هناك صفات شخصية لا تكتسب بل تولد و توجد مع وجود الإنسان في هذه الحياة. و في المقابل, فإن هناك صفات أخرى يتم اكتسابها و تعلمها. و الثقة بالنفس من ضمن الصفات التي يمكن اكتسابها و تعلمها.
إن قبول الذات و الثقة بالنفس يساعدان على نمو شخصية الإنسان و تعزيز قدراته على النجاح, حيث أن الافتقار إلى الثقة بالنفس من الممكن أن يكون عائقاً في تحقيق أهدافك المهنية.
ماذا تعني الثقة بالنفس؟
الثقة بالنفس هي حالة ذهنية تمنحك الشعور و الإيمان بقدراتك و معارفك. إن امتلاكك للثقة يعني أنك تعرف جيداً ما هي المهارات التي تمتلكها, و ما مستوى ذكائك, و أنه يمكنك اتخاذ التدابير اللازمة لاقتناص الفرص المتاحة للتطور.
في الحياة المهنية, تشمل الثقة هذا المفهوم الذي ذكرناه آنفا, و إن كنت ممن يفتقرون إلى الثقة بالنفس فإن هناك عدد من الاستراتيجيات و الخطوات التي يمكنك تطبيقها لزيادة معدل الثقة بالنفس لديك.
يمكن لاستراتيجيات مثل التحسين الذاتي أو التطوير المهني أن تساعدك على تعلم مهارات جديدة أو تطوير مهاراتك الحالية. يمكنك أيضا تحديد المهارات و الممارسات التي لا تشعر بالثقة حيالها و التدرب عليها كإلقاء خطاب مثلاً أو العمل ضمن فريق.
تعدّ الثقة سمة مهمة في حياتك المهنية و بناء الثقة المهنية يمكن أن تساعد على زيادة الحافز العام لديك.
كيف تزيد ثقتك بنفسك في العمل؟
إلى جانب الممارسات التي تعزز من مهاراتك و تطوّر مسارك المهني, فإن الاستراتيجيات التالية يمكن أن تساعدك في تعزيز ثقتك بنفسك في مكان العمل:
- حضور دورات التطوير المهني
إن العمل على تطوير مهاراتك ينعكس إيجاباً على مستوى ثقتك في العمل. فكلما عملت على زيادة مهاراتك أو تطوير مهارة معينة بشكل أكبر كتعلم لغة ترميز جديدة مثلاً إن كنت تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات كلما زادت ثقتك بنفسك.
فكر في حضور دورات للتدريب و التطوير المهني أو دورات معينة لتعزيز مهارات محددة لديك. فعلى السبيل المثال, يمكنك الإشتراك في دورة أو ندوة تدريبية لتعلم استراتيجيات جديدة لإدارة المشاريع, أو يمكنك قراءة المجلات و الكتب و المواقع الالكترونية التي يمكن أن تقدم المعلومات التي تحتاج إضافتها إلى مخزونك المعرفي.
تعلم مهارات جديدة
في مقابل تطوير مهاراتك الحالية, يمكن أيضا أن يساهم تعلمك لمهارات جديدة في تعزيز مستوى الثقة بالنفس لديك, فعندما تقوم بتعلم مهارة جديدة لها علاقة بوظيفتك و قد تحتاج إلى استخدامها في مكان العمل, فإن هذا يؤدي إلى زيادة ثقتك بنفسك و بالتالي زيادة إنتاجيتك و قدرتك على البقاء و الاستمرار.
المظهر الخارجي
إن للمظهر الخارجي كنوع اللباس الذي ترتديه مثلاً يلعب أيضاً دوراً حيوياً في تعزيز الثقة بالنفس. فالظهور بالمظهر الذي يتلاءم مع بيئة العمل التي تعمل فيها يزيد من قدرتك على الإندماج و التواصل مع الآخرين و بالتالي تزيد ثقتك بنفسك.
تحدي الذات
قد تكون هناك أمور تخشى من القيام بها و تبتعد عنها كإلقاء العروض التقديمية مثلاً, و في هذه الحالة فإن تحدي الذات و العمل على القيام بالأمور التي تخشى من القيام بها يساعد على كسر الحاجز و الجمود و يتحول خوفك من أمر ما إلى ثقة بأنك قادر على القيام به. و هذا بدروه يؤثر إيجاباً على مستوى ثقتك بنفسك بشكل عام.
محاكاة الآخر الواثق بنفسه
قارن نفسك دائما بالأشخاص الواثقين بأنفسهم و ليس أولئك الذين لا يثقون بأنفسهم. ابحث عن شخص يبدو واثقا من نفسه في مكان العمل و لاحظ سلوكياته و كيفية تفاعله مع الآخرين سواء من خلال لغة الجسد التي يستخدمها أو طريقة حديثه و مشاركته مع الآخرين و حاول الاستفادة من هذه السلوكيات الإيجابية و اعمل على محاكاتها كنوع من التدريب على زيادة الثقة بالنفس.
حدد لنفسك أهدافاً
إن وضع أهدافاً واضحة و مُزمّنة – سواء كانت أهداف قصيرة الأجل (لا تزيد عن سنة) أو طويلة الأجل (ثلاث سنوات فما فوق) – يزيد من قدرتك على تحديد مكامن القوة و الضعف لديك و من ثم العمل على تعزيز مكامن القوة لديك و معالجة مكامن الضعف.
ضع لنفسك أهدافاً محددة تساعدك على تطوير مهاراتك الحالية أو مهارات جديدة.
بالإضافة إلى ذلك, قم بقياس نجاحك من خلال استهداف أهداف صغيرة ضمن أهداف كبيرة للوصول إلى نتيجة محددة. ثم قم بعد ذلك بتقييم كل نجاح صغير في تحقيق هدف أكبر.
كل هذه الإجراءات تساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك لأنه يمكنك من خلالها التعرف على الاتجاهات و النتائج نحو تحقيق الأهداف.
على سبيل المثال, يمكن أن تحدد هدفاً لزيادة إنتاجية عملك بشكل عام, يمكنك بعد ذلك تحديد أهداف أصغر لمساعدتك على الوصول إلى هذا الهدف مثل تحسين مهارات إدارة الوقت, أو التركيز على المهام الفردية بدلاً من تعدد المهام. عندما تجد أنك تقوم بتحقيقك أهدافك الصغيرة نحو تحقيق هدفك الكبير و هو زيادة إنتاجيتك في العمل, فإنك ستصبح أكثر ثقة بقدراتك على الأداء الفعال في الوظيفة.
التركيز على نقاط القوة الخاصة بك
يمكن أن يساعدك التركيز على نقاط قوتك في تعزيز ثقتك بنفسك. فالتركيز على نقاط القوة و على إتقان العمل بدلاً من الإفراط في التركيز على الأخطاء سيؤدي حتماً إلى زيادة الثقة بالنفس و تحسين مستوى إنتاجيتك في العمل.
لكن هذا لا يعني إهمال الأخطاء و أو عدم التركيز على نقاط الضعف و العمل على معالجتها, لأن هذا قد يؤثر سلباً على مسارك المهني و على قدرتك على تطوير ذاتك.
تعلم من أخطائك
لا يوجد منا أحد يخلو من الأخطاء, و لكن هناك من يصر على ارتكاب الخطأ تلو الخطأ و هناك من يعمل على التعلم من أخطاءه و اعتبارها تجربة سيئة تعلّم منها مبادئ و مهارات جديدة في الحياة المهنية. إن تراكم الأخطاء و عدم العمل على معالجتها قد يؤدي إلى الفشل و هذا بدوره يؤدي إلى زعزعة الثقة بالنفس.
الابتعاد عن اللغة السلبية
إن اللغة السلبية أو ما يسمى بجلد الذات يؤدي إلى تعزيز شكوكك بنفسك و تقليل مستوى ثقتك بنفسك. و علينا هنا أن نفرق بين نقد الذات و جلدها, فالأولى تعمل على اكتشاف مكامن الضعف و الخلل لديك بغرض معالجتها, أما الثانية تعمل على هدم الشخصية و تكريس عدم الثقة بالذات.