الرئيسيةنصائح عامةممارسات خاطئة في الوظائف الإدارية

كتب الكثير عن ميزات الإدارة الناجحة و أسرارها و عن الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المدراء و من هذه الصفات التحلي برؤية عميقة و الإلتزام و العمل بجد و تحفيز الناس الآخرين على العمل و إعطاء أفضل ما عندهم كما تضم هذه الصفات أيضا النزاهة و القيادة و الحس السليم.

 إذا ما هي الجوانب التي يقع فيها المدراء في هفوات تؤدي إلى فشلهم؟

وضع الأهداف الضعيفة

يطلب من الشخص الذي يشغل منصب إداري وضع مجوعة معينة من الأهداف لموظفيه حتى يعملوا على تحقيقها و عليه ضمان ذلك. يضع المدراء الناجحون أهداف تنم عن ذكاء أصحابها موضوعة بناء على مقاييس و دراسات دقيقة تتسم بإمكانية تحقيقها خلال مدة معينة من الزمن لا تتسم بالطول.

 أيضاً، يتمتع المدراء الناجحون بمهارة عالية في توصيل مرادهم بوضوح و إيجاز إلى موظفيهم بأسلوب يخلو من الغموض. ننصح كل مدير ألا يهاب وضع أهداف كبيرة، لكن بنفس الوقت عليه أن يزود موظفيه بالأدوات التي تلزمهم لتحقيق تلك الأهداف خلال فترة تدريبهم و متابعة أداء الموظفين بحسب الجدول الزمني الموضوع و كذلك من خلال تبنيهم المرونة المصاحبة لمنحهم الحرية التي تتيح الفرصة للموظفين العمل براحتهم دون أية ضغوطات أما إذا اتبع مدير ما نهج معاكس للذي ذكر هنا، سيكون مصيره و أهدافه و موظفيه عرضة إلى الخطر.

المتابعة الحثية و الابتعاد عن إلهام الآخرين

يدرك جميع المدراء الفاعلين ضرورة تبنيهم لإستراتجيات إدارية مرنة و ذلك لأثرها الإيجابي المتروك عليهم من جهة زيادة خبراتهم و توسيع آفاقهم الإدارية و من جهة مضاعفة إنتاجية فريقهم كما يدرك هؤلاء المدراء إتباعهم لإستراتيجية مرنة سيوجه فريقهم نحو النجاح الباهر الذي لا يؤدي له إتباع الطريقة التقليدية في الإدارة.

 يعمل أفضل المدراء و أكثرهم براعة على مشاركة رؤيتهم مع موظفيهم حتى يزيدوا من حماسهم و إعطائهم الدافع الذي يحثهم على رفع إنتاجيتهم الأمر الذي يجعلهم راغبين في تحقيق هذه الرؤية بشكل أكثر من ذي قبل.

 كما يعمل المدير الناجح أيضاً على فتح مجال للموظفين يشجعهم على ابتكار حلول جديدة للمشاكل التي تواجههم.

تتم تلك العملية من خلال إطلاع الموظفين على أهم أهداف الشركة و مشاركة مخطط سير العمليات المقترح و ترك المجال لهم ليضعوا إستراتيجياتهم الخاصة التي يحبوا أن يتبعوها ليحققوا تلك الأهداف بعد تدريب الموظفين بشكل جيد و التأكد من قابليتهم لذلك.

 يستوعب المدراء الفاعلين أهمية المتابعة و إصدار توجيه الإنتقادات و الآراء و التي تعد من عناصر الإستراتيجيات التقليدية للإدارة، لكنهم بنفس الوقت يبذلون أقصى جهدهم حتى لا يضغطوا على موظفيهم أو يتدخلوا في شؤونهم بشكل زائد عن حده.

يعمل المدراء الفاعلون وفق قاعدة ذهبية واحدة لا غير و هي إطلاع الموظفين عن نوعية العمل الازم إجرائه و النتائج المترتبة عليه دون إطلاعهم على طريقة إنجاز ذلك العمل عبر دفنهم تحت أكوام من كتيبات الإرشادات أو إجبارهم على إتباع سلسلة من القوانين التي تحجم الإبداع و تقلله.

الخوف من توظيف المتميزين

يتمتع المدير الناجح بثقة عالية في نفسه و يسعى دائماً إلى تعيين أفضل الأشخاص للعمل لديه و يعمل على غرس جميع القيم التي تجعل منهم قيادين محنكين في المستقبل.

أما بالنسبة للمدير الغير محنك و الغير الفاعل، فهو لا يوظف أفضل الأشخاص المتقدمين للوظيفية لأنه يكتفي بتوظيف الأشخاص العاديين الغير مميزين خشية من قدوم شخص آخر أفضل منه يسلبه الإمتيازات التي يتمتع بها، و بإتباعه هذا الأسلوب يعمل على تكرار نفسه بشكل غير مباشر.

 يتميز المدراء الفاعلون عن غيرهم بقدرتهم على تحفيز طاقمهم الوظيفي حتى يحسن أدائه و يعطي أفضل ما عنده من خلال إرشاده و تدريبه و توجيه النقد البناء له مما يشجعه على الإبتكار و التطور، الأمر الذي يعمل من أعضائه مدراء ناجحين و فاعلين في المستقبل.

إهانة طاقم الوظيفي

يؤدي الأسلوب الهمجي و القاسي الذي يتبعه المدراء الذين يفتقرون للخبرة و الذي يكثر فيه توجيه النقد الهدام للموظفين الذي تندر فيه الإيجابية إلى درجة انعدامها إلى فشل المدير الذي ينتهج هذا الأسلوب في كسب احترام موظفيه.

بالمقابل، يحترم المدير الفاعل موظفيه و يوجه لهم النقد الإيجابي إليهم على نحو مستمر و علني و أما إذا كان لديه تعليق سلبي فيوجهه إليهم في مكان خاص لا يوجد فيه غيرهم، هذا النوع من النقد يرتكز على الجانب المهني للموظف فقط و لا يتخطاه إلى الجوانب الشخصية.

يعتبر المدير المحنك مصدر إلهام لموظفيه و يحثهم على إعطاء أفضل ما عندهم من خلال مكافأتهم على الإنجازات التي حققوها.

يضاعف هذا الأسلوب حماس الموظفين على العمل مثلما يزيد إحترامهم و ولائهم لمديرهم لما يعطيهم هذا الأسلوب الثقة الكاملة عند توجيهم أية أفكار و آراء أخرى مختلفة عن تلك الصادرة عن وجهة نظر مديرهم.

تجنب تطوير مهاراتهم و ذاتهم

أصبحت المعرفة في يومنا هذا هي العنصر الحيوي الوحيد الذي يمنح شركة ما الأفضلية في المنافسة عن نظريتها في السوق، الأمر الذي يدفع المدير الفاعل إلى العمل على تطوير نفسه و مهاراته حتى لا تغدو عديمة الفائدة لقدمها بسب عدم مجاراته لركب التطور المعلوماتي الذي يطرأ على المفاهيم الإدارية.

بينما لا يتحلى المدراء الواثقون بشكل زائد عن اللزوم بأنفسهم بحب و لا برغبة في تطوير أنفسهم و الإكتساب المزيد من الخبرات، يتحلى المدير الناجح بالصدق تجاه نفسه فهو مدرك لضرورة بقائه على اتصال مع ما هو جديد في عالم الإدارة من جميع النواحي و هو بالتالي لديه اهتمام كبير في تطوير كوادره الوظيفية و يشجعهم على ذلك من خلال وضع خطط واضحة لتطوير مهارات الموظفين و تصميم برامج تقييم للأداء الوظيفي تركز على تطوير الموظفين الذاتي لأنفسهم.

الإفتقار إلى مهارة الإتصال الجيدة

يحرص المدير الناجح على فتح قنوات إتصال متبادلة بينه و بين فريقه و الأقسام الأخرى في الشركة و التي يتم تبادل النقد البناء و الأفكار من خلالها بالإضافة إلى توجيه الآراء منه و إليه عن بعض المشاريع التي يتم العمل عليها.

تمكن تلك القنوات المدير الناجح من الإستماع إلى هموم و اقتراحات الموظفين بعقل منفتح كما يستغل تلك القنوات لتذكير موظفيه بمهمة و رؤية و أهداف الشركة التي يعمل على إدارتها.

يمكن اعتبار إي مدير ناجح من مناصري سياسة الباب المفتوح التي يتقبل من خلالها الآراء و الإقتراحات الصادرة عن موظفيه، الأمر الذي يفتح المجال للموظفين لكي يبدعوا في الخروج بأساليب جديدة تمكنهم من معالجة العمليات بطريقة أفضل أو الخروج بأفكار جديدة تستطيع الشركة استخدامها و توظيفها.

 يبدي المدير الفاعل إهتماماً صادقاً في جميع الآراء الصادرة عن فريقه و ينصت لها بحيوية كما يشجع أفراده على المبادرة في تحمل مسؤوليات أكثر.

 أما بالنسبة للمدراء الغير فاعلين، فهم يظنون أنفسهم أرقى من متبعي سياسة الباب المفتوح و لا ينصتون إلى موظفيهم و لا يهتمون لآرائهم، فهم غير مدركين إلى الأثر السلبي المترتب على إتباعهم لهذه الممارسات الكائنة في قتل روح المبادرة و الإبداع لدى موظفيهم.

لوم الآخرين و عدم تحمل المسؤولية

إرتكاب الأخطاء أمر شائع جداً بين الناس و لا يوجد مخلوق في هذه الدنيا معصوم عنه و هذه حقيقة يدركها المدير الناجح و يعلم من أنها وسيلة جيدة للتعلم و اكتساب الخبرات الجديدة كما لديه الإستعدادية لأن يتحمل مسؤولية خطأ إرتكابه أحد عناصر فريقه.

 كذلك، يعلم المدير الناجح أن أكثر الأشخاص وعوداً عنده في الفريق سينمو و يتطور مهنيا نتيجة للأخطاء التي ارتكبها و سيرتكبها في المستقبل كما يعلم أيضا أن ذلك الشخص لن يعمل على ارتكاب أخطائه السابقة مجددا.

يقدر المدير الجيد أعضاء فريقه و يحترمهم، فهو لا يقوم بإحراج أي موظف ارتكب خطأ ما أمام زملائه و يصنع منه عبرة للآخرين و لا يلجأ إلى التملص من تحمل مسؤولية أخطائه و تأشير أصابع الاتهام إلى غيره من الذين يعملون لديه عند اشتداد الظروف.

احتكار التقدير الصادر بسب نجاح الآخرين

يعمل المدراء الغير ناجحين على استغلال فريقهم و احتكار التقدير الصادر نتيجة لإنجاز ما حققه الفريق ككل أو عمل على تحقيقه عضو ما إلى أنفسهم بينما يقوم نظرائهم المحنكين بتوجيه امتنانهم و تقديرهم إلى الفريق ككل أو إلى صاحب ذلك الإنجاز.

يعمل المدراء الناجحون على تشجيع أعضاء فريقهم و الرفع من معنوياتهم من خلال تقديرهم و توجيه امتنانهم للفريق بأي وسيلة ممكنة.

يقوم المدراء الناجحون بتوجيه الشكر و الامتنان إلى فريقهم بالعلن على العمل الجيد الذي أنجزوه كما يدركون أن الصورة الصادرة عن الفريق الذي يديرونه هي انعكاس مباشر عنهم و عن ممارساتهم، فإذا أرادوا أن يعطوا أنفسهم صورة إيجابية فلا بد لهم أن يعملوا على رفع معنويات فريقهم حتى يضمنوا ذلك.

الولع بالبيروقراطية الغير منقطع النظير

يتمتع المدراء الغير فعالون بولع غير منقطع النظير بالبيروقراطية و قيودها على عكس المدراء الفاعلين المحنكين المدركين إلى أهمية التخلص منها و ذلك لما يمنح الشركة التي يديرونها المرونة التي تمكنهم من مجاراة الشركات الأخرى المنافسة لها حيث تمنحهها السرعة في التأقلم مع التغيرات التي تحدث في السوق و كأنها شركة صغيرة في طور نموها.

أيضاً، يعتبر المدراء الفاعلون المرونة من العوامل التي تعطيهم الأفضلية في المنافسة مع الشركات الأخرى و تساعدهم على الحفاظ عليها في ضوء التغيرات التي تحدث في السوق بسب المجال الذي تتركه أمام التدفق الحر للأشخاص و الأفكار و المصادر.

الإنفصال التام عن موظفيهم

يحرص المدير الفاعل على الجلوس مع أعضاء فريقه ليتعرف على شخصياتهم بشكل أكثر تفصيلاً مما يعطيه المعرفة الكاملة حول نقاط ضعف و قوة كل عضو فيه إلى جانب إعطائه فكرة عن الحافز الذي يدفعهم نحو تحقيق أهدافهم و ما الذي يعمل على تهبيط عزائمهم و يثير تذمرهم.

أيضاً، يعمل المدير الناجح على تخصيص بعض الوقت لأخذ لمحة عن الحياة الشخصية لكل فرد بينما يسعى المدراء الذين يفتقرون المهارة و الخبرة إلى ترك فسحة و مسافة بينهم و بين الذين يعملون لديهم.

كما يتمتع المدراء المحنكين بقدرتهم على جعل الموظفين الذين يعملون لديهم يعطون أفضل ما عندهم بسبب كسبهم احترام و ولاء الذين يعملون لديهم من خلال احترامهم للإحتياجات الفريدة لكل شخص يعمل معهم.

يتميز المدراء الناجحون عن غير هم كذلك بتمتعهم بروح فريق عالية جداً و التي تمكنهم من الإتصال مع الفرق التي يديرونها بفاعلية، الأمر الذي يساهم بزيادة راحة الموظفين في أثناء العمل لمعرفتهم بوجود شخص يدعمهم بشكل غير منقطع حتى في ضيقتهم.

ببنائهم بيئة يسودها جو من الدعم يعمل المدراء الناجحون من الشركة التي يديرونها فريقاً متماسكاً تلفه روح الصداقة و الحماس التي ينتج فيها معدلات أداء و إنتاجية لم يكن لها مثيل قط.