لا يوجد موظف أو عامل إلا و يتعرض لضغوط عمل أو مخاوف – بشكل أو بآخر – ضمن بيئة العمل بين الفينة و الأخرى. و هذا الأمر طبيعي, و لكن إذا تجاوز هذا الأمر المستوى المعقول فإنه قد يكون له آثار سلبية على الثقة بالنفس و على إنتاجيتك في العمل. و سنتناول في هذا المقال كيفية التغلب على هذه المشاكل و تحويلها إلى دافع للإنجاز و النجاح.
إن مثل هذه المخاوف و الضغوط قد لا تقتصر آثارها السلبية على الجوانب الجسدية فيك و إنما قدد تتعداها إلى الجوانب النفسية و الذهنية و قد تحوّل بيئة العمل التي تعمل فيها إلى بيئة طاردة لك و مكان غير مرغوب فيه إذا ما تجاوزت الحد الطبيعي, و لكنها في الوقت ذاته قد تكون أداة للتحفيز لإنجاز العمل و وسيلة للإنجاز إذا ما تمكنا من التعامل مع هذه المشاكل بطريقة إيجابية و عملية.
الإجهاد في العمل يثير أحيانا القلق و يجعلك تصل إلى مرحلة تشعر فيها أنك غير قادر على الإنجاز, و لكن عليك في هذه الحالة أن تعمل على تحويل هذا القلق إلى إصرار لإنه السبيل الوحيد الذي ستتمكن من خلاله من زيادة إنتاجيتك في العمل و الإستمرار و التطور في حياتك المهنية.
و القلق في العمل يمكن أن يكون خوفا من إجتماع معين مثلا, أو التحدث مع العامة, أو القلق حول إنجاز العمل في الوقت المحدد, أو حول جودة العمل, أو الخوف من أحكام الآخرين, أو الخوف من التواصل مع الإدارة أو غيرها من المخاوف, و لكنا من الممكن أن نحوّل هذه المخاوف أو القلق إلى إنجاز من خلال الخطوات التالية:
- إعداد قائمة يومية بالأولويات.
- إنشاء علاقة صداقة و ود مع المديرين.
- بناء علاقات فعالة مع المحترفين من زملائك في العمل الذين من الممكن أن يساعدونك إذا ما وقعت في مشكلة ما.
- يجب أن تضع جدولا زمنيا لإنجاز المهام بحيث تعطي وقتا كافيا و واقعيا لكل مهمة.
- يجب أن يكون أعضاء الفريق الذين تعمل معهم و المدراء على إطلاع بما تقوم به, فإذا ما احتاجت مهمة من المهام إلى تمديد للوقت, فإنهم سيرون طلبك منطقيا و سيقدمون لك يد المساعدة, أو على الأقل يتفهمون تأخرك عن إنجاز هذه المهمة.
- قم بالأشياء التي تشعرك بالهدوء أثناء العمل كشرب القهوة, أو الإستماع إلى موسيقى هادئة أو غيرها من الأمور.
- تحدث مع شخص قريب جدا منك عن مخاوفك و قلقك في العمل و ذلك لتخفيف حدة الضغط النفسي المترتب من جراء هذه الضغوط.
- النوم الجيد و الكافي في الليل, و لا نبالغ إن قلنا أن النوم الجيد و الكافي في الليل هو من أهم الأمور التي تؤدي إلى تخفيف القلق و ضغوط العمل.
نعلم أن التخلص من قلق ما ليس بتلك السهولة و أنا إذا لم نستطع أن نسيطر على هذا القلق فإنه قد يتحول إلى حالة من الإكتئاب, و لكنها ستكون عملية سهلة إذا ما قمنا بالتعامل معها تدريجيا و وفقا للخطوات المذكورة أعلاه و بشكل منتظم.
علينا أن ندرك أيضا أن القلق شيء طبيعي و محتوم و أنّا لا بد و أن نواجه مخاوفا بشكل أو بآخر, و بالتالي علينا أن نكون مستعدين في كيفية التعامل مع ضغوط العمل التي قد نتعرض لها أو نتعرض لها بشكل روتيني و ألا نعطي مثل هذه الأمور أكبر من حجمها. و في الوقت ذاته, علينا ألا نتجاهلها لإنّا بذلك سنتجاهل العمل ذاته و ستصبح إنتاجيتنا أقل.
و في الأخير, علينا أن ننظر إلى ضغوط العمل و القلق و المخاوف المترتبة عنها و التي نواجهها في العمل على أنها أدوات مفيدة إذا ما استطعنا أن نتعامل معها و نسيطر عليها, حيث أنها تعتبر وقودنا للتحرك و الإنجاز, و يجب علينا أيضا ألا ننظر إليها نظرة سلبية مبالغ فيها و نجعلها تسيطر على تفكيرنا لإنها ستتحول إلى عوائق و موانع للإنجاز.