يرغب الكثير منا في تطوير مهاراته و اكتساب معارف جديدة, و لكنّا قد نواجه في هذا الصدد بعض العقبات و الصعوبات التي تحول دون اكتساب هذه المهارات أو المعارف بسرعة كافية. أو أنّا نتعلم أشياء كثيرة و لكنّا سرعان ما ننساها. كما أن الكثير من أرباب العمل يرغبون في أن يكون موظفيهم سريعي التعلم و التطور بحيث يكونون قادرين على القيام بمسؤولياتهم و مهامهم بشكل أكثر كفاءة و فعالية. كما أن هناك دراسة تؤكد أن ما يقارب 20% من الموظفين في اليمن يلتحقون بدورات تدريبية أو يسعون إلى الحصول على شهادات علمية إضافية لتطوير مسارهم المهني.
و لذلك, فإنا سنكرس هذا المقال لسرد بعض النقاط العلمية و العملية التي تساعدنا في تعلم الأشياء بشكل أسرع:
أولا: قم بتدريس غيرك
أثبتت الدراسات أن تعليم الغير أو على الأقل التظاهر بذلك يساعد على تثبيت المهارات أو المعارف التي تم اكتسابها. كما أنه يساعد الدماغ على تذكر الأشياء بشكل أسرع و تقل احتمالية نسيان ما تعلمته.
ثانيا: تكرار قول ما تعلمته بصوت مرتفع نسبيا
أثبتت الأبحاث أيضا أنه عند قولنا الأشياء بأصوات عالية فإن هذه الأشياء ترسخ في ذاكرتنا على المدى الطويل و بشكل أسرع.
ثالثا: تدوين الملاحظات يدويا
أظهرت الأبحاث أن الدماغ يعمل على التقاط المعلومات بشكل أسرع و يحتفظ بها لفترة أطول عند القيام بتدوين ما تعملناه بشكل يدوي. و بالتالي, فإن خبراء المهارات المهنية ينصحون بالكتابة يدويا و عدم الإعتماد على الحاسوب بشكل كبير عند تعلم أشياء جديدة.
رابعا: تعلم الأشياء الجديدة على دفعات
يقول خبراء التعليم أن الإستمرار في تعلم الأشياء الجديدة لمدة خمسين دقيقة دون توقف يحول دون استيعاب تلك المعلومات بشكل أفضل, و أن الدماغ يستطيع أن يستوعب المعلومات بشكل أسرع و من ثم الإحتفاظ بها لمدة أطول إذا ما قمنا بتقسيم جلسات التعلم إلى فترات بحيث لا تزيد كل فترة عن خمسين دقيقة و لا تقل عن ثلاثين دقيقة و ذلك للحصول على نتائج أفضل.
خامسا: إختبر نفسك
تؤكد عدد من الدراسات أن اختبار النفس تعد من أفضل الطرق الفعالة لتسريع عملية التعلم. إن هذه الطريقة لا تعد وسيلة للتعلم السريع فقط و إنما تساعد أيضا على تحفيز و تقوية الذاكرة مما يسهل على المتعلم الاحتفاظ بالمعلومة أطول فترة ممكنة.
سادسا: تغيير الأسلوب
إن الاستمرار على نفس النمط في تعلم الأشياء يثبط الدماغ و يجعل من عملية التعلم أكثر بطئا من ذي قبل, و بالتالي, فإنه ينصح يتغيير أسلوب الممارسة كل فترة معينة, كتغيير الوقت, أو المكان, او التحول من ترديد ما تتعلمه بصوت مرتفع إلى القراءة الصامتة.
سابعا: الممارسة بانتظام
إن ممارسة ما تعلمته تعد الوسيلة الأفضل للتعلم السريع و الاحتفاظ بالمعلومة لمدة طويلة, حيث أن الممارسة المنتظمة تقوم بتحفيز خلايا الدماغ و تقوية الذاكرة.
ثامنا: النوم لساعات كافية
قامت إحدى الدراسات بإجراء اختبار على مجموعة من المشاركين, حيث تم توزيع مجموعة من البطائق و طلب من المشاركين القيام بترديد و حفظ ما هو مكتوب على البطائق. و من ثم تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين و تم منحهم فترة استراحة لمدة 40 دقيقة. و خلال فترة الاستراحة طلب من أحد المجموعتين أخذ قيلولة, بينما طلب من المجموعة الأخرى البقاء مستيقظين. و بعد أربعين دقيقة, تم استدعاء المجموعتين لإجراء اختبار حول مدى قدرتهم على تذكر ما حفظوه. و كانت النتيجة أن المجموعة التي أخذت القيلولة استطاعت أن تتذكر 85% مما حفظته, بينما لم تتمكن المجموعة التي بقيت مستيقظة من تذكر سوى 60%.
إن تعلم الأشياء بشكل سريع هو مهارة بحد ذاته حيث يمكننا أن نكتسب هذه المهارة بالممارسة و اتباع الخطوات العلمية المذكورة أعلاه. و لذلك نأمل أن يساهم هذا المقال في مساعدة المهتمين بهذا الجانب و أن يحدث نقلة نوعية في ما يتعلق بتطوير المهارات و اكتساب المعارف.