تعد عملية البحث عن وظيفة عملية روتينية نقوم بها – نحن الباحثون عن عمل – بشكل منتظم بهدف إيجاد الوظيفة المهنية و تحسين حياتنا المهنية, و لكن تذكّر أن هذه العملية تقتضي منّا الحفاظ على إيجابيتنا و عدم اليأس و ذلك لنتمكن من تحقيق ما نريد في نهاية المطاف. و تتخلل عملية البحث عن وظيفة عدد من الأخطاء و التي سنسردها لك – عزيز القاريء – من خلال هذا المقال:
التنصل من المسؤولية و لوم الآخرين:
لا تلُم الآخرين على عدم حصولك على وظيفة أو معاناتك في عملية البحث هذه. عليك أن تركّز على الأفكار الإيجابيّة بدلاً من تلك السلبيّة. دعك من النظر إلى الأمور من جانب واحد فقط، وتطلّع قُدُماً إلى المستقبل، ما حدث قد حدث، ولكن بقدرتك الفائقة على السيطرة على ظروف حياتك، وسعيك لتطوير شخصيتك وتفوقها يمكنك أن تصل إلى ما تريد.
جعل الوظيفة محور حياتك:
استمتع بأوقاتك العائليّة الخاصّة، ولا تضيّعها، كُل جيّداً، ومارس هواياتك. اخرج من منزلك كل يوم، وتطوع في أعمال خيريّة كما تحب، وتعلّم مهارات جديدة، وقابل غيرك من الناس لتعمل على إيجاد توازن حقيقي في حياتك. من منّا لا يحتاج إلى الإثارة والتغيير وكسر الروتين في حياته؟ تذكّر؛ كلما اندمجت أكثر في هذه الحياة كلما تعلمت أكثر.
عدم تقبّل الرفض واعتباره سبباً شخصيّاً:
لسوء الحظ من النادر والصعب جدّاً أن تحصل على وظيفة من المرّة الأولى التي تقدّم فيها لوظيفة ما، ولذلك عليك أن تقبل الرفض كجزء من عملية البحث هذه، كما ويمكنك أن تستفسر عن السبب، والأفضل من ذلك كلّه أن تتعلم من أخطائك التي كلفتك هذه الوظيفة التي خسرتها. الوظيفة التي لم تحصل عليها يجب أن تساعدك في المرة الأخرى لأن تتعلم من أخطائك، وتدفعك دفعة قويّة للأمام حتى تسعى بكل قوتك للنجاح.
البحث في نفس المكان الذي يبحث فيه غيرك:
تصفّح المواقع الإلكترونيّة والصفحات الاجتماعيّة للبحث عن وظيفة في وقتنا الحالي الوسيلة الأولى التي قد تخطر ببالك للتقديم للوظائف المتاحة. في الحقيقة هناك الكثير من الأماكن الأخرى التي يمكن البحث فيها، بعيداً عن تطفلات الغير. فعلى سبيل المثال؛ يمكنك أن تبحث عن توصيات خاصّة، أو البحث من خلال الشبكات المهنيّة المختصّة كسوق للوظائف بأقلّ عدد من المنافسين.
الفشل في إيصال رسالة واضحة صريحة:
مسؤولو التوظيف يهتمون كثيراً بالمكان الذي حصلت فيه على خبرتك وقيمتك المهنيّة وليس كل ما فعلته في حياتك. عليك أن تتأكّد أن توصل رسالتك بطريقة واضحة وصريحة، فكّر في نفسك كمنتج يحتاج إلى إعلان ترويجيّ وليس فيلماً كاملاً.
إخفاء أمر بحثك هذا عن غيرك من الناس:
على الرغم من أنّ بحثك عن وظيفة أمر شخصيّ خاص بك، ولكن عليك أن تحاول أن لا تفعله لوحدك؛ شارك تجربتك الخاصّة مع من تحب ليدعمك ويقويك أكثر، وليزرع بداخلك دافعاً أقوى لعدم الاستسلام والمثابرة. كما أنّ مشاركة حاجتك لوظيفة ما قد يدفع شخصاً ما لمساعدتك في الحصول على وظيفة رائعة.
التقديم لكل الوظائف التي تطرح عليك:
فإنّ تقديمك لكلّ وظيفة تمرّ بك دون تركيز يجعلك بائساً وستفقد تركيزك بالتأكيد. حاول أن تستغل وقتك الثمين في التقديم لوظائف أقلّ بطريقة أفضل، ولا تتبع العشوائية في ذلك أبداً. لا يوجد شيء منفّر لمسؤول التوظيف أكثر من معرفته بعدم اهتمامك للوظيفة وأنّك قدمت لها فقط بمحض الصدفة لا أكثر، عليك أن تركّز في بحثك على ما تسعى إليه، وإذا كنت تستخدم بعض التطبيقات التي تساعدك في معرفة الوظائف المتاحة، يمكنك أن تستخدم خيارات التحديد لمساعدتك بشكل فعّال أكثر.
الخوف من دفع نفسك إلى الأمام:
ليس هذا وقت الجلوس في الظلّ، لا تخف من أن تبحث عن شعاع الأمل والتألق. أخبر الناس عن إبداعك وقوتك، وعن قيمتك المهنيّة التي يمكنك أن تنجح بها في تحقيق مساعي الشركة واستراتيجيتها. ثقتك بنفسك دون تكبر أو تغطرس هو مفتاح النجاح هنا، لا تدع أفضل خبراتك ومهارتك أمراً سريّاً تحتفظ به لنفسك!
نسيانك أن الوقت يتغيّر:
إذا كنت قد انقطعت عن سوق العمل لفترة من الزمن، فقد تكون بعض توقعاتك غير منطقيّة أو حقيقيّة في بعض الأحيان. من السهل أن تفكّر بنفس الطريقة التي بحثت فيها عن وظيفة آخر مرّة، ولكن عليك أن تعرف جيّداً أن الزمن يتغيّر، والظروف تتبدّل بالتأكيد. خذ فكرة سريعة عن طرق البحث عن وظائف بما يتناسب مع الوقت الذي تقدّم فيه، وهذا سيساعدك أكثر في معرفة سوق العمل، والمكان الأفضل لتبحث فيه عمّا تريد.
عزل نفسك عن المنافسة:
عليك أن تتأكّد من إيجاد شخصية منافسة ومختلفة لك عن غيرك من الباحثين عن عمل؛ ضع نفسك في خضم المنافسة ووسطها، ولا تنسى أن تضيف إلى نفسك ميزات منافسة قويّة تميّزك عن غيرك. لا تفكّر فقط في مهاراتك وخبراتك، وإنّما في مفتاح إنجازاتك وطريقة عرضها، هذه الأمور التي عليك أن تصنع بها اختلافاً وتميّزاً عن غيرك.
المنافسة القوية تكمن بين المرشحين أصحاب المهام المتشابهة، ولكن الاختلاف بينهم يكون في إنجازاتهم الفريدة. تذكّر مشكلة أو تحدّياً مررت به، والنتائج التي حصلت عليها نتيجة مكافحتك للنجاح. لا تنسى أيضاً أن المعرفة سلاح النجاح، وأنّه كلما عرفت نفسك أكثر كلما نجحت في صنع الاختلاف، وخلق الفرق والتميّز؛ بما يدفعك ويجعلك المؤهل الأوّل للوظيفة الأعلى في حياتك المهنيّة.