لا بد أن يواجه كل باحث عن عمل مهما كان متميزاً في طريقة بحثه بعض المشاكل في جمع المعلومات الهامة حول المهن التي يرغب العمل بها. تعمل المنشورات و المجلات المهنية جنب إلى جنب مع التقارير السنوية للشركات و المواد الإعلانية و غيرها من مصادر عديدة على تزويد الباحث عن العمل بمعلومات هامة للباحث عن عمل. لكن ذلك كله لا يعد بديل عن ملاقاة الأشخاص العاملين في المهنة و الحصول على المعلومات من مصدرها مباشرة. و لذلك السبب، تعد “المقابلة التوعوية” مصدر قيم و إضافة مرحباً بها في صندوق أدوات كل باحث عن عمل.
ما هي المقابلة التوعوية؟
هي عبارة عن اجتماع رسمي بين باحث عن عمل و موظف يعمل في مهنة ما يرغب الباحث العمل بها أن يساعده على جمع المعلومات الهامة حول السوق و المهنة و شركة محددة تعمل في تلك المهنة و الوظيفة التي المرغوبة.
تعد المقابلة التوعوية منتدى للباحثين عن عمل يستفيدون منه للتعلم المزيد عن المهنة و الشركة عبر منظور شخص عامل فيها، كما يجمعون الإجابات عن الأسئلة التي يفضل الإجابة عليها من قبل شخص يعمل في المهنة.
إلى جانب كونها حلقة حيوية لجمع المعلومات الهامة من مصدرها مباشرة، يمكن للمقابلة التوعوية العمل على دفع مسيرة البحث عن عمل إلى الأمام من خلال توفيرها لشبكة إتصلات داخل المهنة المقصودة. أيضاً، إذا سارت جميع الأمور على ما يرام، قد ينتهي المطاف بالموظف الذي يقابله الباحث عن العمل مصدراً دائماً لللإرشاد إلى جانب كونه مصدراً هاماً للمعلومات حول الشواغر الوظيفية في المستقبل
كيفية إعداد مقابلة توعوية؟
أول خطوة نحو إعداد موعد للمقابلة التوعوية هي تحديد الموظفين الذين ترغب بلقائهم. قم بدراسات حول المهنة التي تود العمل بها و الشركات التي تعمل بها، حدد أيضاً الموظف الذي يشغل الوظيفة التي تحب كما عليه أن يكون من العاملين في الوظيفة مدة معقولة حتى يمتلك القدرة التي اللازمة لإعطائك المعلومات المناسبة حول المهنة و الشركة بشكل عام إلى جانب فرص العمل المحتمل حين ظهورها في تلك المهنة.
بعد قيامك بتحديد الموظف المناسب، إبعث له رسالة تطلب منه أخذ ما لا يزيد عن 30 دقيقة من وقته لحضور مقابلة توعوية يعمل فيها على تزويدك بمعلومات إضافية حول المهنة و الوظيفة التي ترغب في شغلها. إبدأ بالتعريف عن نفسك بإعطائه نبذه موجزة عن خبرتك المهنية و الأهداف المهنية التي تود تحقيقها.
كن واضحاً في إعلامك له من أنك لست قاصداً له لغرض الحصول على وظيفة و إنما أنت راغب بالحصول على معلومات أكثر حول المهنة من شخص محنك له باع طويل فيها.
لتسهيل الأمور، حاول الحصول على توصيات من معارفك كأصحاب عملك السابقين أو أصدقائك أو جيرانك أو من شخص تعرفه يعمل في نفس الشركة التي يعمل فيها الموظف الذي تود مقابلته.
تعتبر نوادي الخريجين مصدراً مساعداً على سبيل المثال، إتصل مع نادي خريجي جامعتك و اطلب الحصول على أسماء أشخاص يعملون في المهنة/الشركة التي تود العمل بها.
اتصل بهؤلاء الأشخاص و أخبرهم من أنك كنت طالباً في نفس الجامعة التي درسوا فيها كما أعلمهم من أنك حصلت على أسمائهم من نادي خريجي الجامعة. غالباً ما تكتنف السعادة الأشخاص الذين كانوا تلاميذاً في جامعتك لملاقاتك و لإعطائك النصح و الإرشاد.
كيفية إجراء المقابلة التوعوية؟
إحضر إلى المقابلة و بحوزتك قائمة من الأسئلة التي تتعلق ببحثك عن عمل و بدراساتك التي أجريتها حول المهنة حيث يعد ذلك من الأمور التي تظهر تقديرك للموظف.
إجلب سيرتك الذاتية معك لتعطيها إلى المقابل ثم خذ بضعة دقائق لتقديم نفسك و خبراتك المهنية فيها و اختم بذكرك للمعلومات التي تحب التوصل إليها في هذا الإجتماع.
بعض الأسئلة التي قد تود الحصول على أجوبة عليها:
- “كيف بدأت العمل بهذه المهنة؟”
- “برأيك، ما هي الفرص التي توفرها المهنة/الشركة في السنوات القادمة؟”
- “ما هي المتطلبات اللازمة لدخول هذا الحقل العملي؟”
- “ما هي الطريقة التي أبدأ فيها بحثي عن عمل؟ هل تعرف أي شركات تبحث عن موظفين؟”
- “ما هي مجريات اليوم العادية لهذه الوظيفة؟”
- “ما هي المهارات اللازمة للنجاح في هذه الوظيفة؟ “
- “ما هي أكثر الأمور التي تحب في وظيفتك؟ ما هي أكثر الأمور التي لا تحبها فيها؟”
- “ما هي أكثر الجوانب تحد لك في هذه الوظيفة؟”
- “هل لديك أي نصائح لي كباحث عن عمل يرغب الخوض في هذه المهنة في ضوء خبرتي السابقة؟”
- “هل هناك أي دورات تدريبية توصني بحضورها حتى أدعم بها سيرتي الذاتية؟”
- “هل توصيني بأي منشورات أو جمعيات مهنية تساعدني بالتعرف أكثر على هذا الحقل المهني؟”
تعامل مع المقابلة التوعوية بالطريقة التي تعامل بها أي مقابلة رسمية أخرى، إرتدي الثياب الرسمية التي تليق بهذه المناسبة و قم بالحضور باكراً إليها كما عليك التصرف بمهنية عالية لا سيما بعد قيامك بإجراء الدراسات حول المهنة و نجاحات الشخص الذي سيجرى معك المقابلة.
إنصت بانتباه و حيوية إلى المتحدث و أحرص ألا تقوم بقاطعته بطريقة فظة أو التصرف بطريقة مسيطرة زائدة عن اللزوم، لأنه قد يكون بجعبة المقابل بعض النصائح و الحقائق التي لا تتفق مع الأسئلة التي حضرتها.
أشكر المقابل باحترام خالص و صادق على وقته الذي أخذه ليجري معك المقابلة و لا تتردد أيضاً بطلبك منه توصية معارف له في نفس المهنة بك، الأمر الذي يعمل بمثابة نقطة بداية لنشاطات تواصلك المهنية. أيضاً، يعد حصولك على مزيد من التوصيات من الأمور الأساسية التي يجب التطرق إليها إلى جانب حصولك على معلومات عن الشركة التي ترغب بالعمل بها و المهنة التي تتنمي إليها.
ماذا تتوقع من المقابلة التوعوية؟
هناك أربعة فوائد هامة تجنيها من المقابلة التوعوية:
أولاً، ستحصل على معلومات قيمة جداً مباشرة من مصدر له علاقة بالمهنة التي ترغب بالعمل بها كما ستحصل على قائمة بالمهارات التي تتطلبها هذه الوظيفة عبر إعدادك لقائمة بالأسئلة المناسبة لهذه المقابلة. ستكون المعلومات التي تحصل عليها من هذه المقابلة حديثة من مصدرها.
ثانياً، ستعمل على توسيع شبكة معارفك المهنية إلى جانب توصيتك من قبل المقابل إذا كان متعاون معك عبر إعطائك أسماء لنظرائه في المهنة و الذين قد يكونون مصدراً آخر لك. تساعدك تلك التوصيات بالعثور على وظيفة لم تكن متنبها إليها قبلا.
ثالثا، تعد المقابلات التوعوية حدثاً ممتازاً لبناء الثقة بالنفس و التقليل من الرهبة و إعدادك لحضور المقابلات الفعلية. يعمل العديد من الباحثين عن عمل على كسب الهدوء و الثقة بالنفس من خلال حضور هذا النوع من المقابلات و خاصة إذا كانت الردود التي حصل عليها بعد كافة المقابلات سلبية. هذه المقابلات هي وسائل جيدة للتدرب على التحدث مع شخص مهني محنك في الحقل الذي ترغب العمل فيه و الحصول على الإجابات دون التعرض للرفض.
رابعا، تساعدك المقابلة التوعوية في زيادة الوضوح المتعلق بأهدافك المهنية حيث تقوم باستكشاف المسارات المهنية و المعرفة المزيد عن الوظائف المختلفة و المهارات و المسؤوليات المطلوبة.
ماذا يحصل بعد المقابلة التوعوية؟
المقابلة التوعوية هي حدث تواصلي هام جداً و عليك الإستفادة منه في استخدام المعارف التي حصلت عليها منها في بناء علاقات مهنية طويلة الأمد. إتبع المقابلة التوعوية بخطاب شكر و اعمل على إبقاء المقابل على اطلاع بكل جديد يطرأ على مسيرتك في البحث عن عمل و حياتك المهنية بشكل عام.
قد ينتهي المطاف بتوظيفك من قبل المقابل أو بتوصيتك إلى نظير له في المهنة له إحتياجات توظيفية أو قد يكون له دور أكثر فاعلية في إنطلاقاتك في نشاطات التواصل و جمع المعلومات. فضلاً عن أهمية المعلومات التي جمعتها في دفع مسيرتك المهنية نحو الأمام، لا يوجد بديل عن إنشاء العلاقات المهنية مع نظرائك في المهنة لمساعدتك في توسيع شبكة معارفك المهنية و الشخصية.