الرئيسيةعن المقابلات“ما الراتب الذي تريده؟” .. كيف تجيب على هذا السؤال في المقابلة
عن المقابلات

“ما الراتب الذي تريده؟” .. كيف تجيب على هذا السؤال في المقابلة

بعد بضعة أشهر من العمل الشاق والكثير من المكالمات الهاتفية، تحصل أخيراً على فرصة عمل؛ وعند إجراء المقابلة، تُسأَل عن الراتب الذي تريده، ويتوقف عقلك حينها عن التفكير، وقد تطلب راتباً أقل معتقداً بأنَّ ذلك سيزيد من فرصة توظيفك؛ لكن لسوء الحظ، يُعدُّ هذا سلوكاً خاطئاً.

يمكنك أن تحصل على فرصة التوظيف أو تخسرها بناء على إجابتك حول الراتب المطلوب؛ لذا يجب عليك أن تكون مستعداً لهذا السؤال؛ فعندما تطلب راتباً مرتفعاً دون مجال للتفاوض، فقد لا يكون رب العمل المتوقع قادراً على تحمل تلك التكاليف؛ أمَّا عندما تطلب راتباً منخفضاً، سيعتقد أرباب العمل أنَّك لن تعود بالقيمة المرجوة على شركتهم؛ لذلك، تكمن الحيلة في تحقيق أعلى هدف ممكن مع الحفاظ على رضا الطرفين.

بالطبع، لا يمكنك الحصول على راتب مرتفع دون تحقيق قيمة عالية للشركة؛ أمَّا الخبر السار هو أنَّ بإمكانك أن تكون موظفاً متميزاً وذا قيمة عالية من خلال الاستثمار في نفسك وتطوير مهاراتك كي تكون أهلاً لشغل المنصب.

إليك بعض النصائح التي تساعدك في التفاوض على الراتب المناسب بثقة:

  1. استثمر الوقت كي تنجز أكثر ممَّا تتوقعه:

هل تريد أن تحصل على أجر جيد مقابل عملك الشاق؟ مَن منَّا لا يريد ذلك؟ عندما تعيش في جو من المنافسة، لن تكون هذه المَهمَّة سهلة المنال؛ لهذا السبب يجب عليك أن تصبح محترفاً في إدارة الوقت.

هل تعلم كم لديك من وقت الفراغ يومياً؟ لا نعني بذلك وقت استراحة الغداء أو بعد انتهائك من عملك اليومي، وإنَّما ذلك الوقت الذي تستخدم فيه هاتفك المحمول أو تشاهد برنامجك التلفزيوني المفضل. تُظهِر البيانات منذ عام 2017 أنَّ الأشخاص في بعض البلدان يقضون تقريباً 3 ساعات يومياً في مشاهدة التلفاز، ويُعدُّ هذا الوقت الضائع هو سبب عدم رضاك عن نمط الحياة الذي تعيشه؛ لذلك ركِّز على تحقيق أهدافك الشخصية كلَّما كان لديك وقت فراغ.

على سبيل المثال: إذا كان طريقك إلى العمل يستغرق منك ساعة واحدة ذهاباً وإياباً، فاستغل وقتك هذا، واستمع إلى تسجيلات تعليمية؛ وإذا كانت استراحة الغداء تستمر لمدة 30 دقيقة، فاقرأ لمدة 10 إلى 15 دقيقة؛ وإذا كنت منشغلاً دائماً، فخصص وقتاً من يومك يتراوح بين (30-60) دقيقة بعيداً عن العمل واستخدمه للعمل على أهدافك الشخصية.

ضع روتيناً صباحياً يسمح لك بترتيب أولوياتك ويؤهلك للنجاح كل يوم، واستيقظ قبل ساعة أو ساعتين من وقتك الاعتيادي للحصول على مزيد من الوقت والعمل على أهم مهامك، واستخدم بعض الأدوات مثل تطبيق “أ تراكر” (ATracker) -تطبيق لتتبع الوقت- لتقسيم الأنشطة التي تستغرق فيها وقتاً طويلاً. لن يكون تحليل يومك بالكامل أمراً سهلاً؛ لذا ضع بعض الحدود؛ فعلى سبيل المثال: إذا كان لديك 4 ساعات فراغ كل يوم، فاقضِ ما لا يقل عن ساعتين منها للعمل على بعض المَهمَّات الهامة.

  • ضع حدودك الخاصة:

لا يتعلق الحصول على حياة مهنية ناجحة بالمال فحسب؛ فوفقاً لمؤسسة غالوب (Gallup)، هناك نحو 70٪ من الموظفين غير راضين عن وظائفهم الحالية. لا يعد كسب مزيد من المال أمراً سيئاً، لكن يتوجب عليك التخلي عن بعض الميزات الهامة إذا كنت تريد الحصول على راتبٍ عالٍ؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت تستمتع بقضاء الوقت مع عائلتك، فارفض عروض العمل التي تتطلب منك الكثير من السفر.

نقدم لك فيما يأتي بعض العوامل الهامة التي يجب مراعاتها:

 الموازنة بين العمل والحياة الشخصية: اجعل الوظيفة التي تجبرك على العمل 60 ساعة أو أكثر في الأسبوع آخر خياراتك ما لم تكن بيئة العمل مثالية بالنسبة إليك، وافهم طريقة تعامل ربِّ العمل المحتمل مع مسألة الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.

فرص تطوير الذات: من الهام وجود فرصة للتطور داخل شركتك؛ فبمجرد أن تتعلم طريقة أداء مهماتك بصورة جيدة، قد تصبح أقل انخراطاً في العمل؛ لذا اختر الشركة التي تشجع على تطوير الموظفين.

ثقافة الشركة: لا تتساوى كل الشركات في ثقافتها ونظام عملها، فهناك شركات تعتمد نظام العمل وفق الغرف النمطية (نظام المكاتب المنفصلة عن بعضها) (The stereotypical cubicle job)، وهذا ما يدفع الموظفين إلى الشعور بالتعاسة والملل، وقد لا يناسبك هذا الخيار؛ وفي المقابل، تعمل شركات -مثل غوغل (Google)- على استثمار كل إمكاناتها للحفاظ على سعادة موظفيها.

يعدُّ ما سبق من أهم الجوانب التي يتوجب عليك البحث عنها في الشركة التي ستعمل معها، وبالتأكيد توجد هناك عوامل أخرى؛ لذا رتِّب هذه العوامل وفق ما يناسبك، وستتوقف بهذه الطريقة عن التقدم إلى الشركات غير المناسبة، وتركز على ما يهمك فعلاً.

  • استثمر في نفسك باستمرار:

إنَّ الاستثمار في نفسك هو أفضل أمر يمكنك القيام به. ربَّما سمعت هذه اللازمة مراراً، لكنَّها حقيقية؛ إذ من خلال ذلك، تطور شخصيتك، وتؤمن بمدى أهميتك وقيمتك لدى الآخرين. ليس من الضروري أن يكون استثمارك في نفسك أمراً مكلفاً، حيث يمكنك قراءة بعض الكتب لتوسيع معرفتك في مجالات مختلفة.

لا تتمسك بعادة قراءة أي شيء دون هدف محدد، واختر بدلاً من ذلك الكتب التي تساعدك على توسيع معارفك في المجال الذي تتطلع إلى تطويره، ولا تقيد نفسك بقراءة موضوع واحد، وإنَّما حقق توازناً صحياً.

تعدُّ التسجيلات الصوتية وسيلة جيدة لتعلم مواضيع جديدة من خبراء معينين في مجالات مختلفة، وأفضل ما في الأمر أنَّها مجانية، ويمكنك الاستماع إليها في تنقلاتك من وإلى العمل؛ كما يعدُّ التعليم المدفوع أمراً منطقياً في حال كنت مستقراً مالياً؛ فإذا قررت العودة إلى الدراسة، فيمكنك الحصول على منحة دراسية لتقلل من ديونك؛ وبغض النظر عن المسار الذي تسلكه، اجعل الاستثمار في نفسك عادة لديك، بحيث تتطور كل يوم.

لن يكون الأمر سهلاً، لكن سيكون ذلك لصالحك؛ إذ لا يقضي معظم الأشخاص أوقات فراغهم في تحسين مهاراتهم وتطوير أنفسهم؛ لذا سيسمح لك ذلك بالتطور بشكل أسرع منهم، وبالتميز عن منافسيك.

  • وثِّق مهاراتك:

تعدُّ السير الذاتية إحدى الطرائق الشائعة لدى الشركات لاختيار الموظفين، ولكن إليكم السر الكبير: لا تعدُّ السيرة الذاتية الطريقة الوحيدة لإظهار مهاراتك.

لكي تطلب راتباً أعلى من معظم الأشخاص، عليك أن تنجز بعض الأعمال التي لا يرغب معظم الناس في القيام بها؛ ونظراً إلى أنَّك تحاول تطوير نفسك بالفعل، فلا بأس من استعراض مهاراتك عبر بعض المواقع على الإنترنت؛ كأن تنشئ موقع ويب.

يعدُّ إنشاء موقع ويب أمراً سهلاً جداً في هذه الأيام؛ وبمجرد الانتهاء من إعداد موقعك الخاص، ابدأ إعداد المحتوى الذي تريد عرضه؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت مطور برامج، فيمكنك نشر التطبيقات التي تطورها. سيكون لديك مرجع عبر الإنترنت لعرض إنجازاتك ومهاراتك في أثناء مقابلات العمل، ويمكنك استخدام ذلك لتبرير قيمة الراتب الذي ستطلبه؛ وبما أنَّ معظم الأشخاص لا يفعلون ذلك، فستملك فرصة أكبر لقبول أصحاب العمل لعرضك.

  • أخفِ قيمة الراتب الذي تريده:

تجنَّب تحديد قيمة الراتب الذي تريده منذ بداية المقابلة؛ لكن إذا وُجِّه هذا السؤال إليك، فحاول تجنبه بطريقة غير دفاعية، واشرح لرب العمل رغبتك في معرفة طبيعة عملك، فمن المرجح أن يتفق معك؛ وإذا لم تتفقا، أعطه مجالاً للتفكير.

الحقيقة أنَّ أرباب العمل العظماء يهتمون أكثر بمهاراتك والقيمة التي تحققها للشركة؛ فهم يدركون أنَّ الموظف المتميز بمثابة استثمار رابح، وأنَّه سيعود عليهم بربحية تفوق راتبه بكثير. تذكر أنَّ مقابلة العمل ليست هامة فقط لرب العمل، وإنَّما لك أيضاً؛ فإذا كان رب العمل مهتماً أكثر بمعرفة الراتب الذي تريده، فقد لا تكون هذه علامة جيدة؛ لذلك اسأل نفسك فيما إذا كانت الشركة التي تجري مقابلة معها تستحق العمل من أجلها أم لا.

  • احصل على راتب يتناسب مع القيمة التي تقدمها للشركة:

يُعدُّ طلب الراتب الذي تستحقه فناً لا يتقنه الجميع؛ لذا عليك أن تستثمر في نفسك باستمرار لتحقيق أكبر قيمة للشركة التي ستعمل معها؛ لكن هذا لا يكفي، حيث يجب أن تكون مفاوضاً جيداً. فمثلاً: تخيل أن تطلب راتباً عالياً، ويوافق أرباب العمل على دفع هذا المبلغ لكونك تمتلك القدرة على تقديم قيمة كبيرة للشركة؛ ألن يكون أمراً رائعاً؟ يطلب معظم الناس رواتب متوسطة بسبب عدم ثقتهم بالقيمة التي سيقدمونها للشركة، حيث لا يستثمر معظمهم في تطوير أنفسهم؛ ذلك لأنَّهم لا يخصصون الوقت الكافي لذلك، فلا تكن مثلهم.

يجب أن تعلم أنَّك تستحق الحصول على أجرٍ جيد، وأنَّك على استعدادٍ للقيام بالعمل الموكل إليك؛ ولكن لا تضحِّ بأهم قيمك مقابل أجر عالٍ.

الخلاصة: اعلم أنَّك تمتلك كل ما يلزم لتحقيق النجاح في حياتك المهنية، واستثمر في نفسك، وطور مهاراتك، وتعلَّم كيف تفاوض، ثمَّ ابحث عن الراتب المناسب لك؛ ففي المرة القادمة التي تُسأَل فيها عن الراتب الذي تريده، لن تفشل، وستكون أكثر يقيناً بما تريد. عندما تعرض مهاراتك بثقة، ستحصل على الراتب الذي تستحقه؛ فما الذي يمنعك عن فعل ذلك الآن؟