طباع الناس و أخلاقهم لا تتشابه, و في أماكن العمل قد نضطر للعمل مع زميل سيئ أو صعب المراس. وفي حين يكون بعض الزملاء مرحين ومتعاونين ومتجاوبين، يصنف بعضهم الآخر في خانة الأشخاص الذين يُصعب التعامل معهم.
وقد تختلف هذه الصعوبة من كون الفرد صعب ارضاءه، الى عدم اضطلاعه بواجباته، الى كثرة انتقاده، والخ…
وبما أن الفرد يمضي أقله ربع يومه في مكان العمل فإنه يصعب تفادي الشعور بالانزعاج إذ أنه يؤدي الى ارتفاع مستويات التوتر وتراجع انتاجية الموظفين بشكل تلقائي.
لذا نقدم إليكم من خلال هذا المقال أفضل النصائح حول كيفية التعامل مع الأشخاص صعبي المراس في مكان العمل:
- تخيل نفسك مكان زميلك
اسأل نفسك لماذا يُصعب التعامل مع زميلك. ما هي أسباب تهجمه, أو عدم شعوره بالأمان, أو عدم تمكنه من احترام المواعيد المحددة؟
إذ أنك لن تتمكن من المضي قدماً بهذه المسألة قبل أن تحدد خلفية الطرف الآخر لتعلم ما الذي يؤثر على تصرفاته.
على أرض الواقع, يُنصح بجمع أكبر كم ممكن من المعلومات بهدف تحليل المشكلة الحقيقية. تواصل مع بعض الزملاء الذين كانوا أو لا زالوا يتعاملون مع الشخص صعب المراس وحاول أن تحصل على أكبر عدد ممكن من وجهات النظر لتتمكن من مراجعة الوضع وتقييمه بشكل أفضل.
2. ابق آفاقك مفتوحة
ابق مرناً في تحليلك للوضع وانظر إليه من زوايا مختلفة. سيسمح لك ذلك برسم سيناريوهات عدة يمكن تطبيقها (علماً بأن النتيجة يجب أن تكون إيجابية للطرفين).
على أرض الواقع, إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي عدم اتخاذ المسائل بطريقة شخصية وعدم المبالغة في التحاليل, فلكل منا عيوبه ولا يمكن لك أو لزميلك أن تكونا “كاملين”، لذا عليك التركيز على الصورة الإجمالية بدلاً من التوقف عند أدق التفاصيل.
3. تواصل بصراحة مع زميلك
لا تخف من أن تكون شفافاً وصادقاً مع زميلك. فإذا وجدت أنك غير قادر على تحمل تصرفات زميل لك أو أنك تعتبرها غير لائقة أو غير عادلة، لا تخشى من الإشارة إليها بكل تهذيب وبطريقة مهنية وذلك في حديث خاص بينكما.
على أرض الواقع, عليك أن تتوقع أي ردة فعل تمردية أولاً من قبل الشخص الذي يُصعب التعامل معه، ولكن اطمئن فعندما سيتفهم أسبابك ويرى أن ذلك سيكون مفيداً لك وله (وللمشاريع التي تستلمانها سوياً) سيهدئ من روعه ليفكر ملياً في الأمر.
ففي نهاية المطاف لا يريد أي موظف ان يرى نوعية عمل فريقه أو قسمه تتأثر سلبياً بسبب تصرفاته السلبية.
4. اتفقا على التعارض
صحيح أن لدى زميلك نقاط ضعف ولكنه يتمتع أيضا بنقاط قوة (وإلا فما هو سبب بقائه للعمل في الشركة؟). امدح إيجابياته وكن صريحاً حول ما يعجبك بشخصه (مفسراً الأسباب) – وما يزعجك (مسلطاً الضوء على التأثير السلبي لذلك على عملكما).
على أرض الواقع, أحياناً كل ما يحتاجه الشخص الذي يُصعب التعامل معه هو تنبيه صغير يدفعه الى اتخاذ خطوات بناءة.
5. عندما لا يجدي شيء نفعاً، الجأ الى الإدارة العليا
لا يمكنك توقع حصول تغيير ما بين ليلة وضحاها و”ضميرك الحي” ازاء زميلك سيحثك على منحه بعض الوقت ليستوعب الموضوع الذي تطرقتما إليه ويبدأ في العمل على تحسينه.
هل تمر الأشهر دون أن يحرز أي تحسن؟ هل تشعر بأنه استخف بحديثكما الصريح والنابع من القلب؟ هل لا تزال الانتاجية تتراجع بدلاً من أن تتحسن؟ اذا، فقد حان وقت اللجوء الى المسؤول عنك.
على أرض الواقع, ما من مدير يحبذ تذمر أي موظف، لذا انتبه من أن تصبح المتذمر في المكتب! بدلاً من ذلك، اعرض الوثائق التي تظهر الوضع على مديرك.
اظهر مدى اهتمامك بنوعية العمل ولا تتسرع في التطرق الى سمة شخصية لا تحبذها أنت شخصياً. وبعد أن تأخذ الشركة علماً بهذا الموضوع وبعد أن تتنبه لتراجع الإنتاجية سوف تتخذ التدابير اللازمة.
لا يجب أن تلوم نفسك لما قمت به. فقد أديت واجبك على أتم وجه أما الشخص الآخر فلم يقم بذلك، مما استدعى مزيداً من التدخل.