إن تقديم نفسك بطريقة صحيحة في أول يوم تمارس فيه وظيفتك الجديدة تعد خطوة مهمة نحو ترك انطباع أولي إيجابي لدى زملاء العمل و بالتالي بناء علاقات مهنية و شخصية قوية و مثمرة لصالحك و لصالح سيرورة العمل.
في الحقيقة, إن مهمة تعريف الموظف الجديد لدى زملاء العمل هي – في المقام الأول – مهمة مسؤول الموارد البشرية أو المشرف في الكثير من الشركات و المنظمات, كما أن هناك شركات تُخضع موظفيها الجدد لفترة تسمى ب “فترة التهيئة” حيث يتم في هذه الفترة إعطاء فرصة للموظف الجديد للتعرف على مسؤولياته و مهامه في عمله الجديد بشيء من التفصيل, و على زملاء العمل, و على مشرفيه.
كموظف جديد يترتب عليك أولا أن تستكشف الطريقة التي سيعرفك من خلالها مشرفك أو مسؤول التوظيف على آلية العمل في الشركة و على زملاء العمل, و من ثم اتخاذ الخطوات التالية وفقا للطريقة التي استخدمت, حيث أن البعض يكتفي فقط بإرسال بريد إلكتروني لتعريفك بمشرفك أو مشرفيك, و على زملاء العمل, و مهامك اليومية, و مبادئ الشركة و غيرها من الأمور الأساسية التي يجب على الموظف الجديد أن يُلمّ بها.
و هناك من يلجأ إلى تقديم الموظف الجديد من خلال عقد إجتماع مصغر مع فريق العمل, و البعض يلجأ إلى الأسلوب الميداني حيث يقوم مسؤول التوظيف أو رئيسك في العمل باصطحابك في جولة على الشركة لتعريفك بآلية العمل فيها , و أقسامها, و على زملاء العمل, و غيرها من الأمور.
و في هذا المقال سنقدم إليك بعض الخطوات التي تساعدك على تقديم نفسك بشكل إيجابي في عملك الجديد, و تأسيس قاعدة أولية لبناء علاقات مهنية و شخصية جيدة في مكان العمل:
أولاً: بادر في التعرف على زملاء العمل الجدد
إذا لم يقم مشرفك في العمل أو مسؤول الموارد البشرية بتقديمك لزملاء العمل – جميعهم أو بعضهم – فبادر أنت و اطلب من مشرفك التكرم بأخذك في جولة في مكاتب الشركة للتعرف على زملاء العمل – خاصة إذا كانت وظيفتك تتطلب التواصل مع زملاء العمل.
و احرص عندما تطلب من المسؤول تعريفك بزملاء العمل أن تكون خفيف الظل و ألا تسبب إزعاجا له و ألا يكون ذلك على حساب مهام وظيفية ملحة.
إن مثل هذه الجولة التعريفية ستساعدك على التعرف على من سيترتب عليك العمل معهم, و البقاء على اتصال معهم, كما أنها ستساعدك على البدء في تأسيس علاقات جيدة في مكان العمل.
ثانيا: التعرف على الهيكل التنظيمي في الشركة
الهيكل التنظيمي هو مخطط تتعرف من خلاله على آلية العمل, و الاتصال, و التنسيق بين الأقسام و الإدارات المختلفة في الشركة, كما أنها تعطيك صورة واضحة عن من ستعمل تحت إدارتهم, و من سيتعين عليك إدارتهم و الإشراف عليهم. كما أن هذا المخطط سيعطيك صورة واضحة عن أقسام الشركة و كيفية التقسيم الإداري على مستوى الأقسام و على مستوى الشركة ككل.
لا تتردد في أن تطلب من مسؤول الموارد البشرية بأن يقوم بتزويدك بمخطط عن الهيكل التنظيمي خاصة إن كانت وظيفتك تتطلب ذلك.
و لكن اعلم – عزيز القارئ – أن وجود مخطط للهيكل التنظيمي يعتمد على حجم الشركة و طبيعة عملها, فهناك شركات صغيرة لا يوجد بها مخطط مكتوب أو مطبوع للهيكل التنظيمي, و في هذه الحالة فإن التعرف على آلية العمل, و الإتصال بين الموظفين و بين رؤساء العمل و مرؤوسيهم يمكن أن يتم بشكل شفهي, أو من خلال رسالة إلكترونية.
إن التعرف على الهيكل التنظيمي يساعدك على بناء علاقات عمل قوية و إيجابية, كما يساعدك على تحديد الأولويات في بناء العلاقات المهنية بما يخدم سير العمل بمرونة و فاعلية.
ثالثاً: بناء علاقات صداقة مع زملاء العمل
من المهم أن تسعى نحو بناء علاقات صداقة مع زملاء العمل خارج مكان العمل, و ألا تحصر علاقاتك مع زملاءك في مكان العمل فقط.
يمكنك القيام بذلك النوع من العلاقات من خلال دعوتهم لشرب القهوة في يوم إجازة مثلا, أو ممارسة رياضة ما, أو دعوتهم لتناول الغداء … إلخ.
إن هذه الخطوة تساعدك على الإنتقال بعلاقتك مع زملاء العمل من العلاقة الرسمية الجامدة إلى علاقة أكثر حميمية, و هذا ينعكس بالطبع بشكل إيجابي عليك و على العمل بشكل عام.
رابعاُ: المساهمة في حل المشاكل
من أهم الخطوات و الإجراءات التي تساعد على بناء علاقات مهنية قوية هي محاولة تلمس احتياجات و مشاكل و هموم زملاء العمل و المساهمة في حلها قدر المستطاع, و لو بالنصيحة و رفع المعنويات.
كما يمكنك المساعدة في تحمل بعض المهام عن زملاء العمل عندما يواجهون ضغوطا ما, حتى و إن كانت هذه المهام ليست من مهام عملك.
كانت هذه بعض الخطوات التي تساعدك في بناء علاقات مهنية جيدة مع زملاء العمل بما ينعكس إيجاباً على بيئة العمل وعلى سير العمل بشكل عام.
نأمل أن يكون هذا المقال قد ساهم في إعطاء فكرة واضحة عن كيفية استقبال أول يوم في العمل الجديد و التأسيس لعلاقات مهنية جيدة.