الرئيسيةعن المقابلاتما الذي عليك أن ترتديه للمقابلة الوظيفية
عن المقابلات

ما الذي عليك أن ترتديه للمقابلة الوظيفية

هناك اعتقاد سائد لدى العديد من الباحثين عن الوظائف في اليمن أن نوعية اللباس و طريقة ارتداءه أثناء حضور مقابلة وظيفية يعد أمراً ثانوياً, لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما, فما نرتديه يعد جزءا من شخصيتنا.

إن ما نرتديه لا يعد من الأمور السطحية على الإطلاق – خاصة فيما يتعلق بالمقابلات الوظيفية – إذ أن ما نرتديه يرسل رسالة ما لمن نقابله, و هذه الرسالة قد تترك أثرا إيجابياً أو سلبياً لدى الآخر. فنوعية الملابس التي نلبسها – بما في ذلك اللون – و طريقة ارتدائها يجب أن تتناسب مع مستوى الحدث أو نوع البيئة التي تُرتدى الملابس لأجلها.

إن ما نرتديه يجب أن يترك انطباعاً إيجابياً لدى الآخرين. و هناك مثل يمني دارج يقول ” كُل ما يعجبك و البس ما يعجب الناس”.

إن التفكير في ما الذي علينا أن نرتديه هو – في حقيقة الأمر – أحد الأدوات و التكتيكات التي علينا أن نأخذها في الاعتبار عند حضور المقابلة الوظيفية و خوض المنافسة نحو نيل الوظيفة التي قدمنا لنيلها, بل إن ما نرتديه أثناء حضور المقابلة الوظيفية يعد من الأمور التي يأخذها مسؤولو التوظيف في الحسبان و يعطونها نقاطاً ما ضمن آلية التقييم و المفاضلة بين المرشحين لشغل الوظيفة, و اختيار الأنسب للوظيفة الشاغرة.

و في هذا الصدد,  إليك – عزيزي القارئ – بعض النصائح المهمة الم التي ينبغي عليك أن تستوعبها و تعمل على أخذها في الحسبان عند حضورك لمقابلة وظيفية ما:

أولاُ: طبيعة الوظيفة التي تقدم لها, و طبيعة عمل الشركة و ثقافتها

إن الملابس التي عليك ارتداؤها في المقابلة الوظيفية هي تلك الملابس التي سيترتب عليك ارتداؤها في يوم عمل نموذجي في الشركة, وذلك في حال حصلت على الوظيفة و أصبحت أحد طاقم عمل الشركة.

و لكن هناك استثناءات لبعض الوظائف, فلو كنت مثلاً تعمل في مجال العمل اليدوي, فإن طبيعة عملك هذه تتطلب ارتداء ملابس ميدانية. و في هذه الحالة فإن الملابس التي سترتديها للمقابلة الوظيفية, يجب أن تكون ملابس جميلة و أنيقة نوعا ما بخلاف ما تلبسه أثناء مزاولة عملك اليدوي.

و أثناء عملك قد يكون مسموحاً و أمراً طبيعيا بأن تلبس الجينز مثلاُ, لكن الأمر يختلف عند حضور المقابلة الوظيفية, إذ عليك أن تحرص على ارتداء ملابس مريحة و رسمية إلى حد ما.

فطبيعة عمل الشركة, و طبيعة الوظيفة التي من المتوقع أن تشغلها من الأمور التي يجب أخذها في الحسبان عند التفكير فيما علينا ارتداؤه لحضور المقابلة الوظيفية.

فإن كانت الوظيفة تتطلب التعامل مع العملاء بشكل منتظم, فنوعية الملابس التي عليك ارتداؤها لحضور المقابلة الوظيفية ستختلف عما إذا كانت الوظيفة التي تقدم لها لا تتطلب التعامل مع الجمهور.

 ففي حال الوظيفة التي تتطلب مواجهة الجمهور, فإنه سيُنظر إلى طريقة لبسك كجزء من أسلوبك و أدائك العام في الوظيفة, و سيحظى ما تلبسه أثناء المقابلة اهتماماً لدى مسؤولي التوظيف, بل أنها ستدخل ضمن عملية التقييم عند المفاضلة بينك و بين المرشحين الآخرين الذين ينافسونك لشغل الوظيفة الشاغرة.

كما أن طبيعة عمل الشركة تعدّ أحد العوامل التي ستحدد ما سنلبسه أثناء المقابلة الوظيفية, فالتقديم لبنك ما مثلا سيتطلب ارتداء ملابساً أكثر رسمية مقارنة بالتقديم لعمل يدوي لدى مصنع ما.

هناك أيضا عامل آخر يجب أن نأخذه في الحسبان عند التحضير لما نلبسه أثناء المقابلة الوظيفية, و هذا العامل هو ثقافة مكان العمل.

 فعلى سبيل المثال, إن كنت تقدم لوظيفة مدير عمليات, فإن ما ستلبسه سيختلف بشكل أو بآخر بناءً على ثقافة الشركة صاحبة الوظيفة الشاغرة. فالبيئة الثقافية لشركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا ستختلف حتما عن البيئة الثقافية لبنك يعمل منذ أكثر من مائة عام.

إن أفضل طريقة لتحديد ما الذي يجب أن نرتديه لحضور مقابلة وظيفية – مع مراعاة طبيعة الوظيفة, و طبيعة عمل الشركة و ثقافتها – هو زيارة الموقع الإلكتروني للشركة التي قدمنا للعمل لديها, و من ثم الإطلاع على صور موظفيها و ما يرتدونه, و ذلك لأخذ صورة أكثر وضوحا عما يجب أن نرتديه في المقابلة الوظيفية.

كما يجب أن تقرأ عن قيم الشركة التي ستقدم لها, بالإضافة إلى الصورة التي يحاولون إظهارها أو الظهور بها ليكون ما ترتديه أثناء المقابلة متماهياً مع ما يريدونه و يقدّرونه.

ثانياً: الاتزان و عدم المبالغة

إن مسالة الإهتمام بما يجب أن نرتديه أثناء المقابلة الوظيفية يجب أن يكون ضمن الحدود المعقولة و المقبولة بحيث لا تتجاوز الحد المطلوب و تصل إلى ما يشبه حالة عرض أزياء, كما يجب أيضا ألا تكون دون المستوى المقبول فلا نعطي ما نلبسه نصيبه من الإهتمام المطلوب.

إن ما نرتديه لحضور مقابلة وظيفة يختلف بالتأكيد عما سنرتديه لحضور حفلة ما, ففي الحفلة قد يحاول المرء بأن يبدو جذابا و ملفتاُ للإنتباه, لكن في المقابلة فإن الأمر يختلف كلياُ, إذ يجب علينا ألا نحاول من خلال ما نلبسه أن نلفت إنتباه أرباب العمل.

 فما نلبسه في المقابلة الوظيفية ينبغي أن يكون رسميا إلى حد ما و ليس إلى حد مبالغ فيه. و كل هذا يعتمد على نوعية الوظيفة, و طبيعة الشركة, و ثقافتها كما أسلفنا سابقاً.

هناك مرشحون يجبرون لجنة الاختيار التي تنعقد بعد انتهاء المقابلة الوظيفية على التعليق و التركيز فقط على الطريقة التي بدى فيها المرشح من حيث لباسه و طريقة ارتدائه لملابسه.

فهناك مرشحون يبالغون في زخرفة و تجميل أنفسهم بطريقة قد لا يبدون فيها عمليين , و هناك آخرون يلبسون ملابساً قديمة و مهترئة. و كلا المرشحين يجبرون لجنة الاختيار على التركيز على شكلهم الخارجي, بل و يتركون انطباعاً سيئاً لديهم, و بالتالي تقل فرصهم في الحصول على الوظيفة الشاغرة.

إن الملابس الغير المتزنة – سواء أكانت ملابس مبالغ فيها أو أنها ملابس دون المستوى – ستجعل لجنة الاختيار للمرشحين يركزون على ما ارتديته و ليس على مدى أهليّتك و مناسبتك للوظيفة.

فالعطور ذات الروائح القوية, و المكياج المبالغ فيه, و المجوهرات الكثيفة كلها من الأمور التي قد تترك إنطباعاً سيئاً لدى مسؤولي التوظيف.

إذا كنت تقدم لوظيفة مكتبية, فمن الأفضل أن ترتدي جاكتاُ أو معطفاُ بلون معتدل و غير صارخ, كما يجب أن يكون ما ترتديه مريحاً بحيث يناسب الطقس المحيط بك – بارداً كان أم حاراً – لتتمكن من تقديم أداء أفضل في المقابلة.

بالنسبة للرجال, فإن مسألة ارتداء ربطة عنق من عدمه يعد سؤالاً صعباً نوعاً ما, فقد يكون ارتداءه أمراً مرغوباً فيه و جيداً في مقابلة ما, و قد يبدو ارتداءه نشازاً و غير مناسبا في مقابلة أخرى. فكل هذا يعتمد على ثقافة مكان العمل, و القيم السائد هناك, و طبيعة الوظيفة, و طبيعة عمل المنظمة – شركة كانت أم مؤسسة.

ثالثاُ: ما نلبسه أثناء المقابلات عن بعد

يتجاهل البعض من المتقدمين للوظائف الشاغرة الإهتمام بما يلبسونه في حالات المقابلات عن بعد و التي تستخدم برامج مؤتمرات الفيديو كالإيمو و غيرها.

في الحقيقة, إن هذا الأمر يعتمد على شخصية من يقابلك, فبعضهم يرى أن المرشح يجب أن يهتم بلباسه كما و لو أنه يحضر مقابلة واقعية, و البعض لا يعيرون هذا الأمر اهتماماُ.

و لكن, يُنصح بأن يتم التعامل مع هذه المقابلات كما و لو أنها مقابلات واقعية (غير افتراضية) و أن يلبس ملابساً مناسبة و فقاً للنصائح التي ذكرناها سابقاً في إطار هذا المقال.

ختاماُ

التفكير في طريقة لباسنا, و ما الذي علينا أن نرتديه أو ما لا نرتديه يمكن أن يكون أمراً ثانوياُ بعد المقابلة الوظيفية, و لكن أثناء المقابلة و قبلها يجب ألا يكون كذلك. إذ أن ما نلبسه قد يؤثر على احتمال اختيارنا للوظيفة الشاغرة من عدمه, هذا – طبعاً – إلى جوانب عوامل و أمور أخرى أكثر أهمية كالمؤهل التعليمي, و الخبرة و غيرها من أدوات الحصول على الوظيفة المناسبة.