قد يكون الشخص الذي يدير المقابلة متصلباً و رسمياً و لا ترى على وجهه الابتسامة الدافئة التي كنت تأمل أن تراها، و الكرسي الذي تجلس عليه صلب لا يوحي بالترحيب، وجهك و راحة يديك تتصبب عرقاً و قدرتك على الاستيعاب بدأت بالتلكؤ و بدأ جسدك يرتجف من رأسك و حتى أخمص قدميك، فلو كنت أحد هؤلاء الباحثين عن عمل الذين يبدأون بالاختناق و التعرق حال التفكير بأن عليهم الخوض في مقابلة للحصول على عمل جديد أو منصب أعلى و لهؤلاء الذين تسبب لهم المقابلات القلق و الضغط النفسي، لكل من يجد في نفسه هذه الصفات إليكم بعض النصائح التي ستساعدكم على تجاوز تلك المحنة.
تخيل أن الذي يجري معك المقابلة تحت ضغط أكثر منك
إن التقنية المفضلة التي يلجأ لها العديد لتخفيف وطأة الضغط النفسي هو فكرة أن من يدير المقابلة واقع تحت ضغط عصبي أكبر، خاصة لو لم يكن مختصاً في المصادر البشرية و لا يجري في العادة المقابلات، فقد لا يشعر بالراحة حيال دور يقوم به عادة قسم الموارد البشرية و حتى أنه قد يكون أكثر شغفاً منك لمعرفة ما ستؤول إليه المقابلة، ففي هذه الحالة يمكن أن تحول انتباهك الى تخفيف وطأة الضغط النفسي في الغرفة متخيلاً أن كليكما جديد على هذا الموضوع و سيخرج كلا الطرفين رابحين و ستُجرى المقابلة بسلاسة و انسيابية لتؤدي الغرض المطلوب.
تخيل نفسك مكان الشخص الذي يجري معك المقابلة
من المهم جداً أن تتذكر أثناء المقابلة أن الشخص الذي يجري معك المقابلة يملك جدول مواعيد مزدحم، و التزامات تجاه وظيفته و مديره، تخيل أنه رجل عملي تماماً مثلك و أنه قد استقطع وقتاً من روتين عمله المزدحم ليعطيك الفرصة لتقدم نفسك في المقابلة طلباً للوظيفة.
حتى إنك ستتعاطف معه و تتواصل معه و يتولد لديك الإحساس بالإمتنان لمجرد وصولك مرحلة المقابلة، و تذكر أن وصولك هذه المرحلة هو إنجاز بحد ذاته و أن إعطائك هذا الكم من الوقت دليل أن صاحب العمل مهتم بما هو مذكور في سيرتك الذاتية من قدرات و مؤهلات.
اقنع نفسك أنك قد تجاوزت المرحلة الصعبة مسبقاً (على افتراض أنك لم تكذب في كتابة سيرتك الذاتية) و أن المقابلة بحد ذاتها تعتبر قاعدة لبناء أواصر مع فريق العمل و عرضاً مباشراً لما يعرفوه عنك مسبقا من خلال سيرتك الذاتية.
عليك أن تعرف عن كل شيء تتحدث عنه
إن محور موضوعك هو أنت بالدرجة الأساس و إنجازاتك المهنية و اهتماماتك و مهاراتك و مؤهلاتك و بالتحديد كما هو مذكور في سيرتك الذاتية بما يتماشى مع متطلبات تلك الوظيفة، فالمقابلة ليست الوقت المثالي لتشغل عقلك للإجابة على سؤال مثل “كم المدة التي عملت بها مع شركة ABC للسيارات” أو “متى باشرت العمل مع “.DEF
عليك أن تكون على دراية بتاريخك المهني و ما هو مكتوب في سيرتك الذاتية عن ظهر قلب لتكون لك القدرة على إيضاح و تفسير أي من جوانبها و بصورة مباشرة، تذكر أنك أعلم من في العالم بما يخص هذا الموضوع و عليك أن تبقي سيطرتك التامة على موضوع المقابلة، ليكون لك الأفضلية في تلك المقابلة مستغلاً معرفتك بهذا الموضوع، و يمكنك بذلك طرح الحقائق و الأرقام المتعلقة بالموضوع و بمنتهى الثقة.
اقرأ كتباً عن طريقة الخوض في مقابلات العمل
إن قراءة تلك الكتب سيزودك بالثقة اللازمة التي تحتاجها لتظهر هادئاً أثناء مقابلة العمل و سيمكنك من توقع الأسئلة الشائعة التي ترد عادة في تلك المقابلات، و بإقصاء عنصر المفاجئة من المقابلة إحساساً منك بتسلحك اللازم للإجابة على أغلب الأسئلة التي ستوجه إليك ستشعر نتيجةً لذلك بالاسترخاء و الراحة و السيطرة على مجريات المقابلة.
تمرن و كن مستعداً
إن التمرين و التحضير المسبق يعزز الثقة بالنفس، و بما أن معرفتك لقدراتك الحقيقية تقع في المقام الأول، فإن معرفتك لطبيعة الوظيفة و اختصاص الشركة تقع في المقام الثاني، لذا قم بدراسة هذه المواضيع بإمعان حتى تكون لديك في المرة القادمة – حين تجلس مقابل من يدير المقابلة – اطلاعاً على تفاصيل ما تبحث عنه الشركة و كيف أن أحداث السوق الأخيرة قد أثرت على الشركة بوجه الخصوص و على الصناعة على وجه العموم، و ما الذي يتوفر لديك من مواصفات قد تؤهلك أكثر من غيرك لشغل ذلك المنصب و يوصلك مباشرة الى النتيجة النهائية، و متى ما رأيت نفسك جزءاً لا يتجزأ من المعادلة نظراً لمهاراتك الفريدة و الخصائص التي يمكن أن تضفيها على الوظيفة، و يمكنك تطويع الإجابات لكل الأسئلة التي سترد في المقابلة، تمرن على طبيعة أجوبتك لتتماشى و ما يبحث عنه صاحب العمل، حاول تكرار الأجوبة لتحسينها من حيث المعنى و طريقة عرض تلك الأجوبة.
اطلب من صديق لك تثق به أن يلعب دور الشخص الذي سيجري معك المقابلة وحاول حينها إجادة أجوبتك على كل الأسئلة الشائعة, و كل ما قد يخطر ببالك من الأسئلة غير الشائعة التي قد تمر عليك خلال أي مقابلة.
لا تركز على أخطائك
تذكر أنه لا يوجد منا من لا يخطئ و بالتالي فلا داعي للتعثر و التردد عند مواجهة سؤال صعب فبوسعك تدارك الموقف بسرعة فالسر يكمن في عدم تضخيم إجابة خاطئة و تفاديها بالسرعة الممكنة و حاول استعادة السيطرة و حاول علاج السهو الذي حصل إن أمكن و الانتقال بتركيزك الى السؤال التالي و لتكن و اجهتك مهنية دوماً و لا تقحم نفسك في فخاخ المقابلات و التعليقات التي قد تصدر من دون قصد و التي تصبح بالتالي ضارة لك، و سيساعدك ذلك بشكل كبير على تذكر أن المرونة هي أفضل حل و أنك و في أي وقت معرض لارتكاب زلة دون قصد، و يجب أن تتوفر لديك اللماحة و الذكاء اللازم لتعويض ما فات خلال الإجابة على باقي أسئلة المقابلة بصورة صادقة و واثقة و التي تمرنت عليها جيداً.
ابتسم
البسمة أقصر طريق بين أي شخصين و الابتسامة الجيدة – أقرب ما تكون الى ضحكة – يمكن أن تلين القلوب المهنية البحتة.
و بغض النظر عن إعجاب الشخص الذي يدير المقابلة بك، فابتسامة تظهر فيها سعادتك ستكسر الحواجز التي بينكم، إن ابتسامة مؤدبة ستجعلك تشعر بالسعادة و ترفع من روحك المعنوية، حاول الحفاظ على ابتسامة صادقة على وجهك قدر الإمكان طوال فترة المقابلة و انتبه كيف أن مزاجك سيبتهج و ستسلك المقابلة مجرى إيجابياً يصب في صالحك.