الرئيسيةمسار مهنيسمات من يحققون نجاحاً مهنياً في حياتهم

هل تساءلت يوماً لماذا يتقدّم بعض الناس بسرعة في حياتهم المهنية، بينما لا يستطيع آخرون تحقيق ذلك؟ هل ترغب في تسلق سلم النجاح، ولكنَّك لا تعرف كيف؟

فيما يأتي 14 سمةً من سمات الأشخاص الذين يحققون أشياء رائعة من خلال العمل بشكل استراتيجي، والتي يمكن أن تساعد في تطوير حياتك المهنية أيضاً:

  1. لديهم رؤيةٌ واضحة:

“المستقبل مُلْكٌ لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم” – إليانور روزفلت (Eleanor Roosevelt).

يملك الأشخاص الناجحون رؤيةً واضحة لما يريدون القيام به، ولا يتراجعون عنه، مثلاً: لم يتطلع جيف وينر (Jeff Weiner) -الرئيس التنفيذي للينكد إن (LinkedIn)- إلى الوصول إلى قمة حياته المهنية فحسب، بل أيضاً إلى تمكين العاملين في مكان العمل من خلال الإدارة بتعاطف؛ كما حدّد جاك كانفيلد (Jack Canfield) -المؤلف المشارك لسلسلة “حساء الدجاج” (Chicken Soup) الذي يعدُّ كتاباً ناجحاً للغاية من سلسلة “الروح” (Soul series)- نيَّته التي تتمثَّل “بإلهام وتمكين الناس من العيش لأسمى رؤية من الحب والفرح”، وذلك قبل كتابة كتابه الأول.

تمكِّن هذه الأنواع من “بيانات الرسالة الشخصية” (Mission Statements) المحترفينَ من الذهاب إلى أبعد الحدود في المجالات التي يختارونها، فماذا عنك؟ اتَّخذ الخطوة الأولى نحو تطوير حياتك المهنية من خلال إنشاء بيان رؤيةٍ واضحٍ لما تريد تحقيقه في مجال عملك، واسأل نفسك: هل أريد أن أكون مديراً وقائداً؟

  • يسعون إلى تحقيق أهداف عالية:

“كن جيداً إلى الحدّ الذي لا يمكن للناس تجاهله” – ستيف مارتن (Steve Martin).

يسعى الناس الذين يرتقون بسرعةٍ إلى أعلى الرتب إلى التميز دائماً، فهم يتحلُّون بتصميمٍ قويٍّ على النجاح، وسعيٍ مستمرٍّ إلى تحسين أنفسهم، والقيام بعملٍ ممتاز. تصرَّف كما لو أنَّك أنجزت ما كتبته في بيان رؤيتك لإضافة الطموح إلى خطَّتك المهنية، واسْعَ إلى تحقي المزيد، وصِف كيف سيبدو المستوى التالي لك، واذكر بيان رؤيتك له، ولا ترضَ أبداً بأقلّ ممَّا تريد حقاً.

  • يؤمنون بأنفسهم:

“سواءٌ أكنت تعتقد أنَّك تستطيع أم لا، فأنت على حق” – هنري فورد (Henry Ford).

إنَّ الأشخاص الذين يتقدَّمون في حياتهم المهنية ويُعربون عن ثقتهم بأنفسهم وعملهم ليسوا متكبرين أو متبجحين (وهي علامات تدل على قلَّة احترام الذات)، بل إنَّهم ببساطةٍ متأكدون ممَّا يفعلون؛ وعندما لا يكون لديهم الإجابات، يعترفون بذلك علانيةً، ويبحثون عن المعلومات التي يحتاجون إليها، ويثقون بأنفسهم لاتخاذ قرارات جيدة. خُذ في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق من تقديم عرضٍ تقديمي في العمل، لحظةً لتدوين 10 أشياء أنجزتها وتفخرُ بها في حياتك، واترك هذا الشعور باليقين يغمرك، ثمَّ قيِّم ما نجح وافتخر به؛ ومن ثمَّ حدد ما يحتاج إلى تحسين، وأجرِ التعديلات اللازمة حتى يكون عرضكَ التالي أفضل.

  • يأخذون زمام المبادرة:

“ابدأ أيَّ شيءٍ تحلمُ بفعله، فالجرأة ذكاءٌ ولها قوةٌ وسحر” – يوهان فولفجانج فون جوته (Johann Wolfgang von Goethe).

يأخذ الأشخاص الذين يتقدمون بسرعة في حياتهم المهنية زمام المبادرة بدلاً من انتظار حدوث شيءٍ ما، فعلى سبيل المثال: إذا كان الرئيس في إجازة ونفدَت المواد من الشركة، فإنَّهم يطلبون مزيداً منها، ويقترحون شراءَها؛ كما أنَّهم يخلقون الفرص لأنفسهم ويطلبون الوظائف والرواتب التي يريدونها.

لذا كُن سباقاً لتطوير حياتك المهنية، فمثلاً: استخدم بيان رؤيتك لإنشاء أهدافٍ لنفسك وقسمك وشركتك، وكُن محدداً بشأن متى وأين وكيف ستحقِّقها من خلال تقسيمها إلى أهداف ثانوية؛ وابدأ بالأمور السهلة لاكتساب الزخم.

  • يحافظون على تركيزهم:

“ربَّما لم أصل إلى هدفي بعد، لكنَّني أقربُ إليه من أيِّ وقتٍ مضى” – خوسيه ن. هاريس (Jose N. Harris).

علينا التركيز على النجاح في عالم اليوم الذي يفيض بالمعلومات؛ إذ يركِّز أولئك الذين يرتقون في عملهم على شؤونهم، بغضِّ النظر عمَّا يحدث حولهم، فمثلاً: عندما يصبح العمل فوضوياً، تنهار المشاريع، وتنفد الأموال؛ لكنَّهم يجدون لأنفسهم بعض الوقت لتحقيق أهدافهم على أيّ حال، فهم منضبطون، ويفعلون الأشياء خطوةً بخطوة، وينهون ما بدؤوه. سجِّل أهدافكَ في كُلِّ نهاية أسبوع وركِّزها على ما هو هامُّ حقاً، وراجعها صباحَ كلّ يوم، وعالج أصعب شيءٍ أولاً، لتضمن لنفسك الاستمرار في إحراز تقدمٍ مهما اضطربت الأمور.

  • ينظرون إلى الفشل كتغذيةٍ راجعة:

“يمنحك الفشل فرصةً لتحسينِ نهجك، فتخاطر بذكاء أكثرَ فأكثر” – بيتر أثينز (Peter Athans).

الشخص الذي تسلَّق جبل إيفرست 7 مرَّات. لا أحد يحبُّ الفشل، ولكن عندما لا تسير الأمور كما هو مُخَطَّطٌ لها، يتحمَّل الأشخاص الذين ينجحون في حياتهم المهنية المسؤولية؛ ذلك لأنَّهم لا يلومون الآخرين أو يعاقبون أنفسهم؛ بل يفكرون بدلاً من ذلك كيف يمكن أن تؤدِّي الأفكار المُقيِّدة أو العادات المدمِّرة إلى نتيجةٍ غير مرغوبٍ فيها؛ كما أنَّهم يدركون أنَّ الانتكاسات طبيعية، ويتعلّمون من “أخطائهم”، ويستخدمون التجربة السلبية لتحسين أدائهم في المستقبل.

اسأل نفسك بهدوءٍ في المرّة القادمة التي تفشل فيها، بدلاً من الانزعاج والشعور كضحية: “ما الذي يجب أن أفعله بشكلٍ مختلف في المرة القادمة للحصول على النتيجة التي أريدها؟”، واعتبرها فرصةً للتطور وتصحيح المسار والمُضِيِّ قُدُمَاً، وذلك باستخدام المعلومات التي استخلصتها من دراسة الموقف بموضوعية.

  • يتوقون إلى النقد:

“من يريد قطف الوردة يجب أن يحترم الشوكة” – مَثل فارسي.

ضمَّن السير ريتشارد برانسون (Richard Branson) “المتمرّدين” عن قصدٍ في كلِّ شركةٍ من شركات “فيرجن” (Virgin) لضمان نجاحها؛ لأنَّه يعرف أنَّ الأشخاص “الخاضعين” يقتلون الابتكار؛ في حين يطلب أولئك الذين ينجحون بسرعةٍ في مجالاتهم التغذية الراجعة، ويتعلَّمون منها، ويستخدمونها لتحسين نهجهم. إذا انتقدك شخصٌ ما في مكان العمل، خذ نفساً عميقاً، وحدد ما إذا كان لهذه الملاحظة وجهة نظر، وضَع في اعتبارك مصدر الملاحظة؛ فإذا كنت تثق بالشخص وملاحظاته، فخُذ بها، وحسِّن أداءَك في المرة القادمة. نعم، نعرف أنَّ هذا صعب، لكنَّه هامٌّ جداً.

  • يتغيرون مع الزمن:

“إنَّ الأشياء التي نخشاها في المنظمات -مثل التقلبات والاضطرابات والاختلالات- هي المصادر الأساسية للإبداع.” – مارجريت ويتلي (Margaret J. Wheatley).

يتغير العالم بوتيرةٍ سريعة، فلا يتمسك أولئك الذين يتقدمون بسرعة في حياتهم المهنية بالوضع الراهن؛ لأنَّهم منفتحون ومرنون ويغتنمون الفرص التي يخلقونها بأنفسهم، فهم مرنون مع المتطلبات المتغيرة للأعمال، ويولِّدون أفكارَ جديدة، ويقترحون طرائق لدمج الابتكار في استراتيجيات الأعمال. لتسلق سلَّم النجاح، اجعل مواكبة ما يحدث في مجال خبرتك -والمجالات ذات الصلة- أولويةً لك، وادعُ الأشخاص الأذكياء لتناول طعام الغداء، واقرأ، وحدِّث مهاراتك للبقاء على اطلاع، وعدِّل أهدافك كي تواكب التغييرات باستمرار.

  • يتبعون شغفهم:

“إذا كنت لا تحب شيئاً، فلن تبذلَ جهداً إضافياً من أجله، ولن تعملَ في عطلة نهاية الأسبوع، ولن تتحدَّى الواقعَ كما يجب” – ستيف جوبز (Steve Jobs).

درس ستيف جوبز (Steve Jobs) فنَّ الخطوط بشغف، وقد انعكس حسه الجمالي على منتجات آبل (Apple)، وميَّزها حتَّى يومنا هذا. يتبعُ الأشخاصُ المتميزون في مجالاتهم كلَّ ما له أهميةٌ ومعنىً في حياتهم، فيختارون العمل لدى الشركات التي تشارك قيمهم، أو يعملون لوحدهم. إنَّه لمن المرجح أن تحقق الأعمال القائمة على الهوايات ربحاً؛ لأنَّ رجال الأعمال يثبتون في الأوقات الصعبة، حتَّى لو لم يكسبوا المال في البداية؛ لأنَّهم يحبُّون ما يفعلونه. إذا كنت في وظيفةٍ لا تُخرِج أفضل ما لديك، فابحث عن عملٍ آخر في الشركات التي تتماشى مع بيان رؤيتك؛ وإذا كان أسلوب الحياة الريادي يناسبك، فاسأل نفسك كيف تحوِّل شغفك إلى عملٍ تحبه.

لديهم إحساسٌ جيّدٌ بالتوقيت:

“إذا كان لديك وقت، فلست مضطراً إلى قضائه في التسلية في طريقك إلى المنزل؛ لأنَّك بذلك ستخسره” – يوغي بيرا (Yogi Berra)، لاعب بيسبول أمريكي.

بحسب محاضرة “بيل غروس” (Bill Gross) في منصة “تيد” (TED)، فإنَّ العامل الأول الذي يفسر سبب نجاح الشركات الناشئة، أنَّ منتجها جاء في الوقت المناسب، إذ يملك أولئك الذين يبدعون في مجالاتهم شعوراً جيداً بالتوقيت. عليك مواكبة ما يحدث في مكان عملك -والعالم عموماً- للمُضِيِّ قُدُمَاً فيه؛ لذا راقب تغير التوجهات، وتعرَّف على الوقت المناسب لإطلاق منتجٍ جديد، أو طلب ترقيتك.

يحيطون أنفسهم بالناجحين:

“ابدأ بالناس الطيبين، وضع القواعد، وتواصَل مع موظفيك، وحفِّزهم وكافِئهم؛ فإذا فعلت كلَّ هذه الأشياء بفعالية، فإنَّك لن تخسر” – لي لاكوكا (Lee Iacocca).

وجد “بيل غروس” أنَّ ثاني أهمَّ عاملٍ سمح للشركات الناشئة بالنجاح، أنَّها كانت تعتمد على فرقٍ قوية، إذ يعرف أولئك الذين يتفوقون في مجال أعمالهم أنَّه لا يمكنهم تحقيق رؤيتهم بمفردهم؛ لذا يحيطون أنفسهم بفرقٍ رائعة، ويجدون مرجعياتٍ قويةً تُرشدهم. اختَر من تقضي الوقت معهم بعنايةٍ لتحقيق النجاح في حياتك المهنية، فالنجاح مُعدٍ، وكذلك الفشل؛ لذا لا تُرافِق الأشخاص الذين ليسوا على المسار الصحيح، بل أحِط نفسك بأشخاصٍ ناجحين وإيجابيين داخل وخارج العمل.

يحافظون على ثباتهم:

“إذا أردنا توجيه حياتنا، يجب علينا التحكُّم بأفعالنا المنتظمة. فليس ما نفعله من حين إلى آخر هو الذي يشكل حياتنا، ولكن ما نقوم به باستمرار” – توني روبنز (Tony Robbins).

يضع أولئك الذين يرتقون إلى القمة طاقةً ثابتةً في حياتهم الشخصية والمهنية، بدلاً من إنفاق طاقة المنافسة لديهم؛ فهم يحققون الأهداف خطوةً بخطوة، ويبقون على تواصلٍ دائمٍ مع موظفيهم وزملائهم وعملائهم، ويأخذون فترات راحة من جداول العمل الشاقة للحفاظ على التوازن، وضمان عدم نفاد طاقتهم. حوِّل أهدافك إلى بنود عملٍ بمواعيد محددة، وضَع فراغاً فيما بينها في تقويمك بحيث يمكن تحقيقها، وتأكَّد من التركيز على أولوياتك، وضَع علامةً على كلِّ هدفٍ عندما تصل إليه، وستقُل بهذه الطريقة احتمالية فقدان التواصل مع عميل هام، أو الفشل في وضع خطةٍ لتغيير اللعبة.

مثابرون:

“إذا نظرت عن كثبٍ حقاً، ستجد أنَّ معظم النجاحات التي تحدث بين عشيةٍ وضحاها قد استغرقت وقتاً طويلاً.” – ستيف جوبز (Steve Jobs).

النجاح ليس مساراً مستقيماً إلى القمة، ولكنَّه يشمل العديد من الصعوبات، فقد طُرِد ستيف جوبز (Steve Jobs) من شركته الخاصة آبل (Apple)، ثمَّ أسس نيكست (NeXT) وبيكسار (Pixar)، وفي النهاية عاد إلى “آبل” مرةً أخرى. كما فُصِل توماس إديسون (Thomas Edison) من عدة وظائف، لكنَّه حافظ على شغفه الحقيقي للاختراع، وحصل في النهاية على 1093 براءة اختراع.

الحقيقةُ هنا أنَّ الناس الذين يزدهرون في حياتهم المهنية، يضعون في اعتبارهم أنَّ الرحلة طويلة. عندما يصبح المسار مليئاً بالعقبات وتشعر برغبةٍ في الاستسلام، جرِّب طريقاً مختلفاً للحصول على ما تريد، وتذكر أنَّك تملك خيارات دائماً، وأنَّك تملك صحبة جيدة إذا استغرق الأمر وقتاً أطول ممَّا كنت تتوقع للوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه.

يعرفون متى يتوقفون:

“أعتقد أنَّ النجاح يعني وجود توازنٍ بين قصص النجاح في العديد من مجالات حياتك، فلا يمكن اعتبارك ناجحاً حقاً في حياتك التجارية إذا كانت حياتك المنزلية في حالة خراب” – زيغ زيغلر ( Zig Ziglar).

رغم غرابة الأمر، إلَّا أنَّ الأشخاص الذين ينجحون لا يعملون بجدٍّ طوال الوقت، بل يأخذون فترات راحة عندما تنقصُ إنتاجيتهم، ولديهم طقوس ختامية لإنهاء يومهم؛ فهم ينظمون ملفاتهم، ويفردون مكاتبهم، ويضعون قائمةً بما يجب فعله غداً.

اترك العمل في مكان العمل، واستمتع بهواياتك وعائلتك وأصدقائك خلال فترة الراحة؛ لتحقق النجاح في حياتك المهنية، وتفسح المجال لبعض أوقات الفراغ، وتعود لعملك منتعشاً ومُفعماً بالطاقة. أنتَ لست مضطراً إلى إعطاء الأولوية للتقدُّم الوظيفي على حساب كلِّ شيء آخر في حياتك للنجاح في مهنتك؛ لذا، اعمل بذكاءٍ بدلاً من ذلك، وستصل إلى القمةِ بسرعةٍ أكبر إذا التزمت بتعلم وصقل هذه المهارات الـ 14 للأشخاص الذين يتقدمون بسرعة في أعمالهم.

هذه السمات ليست خاصةً فقط بمشاهير رواد الأعمال، بل يمكنك إتقانها أيضاً؛ فلماذا لا تبدأ اليوم؟