الرئيسيةتطوير مهنيالمهارات البحثية و كيفية تطويرها

تعتبر مهارات البحث أو الـ Research Skills جزءًا أساسيًا من عملية التعلّم سواءً كانت ذاتية أو ضمن السيرة الأكاديمية في الجامعات أو المدارس فلا يمكنك أن تكتب بحثًا جامعيًا أو تقريرًا دون أن تجري بحثًا متعمّقًا حول الموضوع. سنتعرّف في مقال اليوم على أهمّ مهارات البحث وأفضل النصائح التي تساعدك تطويرها وتعزيزها.

ما هي مهارات البحث؟

تعبّر مهارات البحث عن القدرة على التقصّي لإيجاد المعلومات المناسبة ذات العلاقة بالموضوع الذي تتمّ دراسته، ومن ثمّ تجميعها وتحليلها وتقييمها، للخروج بنتائج تضمن تطوير هذه الدراسة وتعزيزها، حيث تضمّ مجموعة من المهارات التي يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • مهارات كتابة التقارير.
  • مهارات جمع البيانات.
  • مهارات تحليل البيانات من مصادر مختلفة.
  • العثور على المعلومات عبر الإنترنت.
  • مهارات التفكير الناقد.
  • مهارات التخطيط والتنظيم.
  • مهارات إجراء المقابلات.
  • مهارات التحليل النقدي.

أهميّة مهارات البحث لا تقتصر أهمّية مهارات البحث على الجانب التعليمي والأكاديمي فقط، حيث أنّها تعدّ من المهارات المميزة التي يبحث عنها أرباب العمل في موظفيهم، نظرًا لما لها من أثر إيجابي على الشركات والمؤسسات فهي تساعدها على:

  • كتابة تقاريرها الدورية.
  • تطوير منتجات جديدة.
  • مراقبة أداء منافسيها، ومقارنته بأدائها.
  • تحسين أداء موظفيها مواكبة التغيرات التكنولوجية.

كيف يمكنني أن أطوّر مهاراتي البحثية؟

بداية لابدّ من التنويه إلى أنّنا جميعًا نقوم بعملية البحث بشكل يومي تقريبًا، حتى من دون وعي منّا، فجمع المعلومات والتخطيط لرحلتك المقبلة، هو نوع من البحث، واختيار الألوان والأزياء المناسبة لك من خلال تصفّح مواقع الموضة المختلفة هو أيضًا نوع من البحث. غير أنّ الأمر يصبح أكثر تعقيدًا حينما يتعلّق الأمر بوظيفتك أو دراستك، وممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ واحد منّا يرغب في تعزيز مهاراته البحثية والانتقال بها إلى المستوى التالي. لذا، إليك فيما يلي بعض النصائح العملية التي تساعدك على تطوير مهاراتك البحثية.

  1. ضع جدولاً زمنيًا والتزم به

إن كنت ترغب في إجراء بحث متعمّق وكتابة نتيجته لتعرضها على مديرك في العمل، أو لتسليمها كجزء من واجباتك الدراسية، فلابدّ لك أن تضع جدولاً زمنيًا، وتقسّم وقتك بطريقة فعّالة تضمن لك إعطاء كلّ خطوة من خطوات البحث حقّها.

يمكنك في هذا الشأن فعل الآتي:

  • ضع مواعيد تسليم خاصة بك، كأن تخصص يومين لجمع البيانات، وثلاثة أيام لتحليلها وأسبوعًا لكتابة ورقة البحث وهكذا.
  • احرص على منح نفسك وقتًا إضافيًا قبل موعد التسليم النهائي لمراجعة بحثك والتأكد من المصادر التي استخدمتها.
  • استعن ببعض الأدوات والمواقع الإلكترونية التي تساعدك على وضع جدول زمني مناسب، فمثلاً يمكنك تجربة خدمة الـ Research Calculator والتي تمكّنك من تقسيم وقتك بشكل فعّال مع الحرص على إرسال تنبيهات ورسائل إلكترونية لتذكيرك بمواعيد تسليم بحثك.
  • كن دقيقًا في اختيار ما تبحث عنه

يتمثّل الهدف الرئيسي من البحث في تقديم إجابة لسؤال ما، أو حلاًّ لقضية أو إشكالية معيّنة. لذا وقبل أن تبدأ في عملية جمع البيانات وتحليلها، حدّد الفرضية أو السؤال الذي تريد العثور على إجابة له. لنفترض مثلاً أنّك مهتمّ بالرسم، وترغب في تطوير مهاراتك فيه من خلال الالتحاق بدورات عبر الإنترنت أو عن طريق قراءة مقالات ومشاهدة فيديوهات ذات علاقة بالأمر.

قبل أن تشرع في عملية البحث عن المعلومات المناسبة، حدّد بالضبط ما تريد البحث عنه، أيّ جزئية من الرسم ترغب في تطويرها وتعلّم المزيد عنها؟ هل تريد مثلاً معرفة المزيد عن الرسم الرقمي أو التقليدي؟ هل تبحث عن دورات متعلّقة برسم المناظر الطبيعية أم برسم الأشخاص؟ كلّما كانت ما تبحث عنه محدّدًا أكثر، زادت فرصك في إيجاد المعلومات المناسبة، وتجنّبت جمع كمّ هائل من المعلومات التي يصعب تحليلها والتي قد تضطر للتخلص من أغلبها لأنها غير مفيدة.

  • ضع مخطّطًا مناسبًا للبحث

بعد أن حدّدت موضوع بحثك بدقّة، ووضعت الفرضية أو السؤال الأساسي الذي ترغب في الإجابة عنه، انتقل إلى الخطوة التالية، واكتب مخططًا مبدئيًا للبحث. قسّم موضوعك إلى أجزاء مترابطة ومنطقية. تحميك هذه الخطوة من الضياع في بحر المعلومات التي جمعتها، وتجعل عملية كتابة البحث أسهل، كما تتيح لك التعرّف في يسر على جوانب النقص والقصور وحلّها في الوقت المناسب.

  • استعن بموقع ويكيبيديا مرّة على الأقل

إن كان البحث الذي تجريه بسيطًا وشخصيًا، فإن موقع ويكيبيديا قد يكون الأمثل لك، لأنك على الأغلب ستعثر على المعلومة التي تبحث عنها فيه. أمّا إن كان بحثك أكاديميًا أو جزءًا من مهامك الوظيفية، فهذا الموقع قد لا يكون الأنسب لك، لكن يجدر بك تفقّده مع ذلك. لماذا؟ لأن ويكيبيديا يعدّ موقعًا ممتازًا للمراجع العلمية التي يمكنك الاستعانة بها في بحثك، حيث يتيح لك أخذ نظرة عامة وشاملة عن الموضوع الذي تبحث فيه ومن ثمّ الانتقال إلى مواقع أكثر تخصصًا.

بمعنى آخر، استخدم هذا الموقع كفهرس للمراجع التي قد تعثر على المعلومات المناسبة فيها.

  • صادق أمين مكتبة!

نعم، صحيح، نحن في عصر التكنولوجيا والإنترنت، لكن لا تقلّل من شأن المكتبة التقليدية! استعن في بحثك بالكتب الورقية، وصادق أمين مكتبة، فبرغم كلّ شيء، بعض المصادر قد لا تتوافر إلا في المكتبات، كنسخ الجرائد والمجلات القديمة وبعض الفيديوهات أو الرسائل البحثية. لذا عندما تصادق أحد موظفي المكتبة، يمكنك أن تسأله عن هذه المصادر وستستطيع الوصول إليها في وقت أقصر وبجهد أقلّ.

  • اسأل واستفسر

أمين المكتبة ليس الشخص الوحيد الذي بوسعه أن يقدّم لك يد العون. فالعديد من الأشخاص الآخرين سيساعدونك في العثور على المعلومات المناسبة إن أنت سألتهم. السؤال والاستفسار أحد أهمّ الطرق التي تعزّز مهاراتك البحثية. أساتذة الجامعات ينتظرون على الدوام أن يأتي إليهم الطلاب بأسئلتهم واستفساراتهم وطلباتهم للمشورة، وكذلك الحال مع زملائك أصحاب الخبرة وأقسام البحث المتخصصة في الشركات الكبرى. لا تتردّد إذاً في أن تستشير أصحاب الخبرة من زملائك ومدرّسيك أو حتى رؤسائك في العمل، فأسئلتك ستنمي مهاراتك في المحادثة والتواصل، وهي كما سبق أن ذكرنا واحدة من أهمّ مهارات البحث.

  • استفد من التكنولوجيات الحديثة

ويكيبيديا ليست الموقع الوحيد على الإنترنت الذي يسهّل عمليّة البحث عليك. فالعديد من الباحثين في يومنا هذا يستخدمون مختلف المواقع الإلكترونية والأدوات التكنولوجية الحديثة التي تسهّل عليهم عملية البحث، وتقدّم لهم فهرسًا متكاملاً من الموضوعات المرتبة بطريقة سهلة تختصر عليهم الوقت والجهد. يمكنك في هذا الصدد القيام بواحد ممّا يلي:

  • استعن بمساعد البحث على الإنترنت Zotero، والذي يتيح لك جمع البيانات وترتيبها في مكتبة خاصة بك وحدك، حيث يدعم الموقع العديد من المصادر الإلكترونية التي قد تعثر على المعلومات فيها.
  • قم بتنزيل التقارير والدراسات ومصادر المعلومات على حاسوبك أو هاتفك الذكي، فالاحتفاظ بها لديك وترتيبها وتنسيقها يسهّل عملية الوصول إليها حتى في حال عدم توفّر الإنترنت.
  • اكتب أفكارك

تأتي الأفكار فجأة، ودون سابق إنذار. لذا وعندما تجرب بحثًا، احرص على أن يكون معك دفتر صغير وقلم تدوّن عليه أيّ معلومات مثيرة للاهتمام أو أفكار فجائية تخطر لك، أو حتى مصادر إضافية يمكنك الرجوع إليها للعثور على معلومات جديدة.

  • رتّب معلوماتك

كن دقيقًا ومنطقيًا، ولا تضع المعلومات في بحثك بشكل عشوائي، بمجرّد أنّ تعثر على معلومة مفيدة، دوّنها مع ضرورة كتابة الرابط والمصدر الذي عثرت عليها فيه. وتأكّد من الاقتباسات وأسماء الدراسات والبحوث قبل أن تعتمدها في بحثك. حيث أنّ الالتزام بهذه الخطوات يضمن لك سهولة الرجوع إلى المعلومات عند الحاجة ويساعدك على إيجاد معلومات إضافية بسرعة ويسر.

  1. حدّث معلوماتك

تعدّ القدرة على إيجاد المعلومات المناسبة من مختلف المصادر إحدى أهمّ مهارات البحث. فالرجوع إلى دراسة أجريت قبل 50 سنة لن يكون مفيدًا جدًّا إن كان بحثُك يتناول قضّية معاصرة. وهنا لابدّ من السعي على الدوام لتحديث المعلومات التي تعثر عليها. ابحث عن مصادر للمعلومات الحديثة، وحاول ألاّ تلجأ للدراسات والبحوث القديمة إلاّ في حال كانت تشكّل قاعدة أساسية لعملك أو بهدف مقارنتها بالدراسات الجديدة.

سواءً كنت تُجري بحثًا أكاديميًا أو كان بحثُك بهدف تطوير نفسك مهنيًا, فاحرص على اتباع الخطوات السابقة لتحصل على نتائج أفضل، ولتطوّر مهاراتك البحثية. قد يكون الأمر صعبًا في البداية، ولكنه مع الممارسة والتمرين سيصبح أسهل، ولن يمضي الكثير من الوقت حتى تجد نفسك ملتزمًا بهذه الخطوات تلقائيًا دون وعي منك.