يجد الكثير من الباحثين عن عمل في اليمن أن جهودهم المهنية تذهب هباءً في ظل الصعوبات التي يواجهونها خلال علمية البحث عن وظيفة, إذ أن التدهور الإقتصادي الذي تشهده البلاد ألقى بثقله على الطامحين لتحسين حياتهم المهنية. و لعلك واحد من أولئك الذين يجدون عملية البحث عن وظيفة عملية محبطة و مثبطة لمعنوياتك. لكن التغلب على هذه التحديات أمر يمكن تحقيقه, إذ أنه ما زال في وسعك زيادة فرص حصولك على وظيفة أحلامك و التخفيف من وطأة الأزمة المالية التي قد تعاني منها و ذلك إذا ما قررت الأخذ بزمام المبادرة و عدم اليأس و التعرف على كيفية وضع الإستراتيجيات الفعالة و البنّاءة للبحث عن الوظيفة المناسبة.
و في هذا المقال سنقدم لك عدداً من النصائح التي ستساعدك على تبنّي الإستراتيجية الصحيحة للبحث عن عمل و زيادة فرص الحصول على الوظيفة المناسبة التي تصبو إليها:
سلم بمشاعر القلق التي تراودك:
أنت عرضة للإصابة بالهلع و الإحباط في هذه الفترة، لهذا السبب عليك أن تكون مدركاً أن خوضك لتلك المشاعر أمر مقبول! سلم بأن العالم قد شهد ظروف أكثر حلكة و أنه بالرغم من العرف السائد، قد تكون فترة التراجع الإقتصادي مفيدة.
تمالك نفسك و استغل أهم ذخائرك المتجددة التي تكمن في خبرتك، معارفك و مؤهلاتك … إلى آخره. ذكرت مقالة حديثة نشرت في مجلة (فوربز) بقلم الكاتبين (براين إس ويزبري) و (روبرت ستاين) بعنوان “كيف سننهي هذا التراجع الإقتصادي” أن “فقدان الناس لوظائفهم لا يعني فقدانهم لقدرتهم على الإنتاج. قد يستغرق بحثهم على وظيفة جديدة تتلاءم ومؤهلاتهم فترة طويلة، لكن طالما كانوا يمتلكون قدرات مميزة سيحصلون على فرصة أخرى للإنتاج”
بمعنى آخر تحلى بالصبر و ستأتي إليك الفرص الإيجابية قريبا.
اعرف طبيعة الأمور من حولك:
اقرأ الأخبار (لكن لا تصدق كل شيء تقرأه) نوصيك بشدة في هذه الحالة بإجراء الدراسات المكثفة.
اسأل نفسك: هل الشركة التي تعمل بها هي الوحيدة التي تأثرت (حتى تستهدف وظائف مختلفة في نفس المهنة)؟ أم هل المهنة ككل هي التي تضررت؟ ما هي المهن التي تقدم فرص للنمو و التطور في الوقت الحالي؟ ما هي المهن المقاومة لهذه الإنتكاسة؟ اقتنص الفرص المقدمة لك في هذه الفترة حتى تعيد تقييم أهدافك المهنية و تفضيلاتك.
قد يكون هذا الوقت المناسب لك حتى تجري تغيرات مهنية متكاملة إلى شيء لطالما أردت القيام به. احصل على الإرشاد المهني إذا تطلبت الحاجة لأن ذلك سيساعدك في وضعك على الطريق المناسب.
ميّز نفسك في تسوقيك لذاتك:
لا تعلن كافة الشركات عن وظائفها الشاغرة في الوسائل الإعلامية أو حتى عبر الإنترنت في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها؛ لذلك السبب يجب زيارة المواقع الإلكترونية للشركات التي تستهدف و الإتصال بهم لمحاولة التواصل مع العاملين هناك.
لقد حان الوقت الآن لتتميز عن الجموع: قد لا تكون مجموعة المهارات البسيطة التي تمتلكها الآن كافية في هذه المرحلة لتميزك عن وفرة المهارات المتواجدة عند الباحثين المؤهلين عن عمل.
طريقة تصرفك هي العامل الذي سيميزك حيث عليك التصرف بأسلوب يليق بتميزك: كن مبادراً و مصراً و شغوفاً في تصرفك و ركّز على كل ما تستطيع جلبه للشركة (و ليس العكس).
أنت تعلم أنك النجم أظهر لهم ذلك!
ضاعف كمية جهود/ نشاطات التواصل المبذولة:
قد حلت اللحظة التي تفرض عليك التواصل مع مدرائك القدامى أو أصدقائك أو زملائك أو معارفك الذين تعرفت عليهم.
بالإضافى إلى ذلك, تواصل مع مكاتب دعم الخريجين في جامعتك التي درست فيها! لقد أصبحت تلك المكاتب في الآونة الأخيرة متواجدة لدى عدد من الجامعات حيث بإمكانها تزويد خريجيها بمعلومات أو مساعدات مفيدة تتعلق بموضوع العمل.
يمكن لمواقع التواصل الإجتماعي مثل Facebook تقديم مساعدة بناءة حيث يمكن لمعارفك في هذه المواقع تقديم مساعدة مفيدة جداً.
صمّم سيرة ذاتية واضحة و خطاب مقدمة مثير و مهني:
لم يعد هذين الشيئين خياريين متاحين لك بل أصبحا ضرورة ملحة. تكمن طريقة الحصول على مقابلة من بين الكم الهائل من الكفاءات الموجودة في كتابة كل من سيرتك الذاتية و خطاب المقدمة مخصصتان للوظيفة التي تتقدم إليها، إذ لا يحبذ إرسالك خطاب مقدمة ذو نسق واحد إلى كل الشركات. لذلك، خذ الوقت للتركيز على مؤهلاتك و التي تطلبها الشركات التي تود التقدم إليها.
حاول الحصول على المساعدة من الجهات المختصة إذا دعت الحاجة (إذ يمكنك الإستفادة من المقالات و المصادر ذات العلاقة التي يوفّرها لك موقع يمن كارير سنتر ). حيث يعمل ذلك على مضاعفة فرصك في الوصول إلى مرحلة المقابلة و تجاوزها. و مع وصولك إلى مرحلة المقابلة عليك التذكر أنه لم يعد لك أي مجال للخطأ بعد الآن! عند دخولك المقابلة، بين اهتمامك الشديد الصادق بالوظيفة و الشركة و لا تغادر المكان إلا بعد ضمان قناعة المقابل بأنه وجد ضالته فيك!
لا تكن كسولا في المتابعة:
لا تنتظر حصولك على اتصال من الشركة التي تتقدم للعمل لديها حيث عليك ترك خطاب شكر موجه للشخص الذي أجرى معك المقابلة في نفس اليوم وعليك المتابعة بإصرار بشرط عدم الإفراط حتى تحصل على الإجابة النهائية.
كن إيجابياً في أفكارك و مشاعرك و تخلص من كافة الأمور السلبية:
قال (روبن شارما)، واحد من أعظم الخبراء و أكثرهم طلباً في مجال القيادة و النجاح الشخصي : “إذا كنت تظن أنه لا يمكن لشيء الظهور في حياتك، لن تقوم على الإطلاق بالتصرف المطلوب لجعل ذلك الهدف حقيقة! سيجسد إعتقادك باستحالة الأمور نفسه!”
لذا، ابتعد عن التفكير باستحالة تحقيق مرادك و تألق في يومك! قد يكون الإقتصاد المتباطئ المحرك الدافع الذي كان ينقصك لإعادة توجيه مسيرتك المهنية نحو مسلك أفضل!