من خلال سيرتك الذاتية فإنك تقوم بتسليّط الضوء على خبراتك العمليّة، وإنجازاتك الأكاديميّة. لنفترض أنّك حاليّاً تحاول كتابة سيرتك الذاتيّة، لتستطيع إعداد واحدة مميزة وتلفت الأنظار؛ وعند وصولك للقسم التعليميّ تقف محتاراً بين ما يجب أن تكتبه وما يجب ألا تكتبه، وكيف لك أن تذكر المعلومات الخاصّة بهذا القسم بطريقة صحيحة، بما يتناسب مع خبراتك وحياتك المهنيّة. في هذا المقال سنناقش جميع هذه التفاصيل بشكل دقيق.
عند كتابة القسم التعليميّ علينا أن نأخذ بعين الاعتبار العمر المهنيّ للشخص، وعدد سنين خبراته العمليّة؛ وبناءً على ذلك يتم كتابة هذا القسم اعتماداً على ثلاثة أعمار مهنيّة:
- طالب ثانوي.
- خريج حديث / طالب جامعيّ.
- خبير مهنيّ.
العمر المهنيّ الأول: طالب الثانويّة العامّة
كطالب أنهى مرحلته الثانويّة حديثاً ويرغب في كتابة سيرته الذاتيّة، فإنّه عليك أن تضع القسم التعليميّ في بداية سيرتك الذاتيّة، حتى لو كنتَ تملك فعليّاً القليل من الخبرات العمليّة. بالإضافة إلى ذلك؛ فإنّ سيرتك الذاتية ستعتمد في محتواها على خبرتك البسيطة التي اكتسبتها خلال تعليمك الثانويّ، وفعالياتك التي اشتركت بها كطالب ثانويّ، هذا في حال امتلكت بعض الخبرة.
ماذا لو كنت لا تملك الخبرة بتاتاً؟
إذا كنت طالباً أنهى للتوّ مرحلته الثانويّة ولا تملك خبرة عملية بعد وهذا أمر عادي وطبيعي؛ فإنّ قسم التعليم يجب كتابته في القسم الذي يلي الهدف الوظيفيّ مباشرةً؛ وعليك أن تكتب فيه:
- اسم المدرسة؛ المدينة، الدولة.
- المعدّل التراكمي.
- المقررات الدراسية التي لها علاقة بالوظيفة التي تقدّم لها.
- شهادات الشرف التي حصلت عليها -إن وجدت-.
- النوادي والنشاطات اللامنهجيّة التي كنتَ جزءاً منها.
بإمكانك إضافة القوّة لسيرتك الذاتيّة والتميّز من خلال ربط الإنجازات التي حققتها خلال تعليمك الثانويّ، ونشاطاتك اللامنهجيّة، كأن تضيف مثلاً أنّك كنتَ قائداً لفرقة العلوم الممثلة لمدرستك. على اعتبار أنّ قسم الإنجازات في هذه السيرة الذاتيّة سيكون تابعاً لقسم التعليم ومكملاً له؛ كما ويعطي معلومات وتفاصيلاً إضافيّة للمهارات والقدرات الشخصية للفرد. مسؤول التوظيف سيفضّل أن يوظّف طالباً ثانويّاً حديث التخرّج على أن يثبت امتلاكه لصفات القيادة، والمهارات التنظيميّة، والحماس، والشغف.
لاحظ أنّك في حال كنتَ لا تملك أيّة خبرات عمليّة في مجال الوظيفة التي تقدّم لها فإنّ هذه ستكون طريقة رائعة في إضافة المزيد من المعلومات عن نفسك، والتي ستدفع مسؤول التوظيف إلى إلقاء نظرة أطول لسيرتك الذاتيّة، واختيارك للمقابلة في حال نجحت في استغلال هذا الأمر بشكل سليم.
ماذا عليك أن تفعل في هذه الحالة؟
في حالتك هذه عليك أن تهدف إلى كتابة سيرة ذاتيّة بسيطة، حاول أن تفكّر في النشاطات اللامنهجيّة التي شاركت فيها، والنوادي العلميّة، بالإضافة إلى أعمالك التطوعيّة، على أن تظهر نفسك كشخص فعّال في المجتمع، وسريع التعليّم، وقادر على تنظيم عملك بشكل فعّال.
حسناً؛ ماذا لو كنت تملك بعض الخبرة في مجال العمل؟
في هذه الحالة فإنّ المكان الأفضل للقسم التعليمي أن يكون بعد قسم الخبرات المهنيّة، لا سيّما إذا كان صاحب السيرة الذاتيّة لا يملك معدّلاً تراكميّاً عالياً، كما ولا يوجد داعٍ في هذه الحالة لذكر الأنشطة الرياضيّة والنشاطات اللامنهجيّة التي اشترك بها، لأنّه يملك خبرة في مجال عمله بالفعل، وبالإمكان ذكر الوصف الوظيفيّ، والواجبات والإنجازات من الخبرة التي حصل عليها، وإن كانت بسيطة وقليلة وتتناسب مع طالب ثانويّ وخريج جديد.
ولكن عليك الأخذ بعين الاعتبار أنّ طريقة كتابة القسم التعليميّ يجب أن تكون كما في الحالة السابقة، أي أن تذكر اسم المدرسة وتفاصيلها، والمعدل التراكمي، والنوادي التي التحقت بها، فإنّها هنا مهمّة جداً للتعبير عن شخصك. على الرّغم من ذلك فإنّ كتابة الإنجازات الوظيفيّة في قسم الخبرات العملية لا يزال مهمّاً، ويجب أن يتم كتابته بعناية تامّة.
العمر المهنيّ الثاني: الطالب الجامعيّ وحديث التخرّج
إذا كنت طالباً جامعيّاً في المرحلة الحاليّة أو حديث التخرّج فعليك أن تضع القسم التعليميّ في بداية سيرتك الذاتيّة. إلى جانب ذلك، فإنّ طول سيرتك الذاتيّة وعدد صفحاتك سيتعمد على خبراتك العمليّة.
ماذا لو كنتَ حديث التخرّج بدون أيّة خبرات عمليّة؟
إذا كنت لا تملك أيّة خبرة مهنيّة لا تقلق أبداً، فإنّ عدم امتلاكك لأية خبرات لا يعني أنّك لن تعرف كيف تكتب سيرة ذاتيّة مميزة؛ عليك أن تفكر كيف يمكنك أن تكتب سيرتك الذاتية بينما تفتقر للخبرة العمليّة.
في حال عدم امتلاك الخبرة فإنّه من الأفضل تسليط الضوء على القسم التعليميّ، وذكر واحد أو اثنين من أهمّ التخصصات التي تفيدك في الوظيفة التي تقدّم لها. بالطبع عليك أن تسلّط الضوء على إنجازاتك خلال دراستك الجامعيّة، ووصف فعاليتك ونشاطك كطالب سابق.
ماذا تفعل إذا كنت تمتلك بعض الخبرة؟
هل أنت طالب جامعي وتملك خبرة فعليّة؟ هنا في هذه الحالة عليك أن تقلّص المساحة المخصصة للتعليم في السيرة الذاتية، وذلك لأنّ الخبرات ستكون أداة أفضل لتسليط الضوء على إنجازاتك. كما أنّ العمل الحقيقي في الحياة الواقعيّة أفضل بكثير من بعض الفعاليات التي اشتركت بها في حياتك الأكاديميّة.
العمر المهنيّ الثالث: صاحب الخبرة المهنيّة
هذا القسم خاص لأصحاب الخبرات العمليّة الفعليّة، وهنا أنت لست بحاجة لإضافة الكثير من المعلومات في القسم التعليمي، ويمكنك كتابة هذا القسم بالشكل الآتي:
- اسم الجامعة.
- حقل التخصص الرئيس والتخصص الفرعي.
- عنوان الجامعة، والمدينة، والدولة.
- سنة التخرّج.
- المعدل التراكمي (في حال كان عالياً)
هذا القسم سيكون واضحاً وسهلاً لأصحاب الخبرة العمليّة، وهو دليل على نوع الشهادة الجامعيّة التي يمتلكها صاحب الوظيفة. ويجب أن يكون في القسم الذي يلي قسم الخبرات العمليّة.
حسناً، ماذا لو كنت قد التحقت مؤخراً بالجامعة لإكمال تعليمي الجامعي؟
فإنّه في هذه الحالة يجب أن يضع صاحب السيرة الذاتيّة في مقدمة سيرته الذاتيّة، بعكس من لم يفعلوا ذلك فيضعون قسم التعليم أسفل قسم الخبرة العمليّة.
نصائح مهمّة عند كتابة هذا القسم في السيرة الذاتيّة
الأمور التي عليك الحرص عليها:
- عليك أن تذكر معلوماتك التعليميّة من الأحدث فالأقدم؛ فعلى سبيل المثال إذا كنت قد أتممت رسالة الماجستير، عليك أن تبدأ بهذه الشهادة، ثمّ تذكر شهادتك الجامعية في البكالوريوس؛ وهكذا. وإذا كنت تملك شهادات عملية خاصة في مجال عملك ووظيفتك فعليك أن تذكر هذه التفاصيل فيما يلي ذكر شهادة البكالوريوس، أي في آخر القسم.
- اكتب معدلك التراكمي وإنجازاتك الحقيقيّة، ولكن عليك أن تفعل ذلك إذا كنت حديث التخرّج فقط. أمّا في حال كنت تملك بعض الخبرة، فإنّ إنجازاتك أهم من معدلك، وعليك أن تقرّر ما إذا كانت هذه الخبرات تتناسب مع رغبتك في تغيير طبيعة وظيفتك أم لا. ولا تنسى أن تذكر حصولك على أي مراتب شرف، أو منح دراسيّة، وغيرها من الجوائز المهمّة.
- إذا لم تنهِ تعليمك الجامعيّ، فهنا عليك أن تركز أكثر على المواد المهمّة التي درستها في مجال وظيفتك. فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت طالباً جامعيّاً ولم تنهِ بعد دراستك فعليك أن تذكر المساقات والمواد الدراسية التي لها علاقة بطبيعة الوظيفة التي تقدّم لها.
- المعدّل التراكمي المطلوب ذكره ليس أي معدل، فإذا كنت لم تحصل على معدل عالٍ فلا داعي لذكر “المعدّل التراكميّ” في قسم التعليم. الهدف هنا الإشارة إلى حصولك على درجة شرف وتفوقك في دراستك الأكاديميّة أكثر من مجرد ذكر هذه المعلومة دون هدف، كأن تكون حصلت على معدل تراكمي 87% لأكثر من ثلاث سنوات من سنوات تعليمك الجامعي، لا تخجل من ذكر أنّك حصلت على تكريم من جامعتك لتفوقك أو حصولك على مراتب الشرف الأولى لأكثر من مرّة، فإنّ هذا يضفي مزيداً من التألّق لسيرتك الذاتية.
- إذا كنتَ تملك شهادة جامعيّة، فلا يوجد داعٍ لذكر دراستك الثانويّ في سيرتك الذاتيّة، حيث إنّ هذه المعلومة ستحتلّ حيّزاً قيّماً من مساحة سيرتك الذاتيّة دون أيّة إضافة مفيدة، يمكنك الاستفادة من هذا الحيّز لإضافة معلومة قيّمة عنك في قسم آخر.
الأمور التي عليك تجنّبها:
- لا تحاول تزييف الأمور أو تجميلها، فيجب أن تكون واضحاً ولكن ليس هناك داعٍ لأن تبالغ في وصف الجوائز والمنح الدراسية التي حصلت عليها نتيجة معدلك التراكمي العالي.
- لا تكن عامّاً في كلامك، فإنّ القسم التعليمي في سيرتك الذاتية يجب أن يسلّط الضوء على إنجازاتك الأكاديميّة، كما ويجب أن تكون بنفس الوقت موجهة بما يستهدف تفكير مسؤول التوظيف. فإذا كنت تقدّم لوظيفة مبرمج مثلاً، تأكّد بأن تضيف المساقات الدراسية التي أنجزتها في البرامج المهمة للوظيفة التي تقدّم لها.
- لا تنسى ذكر التواريخ والمدّة الزمنيّة، حيث إنّ كتابة الشهر وسنة التخرّج أمران مهمان كذكرك لاسم المؤسسة التي تخرجت منها. وفي حال لم تتخرج بعد يمكنك أن تكتب التاريخ المتوقع للتخرّج، فإنّ هذه الطريقة مهمة لتوضيح التاريخ المهنيّ لمسؤول التوظيف، وعدم الارتياب بوجود فراغ مهنيّ في حياتك العمليّة. وهذه الحالة تكون مهمة في حال وجدت وظيفة بعد تخرجك بفترة قصيرة جدّاً، لتسلط الضوء أكثر على تقدمك في مجال عملك، بينما إذا مضى على تخرجك أكثر من خمس عشر سنة فلا داع هنا لذكر المدّة الزمنية التي لن تغيّر أو تفيد شيئاً.
بعد إنهاء تعليمك الجامعيّ عليك أن تدرك تماماً أنّ كتابة القسم التعليميّ هو وسيلنك وأداتك الأهمّ للحصول على وظيفة الأحلام، ولذلك عليك أن تولي اهتماماً خاصّاً لهذا القسم في سيرتك الذاتيّة. نعرف بالطبع أنّه لو مرّ عليك أكثر من عشر إلى خمس عشرة سنة من الخبرة العمليّة فأنت تحتاج إلى التركيز أكثر على إنجازاتك، ولكن في نفس الوقت عليك أن تدرك انّ بعض مسؤولي التوظيف يفضّلون تسليط الضوء على تعليمك، وشهادتك الجامعيّة، حتى يعرفوا عنك أكثر، وليعرفوا المدّة الزمنية التي قطعتها بعد انتهائك من التعليم. وفي كلّ الحالات فإنّ القسم التعليميّ مهمّ جدّاً في السيرة الذاتيّة ولا يجب إغفاله أبداً.