الرئيسيةنصائح عامةالعلاقات العامة و أهميتها في تعزيز الفرص المهنية
نصائح عامة

العلاقات العامة و أهميتها في تعزيز الفرص المهنية

لا يمكن بأي حال من الأحوال القول بأن هنالك طريقا واحدا للنجاح و أن من يسلك هذا الطريق يحقق وصولا حتميا للنجاح. فكل نجاح سواء أكان نجاحا إجتماعيا أو مهنيا أو حتى شخصيا يقوم على عدد من العوامل, ناهيك على أن هذه العوامل تتطلب عددا من الوسائل و الطرائق للأخذ بها و تحقيق النجاح. فإن قال قائل بأن المزارع ليس عليه إلا أن يلقي البذور على الأرض ثم يخلد للنوم ليرى هذه البذور و قد تحولت إلى ثمار صبيحة اليوم التالي لضحك كل من سمعه و لشكك الجميع في مدى صحته الذهنية و العقلية, إذ أن رمي البذور على الأرض ليست إلا عاملا واحدا من عوامل نمو الثمر و نضوجها بالإضافة إلى عوامل أخرى تبدأ بتوفير البذور, و نوعية البذور, و نوعية التربة, و السقي, و الرعاية المستمرة, و الحرث, و عوامل بيئية أخرى كالطقس و هطول الأمطار إلى جانب الجهد الذي يبذله المزارع و خبرته و غيرها من العوامل التي يجب أخذها في الحسبان و إعطاء كل عامل وزنه الحقيقي لرؤية البذور تتحول إلى ثمر.

و في هذا الصدد فإن القائمين على موقع يمن كرير سنتر حرصوا – و ما يزالون – على إبراز أكبر عدد من الممكن من عوامل النجاح المهني التي لو استفاد منها القاريء و أخذ بها لتعززت لديه فرص تحقيق النجاح المهني و الوصول إلى الوظيفة المناسبة و لو على المدى الطويل, إذ أن وقت الوصول إلى المبتغى يعتمد على الكثير من المسببات و العوامل و الخطوات التي تتطلب المرور بها أولا و من ثم بلوغ الهدف أو المبتغى. فمنذ إنشاء موقع يمن كرير سنتر قمنا بمشاركة الجمهور بعدد من المواضيع حول تعزيز فرص النجاح المهني منها – على سبيل المثال لا الحصر – السيرة الذاتية و كيفية إنشائها, و التطوير الذاتي, و التقييم الذاتي, و تعزيز الخبرات, و إجراءات التقديم, و تطوير المهارات الشخصية و المهنية, و البرامج التدريبية و غيرها من المواضيع. و سنرتكب خطأ فادحا إذ نحن قلنا بأن هنالك موضوعا أو عاملا واحدا فقط سنحصل من خلاله على الوظيفة المناسبة, إذ أن كل هذه العوامل مكملة لبعضها البعض و لكل منها أهمية نسبية مقارنة بالعوامل الأخرى. و لو ادّعينا غير ذلك لكان مثَلُنا كمثَلِ ذلك الرجل الذي ادّعى أن نضوج الثمر لا يتطلب سوى رمي البذور في التربة.

و في هذا المقال سنستعرض عاملا إضافيا و هاما من عوامل النجاح المهني و مدى أهمية الأخذ به ألا و هو العلاقات العامة و دورها في تعزيز النجاح المهني.

كما هو معلوم, فإن الإنسان يختلف عن بقية الكائنات بعدد من المتغيرات و من أهم هذه المتغيرات هي حقيقة أن الإنسان كائن إجتماعي لا يمكن له أن يعيش بمعزل عن الآخرين و لا يمكنه أن يخطو خطوته الأولى في الحياة دون التفاعل مع من حوله, بل أنه من المحال تحقيق التنمية بمختلف أنواعها دونما تفاعل و تواصل و بناء علاقات مع الآخرين,  و لذلك قال الله: ” و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا.”

و لقد أظهرت الكثير من الدراسات الحديثة بأن أولئك الذين يفضلون العزلة و يهابون بناء علاقات مع الأخرين هم الأكثر تعرضا للأمراض النفسية.

إن العلاقات العامة ليست مجرد علاقة فطرية و حسب, بل هي علم يدرس في كبريات الجامعات حول العالم, و أفرد جملة من المنظرين و المتخصصين و الباحثين الكثير من الدراسات و الكتب حول أهميته و سبل الأخذ به كعامل من عوامل النجاح.

ناهيك عن أهميتها على الصعيد الشخصي, فإن الإهتمام بالعلاقات العامة في مجال الأعمال و الشركات يعد أحد المؤشرات و العوامل الدالة على مدى نجاح الشركات أو فشلها. و بالتالي, فإن الشركات الأكثر نجاحا هي تلك التي تولي العلاقات العامة أهمية و إهتماما أكثر من نظيراتها من الشركات.

و بالعودة إلى دور العلاقات العامة في تعزيز الفرص المهنية, يمكننا القول بأن هنالك علاقة طردية بين العلاقات العامة و الإهتمام بها و بين زيادة فرص النجاح المهني. فكلما زادت دائرة علاقاتنا العامة, كلما زادت معها فرص النجاح المهني. و لكن من المجحف القول بأن العلاقات العامة هي السبيل الوحيد لتحقيق النجاح. فلا يوجد شركات حققت نجاحات باهرة في حين اعتمدت على العلاقات العامة و أهملت جوانب أخرى كنوعية المنتج الذي تقدمه, و جودته, و سعره, و خبرات العاملين فيها, و التسويق, وغيرها من الأمور. لا يوجد شركة اعتمدت على العلاقات العامة فقط و نجحت في حين أنها لا تمتلك و لو منتجا واحدا, إذ أنها حينها لا تملك ما تقدمه للآخرين.

و ما ينطبق على الشركات ينطبق على الأفراد في هذه الجزئية على الأقل, إذ لا يمكنك إغفال العلاقات العامة تماما و أن توصد بابك دون الآخرين ثم تنتظر النجاح ليأتي إليك طارقا باب بيتك. فهذا إن لم يكن محالا فهو يصعب تحقيقه.

 كما أنه لا يمكن لأي شخص أن يحصل على وظيفة تحتاج إلى خبرات و مؤهلات و هو لا يمتلك إلا العلاقات العامة فقط لإن هذا يعني فشل الجهة التي ستوظفه و عدم استمراريتها, حيث أن وجود موظفين من ذوي الخبرات و الكفاءات و المهارات المناسبة هم الأساس الذي تعتمد عليه المنظمات – شركات كانت أم مؤسسات – لتحقيق النجاح المنشود.

و هنا علينا أن نفرق بين الوساطات – الكلمة بمعناها الدارج في المجتمع اليمني – و بين بناء العلاقات العامة, لإن الأولى مبنية على المحسوبية و الفشل و الكذب و أي صعود قد يتأتى من خلاله لا يعد نجاحا و لا يعتد به و سرعان ما ينتهي بصاحبه إلى السقوط. أما العلاقات العامة فتعني قدرتك على التفاعل مع الآخرين و التسويق لمهاراتك و خبراتك و مؤهلاتك التي تمتلكها فعلا. إنها قدرتك على إبراز مدى أهمية وجودك و كونك عضوا في الشركة أو المنظمة التي ستعمل بها. إنها قدرتك على إيجاد طريقا إلى صناع القرار تستطيع من خلاله الترويج لإمكانيتك و مهاراتك و مؤهلاتك التي تمتلكها حقا. أما إن كنت تريد أن تعتمد على علاقاتك العامة فقط دون أن تهتم بسيرتك الذاتية و خبراتك و مؤهلاتك و تطوير ذاتك, فأنت حينها كتلك الشركة الفاشلة التي تود أن تعتمد على علاقات عامة و تؤسس لها قسم و إدارة للعلاقات العامة دون أن يكون لها أي منتج تبيعه و لا موارد بشريه تحركها و لا خطط مستقبلية تسير عليها ولا رأس مال تمول بها أنشطتها… إلخ.

إن المنتج الرديء لا يمكن أن يستمر الناس في شرائه و سرعان ما يختفي من السوق حتى و إن ادّعى صاحبه أن السبب يعود لضعف العلاقات العامة. أما المنتج الجيد فهو الذي يسوّق لنفسه و يتسم بالإستمرارية و التفوق.

هناك عدة عوامل عليك الأخذ بها إن كنت فعلا تريد تحقيق نجاح ما, و ليس عاملا واحد فقط. أمّا الأعذار و شرعنة النوم بأساليب غير مباشرة و العزوف عن العمل فهي لن تضر من تكره و لن توصلك إلى أي نجاح. كن تلك القافلة التي تسير مهما كان الظلام دامسا و مهما كان الطقس سيئا و مهما اشتدّت الرياح و العواصف.

و في الأخير, نعلم – كما قلنا سابقا – بأن هناك عوامل خارجية أخرى لا يمكنك التأثير فيها و لا السيطرة عليها قد تقف عائقا بينك و بين مبتغاك, و من بينها هاجس الوساطة التي تتملّك الكثيرين مع التسليم بوجودها بنسبة أو بأخرى, و لكن يجب ألا تجعل هذه العوامل و المعوقات حائلا بينك و بين ما تريد تحقيقه. فالكثير من جهات العمل تحتاج إلى أشخاص مؤهلين فعلا و من ذوي الخبرة لأنها تعلم أن نجاحها مرهون بكفاءات و خبرات أفراد تسعى لاستقطابهم. كما نعلم أيضا أن المعروض من الوظائف أقل بكثير من الطلب عليها, و لكنك بإمكانك أن تكون واحدا من أولئك الذين تمكنوا من اقتناص الوظيفة التي يريدها الكثيرون حتى و إن كانت السوق اليمنية تعاني من شحة الوظائف, و ذلك إن أنت بذلت جهدا في تطوير ذاتك أكثر مما يبذله غيرك و الأخذ بكل العوامل التي ذكرناها كأدوات لتحقيق النجاح.