الرئيسيةتطوير مهنيمهارة تدوين الملاحظات

يعتقد الكثيرون أن تدوين الملاحظات سواء خلال المحاضرات أو الاجتماعات أمر ممل وغير مجدٍ، ولكن على العكس تمامًا، فالتدوين عملية مهمة جدًا لتذّكر المعلومات التي غالبًا ما يكون من الصعب الحصول عليها من مكان آخر.

كما أن عملية تذكّر المعلومات الجديدة بعد مدة أمر صعب للغاية، حيث يميل الأشخاص إلى نسيان ما يقارب 40% من المعلومات عند سماعها أو قراءتها لأول مرة بعد فترة زمنية معينة الأمر الذي يجعل من عملية التدوين أمرًا ضروريًا في بعض الأحيان، لكن قد يجد البعض صعوبة كبيرة في الاصغاء والكتابة في نفس الوقت كما أنهم يسعون لكتابة كل ما يستمعون إليه مما يجعلهم يفوّتون شيئًا آخر مهم، وبذلك ينتهي بهم المطاف بعدم القدرة على متابعة التدوين معتقدين بأنهم لا يمتلكون هذه المهارة.

تمثل عملية التدوين أهمية بالغة في استرجاع المعلومات، حيث يؤكد منحنى النسيان أن عملية التدوين والكتابة تساعدك باستدعاء المعلومات بنسبة 100% في حال مراجعتك لها لمرة أخرى خلال وقت قصير، لكن لا تحاول أن تدوّن كل كلمة تسمعها بل اختر النقاط الرئيسية، هذا سيساعدك على تذكّر أهم المعلومات.

إليك بعض الاستراتيجيات التي تساعدك في تدوين ما قمت بتعلمه والاستماع إليه:

أولًا: طريقة كورنيل  (poster

تم تطوير نظام كورونيل في الخمسينيات من قبل أستاذ مهارات التعلم في جامعة كورونيل ليسهّل على طلابه تدوين ملاحظاتهم. تُعدّ هذه الطريقة من أهم طرق تدوين الملاحظات، إذ تقوم بتقسيم الصفحة إلى ثلاثة أقسام:

  1. العمود الأيمن: وهو المكان المخصص لتدوين الأفكار الأكثر أهميّة التي ذكرها المتكلم، ويجب هنا أن تُلخّص النقاط الرئيسية فقط، من خلال استخدام كلمات وعبارات مفتاحية بلغتك الخاصة.

  2. العمود الأيسر: المكان المخصص لدعم النقاط التي قمت بتدوينها، عن طريق كتابة الملاحظات التي تساعدك على ربط المعلومات وفهمها في ما بعد، وهو ما يسمى بالهامش.

 3. الجزء السفلي: وهو الملَخّص، يجب أن يُترك فارِغًا، لترتيب الملاحظات الّتي قمت بكتابتها وتلخيصها عند مراجعتك لها في ما بعد.

ثانيًا: طريقة تقسيم الصفحة:

هذه الطريقة تشبه الطريقة السابقة إلّا أنها مبدأ بحدّ ذاته. الفكرة هي أن تقوم بتقسيم الصفحة عموديًا إلى قسمين، الفكرة الرئيسية والأفكار الثانويّة. وهكذا فأنت تقوم بكتابة جميع المعلومات وتنظيمها بنفس الوقت.

 ثالثًا: المساعدة المرئية (Infographic)

تعتمد هذه الطريقة على استخدام الصور والرسوم البيانيّة والوسائل البصرية لتحسين كيفية معالجة الدماغ للمعلومات، فبدلًا من استخدام فقرات طويلة، يمكنك استخدام الألوان والأحرف ذات الأحجام المختلفة. وهو ما يشبه خرائط العقل؛ التي يدوّن من خلالها الأشخاص المعلومات والنقاط الفرعية تحت العناوين الرئيسية مستعينين بذلك على الرسومات، الأسهم أو الخرائط، والألوان لتوضيح الخريطة الذهنية. 

رابعًا: الرموز والاختصارات

هذه الطريقة مهمّة جدًّا لاختصار الوقت، فليس عليك كتابة جمل طويلة، بل استخدم الاختصارات لتستطيع مواكبة المتحدث، وإذا لم تكن هناك اختصارات معروفة يمكنك استخدام اختصاراتك الخاصّة الّتي ستذكّرك بالمعلومات لاحقًا.

يمكنك اختصار الكلمات بعدة طرق منها: استخدام الحروف الأولى مثل كلمة Government باللغة الإنجليزية والتي يمكن اختصارها بأول ثلاثة أحرف لتصبح gov. أو حذف أحرف العلة من الكلمة مثل؛ prblm – problem. الاختصار موجود أيضًا باللغة العربية، ولكنه لم يُتوّسع به، فقد اعتدنا على التعامل به في الخطابات والأوراق الرسمية والصحف مثل؛ ص. ب- صندوق بريد، س- سؤال.

وكما قلنا، يمكنك إنشاء اختصارات خاصة بك يمكنك فهمها فيما بعد.

خامسًا: التخطيط تحت الكلمات المفتاحية

من الجيد التخطيط تحت الكلمات المهمّة أو تظليلها بلون آخر؛ لتكون قادرًا على تمييزها وبالتّالي قادرًا على حفظها وتذكُّرها، بدلًا من قراءة الصفحة كاملة في كلّ مرّة. لكن حاول تخطيط الكلمات المهمة فقط، إذ أن البعض يقوم بتخطيط الكثير من الكلمات وبهذا تصبح الطريقة غير فعّالة نوعًا ما، بل وتشّكل نوعًا من عدم الترتيب والفوضى في الورقة.