في ظل ندرة فرص العمل التي يعاني منها الباحثون عن عمل في اليمن, فإن الكثيرين قد يصابون بالإحباط أثناء البحث عن وظيفة. و سنستعرض من خلال هذا المقال الطرق التي ستساعد الباحثين عن عمل في اليمن على تفادي الإحباط الذي قد يصيبهم خلال مرحلة البحث عن وظيفة:
التجاوب الإيجابي مع حالة الإحباط
أول مرحلة للخروج من حالة التخبط هي أن تدرك و بشكل كامل ما إذا كنت تعاني من الإحباط، فإذا كنت تعاني من الإحباط الذي يصاحب مرحلة البحث عن وظيفة فعليك أخذ الوقت لإستعادة قوتك و تركيزك و تقوية السَكينة الداخلية التي تحتاجها للإستمرار في بحثك عن الوظيفة المناسبة لتهتم بمستقبلك المهني. تحدث إلى أناس تثق بهم و اطلب مساعدة المحترفين إن احتجت لذلك.
نظّم يومك
حتى لو لم تكن تملك عملاً، فعليك القيام بترتيب جدولك اليومي كما لو كان لديك عمل. إن الجلوس في البيت و تضييع الوقت في الجلوس دون فائدة لن يعزز عملية بحثك عن عمل، بل على العكس سيزيد من الكسل لديك و حالة الفزع التي قد تعاني منها كونك لا تملك وظيفة في الوقت الراهن.
ليكن تعاملك مع عملية بحثك عن وظيفة و كأنها وظيفة بحد ذاتها, و إعطائها كل الطاقة و الإلتزام اللازمين. ادرج عدة مهام ضمن خطتك لآلية البحث عن وظيفة بما فيها الفعاليات الجماعية, أو أبحاث, أو تدريب على أي شيء يتعلق ببحثك عن الوظيفة.
لا تنس تدوين أياً من النتائج و تأكد من متابعة كل ما يتعلق بمقابلاتك السابقة. و بتنظيمك لأيام أسبوعك بهذا المستوى من الإلتزام العالي سيتولد لديك الإحساس العالي بسيطرتك على مجريات رحلة البحث عن الوظيفة و لن تشعر بالفزع الذي يصاحب عادةً أغلب الباحثين عن وظائف و الذي ينتج عادة من فقدان الأمل و فقدان السيطرة على المجريات التي تؤول حياتهم إليها.
قم ببناء محيط مساند لك من حولك.
لا تدع النماذج السلبية تؤثر على نفسيتك أو تلهيك عن عملية البحث عن الوظيفة. على النقيض من ذلك, قم بمتابعة الأشخاص الناجحين و السعداء مهنياً، و الموجودين حيث ترغب أنت أن تكون, و اجعلهم سندك لتصل حيث تريد. حاول أن تحيط نفسك بأناس ناجحين سعداء عملياً ليلهموك و يدفعونك نحو الأفضل لا العكس من ذلك.
الحماسة معدية و كلما كان من حولك شغوفين و حماسيين، كلما زادت ثقتك بقوتك و قدراتك و مؤهلاتك.
البحث عن المحفزات الإيجابية
خذ العبر من قصص الناجحين للذين سبقوك و استمع لأصحاب الخبرة الذين ستمنحك نصائحهم الحافز اللازم، و اقرأ الكتب التي تحفزك أو قصص هؤلاء الذين نجحوا قبلك في مهنهم أو الإختصاص الذي تسعى للعمل فيه، و حتى أولئك الذين ألهمتك حياتهم و قصص نجاحاتهم في السابق.
هناك العديد من الكتب التي حققت مبيعات كبيرة و التي تحفزك على أن تكون أحسن حالاً، و قد تأتي معها أحياناً وسائط يمكنك أن تستمع إليها في أوقات فراغك اليومية أو حين تقود السيارة أو أثناء انشغالك بأي أمور أخرى.
تذكر دوماً إنجازاتك السابقة
في الغالب، يكون من السهل فقدانك لثقتك بنفسك إذا استمر بحثك عن عمل لفترة طويلة دون أي بارق أمل يلوح و لو من بعيد. و متى ما أحسست أنك وصلت الى طريق مسدود و أن ثقتك بقدراتك بدأت تضعف، فعليك أن تتذكر نجاحاتك السابقة حتى عند تفكيرك بخطة جديدة تستخدمها في استراتيجيتك للبحث عن عمل.
تصوّر آخر نجاح كبير قمت به و تذكر كيف وصلت بنفسك الى هذا المكان و الشعور بالحماسة الذي صاحب ذلك الإنجاز الكبير. و بعدها تخيل نفسك تعيد هذا النجاح مرة ثانية في حياتك و ضع خطة يمكنك من خلالها تحقيق ذلك.
تعلم شيئاً جديداً
استخدم الوقت المتوفر لديك عند البحث عن عمل لتتعلم حرفة جديدة. فربما يعجبك أن تحضر دورة تعليمية أو أن تقرأ كتاباً يناقش بعض النواحي المتعلقة بآلية البحث عن عمل, بما فيها تلك المتعلقة بالمقابلات, أو كيفية كتابة السيرة الذاتية, أو طريقة التخاطب العامة, أو المبيعات, أو كيف تدير فريقاً أو أن تندمج مع أقرانك في العمل, و كيف تحافظ على التوازن المطلوب بين الحياة المهنية و الحياة الخاصة, أو كيف تنجح في حياتك بصورة عامة.
و قد يكون لك مهارات تقنية متعلقة بالإختصاص الذي تنوي العمل به و التي قد تكون بحاجة الى الصقل و التطوير. استغل هذا الوقت و تعلم مهارات جديدة يمكنك إضافتها الى سيرتك الذاتية.
كافئ نفسك عند تحقيقك لأهدافك القريبة المدى
لا تبقى متقوقعاً على نفسك، اجعل لنفسك أهدافاً واقعية يمكن تحقيقها على المدى القريب إضافة الى أهدافك الأكبر التي تطمح لتحقيقها على المدى الأبعد، و قم و بصورة يومية بمكافأة نفسك على أي من إنجازاتك الإيجابية لهذا اليوم.
إن عدد المرات التي قمت فيها بإرسال سيرتك الذاتية لهذا اليوم و عدد المقابلات التي قمت بها أو اكتساب مهارة جديدة ضمن مهاراتك أو إذا ما كنت قد أتممت قراءة كتاب، و غيرها من الإنجازات. كل ذلك يمكن أن يندرج ضمن هذه النجاحات أيضاً.
تأكد من أن تكون أهدافك واقعية و ركز فكرك على تحقيقها واحداً تلو الآخر.
شارك في عمل خيري
الأعمال التطوعية طريقة جيدة لكي تحس بأنك ذو نفع في هذه الحياة، كما أنها توسع من نطاق المعارف لديك و في بعض الحالات يثري سيرتك الذاتية.
ستستمتع بتعلمك شيئاً جديداً مع كل عمل جديد تقوم به و ستشعر برضا كبير من مساعدتك للآخرين إذا ما كنت مشتركاً في أعمال خيرية.
تذكر النعم التي لديك
مهما كان بحثك عن عمل متعباً و شاقاً تذكر النعم التي لديك في الجوانب الأخرى من حياتك و كن شاكراً لذلك، ضع الأمور في نصابها و في كل الأوقات و لا تبعد بالك عن نجاحاتك و إنجازاتك.
حافظ على توازنك
ليكن الإسترخاء و التمارين ضمن جدول عملك الأسبوعي إضافة الى الوسائل الاخرى التي تساعد على الإكثار من طاقتك الإيجابية. استرخِ و انخرط في فعاليات تستمتع بالقيام بها، سواء أكانت مشيأً لثلاثين دقيقة, أو ساعة من ممارسة اليوغا, أو ركوب الدراجة, أو ساعة من العناية بالزهور. لا تترك العادات الإيجابية التي تستمتع بها و التي تحافظ على التوازن الضروري لحياتك.