يشعر الكثير من الباحثين عن عمل بإحباط كبير عندما لا يتم الرد على طلبات التقديم للوظائف الشاغرة التي يسعون للحصول عليها. إن الحصول على مقابلة شخصية من عدمه هو الهاجس الأول الذي يسيطر على الكثير من الباحثين عن عمل بمجرد إرسال طلب التقديم لشغل الوظيفة الشاغرة. فمن المحزن لنا أن نرى جهودنا في التقديم للوظائف الشاغرة المناسبة تذهب أدراج الرياح و لا يتم التجاوب معنا و إدراجنا ضمن القائمة القصيرة للحصول على فرصة خوض المقابلة الشخصية. و لكن لكل شيء له سبب أو جملة من الأسباب, و لا شك أن هنالك أسباب منطقية لعدم حصولنا على فرصة الجلوس مع مسؤولي التوظيف في إطار مقابلة العمل.
و في هذا المقال سنسرد لك عدداً من الأسباب الرئيسية التي تقف حائلاً دون حصولنا على فرصة الإنتقال إلى مرحلة المقابلة الوظيفية للمنافسة على شغل الوظيفة الشاغرة, و من هذه الأسباب ما يلي:
مؤهلات لا تتوافق مع معايير نظام تتبع مقدم الطلب (ATS)
لديك 6 ثوانٍ فقط لإقناع جهة التوظيف بأنك المرشح المناسب، لذا قم بتمييز المهارات المذكورة في الوصف الوظيفي حتى تتمكن من اجتياز تقييم نظام تتبع مقدم الطلب (ATS) أو تقييم مدير التوظيف.
يجب أن تتطابق مهاراتك مع متطلبات الوظيفة، لذلك عليك قضاء بعض الوقت لإظهار ما لديك من مهارات وقدرات تمكنك من التفوق في الوظيفة.
فجوات التوظيف
إن فجوات التوظيف هي علامات تحذيرية إلى صاحب العمل المحتمل وتثير العديد من التساؤلات في ذهنه. تعلّم كيفية شرح الفجوات بشكل كافٍ وجعلها أقل وضوحاً في سيرتك الذاتية. اكتب خطاباً تعريفياً لشرح سبب ترك وظيفتك السابقة.
فضلاً عن ذلك، ومن أجل الاستفادة إلى أقصى حد من هذه الفترة، يمكنك أن تأخذ دورات دراسية أو تتطوع أو تفكر في عمل مستقل لسد الفجوة وإظهار لأصحاب العمل أنك ما زلت نشط أثناء عدم العمل.
سيرة ذاتية “غير احترافية”
تأكد من وجود سيرة ذاتية مخصصة عالية الجودة من حيث الخطوط والصورة الشخصية ومعلومات جهات الاتصال (عنوان البريد الإلكتروني) والتنسيق والأخطاء الهجائية والنحوية. كما يجب أن تكون متوافقة مع “نظام تتبع مقدم الطلب“.
أخطاء إملائية أو نحوية
قد تقف الأخطاء الإملائية أو النحوية حائلاً بينك وبين وظيفة أحلامك. وفقًا لدراسة، يعتبر 50% من مسؤولي التعيين أن الأخطاء الإملائية والأخطاء النحوية هي أكبر علامة حمراء على سيرة ذاتية، خاصة في العصر الحديث حيث توجد العديد من أدوات التدقيق النحوي الشاملة، مثل Ginger أو Grammarly، حيث يمكنك التحقق من سيرتك الذاتية في دقائق. حسّن لغتك لتترك انطباع جيد عن نفسك.
طلب تقديم واحد لجميع الوظائف
على الرغم من أنك تتقدم بطلب للحصول على نفس المنصب، إلا أن الشركات لديها متطلبات مختلفة وأوصاف وظيفية مختلفة لنفس المسمى الوظيفي. إذا كنت تريد أن يتميز طلبك، فعليك تخصيصه لكل وظيفة تتقدم لها.
عدم إبراز الكلمات الرئيسية في سيرتك الذاتية
على سبيل المثال، إذا كنت تتقدم بطلب للحصول على منصب محاسب يتمتع بخبرة 5 سنوات على المستوى المحلي، فيجب عليك التأكد من أن هذه المتطلبات موّضحة في طلب العمل (السيرة الذاتية والخطاب التعريفي).
الخبرة العملية
يبحث مدراء التوظيف عن خبرة العمل، لذا لا تدفنها في أسفل الصفحة الأولى من سيرتك الذاتية أو في الصفحة الثانية. عدّل سيرتك الذاتية حتى تضع خبرتك في النصف العلوي من الصفحة الأولى. هذه هي الطريقة المثلى للحصول على المزيد من المقابلات!
الملخص المهني
بدلاً من إهدار مساحة داخل سيرتك الذاتية، موضحاً أنك تريد الحصول على الوظيفة، اكتب “ملخصاً وظيفياً” ممتازاً لتسليط الضوء على أهم إنجازاتك لإظهار مدى قدرتك على تقديم قيمة مضافة لعملك التالي.
إن إجراء المقابلات والحصول على الوظيفة المثالية يتلخص في كيفية عرض نقاط قوتك، والظهور أمام الآخرين، وتحديد كيفية التعبير عن النقاط الأساسية التي تبرز كيف ستكون قيمة مضافة للشركة.
عدم التفريق بين “الإنجازات” و “الواجبات” في سيرتك الذاتية
يعتقد معظم المرشحين أنه كلما قمت بإدراج المسؤوليات، كلما زادت إعجاب جهة التوظيف بك. ولكن القائمين على التوظيف يبحثون في أيامنا هذه عن المكاسب. ونتيجة لهذا فإن الجمل مثل “مسؤول عن” لا قيمة لها. إذ عليك أن تستخدم أفعالاً مثل (زدت، وطورت، وقُدت) وأرقاماً لتحديد الإنجازات التي حققتها والحصول على اهتمام جهة التوظيف. يمكنك على سبيل المثال كتابة “قيادة فريق مكون من أربعة أفراد لتحقيق …” أو “زيادة عدد متابعين منصات التواصل الإجتماعي للشركة من …. إلى ….”.
استخدام خطاب تعريفي ( Cover letter) غير مناسب
يجب تخصيص خطاب تعريفي لكل وظيفة. قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، ولكن احتسب الوقت الذي تهدره في إرسال طلبات وظائف دون أي رد. يتمثل الغرض الرئيسي من الخطاب التعريفي في عرض إنجازاتك. تأكد من تطبيق عناصر الخطاب التعريفي الناجح.
الإفتقار إلى خطة استراتيجية للبحث عن الوظيفة المناسبة
حدد قائمة واضحة بأصحاب العمل المحتملين الذين يقومون بنشر وظائف تتناسب مع خبراتك ومهاراتك ومؤهلاتك، وتتبعهم للحصول على إشعارات بمجرد أن يقومون بنشر وظيفة جديد.
إذا كان منصبك الحالي مثلاً متخصصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب عليك تتبعها والتقدم بطلب للحصول على وظائف مثل مدير وسائل التواصل الاجتماعي وكاتب محتوى، إلخ.
استهداف الشركات الكبيرة فقط
تخيّل كم عدد الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات العمل يومياً لوظائف في شركات كبيرة مُتناسين أن الحصول على وظيفة هناك يتطلب منك أن تكون الأفضل.
ولكن بدلاً من ذلك، ضع في اعتبارك التقدم بطلب للحصول على وظائف في شركات أصغر حجماً. وقد تكون هذه الخطوة الأولى للحصول على دور في الشركة الكبرى. كما يمكنك إلقاء نظرة على مواصفات الوظائف في الشركات الكبيرة والعمل على ترقية مهاراتك لتكون مرشحًا أكثر كفاءة ومقنعًا لهذه الشركات الكبيرة.
التأخر في التقديم للوظيفة الشاغرة
هل تعلم أن جهة التوظيف تتلقى السيرة الذاتية الأولى بعد 200 ثانية من نشر إعلان الوظيفة عبر الإنترنت؟ إذا وجدت أن الوظيفة تستوفي المؤهلات التي تمتلكها، فلا تتأخر ثانية واحدة وتقدم بطلب فوراً.
وفي بعض الأحيان، يحتاج مديرو التوظيف إلى تعيين موظفين على وجه السرعة، لذا فإنهم يبدؤون إجراء المقابلات بمجرد استلامهم للسيرة الذاتية الأولى. فالتأخر يعني تفويت الفرصة للظهور بين مرشحين آخرين مؤهلين تأهيلاً عالياً لأنهم لديهم بالفعل مجموعة قوية من المتقدمين.
إهمال توجيهات و ملاحظات التقديم للوظيفة
يميل مديرو التوظيف إلى استبعاد المرشحين ممن لم يقدموا المعلومات المطلوبة أو لم يتبعوا توجيهات التقدم بطلب، لتضييق نطاق مجموعة مقدمي الطلبات. لديهم هذه العقلية التي تقول إذا كنت لم تتبع التعليمات عند التقديم، فكيف يمكنك اتباع التعليمات عند توظيفك؟
تأكد من أنك تستوفي كافة المتطلبات، خاصة أثناء التقديم عبر الإنترنت.
عدم ذكر اسم مسؤول التوظيف في البريد الإلكتروني
إن إرسال طلب الوظيفة (عبر البريد أو عبر موقع الشركة أو من خلال موقع يمن اتش آر) إلى قسم الموارد البشرية أو لمدير التوظيف دون ذكر اسمه يترك انطباعاً سيئاً عنك. ويعكس أنك لم تستغرق الوقت الكافي لمعرفة اسم جهة التوظيف. من خلال البحث البسيط في جوجل، ستجد معلومات أكثر عن الشخص الذي يقوم بالتعيين لهذه الشركة ويصبح بريدك الإلكتروني موجهاً إلى شخص بعينه. كما يجب أن تعرف ما إذا كان رجلاً أو امرأة، لا تخمن أو تكتب “السيد/السيدة”.
الحد الأدنى من الخبرة المهنية
كل منصب وظيفي يتطلب مستوى معيناً من التعليم أو سنوات الخبرة. إذا لم تكن تمتلك تلك المؤهلات، فلن يتم التفكير بك لشَغل الوظيفة.
ومن ناحية أخرى، ربما تكون توقعات راتبك مرتفعة للغاية لدرجة أنها تتجاوز ميزانية الشركة المحددة لهذا المنصب، لذا حاول تقييم ما تستحقه بالفعل.
عدم حيازتك لتوصيات
يعتمد العديد من المرشحين في أيامنا هذه على “مهارات التواصل” في البحث عن وظيفة. ويبذلون جهودهم للحصول على إحالة إلى موظف يعمل في الشركة نفسها. لذا، بينما أنت تتقدم بطلب للحصول على وظيفة دون وجود جهة مرجعية، هناك مقدم طلب آخر يظهر لجهة التوظيف ويكون موضع اهتمام بسبب الإحالة.
وفي بعض الحالات، يتم مساندة مرشحين آخرين من قِبَل شخص يثق به رؤساء وصانعو القرار داخل الشركة. وقد تدفع هذه التوصيات القوية مرشحاً آخر للظهور على رادار مسؤولي التعيين والحصول على المنصب.
إلغاء الوظيفة الشاغرة
في بعض الأحيان، تُعلق الشركات عملية التوظيف لأسباب عديدة، مثل المشاكل المالية، أو تعيد الشركة النظر في الحاجة إلى توظيف موظف جديد. بعبارة أخرى، تجد الشركات أن توظيف مرشح جديد سوف يكون مكلفاً، وخاصة إذا حدث تباطؤ اقتصادي مفاجئ مثلما حدث نتيجة لانتشار كوفيد-19، الذي جعل كل المؤسسات تعيد النظر في مسألة توسيع قوة العمل لديها.
هذه هي أهم الأسباب التي علينا أن نأخذها بعين الإعتبار والعمل على تعديل طلب التقدم للوظيفة بما يتوافق مع شروط و متطلبات نظام تتبع مقدم الطلب ومدير التوظيف عند قراءة سيرتك الذاتية.
ربما أنك لم تحصل على مقابلة عمل حتى الآن، ولكن عليك ألا تيأس فعندما تتقدم بطلب للحصول على وظيفة مرات عديدة, يتذكر مسؤول التوظيف اسمك ويتصل بك بسبب إصرارك الملحوظ منذ نشر آخر وظيفة. عليك أولاً القيام بما هو ضروري و مطلوب و في ظل ما هو متاح لتتمكن من زيادة فرص حصولك على مقابلة عمل و خوض منافسة شغل الوظيفة الشاغرة.