الرئيسيةنصائح عامةالخوف من الفشل و أثره على قرارتنا المهنية
نصائح عامة

الخوف من الفشل و أثره على قرارتنا المهنية

إن مستقبلنا هو الأفق الذي نتطلع إليه كل يوم و نسعى للوصول إليه, و لكن هناك الكثير من الذين قرروا التوقف و عدم المضي قدما لعدة أسباب, و من بين هذه الأسباب هو الخوف من الفشل. لا يجرؤ الكثير من الناس على القيام بخطوة إضافية نحو المستقبل الأفضل و يقررون أن يبقون على ما هم عليه لتجنب الفشل. لكن في حقيقة الأمر, أن هذا الخوف الذي يقيدنا و يمنعنا من التحرك هو فشل قائم بحد ذاته.

نعلم أنه و في ظل البيئة اليمنية أن هناك الكثير من المعوقات التي تحول بيننا و بين المضي قدما نحو مستقبل أفضل, و لكن الخوف من الفشل هو أحد هذه الأسباب و التي يمكننا أن نسيطر عليها و نحولها إلى محرك للنجاح. و بالتالي, فإنّا سنكرس هذا المقال لتناول جوانب الخوف من الفشل و أثره على قراراتنا المهنية.

قد يبدو طبيعيا جدا أن يشعر الكثير منا من أن أي خطوة محتملة نحو الأمام أو التغيير قد تؤدي بنا إلى الفشل, و هذا شعور طبيعي و خاصة في ظل الظرف اليمني. و لكن ما ليس طبيعيا هنا هو أن يتحول هذا الخوف إلى حالة من السكون و التوقف و إلى حالة من التبرير للفشل ذاته.

و الجدير بالذكر هنا هو أن أفضل وسيلة لكسر الجمود الذي قد يخلقه الخوف من الفشل هو التخطيط للمستقبل و العمل على تطوير الذات لأن هاتان الخطوتان ستكسبنا الثقة المطلوبة للتحرك بل و ستعطينا صورة أوضح عن المستقبل المجهول و ستجعلنا نتحرك بخطوات مدروسة و واضحة.

علينا ألا نجعل قراراتنا مرهونة بشعور نفسي و الذي يتمثل هنا بالخوف من الفشل, لإن الإستسلام للخوف من الفشل سيكون له أثر قاتل على مستقبلنا و سيسلمنا لليأس و عدم النجاح.

و لكن مع كل تلك السلبيات للخوف من الفشل, إلا أنه لا يخلو من جوانب إيجابية إذ أن له دور كبير في التحفيز و الحث على العمل و التقدم نحو الأفضل. و إذا ما تمكنّا من تحويل هذا الخوف إلى محرك و محفز للعمل و التغير نحو الأفضل فإنّا عندها سنكون قد تمكنا من تحويل هذا الخوف من حالته السلبية إلى الحالة الإيجابية و التي ستكون مفيدة و لها أثر إيجابي على قراراتنا المهنية.

نعيد القول بأن المبالغة في الخوف من الفشل هو فشل بحد ذاته. و في الوقت ذاته, لابد و أن نشعر بالخوف من الفشل حتى نتمكن من التخطيط السليم للمستقبل و نكون في حالة فرار من الفشل إلى النجاح. لإن الشعور بالأمان قد يجعلنا نقبل بوضعنا الحالي و لا نرغب في تغييره نحو الأفضل. و بالتالي, فإنه يتوجب علينا أن نوازن بين العائد المادي و المعنوي الذي سيحققه لنا الخوف من الفشل و بين المخاطر و التهديدات التي قد تتأتى من المبالغة من الخوف من الفشل, و من ثم العمل على تحويل الخوف إلى أداة للتحرك و العمل و ليس إلى أداة للتوقف و تبرير هذا التوقف.

هناك الكثير من الشركات – ناهيك عن الأشخاص – الذين خسروا و فشلوا لإنهم خافوا من الفشل و قرروا الجمود و التوقف. و من الممكن أن نكون نحن من هؤلاء الذين أودى بهم الخوف من الفشل إلى الفشل. و لذا, علينا ألا نضيع مزيدا من الوقت و أن نكتفي بما أضعناه من وقت في الماضي و أن نتحرك إلى مستقبلنا و نسعى لجني ثمرات جهودنا.

و في الأخير, لا يوجد منا من لم يذق طعم الفشل, فكل منا قد و قع في فشل بطريقة أو أخرى. و لكن هناك من اعتبر أن فشله هو نهاية الطريق و قرر الإستسلام, و هناك فريق آخر اعتبر فشله ليس إلا حجر عثرة في الطريق جعل منه أكثر خبرة و تجربة و قوة و قرر النهوض من جديد.