الرئيسيةالبحث عن وظيفةما مستوى إتقانك للغة؟ و هل تعلُّم اللغة كافياً؟

يعلم الكثير مدى أهمية اللغة اليوم على كل المستويات التعليمية و التثقيفية و المهنية, و مع ذلك نرى القليل فقط ممن شمّروا الهمة و قرروا تعلمها, و حتى أولئك الذين قرروا تعلمها لم يعملوا بما فيه الكفاية لإتقانها إتقانا عاليا بل اكتفوا بإرتشاف ما تيسّر من نبع هذه المهارة الهامة, و بهذا يصبح من يتقنون اللغة الإنجليزية – ناهيك عن اللغة العربية –  في اليمن بمستوى يصل لحد الطلاقة أقل من القليل, و هم من استطاعوا من خلالها أن يفتحوا الكثير من الصناديق المغلقة أو أنهم أصبحوا مؤهلين لذلك و يتنظرون فرصتهم.

أتعلم أن نسبة الفرص التعليمية و التدريبية والمهنية المتاحة اليوم على الإنترنت باللغة العربية تمثل فقط نسبة ضئيلة جدا مقارنة بتلك المتوفرة باللغة الإنجليزية, و هي التي لن يستطيع الإستفادة منها إلا أولئك الذين يتقنون اللغة الإنجليزية إتقانا عاليا كتابة و نطقا. و الحقيقة المرة هي أن هناك الكثير اليوم ممن يدعون أنهم يتقنون اللغة و لكن مستواهم أقل من المستوى الذي يستطيعون من خلاله الإستفادة بسهولة من العلوم المتوفرة و المتطورة و بشكل يومي على شبكة الإنترنت.

إنك و بإتقانك اللغة ستكون من أولئك الذين تمكنوا من أن يجوبوا العالم و يسبروا أغواره و يكتشفوا أسراره و عجائبه و علومه و هم في بيتهم. بإتقانك للغة ستتمكن من خلق فرصا و آفاقا واسعة لك و لن تكون حينها مرتهنا أو مقيدا بسوق العمل اليمني الذي تتسم فيه الفرص بالشح. بإتقانك للغة ستتمكن من أن تخلق لك بدائل أخرى غير الوظيفة كالعمل الحر على الإنترنت, بل و ستتمكن من إكتشاف و إستلهام فرصا و أفكارا لأعمال ريادية و تجارية قد تغنيك عن البحث عن وظيفة وقد تخوّلك الدخول إلى عالم الأعمال الحرة.

كما أن أغلب الوظائف – إن لم يكن كلها – و التي يعلن عنها كل يوم في اليمن تشترط – كما هو معلوم – إتقان اللغتين العربية و الإنجليزية. و هنا ضع خطا تحت يتقنون و ليس فقط يعلمون. فإن لم تكن ممن يتقنون اللغتين العربية و الإنجليزية فهذا يعني أن فرصك في الحصول على الوظيفة أقل من غيرك. إذ أن البعض لا تكاد تخلو أي ورقة يكتبونها من أخطاء لغوية سواء باللغة الإنجليزية أو العربية, و مع ذلك يصرون على أن يتقدموا لوظائف تتطلب مستوى التقانة في اللغتين. و لنفترض جدلا أنه تم قبولهم في تلك المنظمات أو الشركات, فكيف سيتمكنون من أداء مهامهم على النحو المطلوب و هم لا يتقنون صياغة تقريرا قويا و واضحا و خاليا من الأخطاء اللغوية. إن كنت ممكن يمتلكون شهادة في النظم أو في المحاسبة أو غيرها فهي لن تكون نافعة اليوم إن لم تكن تتقن اللغة و تمتلك أدواتها, و إن كنت أيضا ممن يمتلكون اللغة فقط و لا تجيد شيئا آخر كالحاسوب مثلا فلغتك هنا لا طائل منها إن كنت تبحث عن وظيفة في مكان مرموق. إذ أن اللغة شيء مهم جدا و لكنه عامل مساعد يتطلب الإلمام بعلوم تخصصية أخرى إلى جوارها كالنظم أو الحاسوب أو غيرها.

حتى إن فرص السفر إلى الدول الغربية أو الشرقية للعمل أو الدراسة في جامعات مرموقة تصبح ممكنة الحدوث و التحقق إن أنت أتقنت اللغة الإنجليزية كخطوة أولى. بل إن فرص العمل في الخارج – إن كنت ممكن يفكرون في الهجرة – ستصبح صعبة للغاية أو مستحيلة إن أنت لا تمتلك الحد الأدنى من اللغة.

إتقان اللغة اليوم لم يعد خيارا, بل هو مطلبا أساسيا و ملحا لحياة أفضل. إن تعلمك الأساسيات من اللغة لم يعد كافيا, فأنت مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بإتقان اللغة و العمل على تحسينها باستمرار.

أيا كان حلمك, و أيا كان ما تود تحقيقه, سواء أكان حلمك الحصول على وظيفة مرموقة في اليمن, أو السفر إلى الخارج للدراسة أو العمل, أو كان حلمك أن تصبح باحثا, أو كاتبا عظيما, أو ريادي أعمال, أو مترجما, أو مطور نظم, أو مصمم تطبيقات, فإنك بدون إتقانك اللغة ستبقى مقيدا و ستواجه الكثير من العقبات.

ابدأ من الآن بالعمل على لغتك – الإنجليزية إلى جانب العربية – و تحسينها و تطويرها, و لا تأخر و لا تماطل. اقتطع وقتا يوميا من وقتك تخصصه للغة و تحسينها. اجعلها جزء من حياتك, و سترى نتائج مبهرة و ستزداد الفرص أمامك في هذه الحياة الصعبة.