برسالة شكر، تأكد من إرسالك لرسالة شكر لكل عضو من اللجنة تشكره على وقته الذي خصصه لإجراء المقابلة و على طلبهم لك الحضور لإجراء المقابلة.