إن محاولة البحث عن وظيفة تشبه إلى حد ما محاولة البحث عن الزهرة المناسبة من بين مجموعة من الزهور. فعند شروعك في البحث عن وظيفة قد تتمّلكك الحيرة و تظهر أمامك عدة تساؤلات مثل ما الذي عليّ فعله للحصول على الوظيفة المناسبة؟ و من أين أبدأ؟ و كيف أنسق سيرتي الذاتية؟ و كيف أعد للمقابلة؟
على العموم, سنذكر في هذه المقالة العديد من النصائح التي أوصى بها خبراء التوظيف في اليمن و التي من الممكن أن تكون بمثابة المرشد لك أثناء قيامك بالبحث عن وظيفة:
التركيز
من أولى المهام التي عليك أخذها في الإعتبار عند بحثك عن وظيفة هي تحديد مجالات الإهتمام لديك فيما يتعلق بمجال العمل. فقد تقف أمام عدة خيارات وظيفية و قد تعتبر أن كل تلك الخيارات هي فرص سانحة بالنسبة لك مما تجعلك تدخل في دوامة من الحيرة حول أي مجال يتوجب عليك أن تسلك أو ما هو الإتجاه الوظيفي الذي يجب عليك أن تسير فيه. و مثل هذه الأمور قد تحدث مع حديثي التخرج أكثر من غيرهم. و الخطورة هنا تكمن في أنك قد تحاول بأن تجعل من سيرتك الذاتية فضفاضة و غير مركزة لتناسب كل تلك الفرص, و هذا خطأ فادح يقع فيه الكثير وخصوصا في سوق العمل اليمني.
و لذلك فإن خبراء التوظيف يوصون بأن تحدد مجال بحثك عن وظيفة و أن تجعل سيرتك الذاتية و رسالة التغطية مركزة و مناسبة لمتطلبات الوظيفة التي تبحث عنها. فقد يكون لديك هدفان فيما يتعلق بالبحث عن وظيفة, ففي مثل هذه الحالة عليك أن تدمج هذان الهدفان و تجعل منهما هدفا واحدا واضح المعالم ثم تبدأ بالتواصل مع عدد من الشركات أو المنظمات التي تتوق للعمل معها أو التي تقوم بنشر الوظيفة المناسبة لمؤهلاتك
البحث
أثناء قيامك بالبحث عن وظيفة يجب عليك أن تتأكد من أنك قد جمعت معلومات كافية حول الجهة التي ستتقدم للعمل فيها كأن تتعرف عن مجال عمل الشركة, و المخاطر التي تواجهها هذه الشركة, و أهداف هذه الشركة و ما الذي تريده الشركة منك كموظف جديد لديها. و يمكنك الإستعانة في ذلك بموقع الشركة على الإنترنت أو المنشورات التي تصدرها الشركة بالإضافة إلى الوصف الوظيفي ضمن الإعلان عن الوظيفة.
كل هذه المعلومات ستساعدك في صياغة السيرة الذاتية الجذابة و المناسبة و التي ستجعل الجهة التي قدمت لها تتواصل معك, كما أن هذا النوع من البحث سيجعلك أيضا قادرا على الإجابة على الأسئلة التي ستوجّه لك أثناء المقابلة.
شبكة التواصل
قد يكون الأصدقاء و أفراد العائلة أفضل مصدر معلومات بالنسبة لك عند قيامك بالبحث عن وظيفة. فهناك وظائف يمكنك أن تعلم بها حتى قبل أن تقوم الجهة الموظفة بالإعلان عنها و ذلك من خلال تطوير شبكة من الأصدقاء الذي قد تستفيد منهم كمصدر للمعلومات.
تحدث إلى كل شخص تظن أنك قد تستفيد منه في عملية البحث عن وظيفة, خصوصا أولئك الذين يكونون قريبين من سوق العمل الذي تود أن تكون جزءا منه. ابدأ ببناء شبكة من العلاقات التي ستكون مفيدة جدا لك أثناء بحثك عن عمل, لإن هذه الشبكة من العلاقات قد تساعدك في الحصول على معلومات عن الجهات التي يمكنك أن تقدم لها, أو الحصول على معلومات حول المقابلة التي ستجريها, و قد تساعدك من الإستفادة من خبراتهم في صياغة السيرة الذاتية المناسبة للوظيفة التي ستقدم لها.
كما يمكنك أيضا السعي للحصول على رسالة توصية من بعض الأشخاص الذين قد يكون لديهم أصدقاء في الجهة التي ستقدم لها و هذا قد يسهل عليك الحصول على الوظيفة المنشودة.
إحسن إستخدام أدوات التسويق الخاصة بك
تعد السيرة الذاتية و رسالة التغطية أداتان من أدوات التسويق الخاصة بك للحصول على وظيفة فهما من ستفتحان لك الباب للولوج إلى المرحلة الثالية نحو الحصول على الوظيفة التي تحلم بها. استخدم هذه الأدوات للتعريف بنفسك, و بمهاراتك, و مؤهلاتك, و لإقناع من يقرأهما أنك الأنسب للوظيفة التي تقدم لها. يجب أن تكون قادرا على الربط بين الوظيفة المعلن عنها و بين سيرتك الذاتية و رسالة التغطية الخاصة بك, حيث يجب أن يعكسا قدرتك على التعامل مع متطلبات الوظيفة بكفائة و فاعلية.
عليك أن تصيغ سيرة ذاتية مميزة و جذابة تستطيع من خلالها أن تقنع أرباب العمل أنك الأنسب لهم و لشركتهم. و يمكنك الإستعانة بعدد من المصادر أو المواقع التي تقدم خدمات صياغة السير الذاتية أو رسائل التغطية, كما يمكنك الإستعانة ببعض الأصدقاء الذين يمتلكون الخبرة في هذا المجال.
حضّر نفسك جيدا للمقابلة
عليك أن تكتسب المهارات التي ستساعدك في إجتياز المقابلة بنجاح. فمن خلال المقابلة يمكنك تقديم نفسك بطريقة إحترافية و مثيرة للإهتمام لتقنع من أمامك أنك الأنسب لهذه الوظيفة. و من خلال الممارسة و التمرين يمكنك الوصول إلى مستويات عالية تمكنك من اجتياز أي مقابلة تقبل عليها.
و إليك بعض النصائح التي يقدمها خبراء التوظيف فيما يتعلق بالمقابلة:
- إجمع معلومات كافية عن الشركة التي تقدم لها.
- إجمع معلومات كافية عن الوظيفة التي ستقدم لها.
- إقرأ كتابا أو مقالا حول مهارات المقابلة, وحاول أن تجيب عن كل الأسئلة المتوقعة.
- إن كنت تمتلك خبرة قليلة في هذا المجال, فمارس المقابلة مع صديق لك.
و إذا ما شعرت بتوتر أثناء المقابلة, فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في إزالة هذا التوتر:
- أصحاب العمل قد يكونون متوترين مثلك تماما, و خاصة إذا لم يكونوا خبراء في مجال الموارد البشرية, فحاول أن تزيل هذا التوتر الذي قد يكون حاجزا بينكم من خلال الإبتسامة. و مما يزيد الثقة لديك هو أن تتخيل أنك مكانهم و أن تحاول استحضار ما يفكرون به.
- أنت أيضا تجري مقابلة معهم و ليسوا هم فقط من يجري المقابلة, إذ يمكنك طرح بعض الأسئلة التي ستظهر لهم أنك تعرف عن شركتهم و أنك تعرف ما تريد الوصول إليه.
- أرباب العمل يحبون أن يعملوا مع من يحبون, فحاول أن تلامس الجانب الإنساني لديهم من خلال إظهار حماسك للعمل و رغبتك و قبولك للتعلم.
الإصرار يؤتي ثماره
يبحث أرباب العمل عن موظفين يتمتعون بالحماس, و بالتالي عليك إظهار إصرارك و إهتمامك بالوظيفة التي تقدم لها. ويمكنك القيام بذلك من خلال الخطوات التالية:
- بعد إرسالك لسيرتك الذاتية, يمكنك التواصل معهم للتأكد من أنهم قد استلموها و للسؤال عن موعد المقابلة.
- يمكنك الإتصال مرة أخرى إذا لم تتلقى ردا و أن تنتهز هذه الفرصة لطلب مقابلة.
- يمكنك إرسال خطاب شكر بعد إجراء المقابلة.
- بعد مرور الوقت الكافي, يمكنك أن تتصل هاتفيا في محاولة منك لتأمين الوظيفة. ويمكنك أن تسألهم بعض الأسئلة المتعلقة بهذه المرحلة مثل: ” هل هناك معلومات اخرى تودون أن تعرفونها عني؟” أو “ أريد أن أرسل لكم بعض النماذج من عملي”. و الهدف من كل هذا هو أن تبقى على اتصال لتأمين وظيفتك معهم.
- لا تنسى كلمة الشكر, حيث يتوجب عليك أن تشكر صاحب العمل بأسلوب صادق و إحترافي إما عن طريق الهاتف أو عن طريق رسالة نصية مكتوبة.
كل هذه الأمور إن لم تساعدك في الحصول على وظيفة, فإنها على الأقل ستترك أثرا إيجابيا عند أصحاب العمل , و بالتالي إمكانية الإتصال بك إن كانت هناك فرصة أخرى.
لا تستبق النتائج
عليك ألا تستبق النتائج و أن تحرص على القيام بالخطوات اللازمة المتعلقة بالبحث عن وظيفة. و أن تتحلى بالصبر و المثابرة و ألا تستسلم من أول محاولة.
لم تنته بعد
عليك ألا تسلم نفسك للراحة سريعا, لإن الحياة المهنية تتطلب منك التعلم و التطور المستمر. سوف تواجه التحديات بإستمرار سواء أكانت مالية أو متعلقة بالعملاء أو غيرها. و لكن عليك أن تكون مرنا في التعامل مع هذه التحديات و التكيف معها. سلّح نفسك بالأدوات الضرورية للتعلم و التطور. إن التعلم المستمر من خلال الندوات, و الدورات التدريبية , و القراءة, و التواصل مع الآخرين سيمكنك من تطوير نفسك بحيث تصبح مؤهلا لسوق العمل الذي تسعى إليه.