قد تكون عملية التوظيف محبطة للغاية، فأنت جهزت سيرتك الذاتيّة، وأعددت الرسالة الخطابية المرفقة بها، وحضرت ملفك الشخصيّ، وأصبحت جاهزاً للتقديم للوظيفة. تقدّم لوظيفة تلو الأخرى، وقد تكون حصلت على مقابلة شخصية أو أكثر، ثمّ تبدأ “لعبة الانتظار.
عليك أن تنتظر وقتاً غير محدّد لتعرف ما إذا كنتَ قد حصلت على الوظيفة أم لا. وقد تكون في انتظار مكالمة هاتفيّة أو استلام بريد إلكترونيّ يؤكّد لك حصولك على الوظيفة، أو حتى العكس فقد تستلم بريداً إلكترونيّاً للاعتذار منك يفيد بأنّك للأسف لم تكن المرشّح الأفضل للوظيفة.
إذاً، ما الخطأ الذي حدث هنا؟ لماذا لم تكن أنت المرشّح المثالي للوظيفة؟
في الحقيقة الجواب هنا يعني أنّك فعلت شيئاً خاطئاً كلّفك حصولك على وظيفة الأحلام. ففي بعض الأحيان يكون حصولك على الوظيفة المناسبة في “الوقت” و “المكان” المناسب، ولكن في حال أخطأت مرّة ما عليك أن تعرف مكمن الخطأ حتى لا تكرره مرّة أخرى.
ألقِ نظرة على الأسباب التالية التي قد تكون إحداها سبباً لرفضك للوظيفة:
افتقارك لمهارات التعامل مع الآخرين:
في بعض الأحيان؛ قد تبدو شخصيتك جيدة على الورق في سيرتك الذاتيّة ولكنك لم تحصل على الوظيفة. في الحقيقة فإنّ السبب قد يكون لافتقارك للمهارات الاجتماعيّة التي تؤهلك للتعامل مع الآخرين، كما أنّ امتلاكك لشخصية انطوائيّة قليلة الحديث والتفاعل مع الغير سبباً كافياً لعدم قبولك لوظيفة ما.
فحتى وإن كانت سيرتك الذاتيّة مثالية، فإنّ مسؤولي التوظيف لا يزالون يبحثون عن الموظف الأمثل الذي سيكون أكثر مناسبة للشركة، حيث إنّ هذا يعني أنّ الشخص يجب أن يتمتع بمهارات تواصل عالية، كما ويمتلك قدرة عالية على التحدّث واللباقة في الكلام.
إذا كنتَ تخاف من هذه المقابلات الشخصيّة يمكنك أن تدرّب نفسك على مواجهة هذا الأمر من خلال إجراء مقابلات ومكالمات وهميّة حتى تعرف كيف تجري محادثة جيّدة وتسلب الأنظار.
عدم حديثك عن إنجازاتك:
من الافضل أن تملك خبرة عمليّة مرتبطة بالوظيفة التي تقدّم لها، حيث إنّ مسؤولي التوظيف سيفضّلون أن يعرفوا منك أكثر كيف يمكنك أن تساهم في تحقيق أهداف الشركة من خلال هذه الوظيفة التي ستشغلها. عليك أن تتحدّث عن خبراتك التي اكتسبتها خلال سنوات عملك الخمس الأخيرة من خلال ذكرك لحقائق وأرقام وإنجازاتك الفعليّة في الوظيفة؛ فهل استطعت استقطاب زبائن جدد للشركة؟ وهل نجحت في توسيع نطاق المشروع المسؤول عنه؟
إنّ سيرتك الذاتيّة هي المكان المناسب لتضع فيها إنجازاتك ونجاحاتك وتروّج وتسوّق لخبرتك المهنيّة، وليس هناك مكان للتواضع أو الخجل من ذكر هذه الأمور.
شخص آخر أخذ الوظيفة باتصالاته الخاصّة:
قد تُرفض أحياناً لسبب ليس خطؤك أنت، فإنّ من أعظم الطرق للحصول على الوظيفة أن تمتلك اتصالاتك الخاصّة. مسؤول التوظيف عندما يبحث عن شخص ما لتوظيفه ويحصل على توصية خاصة لهذا الشخص من أحد يعرفه فإنّ هذا سيمهّد الطريق بشكل أسهل كثيراً للحصول على الوظيفة، من اختيار شخص غريب. فإنّ معرفة شخص ما يساعدك قد يكون الفارق في حصولك على وظيفة الأحلام من خسارتها!
هذا السبب يجب أن يكون حافزاً قويّاً لك لتحرص على التواصل مع غيرك، وتدرك مدى أهمية “التواصل على شبكات التواصل الاجتماعيّة”، فكلما زادت نشاطاتك الاجتماعيّة زادت معارفك أكثر، وزادت فرصك في الحصول على الوظيفة.
الحرص الزائد او التغطرس الزائد:
هناك خيط رفيع عليك أن تمتلك زمام السيطرة عليه خلال المقابلة الشخصيّة، فأنت تريد أن تبدو أنّك مهتم بالحصول على الوظيفة، ولكن في المقابل لا تريد أن تبدو مستجدياً أو تحتاج للشفقة. فإنّ قبولك بالوظيفة براتب أقلّ من الراتب المعلن في إعلان الوظيفة، أو وصولك مبكراً جدّاً للمقابلة، أو حتى حديثك عن حبك للشركة فإنّ هذا سيزعج مسؤول التوظيف منك.
كما وأنّ ظهورك بشكل واثق مبالغ فيه، أو إهمالك وعدم مبالاتك، سيسبب نفس النتيجة، ولن يكون مسؤول التوظيف راضياً عنك. كن متوسطّاً معتدلاً ولا تبالغ في الحرص أو التغطرس.
كشفك لنقاط ضعفك:
ما هي أهمّ نقاط قوتك التي يجب أخذها بعين الاعتبار؟ بالطبع هذا سؤال متوقع بنسبة كبيرة في المقابلات الشخصيّة، وهو سؤال يقع في فخّه الكثير من الأشخاص، ولذلك فإنّه من المهم التدرّب جيّداً على إجابة هذا السؤال، وتحضير الجواب الكامل والأفضل عنه، فأنت لا تريد أن تعطي إجابة خاطئة، أو أن تجيبه بتلعثم أو خوف.
عليك أن تكون صادقاً في الحديث عن نقاط قوتك، وفي المقابل عليك أن تتحدث عن نقاط ضعفك وتظهر طريقتك في معالجة نقاط ضعفك ومواجهتها، والتعامل معها لتصبح شخصاً أفضل. فأنت بالتأكيد ليس عليك أن تذكر أنّك تعاني من مشكلة الالتزام بالمواعيد، أو مشكلة التعاون من بقية أفراد الفريق، وهكذا.
حضور سيء في وسائل التواصل الاجتماعي:
نحن الآن في القرن الحادي والعشرين بكلّ تطوراته وتكنولوجياته التي غزت كلّ عوالمنا بأبسط تفاصيلها، ولذلك يجب أن تكون مواكباً للتكنولوجيا، فإنّ كثيراً من مسؤولي التوظيف يبحثون عن المرشحين الأمثل للوظائف الشاغرة في شركاتهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعيّة، ولذلك يجب أن يكون حسابك الشخصيّ الخاص يعكس جزءاً إيجابيّاً من سيرتك الذاتيّة، ومن أهمّ المواقع المتخصصة بهذه المجالات موقع فيس بوك وتويتر. عليك أن تثبت حضورك ووجودك إلكترونيّاً، كما وأنّ هذه المواقع تقدّم لك خدمة “الخصوصية” حيث يمكنك أن تجعل ملفك الشخصيّ سريّاً وتحدّد الأشخاص الذين يمكنهم رؤيته، هذا سيمنع مسؤولي التوظيف من رؤيته ما لم يكن لائقاً بك.
عدم العمل في قسم معيّن في الشركة:
إذا كنت لم تعمل في قسم ما في الشركة التي تعمل بها لظرف معيّن، كأن يحصل كما في بعض الشركات تغيير في المناصب الإداريّة في الشركة، وعليها يتم تغيير مناصب الموظفين وطبيعة أعمالهم، فإنّ هذا يعني أنّ بعض الموظفين الذين استلموا عملهم حديثاُ لن يكونوا قد عملوا فيه لوقت طويل في نفس القسم. فإنّه من الخطأ أن تذكر هذا الأمر لأنّ هذا سيضفي تساؤلات كثيرة لدى مسؤول التوظيف عن السبب والظروف التي أدّت إلى حدوث هذا الأمر.
سيرتك الذاتيّة طويلة جدّاً: يجب أن تكون سيرتك الذاتيّة صورة موجزة عن نفسك، حيث يجب أن تكون قصيرة، وبسيطة، وهادفة. عليك أن تكتب الأمور والمعلومات المهمة المتعلقة بالوظيفة التي تقدّم لها، فأنت لا تحتاج إلى أن تكتب عن حصولك على الحزام الأسود في الكاراتيه مثلاً، أو أنّك كنت حارساً في فريق كرة القدم في مدرستك الثانويّة؛ هذه المعلومات لا تهمّ مسؤول التوظيف أبداً، يجب أن تكتب في سيرتك الذاتيّة ما يبحث عنه مسؤول التوظيف في الموظف المثالي للوظيفة الشاغرة. يمكنك قراءة هذا المقال لمعرفة الطول المثالي للسيرة الذاتيّة.