الرئيسيةتطوير مهنيكيف تُسخّر سياسات مكان العمل لصالحك

“السياسات المُتَّبعة في مقر العمل” عبارةٌ غير مُستحبَّة بالنسبة إلى بعض الناس، ولكنَّها منتشرة للغاية في مقرات العمل.

تدورُ سياسة مقر العمل ببساطة حول الاختلافات بين الناس في العمل، وغالباً ما تتجلى الاختلافات في الآراء وتضارب المصالح بوصفها سياسات مكتبية، ويعود كل ذلك إلى التواصل والعلاقات البشرية. ولكن لا داعي إلى الخوف من السياسات المُتَّبعة في مكان العمل؛ فالموظفون المتميزون ذوو الأداء الأفضل هم أولئك الذين أتقنوا فن الفوز فيها وتسخيرها لصالحهم، وفيما يلي 7 نصائح جيدة لمساعدتك على إتقانها:

  1. اعلم أنَّك تمتلك خياراً:

تُعدّ استجابة الكر أو الفر أكثر ردات الفعل شيوعاً في سياسة العمل، فهي استجابة بشرية فطرية وقديمة للبقاء على قيد الحياة في البريَّة، في أيام ما قبل التاريخ، عندما كان الإنسان يعيش على الصيد. ولا شك أنَّ المكتب عبارة عن غابة حضارية؛ ولكن يتطلب الأمر أكثر من مجرد ردود فعل غريزية للفوز في السياسات المُتَّبعة في مكان العمل؛ فلن تتسبَّب ردود الفعل الغريزية المتعلقة بالكَرِّ إلَّا بمزيد من المقاومة لكل ما تحاول تحقيقه، أمَّا استجابة الفر، فهي استجابة شائعة يأخذها الناس بوصفها أمراً مُسلَّماً به، ولا يتمتَّع أي من الخيارين بالجاذبية لتحقيق تقدُّم مهني سليم؛ بل يتطلب منك الفوز اختيار ردود أفعال واعية تجاه الموقف. ف

اعلم أنَّه مهما كانت الظروف سيئةً، فإنَّك تمتلك دائماً خياراً في اختيار شعورك وطريقة تفاعلك، فكيف تختار إذاً؟ يقودنا هذا إلى النصيحة الثانية.

  • اعرف ما الذي تحاول تحقيقه:

عندما تحدث النزاعات، يصبح من السهل للغاية الوقوع في فخ الرؤية الضيقة والتركيز على الاختلافات الفورية، ويحمل هذا النهج في طياته بذور الإخفاق؛ بل من المحتمل أن تحصل على نتائج عكسية من خلال التركيز على الخلافات مع مواقف الناس أو آرائهم. والطريقة التي يمكن بها الحد من ذلك دون أن تبدو وكأنَّك تقاتل من أجل الظهور بوصفك فائزاً في هذا الصراع هي التركيز على أهداف العمل، وقد تفعل ذلك من خلال مناقشة إيجابيات وسلبيات كل خيار في ضوء ما هو أفضل بالنسبة للشركة؛ ففي النهاية، يريد الجميع للعمل أن ينجح؛ فإذا لم تفز الشركة، لن يفوز أحد في المنظمة؛ ولذا فمن السهل على المرء أن يتواضع ويتراجع عن رأيه عندما يدرك أنَّ النهج المُختار هو الأفضل للشركة.

ومن خلال تعلُّم توجيه المناقشة في هذا الاتجاه، ستتعلَّم فن الانسحاب من الخلافات الصغيرة ووضع نفسك في صورة شخص مهتم بإنجاز الأمور، كما سيقدِّرك مديرك ويراك شخصاً ناضجاً واستراتيجياً ويمكن أن يُناط بمسؤوليات أكبر.

  • ركِّز على دائرة تأثيرك:

في العمل، غالباً ما تواجهنا مشكلات لا نملك التحكُّم بها سوى بقدر ضئيل جداً، ومن الشائع أن تجد سياساتِ الشركة أو طلباتِ العملاء أو تفويضاتِ الرؤساء تؤثر في مصالحك الشخصية. وكثيراً ما تكون الثرثرة والشكوى هي الردود الشائعة على هذه الأحداث التي لا يمكننا السيطرة عليها؛ ولكن فكر في الأمر، ما هي النتائج الملموسة التي تحقِّقها الشكوى والتذمُّر حقاً؟ في معظم الحالات، لا شيء. لذلك؛ فبدلاً من لعب دور الضحية والغضب من الموقف، ركِّز على الأشياء التي يمكنك فعلها للتأثير في الموقف، أي دائرة تأثيرك، وهذه تقنية قوية للغاية للتغلب على الشعور بالعجز، فهي تُخلِّصك من الشعور بأنَّك ضحية وتسمح للآخرين أيضاً برؤيتك بوصفك شخصاً يعرف كيف يعمل ضمن قيود معينة.

قد لا تتمكَّن من تغيير النتيجة النهائية أو اتِّخاذ قرار بشأنها؛ ولكن يمكنك الانسحاب وأنت تعلم أنَّك قد فعلت الأفضل في ظل الظروف المحدَّدة. تتواجد القيود دائماً في مكان العمل، وباتِّباع هذا الأسلوب، سيقدِّرك مديرك وينظر لك بوصفك شخصاً متفهِّماً وإيجابياً.

  • لا تنحَز إلى جانب مُعيَّن:

في السياسات المُتَّبعة في مكان العمل، قد تجد نفسك متورِّطاً بين شخصيتين قويتين على خلاف فيما بينهما، وتجد نفسك وسيلةً لمحاولتهما خداع بعضهما بعضاً والدفاع عن موقفيهما، وكل ذلك على حساب إنجاز العمل، فضلاً عن أنَّك لا تتمكَّن من جعلهما يتفقون على قرار مشترَك بشأن مشروع ما، ولا يرغب أي منهم في تولِّي زمام الأمور خوفاً من الغدر به أو تحميله المسؤولية في أي خطأ قد يحدث.

في مثل هذه الحالات، ركِّز على أهداف العمل ولا تنحز إلى أي منهما، حتى لو كنت تحب أحدهما أكثر من الآخر، وضَعْ كليهما على خط تواصل مشترك واحرص على وجود تواصل مفتوح بين جميع الأطراف كي لا يتنصَّل أحد من أي قرار قد اتَّخذه.

ومن خلال عدم الانحياز إلى أحد الأطراف، تساعد كلا الطرفين على توجيه حل النزاعات بطريقة موضوعية، وتبني الثقة معهما، وسيساعد ذلك على جعل المشاركات بنَّاءة والتركيز على أهداف العمل ممكناً.

  • لا تكوِّن خلافات شخصية:

في السياسات المُتَّبعة في مكان العمل، سوف تشعر بالغضب تجاه من حولك في بعض الأحيان، إذ يحدث ذلك باستمرار، وستشعر أحياناً بالرغبة في تلقين الشخص الذي تستاء منه درساً لا ينساه، فلا تفعل ذلك؛ إذ ينزِع الناس إلى تذكُّر اللحظات التي تعرضوا فيها للإهانة. وحتى إذا ربحت هذا الجدال وشعرت بالرضا حيال ذلك حالياً، فسوف تدفع الثمن لاحقاً عندما تحتاج إلى مساعدة من هذا الشخص، فأنت لا تحصد سوى ما زرعته، خاصةً في مكان العمل.

لذا سيتوجَّب عليك بناء شبكة من الحلفاء للاستفادة منها من أجل الفوز؛ فأنت لا تريد أن يُفسِد أحدهم فرصة تأتيك أو يؤذيك في أزمة تمرُّ بها لأنَّه يحمل نوايا سيئة تجاهك، وكل هذا لأنَّك استمتعت بلحظة وجيزة من الانفعال العاطفي على حسابه.

ثمَّة سبب آخر لكبح أعصابك، وهو تقدُّمك الوظيفي؛ إذ تستخدم المنظمات على نحو متزايد تقييمات من جميع الجهات من أجل ترقية شخص ما، فحتى لو كنت الأعلى أداءً بين موظفي الشركة، سيضطر رئيسك إلى خوض معركة شاقة إذا كان ينظر إليك مديرك أو زملاؤك بوصفك شخصاً يصعب العمل معه، وأنت لا تريد بالتأكيد أن تصعِّب على رئيسك في العمل مناصرتك من أجل الترقية.

  • حاول أن تَفهم قبل أن تُفهم:

ما يدفع الناسَ إلى الشعور بالظلم هو شعورهم بأنَّهم يُساء فهمهم، فنحن مهتمون على نحو فِطري بجعل الآخرين يفهموننا أكثر من أن نفهمهم أولاً، ولقد تعلَّمَ كبار المديرين ورجال الأعمال قمع هذه الرغبة. ومن المدهش أنَّ السعي إلى فهم الآخرين أسلوب فعَّال للغاية، فما إن يشعر الطرف الآخر بأنَّك تفهمه، سيشعر بأنَّه أقلُّ اتخاذاً لموقفٍ دفاعي وسيكون منفتحاً لفهمك في المقابل، ما يمهد الطريق للتواصل المفتوح والوصول إلى حل يمكن للطرفين قبوله. كما أنَّ محاولة التوصُّل إلى حل من دون التوصُّل أولاً إلى هذا الفهم أمر صعب للغاية؛ إذ تصبح الثقة منخفضة وتنفتح الفرصة للظنون.

  • فكِّر في تحقيق الفوز الجميع:

كما ذكرنا من قبل، تحدث الصراعات بسبب تضارب المصالح والمبادئ، وربما قد تعلَّمنا أثناء مسيرتنا التعليمية أنَّ الفوز يكون حليف شخص واحد فحسب؛ وعندما نكسب، يجب أن يخسر شخص آخر في المقابل، وبالتالي نخشى السماح لشخص آخر بالفوز لأنَّ ذلك يعني خسارتنا. ولكن هذا ليس هو الحال في العمل بالضرورة؛ لذا تعلَّم أن تفكِّر من زاوية “كيف يمكننا الفوز في هذا الموقف؟” ويتطلب هذا أن تفهم أولاً وجهة نظر الطرف الآخر وما الذي يعنيه ذلك بالنسبة له. وبعد ذلك، افهم بِم سيعود ذلك عليك، ثم ابحث عن حل مقبول ومفيد لكلا الطرفين، وسيضمن لك القيامُ بذلك التزامَ الجميع بالقرار المُتَّفَق عليه دون تظاهُر أو نفاق.

واعلم أنَّ الناس ببساطة لا يحبون الخسارة، فقد تفلت من استخدام تقنيات الفوز والخسارة مرة أو مرتين؛ ولكن قريباً، ستجد نفسك بدون حلفاء في مكان العمل. أمَّا بالتفكير في تحقيق الفوز للجميع، فأنت تُؤسس قاعدة حلفاء وتتمكَّن من الفوز على الأمد الطويل.