إن تقييم أداءنا في المقابلات الوظيفية يعد من أهم الأمور التي ينبغي علينا تعلمها و إدراكها, و ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هناك ثلاثة مراحل لتقييم أداءنا المتعلق بالمقابلات الوظيفية. و المرحلة الأولى من هذه المراحل هي ما نطلق عليه اسم المرحلة القبلية و هي مرحلة الإعداد و التحضير للمقابلة الوظيفية قبل الخوض في المقابلة, و المرحلة الثانية هي مرحلة تقييم أداءنا أثناء المقابلة الوظيفية, أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة نطلق عليها اسم مرحلة التقييم البَعْدية أي تقييم أداءنا في المقابلة الوظيفية بعد الانتهاء من المقابلة.
و في هذا المقال سنناقش كيفية تقييم أداءنا أثناء سير المقابلة لنتمكن من تدارك الأخطاء فور وقوعها قدر الإمكان و تعزيز الصورة الذهنية بشكل إيجابي لدى لجنة المقابلة عن مدى أهليتنا لنيل الوظيفة الشاغرة.
مهارات التواصل من خلال النظر
إذا لاحظت أن أحد أعضاء لجنة المقابلة أو جميعهم مشتتي الإنتباه و لا يعيرونك الإهتمام الكافي أثناء حديثك فهذه إشارة سلبية عليك أن تعمل على معالجتها فوراً من خلال الحفاظ على هدوئك و إظهار موقفاً إيجابياً و الثقة بالنفس. فقد يكون مسؤول التوظيف سيء المزاج بسبب ما غير أدائك. لذا حاول أن تجد طريقة جيدة للفت انتفاهم بشكل إيجابي من خلال استخدام لغد الجسد مثلاً أو رفع مستوى نبرة الصوت أو خفضه أو سرد أمثلة عملية لما تقول.
حركات الجسد السلبية
قد يقوم أحد مسؤول التوظيف الذي يجري المقابلة بحركات جسدية سلبية إما لأن أداءك في المقابلة غير مقنع أو كنوع من اختبار مدى ثقتك بنفسك كأن يقوم بشبك يديه أو تغيير تعابير وجهه بشكل سلبي. هناك عليك أيضا ألا تنجرف مع هذه الحركات السلبية و تصاب بالتوتر, بل عليك المحافظة على مستوى حماسك و هدوئك أثناء الكلام.
تشتيت الذهن
إذا لاحظت أنّ مسؤول التوظيف يراسل أحداً ما في هاتفه أو يستخدم بريده الإلكترونيّ، أو ينظر إلى أحد المواقع الإلكترونيّة على حاسوبه الشخصيّ، أو يسير في الغرفة بينما تتحدّث إليه، فإنّ هذه أبداً ليست إشارات إيجابيّة قد تؤدي إلى تشتيت ذهنك و إرباكك. هنا عليك أن تستمر في إجابتك بطريقة لائقة و جذابة العمل على لفت انتباه مسؤولي التوظيف لما تقول بهدوء و ثقة.
إنهاء المقابلة مبكراً
إذا أنهى مسؤول التوظيف المقابلة الشخصيّة في وقت مبكر، كأن ينهيها بعد عدّة دقائق فقط من دخولك لغرفة الاجتماعات، فأنت هنا بالتأكيد عليك أن تعرف أنّك لم تحصل على الوظيفة. بالطبع هناك الكثير من الظروف التي تحكم في هذه الحالة، كحدوث ظرف طارئ يمنع إنهاء المقابلة، ولكن إذا أنهى مسؤول التوظيف المقابلة بشكل سريع دون أن يعتذر أو يذكر السبب فإنّ هذه ليست إشارة جيّدة حتماً. لا يمكنك هنا أن تطلب منه المزيد من الوقت، عليك فقط أن تشكره، وتبقى مستعداً لأي تغيير فيما بعد.
الوجه العابس
قد يكون من طباع أحد مسؤولي التوظيف أو جميعهم هو التجهم و عدم التبسّم فإذا لاحظت على سبيل المثال أنّه يبتسم لغيرك ممن يمرّ بالقرب منه خلال المقابلة، أو لمن معه غيرك، وعندما ينظر إليك يكون جدّياً؛ فإنّ هذا يعني أنّه ليس متحمساً لتوظيفك في الوظيفة التي تقدّم لها.
إذا كنت ممن يمتلكون شخصيّة جريئة يمكنك أن تضيف بعض التعليقات الطريفة، وإذا لم يفلح ذلك معه اعتبر هذه المقابلة غيض من فيض لما قد تتعرّض له من مضايقات خلال مقابلاتك الشخصية.
التفاعل الهجومي
إذا شعرت أنّك في ساحة معركة، ومدير التوظيف يحاول أن يضعك في مكان صعب من خلال أسئلته؛ فإنّ هذا ليس جيّداً. لا تردّ على تحديه بتحدي، حافظ على هدوئك، وثقتك نفسك، وحاول أن تكون محدّداً في إجاباتك لتحكم السيطرة على الوضع، فقد يكون مسؤول التوظيف مجرّد شخصيّة قاسية ويحبّ وضع الناس في أوضاع صعبة ليس أكثر.
التوقف عن الكلام
ذا كانت المقابلة الشخصيّة تجري بشكل سيء ستلاحظ أنّ مسؤول التوظيف يحتاج إلى أكثر من خمس دقائق للتفكير في السؤال التالي. هذا يحدث في هذه الحالات لأنّ مسؤول التوظيف لا يعرف كيف يتابع المقابلة بينما لا يهتم كثيراً بالشخص الذي يقابله. ليس مطلوباً منك في هذه الحالة أن تنتظر حديثه فقط، يمكنك استغلال الفرصة وكسب ودّه بطرح الأسئلة المناسبة التي قد تغيّر مجرى المقابلة وتكسب الوظيفة.
عدم الإنصات الجيد لإجاباتك
ذا شعرت أنّك تتكلم إلى نفسك ولا تجد من يستمع إليك، حاول أن تغيّر مجرى الحوار، كأن تسأل بعض الأسئلة وتطلب رأيه في ذلك؛ مثلاً: “كيف تؤسس فريقك الخاص لهذا النوع من المشاريع؟”؛ فمبجرد دفعه إلى الردّ على سؤالك، ستكسر حاجز الصمت بينكما.
إعلامك بأن هناك مرشحين آخرين للوظيفة
نّ هذه علامة تحذيريّة بأنّك لست الأفضل لشغل الوظيفة، لا تفقد تركيزك وثقتك بنفسك، لا تنسى أنّك لا زلت تملك الفرصة لتحصل على الوظيفة.
عدم إلمام مسؤول التوظيف بسيرتك الذاتية
من المحتمل أن يكون مسؤول التوظيف يمرّ بيوم سيء، أو قابل عدّة أشخاص في نفس اليوم، ويشعر بالتعب أو التشتّت نتيجة مقابلة الكثير من المتقدمين للوظيفة. ولذلك إذا بدا لك وكأنّ مسؤول التوظيف يقرأ سيرتك الذاتيّة لأوّل مرّة من خلال أسئلته التي يطرحها عليك، والتي لا بدّ وأن يكون عرفها بمجرّد قراءته لسيرتك الذاتيّة، فهذا يعني أنّه غير مهتم بك كثيراً.
عدم مناقشتك بحماس
إن عدم اهتمام مسؤول التوظيف بمناقشة أهمّ مؤهلاتك للوظيفة يعني أنّه غير مهتم بك؛ و هنا عليك أن تحاول سؤاله عن تعريف النجاح بالنسبة له، ومن هو المرشح الأفضل لشغل الوظيفة في الشركة.
مقاطعتك باستمرار
يمكنك معرفة إذا ما تمّ التفاهم بينك وبين مسؤول التوظيف من خلال طريقة الحوار وسلاسة المحادثة بينكما، كما وأنّ شعورك الداخليّ بالراحة من عدمها يعكس طريقة سير المقابلة كذلك.
عدم التحدث عن المرحلة التالية من عملية التوظيف
إن لم يذكر عضو لجنة المقابلة الخطوة التالية في عملية التوظيف فإنّ هذه إشارة سيئة أحياناً. لكن عليك ألا تكون سبّاقاً في الحكم هنا، إذ عليك أن تستغل الفرصة. بإمكانك مثلاً أن تطرح السؤال التالي على مسؤول التوظيف: “أنا مهتم بالوظيفة والعمل في شركتكم، فما هي الخطوة التالية؟” وهي أيضاً فرصة لمعرفة المزيد من المعلومات عن عملية التوظيف، وموقفهم تجاهك.
عدم مصافحتك
إذا بدأت مقابلتك بمصافحة قويّة، وودودة، وواثقة من مسؤول التوظيف، بينما حصلت على مصافحة باهتة بعد انتهاء المقابلة، فقد يعني ذلك أنّك لم تحصل على الوظيفة وقد تكون خسرتها تماماً. وعلى الرغم من ذلك؛ حافظ على ابتسامتك، واحترامك، وثقتك بنفسك.
الإشارات التي تدل على أن المقابلة تسير بشكل جيد
هناك بعض الإشارات التي تدل على أنّ مقابلتك الشخصيّة تجري بشكل جيّد؛ و من هذه الإشارات ما يلي:
- استخدام العبارات الإيجابيّة عند التعليق على إجاباتك.
- التبسم في وجهك أثناء حديثك
- الإيماء الإيجابي بالرأس الذي يدل ارتياح المقابل لما تقول واتفاقه معك فيما تقول.
- مصافحتك مصافحةً قويّة في نهاية المقابلة.
و في الأخير عليك أن تدرك بأنه لا توجد دلائل قطعية وبراهين حتميّة لطريقة تفكير أعضاء لجنة المقابلة، إذ بإمكانك الاستفادة من هذه المؤشرات لمحاولة تقييم أدائك أثناء المقابلة قدر المستطاع، و هذا لا يعني أنّ كل ما تلاحظه من ردود فعل في المقابلة صحيحاً و دقيقاً، إذ ان المسألة مسألة نسبية قد تخضع لعدة عوامل كالطبيعة الفسيولوجية لأعضاء لجان المقابلة.