الخريجون الجدد في كل عام يختلطون بسوق العمل للمرة الأولى، فتكون تجربة البحث عن وظيفة الأحلام هي خطوتهم التالية، والتي تكون صعبة للغاية مقارنة بما مروا به من قبل، ولتحديد الخطوة الأولى في المسيرة العملية باحترافية يجب أن يجيب الخريج بينه وبين نفسه على العديد من الأسئلة التي من شأنها أن تحدد خطوته القادمة، وفي تلك الإجابات يجب أن يكون متصالحًا مع نفسه في الإجابات، وأن ينتقيها بعناية لأن ذلك هو ما يحدد مستقبله كله، وتلك الأسئلة هي:
ماذا تريد؟
في البداية يجب أن يحدد الخريج ماذا يريد، هل يريد العمل أم استكمال بعض التدريبات والدراسات أولًا، وهل يريد العمل من المنزل أم في شركة بدوام كامل، وأن يحدد أيضًا الدرجة المالية والاجتماعية التي يريد أن يصل إليها من خلال العمل، فتحديد تلك العناصر هو ما سيسهل على الطالب التفكير في الطريقة المثلى للبحث عن عمله الأول، وهو ما سيجنبه الاختيارات الخاطئة من البداية.
هل تريد تخصص غير تخصص دراستك؟
هذا من أهم الأسئلة التي يجب أن يسألها الخريج لنفسه في هذه المرحلة، يجب أن يعرف إذا كان راضيًا عن مجال دراسته، وهل يريد العمل به أم أنه شغوف بشيء آخر، وإذا كانت الإجابة هي مجال آخر غير مجال الدراسة فيجب عليه تأجيل خطوة العمل قليلًا، فيجب أن يحصل أولًا على العديد من الدورات والتدريبات في مجاله الجديد الذي اختاره، ويجب أيضًا ألا يهمل الخريج هذه النقطة لأن تحديد التخصص هو العنصر الأساسي الذي يضمن المستقبل الناجح.
ما هو التخصص الفرعي الذي تريده في مجالك؟
جميع المجالات واسعة النطاق، وبها الكثير من التخصصات والاختيارات، وإذا اختار الخريج ألا يحدد التخصص الفرعي الخاص به سيعيش مستقبله المهني كله حائرًا وتائهًا، وهذا بالطبع هو بداية الفشل، ولذلك فإن ضمان النجاح يقتضي اختيار التخصص الفرعي الذي يجب على الخريج أن يطور نفسه فيه بشكل كبير بعد التخرج سواء عن طريق التدريبات العملية أو الدورات التدريبية بشتى أنواعها.
ما هو مستوى الشركات التي تريد العمل بها؟
الخطوة التالية هي تحديد مستوى الشركات الذي يريد الخريج العمل بها، فالشركات والمؤسسات ذات مستويات مختلفة وأشكال مختلفة، وبيئات العمل أيضًا متغيرة بين مؤسسة وأخرى، ورغم أن هذه العناصر تظهر وكأنها غير مهمة إلا أن طريقة العمل وبيئته في الشركة هي أحد العناصر الأساسية للتطور والتركيز على النجاح في العمل، ولذلك فتكوين شكل عام للشركة التي يرغب الخريج في الانضمام لفريقها يمكن أن يكون بأهمية العمل نفسه، فلا يجب إهمال هذه الخطوة.
أين الفرص الأنسب لمجالك؟
وعند اختيار الخريج للمؤسسة فهو بالطبع يعلم الشركات الرائدة والمهمة في مجاله، ويعلم أين توجد الفرص الأنسب له للتعلم والتطوير كخريج جديد، ووضع هذا العنصر في الاعتبار سيسهل على الخريج أن يختار الشكل الذي يريد أن يكون عليه مستقبله، فشركة كبرى معناها سيرة ذاتية ثقيلة، فهناك العديد من المؤسسات التي اسمها وحده في السيرة الذاتية يسهل قبول المتقدم في أي شركة أخرى، ولذلك الانتقاء هنا عنصر مهم جدًا.
هل تريد العمل داخل أم خارج بلدك؟
كل ما سبق يمكنه أن يختلف عند الإجابة على هذا السؤال، فهناك العديد من الخريجين الذين يستهدفون العمل في الخارج كخطوة أولى لنقل أسلوب حياتهم إلى مرحلة أخرى أفضل وأكثر راحة، والخطوة الأفضل هنا هو العمل مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، فلا يجب أن نغفل أن العمل بشكل مكثف داخل البلاد هو ما يسهل التقدم إلى وظائف في الخارج، وبعد العديد من المحاولات والكثير و الكثير من الاجتهاد في العمل يمكن أن يصبح هذا الحلم حقيقة.
ما هو حلمك؟
أما إذا اختار الخريج الاستكمال داخل بلده فيجب عليه هذه المرة أن يحدد حلمه، الشيء الكبير الذي يريد الوصول إليه، أو المثل الأعلى الذي يريد أن يكون مثله في يوم من الأيام، فلا يمكن لأي شخص أن يسير في طريق دون أن يعلم النهاية التي يريد أن يصل إليها، وبما أن تحديد الحلم يقتضي في الكثير من الأحيان حتمية الوصول إليه، فتحديد الشكل الأنجح للمسيرة الوظيفية هو ما سيتيح الوصول إلى هذا العلم بشكل واضح وفعال وسريع أيضًا.
كيف ترى سلمك الوظيفي؟
بعد تحديد الحلم يجب الآن تحديد كيفية الوصول إليه، وهنا لا نقصد المحاولات، بل نقصد أن يضع الخريج خطوات عملية واضحة للوصول إلى حلمه، فهذا يعتبر تقسيمًا لذلك الحلم إلى أهداف صغيرة يعتبر تحقيق كل منها تحقيقًا لحلم جديد، وهذا يضيف للمسيرة العلمية عنصر الاجتهاد والشعور بالنجاح، وهذه عناصر مهمة للاستكمال دون توقف أو فشل، وحتى عند الفشل فسيساعد ذلك على تقبله.
متى سترى نجاحك الأول؟
بعد تقسيم الحلم إلى أهداف صغيرة يجب أن يحدد الخريج الوقت الذي سيصل فيه إلى إنهاء مهمته الأولى بشكل ناجح، ويجب عليه أيضًا أن يسأل هذا السؤال لنفسه في كل مرة يضع فيها أمام عينيه حلمًا جديدًا، وأن يضع في اعتباره دومًا أنه يسعى إلى حلم كبير لا يجب أن يتخلى عنه، وأنه قد أصبح في منتصف طريق لا يمكنه العدول عنه.
ما هي علاقاتك الشخصية التي يمكنك أن تبدأ بها؟
بالطبع بعد التخرج والتوغل داخل مجال الدراسة يمكن للخريج أن يكون قد كوّن علاقات شخصية كثيرة متعلقة بمجاله، وهذا الوقت هو وقت استغلالها بالشكل الأمثل، ففي هذه المرحلة يجب على الخريج البحث داخل علاقاته الشخصية وانتقاء منها ما يمكن أن يساعده على البدء بشكل فعال في مسيرته المهنية، ويجب عليه دومًا أن يحاول تطوير هذه العلاقات بشكل مستمر مع كل عمل جديد.
أين يمكنك البحث عن العمل؟
ولكن لنفرض أنه ليس لديك العلاقات الشخصية الكافية لإيجاد عمل مناسب، الحل هنا هو أن تلجأ للطرق الكثيرة التي انتشرت حول العالم بعد تطور التكنولوجيا، والتي أبرزها هو مواقع البحث عن العمل، فهناك العديد من المواقع التي تتيح عرض السيرة الذاتية وعرض الشركات للوظائف المتاحة لديها لربط الموظفين بالشركات، ما يسهل عملية البحث عن عمل بشكل كبير, و الموقع الأول و الأكثر شهرة و مصداقية للبحث عن وظائف في اليمن – كما هو معروف – هو موقع يمن اتش آر.