الرئيسيةعن المقابلاتما الذي نتعلمه من الفشل في مقابلة التوظيف

أجريت مقابلة مع رجل دعي إلى رفض توظيفي في يوم من الأيام؛ ولكن بعد الجملة التي قالها: “لقد قررنا اتخاذ توجه آخر بالنسبة لهذه الوظيفة”، نجحنا أنا وهو في عقد حوار صريح ومثمر. لقد احترمت قرار الرفض، وفهمت أنَّهم شعروا أنَّ شخصاً آخر كان أنسب منِّي للعمل؛ وبقدر ما هو محبط أن أعرف أنَّني بذلت كل ما بوسعي للحصول على هذه الوظيفة، إلَّا أنَّ شيئاً واحداً قاله جعل الحوار متعة ممزوجة بألم.

 ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن تجربة شخصية للمؤلف رايان هوسي (Ryan Hussey)، والذي يحدثنا فيها عن الدروس التي تعلمها من الإخفاق في مقابلات التوظيف.

 

لقد قال لي الرجل أنَّه كان قد اختارني من أجل المنصب، لكنَّه اتفق مع الموظف الأعلى رتبة منه أنَّ مرشحاً آخر سيبقى مدة أطول في الشركة؛ فقد أُعجِبا بي، وعلما أنَّني سأكون مفيداً للشركة، لكنَّهما شعرا أنَّني سأستخدم الوظيفة كنقطة انطلاق للبحث عن وظيفة أخرى في غضون عام أو نحو ذلك.

ثمة بكل تأكيد بعض العوامل التي ساهمت بوضوح في رفضي خلال مقابلة التوظيف الأخيرة؛ فقد كان بإمكاني دائماً تعديل سيرتي الذاتية، وربَّما كان عليَّ ارتداء ربطة العنق الزرقاء عوضاً عن الخضراء، وقد علمت أنَّه كان عليَّ ألَّا أقضي بضع دقائق إضافية في الاعتناء بشعري وتلميع حذائي؛ لكن هذه ليست أسباب عدم حصولي على العمل.

لقد أجريت العديد من مقابلات التوظيف والتدريب الداخلي، وقد اكتشفت أنَّني تعلمت درساً ثميناً في كل مقابلة؛ حيث علمتني المقابلة التي سبق وأن تحدثت عنها درساً عن نفسي، والذي كان أحد الدروس التي يمكنك تعلمها من الإخفاق في مقابلات التوظيف.

إليك فيما يأتي أهم 8 دروس تعلمتها من إخفاقاتي في مقابلات التوظيف:

  1. تصرَّف دائماً على سجيَّتك:

خلال فترة من الزمن، كنت أدخل إلى مقابلات التوظيف وأتصرف مثلما يتصرف الشخص الذي كنت أظن أنَّ الشركة تريده؛ لكن يتمتع معظم أرباب الأعمال ومسؤولي التوظيف بما يكفي من الذكاء لاكتشاف ما إذا كنت ملائماً فعلاً للوظيفة أم لا، وإذا كنت مهتماً فعلاً بها أم لا؛ لذا، لا يوجد ما تخسره حينما تكتفي بالتصرف على طبيعتك.

  • تحلَّ بالثقة:

تلفت الثقة بالنفس انتباه أرباب العمل؛ وحتى تؤمن الشركة بقدراتك، يجب عليك أن تؤمن بنفسك أولاً؛ إذ تريد الشركات شخصاً يثق بحدسه، ويتخذ قرارات صعبة دون أن يلتفت إلى الوراء. يجب عليك في بعض الأحيان التعامل مع مقابلة التوظيف مثل اختبار انضمام إلى فريق رياضي، حيث يجب عليك أن تثبت جدارتك وتُقصي المنافسين؛ وكذلك الأمر، إذ يعدُّ هذا نوعاً من أنواع المنافسة أيضاً، فلا تستخف بنفسك.

  • تحلَّ بالتواضع:

لا يعني ما ذكرناه في الأعلى أن تبالغ في الثقة بنفسك؛ إذ ثمة فارق جوهري بين أن تكون عضواً فاعلاً في الفريق، وأن تظن أنَّك الفريق كله. لا يحب أحد التباهي، وقليلة جداً هي الشركات التي تنظر إلى التكبر كصفة مرغوبة؛ لذا أظهر إيمانك بنفسك، وتذكر أنَّ التواضع يعكس النضوج.

  • كن قادراً على التعامل مع نقاط الضعف بوصفها نقاط قوة:

من الأسئلة المشهورة التي تُطرَح في مقابلات التوظيف: “ما هي أبرز نقاط ضعفك؟”؛ ورغم أنَّ الإجابة عن هذا السؤال قد تكون أصعب من الإجابة عن سؤال عن نقاط القوة، إلَّا أنَّه يضاهي – أو يفوق – سؤال نقاط القوة أهميةً. يعدُّ الاعتراف بوجود نقاط ضعف جزءاً من التواضع، وكذلك الصبر على تحويل نقاط الضعف تلك إلى نقاط قوة، والإصرار على ذلك؛ فإذا عرفت الجوانب التي تتقنها والمجالات التي تستطيع التحسن فيها، ستكون عضواً ثميناً بالنسبة إلى أي فريق.

  • اطرح مزيداً من الأسئلة:

لا تخشَ من المبادرة، وتقمص دور الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة في جزء منها؛ حيث يبين هذا اهتمامك بالشركة والمنصب، ويمنحك فرصة توجيه الحوار في الاتجاه الذي تريده. ربَّما نتذكر في طريق عودتنا من مقابلة التوظيف إلى المنزل أسئلة أردنا أن نطرحها على رب العمل المحتمل. حسناً، اطرح هذه الأسئلة عبر بريد إلكتروني أو مكالمة هاتفية، حيث يمكن لهذا أن يعكس شغفك وإصرارك.

  • تذكَّر أن ثمة دائماً مجال للتطور:

دعنا لا نسخر من أنفسنا، إذ بإمكاننا دائماً أن نتطور؛ لذا ابحث دائماً عن الشركات التي تبحث عن موظفين، واحرص على الحصول على رأي الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة بعد انتهائها، أو حتى بعد الرفض؛ فإذا رُفِضت فعلاً، فما الذي ستخسره عند طرح الأسئلة؟ تعدُّ هذه المواقف من اللحظات التي تجري فيها أصدق الحوارات، كما حصل في تجربتي التي ذكرتها في بداية المقال.

  • لا تكن مجرد ورقة:

تعدُّ السيرة الذاتية هامة، وكذلك رسالة التقديم؛ لكن لا يوجد شركة توظف “ورقة” لديها، إذ يعدُّ كلٌّ من شخصية الإنسان ومهاراته وأخلاقيات العمل التي يتمتع بها أساس كسب المنصب.

  • الرفض نعمة بزي نقمة في بعض الأحيان:

تضفي المحن حلاوة على النجاحات المستقبلية، ومن الجيد أن يكون العالم كله تحت تصرفك بعد التخرج مباشرة؛ لكنَّ عملية التواصل وفهم العالم هما الأهم فعلاً. ثمة شيء يجب علينا ألَّا ننساه أبداً، وهو أنَّ هذه “عملية”؛ فدعنا إذاً نفكر في الأشياء التي تحت تصرفنا، ونتعلم أن نعير اهتماماً أقل للأشياء التي لا نستطيع التحكم بها؛ إذ إنَّ كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نتابع التطور، وألَّا يمر التقدم الذي نحرزه دون أن يلتفت إليه أحد.

في الختام:

رغم أنَّ الرفض ليس أفضل إحساس في العالم بكل تأكيد، لكن ثمة بعض الدروس التي تستطيع تعلمها من التعرض إلى الرفض في مقابلات التوظيف، وآمل أن تستخدم هذه الدروس التي تعلمتها شخصياً للاستمرار في التطور. أنا مستعد للمراهنة على أنَّنا في كل مرة نصافح فيها رب عمل محتمل ونجلس معه، نخرج من هذه التجربة بدرس ثمين مهما كانت النتيجة.