ملثما تتغير الظروف الشخصية للناس بتقدمهم بالسن تتغير الشركات و المهن و الوظائف؛ لكن البشر بطبعهم ميالون إلى مقاومة التغير بشدة.
يمكن لعملية التغير أن تكون محبطة للموظفين بشكل عام و قد ينتج عنها ردود فعل أو عواطف سلبية. لذلك السبب يوصى دائما بمعرفة مراحل التغير المختلفة و توقع تأثيرها حتى تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ما هي مراحل التغير المختلفة؟
الإنكار: لقد حصل التغيير. يعمل الموظفون في هذه المرحلة على مقاومة التغيير و يحاولون بجهد الدفاع عن وضعهم.
الغضب: يدرك الموظفون هنا عدم قدرتهم على مقاومة التغيير التنظيمي الحاصل. تتصف هذه المرحلة بشكل رئيسي بعدم الأمان، انخفاض التقدير الذاتي و الفوضى.
الكآبة: يدرك الموظفون في هذه المرحلة أن الأيام القديمة قد ولت و لا يوجد بيدهم أي خيار سوى التخلي عنها. يتحول الغضب هنا إلى شعور بالحزن و الخيبة.
القبول: تحدث هذه المرحلة عندما يسلم الموظفون بحقيقة الأمر و حتميته. يبدأ الموظفون هنا بالتأمل بالأيام القادمة و إزالة العراقيل القديمة عن طريقهم.
التعلم و التطور: يدخل الموظفون في هذه المرحلة بعد إدراكهم لإمكانية تحسين هذا التغيير لفرصهم القادمة و يعملون فيها على امتصاصه و المضي قدما.
كيف يجب أن نتعامل مع التغيير في مكان العمل؟
سلم بحتمية حدوث التغيير: مثلما أن حياتك الشخصية عرضة للتغيير فحياتك المهنية عرضة له أيضاً. لا تستطيع العيش في الماضي و إنكارك لحتمية التغير لن يعمل إلا على تعقيد الأمور بالنسبة لك.
ابق متنبها في مكان العمل: اعرف ما الذي يجري من حولك. سلم بأي إشارات صادفتها دالة على التغير في مكان عملك!
توقع عملية التغيير بمعرفة مراحلها المختلفة: ليكن في حسبانك أنه كلما زادت سرعة دخولك في مرحلة القبول كلما كثرت فرص جريان الأمور لمصلحتك.
حافظ على قنوات تواصل مفتوحة: لا تترك الأمور على سجيتها آملاً مرورها بسلام. عليك التآلف مع التغيرات الحادثة. ابحث عن تفاصيل أكثر من إدارتك و زملائك حتى تستوعب الأمور بدقة.
كن صادقاً في الإقرار بمخاوفك: غالباً ما يعد التعامل مع المجهول أمراً غير محبب و مثير للفزع. في هذه الحالة عليك أن توضّح الأمور قدر المستطاع.
قيّم نفسك: يؤدي التغير إلى زعزعة ثقة الشخص بمهاراته و قدراته. اعرف نقاط قوتك و كيفية استغلالك إياها. في الوقت ذاته، كن واعٍ بالجوانب التي يلزم عليك تطويرها و اعمل على تحسينها.
لا تكن عنيداً: سيزيد عنادك من صعوبة عملية التغيير عليك. كن مرناً بقدرٍ كافٍ حتى تستطيع تقييم التغيير من كافة جوانبه و المكان الذي تستطيع تطبيق مهاراتك و معرفتك الممتلكة و ماهية المهارات التي يجب عليك اكتسابها.
حافظ على تفاؤلك: حافظ على الإيجابية في تصرفك و لا تترك نفسك تغرق في عدم الطمأنينة. شارك في العملية الجديدة و ضع نفسك في المكان المناسب لتواكب التغير الجديد. تأقلم!
قال (روبن شارما)، واحد من أكثر خبراء القيادة و النجاح الذاتي شهرة: “لا تستطيع الوصول إلى قمة إفيريست من خلال القفز إليها. يكون وصولك إلى القمة باتخاذك خطوات متدرجة. خطوة تلو الأخرى ستصل بك إلى الهدف”.