هل يتوقف أرباب العمل عند سيرتك الذاتية أم يتجاوزونها؟!

ذكرنا في مقالات سابقة أن سيرتك الذاتية تعد أداة تسويق خاصة بك تستطيع من خلالها أن تسوق لنفسك عند القائمين على قسم الموارد البشرية لأي منظمة أو شركة تود أن تعمل لديها. و لكن, هناك سؤال يتردد كثيرا و هو هل أن مسؤولي الموارد البشرية يقرأون سيرتي الذاتية أم يتجاوزونها؟ و كيف أعرف إن كانت سيرتي ذاتية مناسبة و جذابة أم لا؟

في الواقع, هناك الكثير من السير الذاتية التي يتم تجاوزها و لا يتوقف عندها أرباب العمل أو مسؤولو التوظيف في الشركات لإنها توحي منذ الوهلة الأولى أن صاحبها لا يتمتع بالكفاءة المناسبة و أنه لن يضيف قيمة للشركة التي يود أن يكون أحد أفرادها, إذ يتساءل المسؤولون عن فرز السير الذاتية كيف يمكن لصاحب هذه السيرة الذاتية أن يتقن في عمله و يكون عضوا فاعلا في المنظمة إذا لم يستطع أصلا أن يصيغ سيرته الذاتية باحترافية.

كما أنا قد أشرنا في مقال سابق إلى أن الكثير من المنظمات تعتمد على نظام معلوماتي معين يقوم بفرز السير الذاتية حسب معايير و متطلبات الوظيفة, فإن لم تكن السيرة الذاتية مصاغة بشكل جيد فإن النظام يقوم باستثنائها فورا و بشكل آلي.

و لذا, فإنا سنورد في هذا المقال بعض الملاحظات التي ستساعدك في التأكد من أن سيرتك الذاتية مصاغة بصورة جيدة و بحسب معايير و متطلبات المنظمات, أو على الأقل فإنها ستزيد من احتمالية توقف مسؤولي التوظيف عند سيرتك الذاتية و قراءتها و من ثم إدراجك ضمن القائمة القصيرة.

إن السيرة الذاتية هي أول تواصل غير مباشر بينك و بين أرباب العمل, كما أنها تعد مصدر معلوماتي هام للشركات تساعدهم في التعرف على شخصيتك و مؤهلاتك, و لذا فإن علينا كمتقدمين للوظيفة أن نعطي سيرنا الذاتية اهتماما جيدا و أن نستفيد من أصحاب الخبرات في هذا المجال. كما أن هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تتيح قوالب جاهزة لسير ذاتية إحترافية يمكن الإستفادة منها.

راجع هذا المقال للإطلاع على بعض المواقع التي تساعد في بناء سيرة ذاتية إحترافية:

خمسة مواقع على الإنترنت لمساعدتك على بناء سيرة ذاتية إحترافية

و لكنّا سنحرص من خلال هذا المقال أن نشير إلى نقاط و آليات قد لا تكون موجودة في مثل تلك المواقع, لإنّا سنركز في المقال على كيفية تعزيز محتوى السيرة الذاتية و ترتيبها بشكل إحترافي. و نتوقع من أنك ستتمكن بعد قراءتك لهذا المقال من الإجابة على العديد من التساؤلات الشائعة و تجنب الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المتقدمين للوظيفة في اليمن.

القالب

أول ما سنعرّج عليه في هذا المقال هو قالب أو شكل السيرة الذاتية, حيث أن هناك نوعان من الأخطاء الشائعة في هذا الصدد. الخطأ الأول هو إهمال القالب بحيث يبدو ركيكا و لا يوحي باحترافية المتقدم للوظيفة. أما الخطأ الثاني فهو المبالغة في زخرفة السيرة الذاتية أو صياغتها بشكل تبدو من خلاله كورقة بحث أكثر من كونها سيرة ذاتية, أو نقريرا رسميا ينفر القارئ منها. و كما ذكرنا أعلاه, فإنه يمكننا صياغة سيرنا الذاتية الصياغة المناسبة من خلال اللجوء إلى بعض المواقع الشهيرة و هي كثيرة, كما أن موقع يمن كرير سنتر يتيح وصلات إلى مثل هذه المواقع.

الملخص

ينصح بأن تبدأ سيرتك الذاتية بمخلص مختصر لا يتجاوز الثلاثة أسطر تعرّف به عن كفاءتك و قدراتك في شغل الوظيفة التي ستقدم لها. و الجدير بالذكر هنا هو أن الكثير من المتقدمين للوظائف لا يدرجون هذا القسم في سيرهم الذاتية أو أنهم يضيفون ملخص مطول يزيد عن الثلاثة أسطر مما يجعل المسؤولين عن التوظيف يأخذون نظرة سلبية لمثل هذه السيرة الذاتية على وجه الخصوص و للمتقدم للوظيفة ككل.

الترتيب

يخطأ الكثير من المتقدمين للوظائف في ذكر مهاراتهم و مؤهلاتهم قبل خبراتهم, و الصحيح هنا هو أن يتم ذكر الخبرات فورا بعد الملخص و قبل كل شيء آخر, لإن هذا هو أكثر ما يبحث عنه أرباب العمل, حيث أنهم يبحثون عن المسار المهني الذي سلكته قبل الوصول إليهم, كما يهمهم في المقام الأول الخبرات التي تمتلكها و التي ستجعل منك مرغوبا للعمل عندهم, إن خبراتك هي المعيار الأول الذي سيتم من خلاله المفاضلة بين سيرتك الذاتية و السير الذاتية المنافسة

المهام التي قمت بها خلال مسيرتك المهنية

عند إدراج خبراتك في السيرة الذاتية تأكد من إضافة المهام العملية التي قمت بها خلال عملك في الشركات السابقة. و هنا علينا أن نفرّق بين المهام و الإنجازات, حيث أن الكثير يذكر إنجازاته تحت عنوان الخبرات على أنها مهام, في حين أن الإنجازات التي قمت بها تعد ذات أهمية ثانوية تأتي بعد المهام و التي تعد مربط الفرس و من أولى المعايير التي يعتمد عليها مسؤولو التوظيف عند المفاضلة بين السير الذاتية. فمثلا نرى سيرة ذاتية كالتالي:

الخبرات:

• عملت كمدير مبيعات في شركة xx منذ عام 2015 و حققت الكثير من المبيعات حيث أسهمت في زيادة المبيعات بنسبة 20% خلال عملي في الشركة.

(هذا خطأ يقع فيه الكثيرون, إذ أن هذه إنجازات و ليست مهاما و لا تذكر في خانة الخبرات و إنما في خانة مفردة تحت عنوان إنجازات). و الصحيح هو على سبيل المثال كالتالي:

الخبرات:

مدير مبيعات – شركة xx (2015- الوقت الحالي)

المهام و المسؤوليات:

• التنسيق مع الإدارة العليا و إدارة قسم التسويق في وضع الإستراتيجيات المناسبة لتعزيز المبيعات في الشركة.
• التواصل مع العملاء و الإجابة عن تساؤلاتهم و استفساراتهم.
• إستهداف عملاء جدد من خلال النزول  الميداني.
• المساهمة في إيصال متطلبات العملاء و رغباتهم إلى كل من إدارة التسويق و الإنتاج.
• إدارة صفحات الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي كالفيسبوك و تويتر  و غيرها.

المحتوى القوي و الواضح

يجب أن تكون اللغة المستخدمة في السيرة الذاتية واضحة و سهلة و رسمية في آن واحد. كما يجب التأكد من خلوها من أي خطا إملائي.

رسالة تغطية (Covering Letter):

عند إرسال سيرتك الذاتية عبر البريد الإلكتروني يجب أن تقدم لنفسك من خلال رسالة تغطية تتحدث فيها عن مؤهلاتك و خبراتك و مدى رغبتك في الحصول على الوظيفة, و مدى ثقتك في أنك المؤهل الأفضل لهذه الوظيفة من بين آلاف المتقدمين. يقع الكثير من المتقدمين للوظائف في خطأ شائع يتمثل في إرسال السيرة الذاتية مفردة دون كتابة أي رسالة تقديمية في البريد الإلكتروني و هذا يظهر للمسؤولين عن التوظيف أن المتقدم لا يتمتع بالإحترافية اللازمة.

هذه هي بعض أهم الملاحظات فيما يتعلق بالسيرة الذاتية, حيث أنا حاولنا من خلال هذا المقال أن نجيب على بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بالسيرة الذاتية و أوردنا بعض أهم الملاحظات التي ستعزز من إمكانية توقف مسؤولي التوظيف عند سيرتك الذاتية و عدم تجاهلها.

و في الأخير نحب أن ننوّه بأن فريق يمن كارير سنتر يرحب بأي استفسارات أو تساؤلات حول نصائح التقديم للوظائف و السير الذاتية و أي نصيحة أخرى تتعلق بالمسار المهني و تطويره. كما نرحب بأي موضوعات مهنية يرى القارئ العزيز بأنه يحتاج إلى الإحاطة بها. حيث يعمل الفريق على أخذ استفساراتكم في الاعتبار و تجمعيها من موقعنا  أو صفحتنا الرسمية على الفيس بوك و من ثم صياغة مقالات علمية و عملية يعدها خبراء و مختصون في هذا المجال لتجيب عن جميع التساؤلات الموضوعية في هذا الصدد.

بإمكانكم التواصل معنا عبر صفحة الفيسبوك الخاصة بيمن إتش آر او عبر صفحة التواصل هنا