الرئيسيةعن المقابلاتما الذي يجعلك فريداً؟ .. كيف تجيب عن هذا السؤال في المقابلات
عن المقابلات

ما الذي يجعلك فريداً؟ .. كيف تجيب عن هذا السؤال في المقابلات

لديك مقابلة عمل، وأنت تريد هذه الوظيفة بشدة؛ لذلك تبذل قصارى جهدك لتكون على أتمِّ استعداد، فتفكِّر في السؤال الصعب الذي اعتاد القائمون على مقابلات العمل أن يسألوه دوماً: ما الذي يجعلك فريداً؟

غالباً ما يسأل هؤلاء هذا السؤال عفوياً دون أن يدركوا أهميَّته الكبرى. في الواقع، إنَّ هذا السؤال أبعد ما يكون عن البساطة، إذ أنَّه فلسفةٌ ثقافيةٌ كاملةٌ محشورةٌ في جملةٍ قصيرةٍ واحدة، وإذا لم تُجب عليه بثقة، فقد تخسر وظيفة أحلامك؛ فسواءٌ أكان المُحاوِر على علمٍ بما يُميِّزك أم لا، تُظهِر إجابتك ميِّزاتك الخاصة، وتبيِّن ما إذا كنت تتناسب مع قيمهم الثقافية والاجتماعية.

تنقسم هذه المقالة إلى جزئين: جزءٌ من نقدٍ للسؤال نفسه؛ لأنَّه بالتأكيد هناك أسئلة أكثر فائدةً يمكن أن يطرحها المحاورون. والجزء الثاني: دليلٌ حول كيفية الإجابة عن السؤال بنجاح. لذا، تابع معنا عزيزنا القارئ قراءة السطور القادمة، لتعرف ما يعنيه السؤال حقاً، وكيفية الإجابة عنه بالشكل الصحيح، وبمنتهى المصداقية والتفرد. وفي نهاية المقال، ستجد إجاباتٍ واقعيةً من أشخاص أُجرِيت معهم مقابلات عمل، وحصلوا على الوظيفة التي كانوا يبحثون عنها.

تاريخ السؤال، لماذا يهتمُّ المحاورون بما يجعلك فريداً؟

قارن تحليلٌ ثقافيٌّ أجراه البروفيسور “هـيجون كيم” (Heejung Kim)، و”هيزل روز ماركوس” (Hazel Rose Markus) -باحثين اجتماعيين في جامعة ستانفورد (Stanford University)- وجهات النظر حول “التفرد” في الولايات المتحدة وشرق آسيا، ووجدت الدراسة أنَّه في الثقافة الأمريكية يرتبط التفرد بالحرية والاستقلال والنجاح؛ أمَّا في ثقافة شرق آسيا، فيُقوَّم الانسجام فوق التفرد، لكونه يدعم التآلف والترابط.

وقد شرح عددٌ كبيرٌ من علماء الاجتماع وعلماء النفس وعلماء الإنسان هذا الاختلاف نفسه، وهو مرتبطٌ بقيمٍ ثقافيةٍ أعمق. يتعلَّق الأمر كلُّه بالبيئة والظروف؛ ففي شرق آسيا، إنَّ التعاون والانسجام قيمٌ ثقافيةٌ هامَّة، حيث يُربَّى الأطفال لفهم أنَّ لديهم مسؤوليةً تجاه مجموعتهم الاجتماعية، وأنَّ الاحتياجات الجماعية تأتي قبل احتياجاتهم الفردية. قد يُنظَر إلى السعي من أجل “الاستقلال” و”التفرُّد” على أنَّه تصرُّفٌ غير ناضجٍ ومنحرف، وأنَّ اتباع المعايير الاجتماعية يحسِّن رفاهية الجميع. يكون إحساس كلِّ شخصٍ بذاته متجذراً في هذه القيم المشتركة؛ لذا فإنَّ الرغبة بأن تكون متفرداً، وأن تعبِّر عن تلك النزعة الفردية ليراها العالم، أمرٌ غير عادي؛ لكنَّ هذا يتغيَّر مع تغيُّر العالم. تستكشف دراساتٌ جديدةٌ الطرائق التي يصبح فيها التفرد أكثر أهميةً في بعض الثقافات الآسيوية، كما هو الحال في الصين.

أمَّا في الولايات المتحدة، فالقيم الثقافية الأمريكية الحديثة مبنيةٌ على الحرية المتصوَّرة وحقوق الفرد، كما هو مكتوبٌ في وثيقة “إعلان الاستقلال الأمريكي” (United States Declaration of Independence) و”وثيقة حقوق الولايات المتحدة الأمريكية” (United States Bill of Rights).

ليس الجميع في أمريكا الآن أحرارٌ أو يستفيدون من الحقوق المتساوية، لكنَّ فكرة أن يكون كلُّ شخصٍ قادراً على ممارسة حريَّته الخاصة حجر الزاوية في الموقف الثقافي.

في أمريكا، ووفقاً لعالمة الأنثروبولوجيا “آنا ويرزبيكا” (Anna Wierzbicka): “تُعرَّف الحرية بأنَّها القدرة على اختيار ما تريده لنفسك”. هناك جدلٌ مستمرٌ حول أين بدأت “النزعة الفردية الأمريكية”، وحتَّى وقتٍ قريب، قَبِل معظم العلماء النظرية التي كتبها “سيمور مارتن ليبسيت” (Seymour Martin Lipset)، والتي تفيد بأنَّ التركيز على “التفرُّد” نابعٌ من ظروفِ وأحداث الثورة الأمريكية بين عامي 1765 و1783؛ ولا تزال بعض عناصر تفسير “سيمور” مقبولة، ويوافق بعض الباحثين الاجتماعيين الحاليين أنَّ نوعاً معيناً من النزعة الفردية متجذرٌ في الثورة، وقد أُطلِق على هذا النوع: “النزعة الفردية الليبرالية”، وهي في الأساس فكرة أنَّه “يجب أن يكون لكلِّ شخصٍ الحق في التفكير والتصرُّف بطريقةٍ خاليةٍ من القيود الجماعية أو الاجتماعية”.

وسائل الإعلام الثقافية التي يستهلكها كلَّ يومٍ معظم الأمريكيين، والكثير من الأوروبيين والكنديين والأستراليين؛ مليئةٌ بالرسائل التي تعزِّز أهمية الاختيار الشخصي والشخصية. يُقال لنا أنَّنا يجب أن نتبع غرائزنا، وأن نفعل ما هو مناسبٌ لنا، وأن نقرِّر نوع الحياة التي سنعيشها؛ حيث تتغذَّى هذه الرسائل على ثقافة العمل الدائم، ممَّا يدفعنا إلى أن نكون أفضل من زملائنا ومنافسينا، وأن نتحدَّث كثيراً في الاجتماعات، ونقدِّم أحدث الأفكار وأكثرها إبهاراً على طاولة الاجتماع.

وعندما يتعلَّق الأمر بمقابلة عمل، تجتمع كلُّ تلك الرسائل والتأثيرات الدقيقة مدى الحياة في سؤالٍ واحدٍ مشحون: ما الذي يجعلك فريداً؟

التناقضات:

الأمر هو أن أصحاب العمل يريدونك أن تكون متفرداً، ولكن ليس كثيراً؛ وهذا يعكس فكرة النزعة الفردية ككل، حيث يُحتَرَمُ المتفرد ويُحتَفى به طالما أنَّه يتناسب مع معايير القبول الاجتماعي. تميل الثقافات التي تقدِّر النزعة الفردية إلى الإشارة إلى أنَّ الأمر متروكٌ لك، سواءً كنت ناجحاً أم لا؛ رغم أنَّه ليس من اختصاصك دائماً أن تقرِّر كيف يبدو “النجاح”. هذا أمرٌ مربك؛ لأنَّه في الوقت نفسه الذي يُقال لنا أنَّه يجب أن نكون مختلفين، يُقال لنا أيضاً أنَّه يجب علينا شراء هذا المرطِّب أو ذاك، لنبدو أجمل ولينجذب الناس إلينا.

كما يُطلَب منَّا أن نَبرُز وأن نكون مبدعين في حياتنا المهنية، ونُحذَّر من عدم القول أو القيام بأيِّ شيءٍ مثيرٍ للجدل؛ لأنَّ ذلك قد يوقعنا في مشكلة، وعندما يصبح هذا الشيء المثير للجدل نجاحنا أو قضيتنا، ومن ثمَّ يُحتفَل به، يكون قد فات الأوان.

فكيف تكون فريداً بما يكفي لإقناع مُحاوِرك؟

ميزةٌ ثقافية:

إذا نشأت في بيئةٍ ثقافيةٍ تُعزِّز التفرُّد، فإنَّ هذه الأشياء ستصل إليك بسهولةٍ نسبياً. بشكلٍ عام، ستعرف كيف تميِّز نفسك وتتميَّز عن الآخرين دون أن تبدو غريباً جداً؛ وستفهم بطبيعتك نوع التفرد الذي يبحث عنه صاحب العمل، وهذا الفهم عميقٌ بما يكفي بحيث ستتمكَّن أيضاً من تخفيف الجوانب الفريدة من نوعها، والتي ربَّما لا يريدها صاحب العمل، كأن تمتلك وشماً مثلاً.

ولكن، ماذا لو نشأت في ثقافةٍ تفضِّل النزعة الجماعية على الفردية، والآن تحاول الحصول على وظيفةٍ في مكانٍ تتفوَّق فيه النزعة الفردية على كلِّ شيء؟ ستجد نفسك في وضعٍ لا تُحسَد عليه.

أولاً: ستبدو “مختلفاً جداً”، بدءاً من اللحظة التي تدخل فيها الباب.

 سلَّطت عددٌ من الدراسات الضوء على العنصرية في عمليات التوظيف، ممَّا يدلُّ على أنَّ بعض من يجرون مقابلات التوظيف يميِّزون على أساس لون البشرة؛ وقد وجد علماء الاجتماع أنَّ لهجتك يمكن أن تؤثِّر أيضاً في فرصك في الحصول على الوظيفة التي تريدها. في أمريكا على سبيل المثال، يمكن أن تكون اللهجة البريطانية ميِّزة، وخاصَّةً إذا كنت تريد منصباً إدارياً؛ ولكن إذا كنت تتحدَّث الإنجليزية بلكنةٍ من أصلٍ إسبانيٍّ أو صينيٍّ أو هندي، فمن غير المحتمل أن تحصل على منصبٍ يجعلك تقابل العملاء.

ثانياً: بغض النظر عن مظهرك ولكنتك وصوتك؛ إذا لم تكن قد تعاملت كثيراً مع القيم الفردية، فقد يصعب عليك التعبير عن التفرد بطريقةٍ تروق للمُحاوِر العادي. قد تكون خلفيَّتك الثقافية هي الشيء الذي سمح لك بتنمية المهارات المثالية لعملك، ولكنَّ هذا لن يساعدك إذا لم يفهم المُحاوِر كيف يمكن أن يكون هذا “الاختلاف” لصالحك.

في الحقيقة، هذا سؤالٌ غبي؛ فهم لا يسألون حقاً ما الذي يجعلك فريداً، إنَّما هذه مجرَّدُ طريقةٍ للسؤال عمَّا يمكنك تحقيقه لشركتهم، ولا يمكن لأيِّ شخصٍ آخر فعله.

نعم، ما يريد أصحاب العمل حقاً معرفته هو سبب كونك لائقاً للعمل أكثر من أيِّ شخصٍ آخر، فلماذا لا يسألون ذلك السؤال بعد إعطاء المشاركين إحاطةً واضحةً حول ما تنطوي عليه الوظيفة، بدلاً من سؤالهم عما يجعلهم مميزين ومختلفين؟

والحقيقة: أنَّه من غير المحتمل أن تكون الشخص الوحيد في العالم الذي يمكنه القيام بهذه المهمَّة، أو أنَّه لا يمكن لأيِّ شخصٍ آخر القيام بها أفضل منك؛ وإنَّ الذي يُجري المقابلة معك يعرف ذلك أيضاً.

نُحذَّر عن طريق السؤال حول ما يجعلك فريداً، ويطلبون منك أن تجعل قرارهم أسهل، ومن المحتمل أنَّهم يحاولون الاختيار بين مجموعةٍ مختارةٍ من المرشحين الذين يتطابقون بشكلٍ متساوٍ من حيث المؤهلات والخبرة، ولا يريدون اتخاذ قرارٍ سيندمون عليه أو أنَّ رؤساءهم لن يكونوا سعداء به؛ لذلك يريدون منك أن تعطيهم سبباً نهائياً تُخبِرهم فيه لماذا قد تكون أنت الخيار الصحيح.

مع وضع ذلك في عين الاعتبار، يمكنك تكييف إجابتك بما يناسب احتياجاتهم. يسألون ما الذي يجعلك فريداً؟ فتجيبهم عن طريق قلب السؤال وتحديد سماتٍ أو مهاراتٍ أو خبرةٍ معينةٍ لديك، وتتوافق تماماً مع المتطلَّبات الخاصَّة للوظيفة والشركة؛ إذ أنَّ الأمر لا يتعلَّق حقاً بك شخصياً.

الهدف من السؤال، ما الذي يريدون معرفته حقاً؟

حسناً، إنَّ اختيار الموظف المناسب سببٌ كافٍ لطرح هذا السؤال. يستخدم أصحاب العمل هذا السؤال في المقابلات طوال الوقت، ولا يريدونك أن تجيب بقائمةٍ من الأسباب التي تجعل سؤالهم غير متعلِّقٍ بمقابلة العمل.

لذا، فقد حان الوقت لكي تصبح عملياً. إليكَ بعض الأشياء التي يريد منك الشخص الذي يقوم بإجراء المقابلة حقاً أن تعطيها عندما يطرح هذا السؤال:

شيءٌ يجعلهم يتذكَّرونك:

اجعل الأمر سهلاً عليهم عندما يتحدَّثون معك بعد خمسة عشر مقابلةٍ أجروها في ذلك اليوم؛ لذا يفضَّل أن تفعل أو تقول شيئاً يميِّز مقابلتك عن باقي المقابلات، ويجب أن يكون ذلك بطريقةٍ جيدة.

دليلٌ على أنَّه يمكنك منحهم ما يريدون والقيام بالعمل بشكلٍ جيد:

الدليل في هذا السياق هو الخبرات السابقة أو المؤهلات أو المراجع من أشخاص آخرين؛ لذا استخدم أحد أو كلَّ هؤلاء لدعم إجابتك، مثلاً: “لقد أجريت (كذا)، وحصلت على شهادة (كذا)؛ لذلك يمكنني فهم وإنجاز (كذا) بشكلٍ فريد”.

شيءٌ يظهر أنَّك مختلفٌ ضمن المعايير المطلوبة:

فعلى سبيل المثال، إذا كانوا يجرون مقابلاتٍ مع عشرة أطباء بيطريين مؤهلين تماماً للحصول على وظيفةٍ كطبيب بيطري، فقد يكون من المفيد أن يعرفوا أنَّ لديك أيضاً قدرة على نقل الأخبار السيئة بطريقة جيدة، حتَّى تتمكَّن من التعامل مع استياء أصحاب الحيوانات الأليفة.

أظهِر لهم أنَّك قرأت الوصف الوظيفي:

إذا لم تتمكَّن من الإجابة عن هذا السؤال مع الإشارة إلى متطلَّبات الوظيفة، فربَّما أنّك لم تقرأ الوصف الوظيفي.

أظهِر أنَّك ستكون شخصاً لطيفاً للعمل معه:

اجعل إجابتك موجزةً وصادقة، ولا تُعظِّم نفسك بالتحدُّث عن إخفاقات الآخرين. من الهامِّ أن تتحدَّث بإيجابيةٍ عن نفسك؛ ولكن ليس طوال المقابلة.

فكِّر فيما يتجاوز ما هو واضح، واعتمد على التجارب الأخرى التي تُثري فهمك ومهاراتك وحساسيتك، وابدأ من هذه النقطة.

إجاباتٌ ناجحةٌ من الحياة الواقعية على سؤال “ما الذي يجعلك شخصاً فريداً”:

سألنا خمسة أشخاصٍ كيف أجابوا عن هذا السؤال بأشكاله المختلفة في مقابلات العمل، وقد حصلوا كلُّهم على وظائف. إذا كنت بحاجةٍ إلى بعض الإلهام لإجراء مقابلةٍ قادمة، فاستخدم هذه الإجابات كنقطة انطلاقٍ لبناء الإجابة الخاصة بك.

ملاحظة: لقد جرى اختصار هذه الإجابات إلى نقاطها الأساسية.

ما الذي يجعلك فريداً؟

  1. “لقد تدرَّبت على الرقص عندما كنت أصغر سناً، ممَّا أعطاني مهارات التواصل كي أتمكَّن من بناء علاقاتٍ إيجابيةً وداعمةً مع الزملاء بسرعةٍ كبيرة”.

 ما الذي يجعل هذه الإجابة جيدة؟

لقد أخذوا مهارةً اهتمَّ بها ذلك الشخص كثيراً: التواصل، وفهموا لماذا أدَّى تدريب الرقص الذي تضمَّن العمل بشكلٍ جماعيٍّ والتعاون مع راقصين آخرين، إلى تعزيز مهارة التواصل إلى مستوى أكبر.

  • “لقد تلقَّيت تعليماً منزلياً؛ لذلك كنت دائماً أدرس لوحدي بشكلٍ نظريٍّ وعملي، وأعرف كيف أحفِّز نفسي بدون الحاجة إلى من يقول لي ماذا أفعل”.

ما الذي يجعل هذه الإجابة جيدة؟

مرةً أخرى: لقد ركَّز على مهارةٍ تهمُّ صاحب العمل: التوجيه الذاتي والدافع؛ لأنَّ هذا كان لمقابلةٍ من أجل العمل عن بعد. بدلاً من مجرد القول بأنَّه يجيد هذه الأشياء، قدَّم الشخص أدلة (التعليم المنزلي) عن وقتٍ كان عليه فيه استخدام هذه المهارات كلَّ يوم.

 3. “لقد شاركت في إنشاء مشروع مجتمعي الخاص؛ لذلك أعرف مدى صعوبة النهوض بمؤسسةٍ مجتمعية. كما قد واجهت بالفعل بعض التحديات التي من المحتمل أن تظهر في الأيام الأولى”.

ما الذي يجعل هذه الإجابة جيدة؟

كانت المقابلة للحصول على وظيفةٍ في مؤسسة مجتمعيةٍ جديدة؛ لذا فإنَّ الخبرة السابقة في إعداد شيءٍ ما -على الرغم من أنَّه كان مشروعاً طوعياً صغيراً- وفهم التحديات المحتملة، أعطت المحاوِرَ الثقة بأنَّ هذا الشخص كان على مستوى المهمَّة. هذا أمرٌ رائع؛ لأنَّه يستغل حقيقة أنَّ صاحب العمل ربَّما يكون قلقاً بشأن ما إذا كان عملهم سيسير على ما يرام، ويطمئنه.

  • “يمكنني أن أقول: مرحباً، كيف حالك؟ بـ 14 لغةً مختلفة”.

ما الذي يجعل هذه الإجابة جيدة؟

كانت الوظيفة في مقهى في فندقٍ للشباب، ولم تصف هذه الإجابة مهارةً حقيقيةً فحسب، بل سلَّطت الضوء على سماتٍ شخصيةٍ هامَّةٍ وذات صلة: الثقة والفكاهة والاهتمام بالتواصل مع الآخرين. في الواقع، تعلُّمُ أن تقول: “مرحباً، كيف حالك؟” بـ 14 لغةً أمرٌ سهلٌ للغاية؛ لذلك يمكن أن تكون مهارةً مفيدةً لإضافتها إلى مجموعة مهاراتك.

  • “لقد رتبتُ كتبي في المنزل أبجدياً ووفق لون الغلاف، وإيداع أوراقي حسب التاريخ والموضوع في خزانة ملفات، ورقمياً على جهاز كمبيوتري”.

ما الذي يجعل هذه الإجابة جيدة؟

كانت هذه الإجابة في أثناء إجراء مقابلةٍ لمنصب مدير استوديو؛ حيث أراد هذا الشخص أن يوضِّح أنَّ مهاراته التنظيمية كانت على رأس الموضوع. بدلاً من قول: “أنا منظَّمٌ حقاً وأحبُّ الإشراف على الأعمال”، جعل الإجابة شخصيةً وأعطى أمثلة حقيقيةً عن عمله.

أجب عن هذا السؤال واحصل على الوظيفة:

من الواضح أنَّ هذا السؤال غير محبب؛ ولكن حتَّى لو كنت تعتقد أنَّه سخيفٌ بعض الشيء، لا يزال عليك الإجابة عنه إذا طُرِح عليك في مقابلة العمل. أعد صياغة ذلك في رأسك لجعله متعلِّقاً بالوظيفة، وبدلاً من الإدلاء بإجابةٍ عامة مثل: “أنا أحب التحدِّي، ولست خائفاً من الفشل”، اجعل إجاباتك شخصية. ارسم تجربتك، وقليلاً من شخصيتك، دون أن تنسى أنَّ السؤال لا يتعلَّق بك حقاً، وأنَّه يتعلَّق بكيفية قبولك في الوظيفة أو العمل. ولا تكذب؛ لأنَّ ذلك سيعود بالضرر عليك.