في هذه الأيام زاد طلب أماكن العمل الحديثة على الأشخاص الذين يمكن وصفهم بأعضاء الفريق الفاعليين. ما هي الصفات الغير ملموسة التي توجد في عضو الفريق الفاعل و الذي يسخر الظروف السائدة بشكل يدر الفائدة على الفريق الذي يعمل فيه؟
في هذا المقال سنذكر ثلاثة عشرة نصيحة أساسية ليتبعها الموظف حتى يصبح عضواً فعالاً في فريق العمل.
أولاً: التعاون
يتميز الأعضاء الفعالين بفريق العمل بقدرتهم على العمل مع غيرهم بشكل متناسق و بأسلوب متعاون جداً لتحقيق الغاية المشتركة عند جميع الموظفين في الشركة. فهم يقومون بمد يد المساعدة و يلبون النداء كلما تم إستدعائهم للمساعدة كما يساهمون في تبادل أفكارهم مع غيرهم و إعطاء وجهة نظرهم بالإضافة إلى إضفائهم شيء من الإيجابية على جو الفريق و الرفع من معنوياتهم.
إن الأعضاء الفعالين بالفريق هم الذين يقدرون أهمية العمل الجماعي عن محصلة جمع الجهود المنفردة مع بعضها كما إن غايتهم من التعاون هي تحقيق أفضل النتائج للفريق بشكل عام و للشركة بشكل خاص.
ثانياً: المبادرة
تعتبر المبادرة و تحمل المسؤولية و تقديم المشاركات الفعالة من أهم عناصر ديناميكيات الفريق. إذ يجب على كل عضو في الفريق المساهمة في العمل الجماعي و عليه أن يأخذ على عاتقه مسؤولية أفعاله و قراراته و وجهات نظره. تكمن المبادرة في كون موظف ما الأول في تقديم آرائه البناءة عند مناقشة مشكلة ما أو المشاركة في تقديم و مناقشة الحلول الإبداعية و تقديم يد العون في بعض المشاريع الخاصة التي تعد مكملة للعمل الجماعي.
ثالثاً: القدرة على التأقلم
يتميز عضو الفريق الفعال بقدرته على التأقلم مع التغيرات الجذرية و الدراماتيكية التي قد تطرأ على الشركة أو على فريقه في بعض الأحيان و ذلك بسب تمتعه بالعقل المنفتح و المبدع الذي يمنحه القدرة اللازمة على تقبل التغير و تحليل جوانبه المختلفة ليحوله إلى شيء إيجابي يدر عليه الفائدة و النجاح.
فمن أهم متطلبات التأقلم هي قدرة المرء على تغييره لأسلوبه الخاص في إدارة الأمور بتبنيه أسلوب جديد يتماشى مع التغير الذي طرأ على الجو العام بالإضافة إلى قدرته على تقبل و استيعاب التغير الذي حدث على المجموعة التي يعمل معها و على ديناميكيتها. إذ يتمتع عضو الفريق الجيد بقدرته على تغيير أو تعديل وجهة نظره إذا تطلب الأمر حيث أنه لا يتمسك بالمعايير القديمة و التي لم تعد ذات فائدة في حال دحضها من قبل الفريق كله.
بالإضافة إلى ذلك, يتمتع ذلك العضو بمرونته و قدرته على تقبل التغيير و تعديله لطريقة تفكيره بشكل يستوعب وجهات النظر المختلفة للحصول على أفضل النتائج في جميع مساعيه.
يعتبر أكثر الموظفين قدرة على التأقلم أكثرهم سرعة و قابلية لتعلم ما هو جديد. كما يمكن وصف عضو الفريق الفاعل بالشخص الذي يتمتع بالأمن العاطفي الكافي الذي يحول من زعزعة ثقته بنفسه كلما حصل تغير أو وجهت إلية وجهة نظر مختلفة.
كذلك، يمكن القول أن عضو الفريق الفاعل الذي يتمتع بقدرة عالية على التأقلم بأنه الشخص الذي يحرص على مصلحة الشركة و مصلحة فريقه بشكل يفوق حرصه على مصلحته الخاصة.
رابعاً: الإلتزام
يتميز أعضاء الفريق الناجحين عن غيرهم بالتزامهم الذي تسهل ملاحظته من الغير تجاه الفريق و أهدافه. فهم لا ينسحبون عند اشتداد الظروف و تراكم العواقب أمامهم و لا يتوانون عن إيفاء إلتزامهم تجاه الفريق و أجندته الخاصة.
كذلك، يظهر إلتزام هؤلاء الأشخاص بشكل واضح للعيان في دقتهم في المواعيد و حرصهم على حضور الإجتماعات بوقتها إلى جانب تصميمهم على بذل أقصى جهد لهم في خدمة الفريق كما يظهرون حساً عالياً بالمسؤولية يفوق بدرجاته إحساس الآخرين حيث إن همهم الوحيد و الدائم هو حرصهم على رؤية النتيجة النهائية للمشروع الذي عملوا عليه و جنيه للنتيجة المرجوة بأفضل وجه على الإطلاق.
من صفات عضو الفريق الفاعل و الملتزم إفتخاره بالإنجازات التي يحققها و ثباته في بذل أقصى جهد له في خدمة الفريق لتحقيق أهدافه.
خامساً: الإحترام المتبادل
يحب عضو الفريق الناجح أن يعامله الناس كما يحب أن يعامل حيث يكن أعلى درجات الإحترام لأعضاء فريقه الآخرين كما يحترم آرائهم و وجهة نظرهم في جميع الأحوال.
بالإضافة إلى ما سبق، يحترم أعضاء الفريق الفاعلين الإختلافات التي توجد بينهم و هم أيضاً مرحبين لآراء الآخرين و منفتحين لها بأعلى درجات المهنية و الإنفتاح.
سادساً: الإستماع بانتباه
إن أفضل أعضاء الفريق هم الذين يعرفون كيفية الإستماع بحيوية و إنتباه إلى الأشخاص الآخرين و هم الذين يظهرون إهتماهم الصادق في الآراء و وجهات النظر التي يطرحها الآخرون من دون تصنع أو أية نظرة فوقية.
من سمات الإنصات بإنتباه الصدق في محاولة إستيعاب و فهم أعضاء الفريق الآخرين و الإستماع لهم بحيوية دون مقاطعة و إعطاء الرأي على ما تم طرحه من الطرف الآخر بصدق بعد إنهائه من التعبير عن وجهة نظره.
سابعاً: الإتصال مع الآخرين بفاعلية
يمكن وصف جو الفريق الذي يسوده الإتصال الفاعل بالوسط الذي يستطيع أن يثق المرء بوصول أفكاره المطروحة إلى الغير بأسلوب مهني متناسق و موجز و واضح بطريقة ديناميكية تحترم فيها الآراء الأخرى. أن الأشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارة يمكنهم التحدث بثقة عالية مع الآخرين في الشركة بعض النظر عن رتبهم و مركزهم و هم لا يخافوون من توصيل أفكارهم المتعلقة بالوظيفة و مناقشتها بشكل بناء و مهني.
ثامناً: يمكن الإعتماد عليه
إن أعضاء الفريق الفاعلين يمكن الإعتماد عليهم بشكل كبير. و السبب في ذلك يعود إلى إلتزامهم في إكمال المشاريع التي يعملون عليها و إحترامهم الكبير للمواعيد. يمكن أيضاً إعتبار الدور الكبير و الإيجابي الذي يكون لهم في حلقات النقاش سبب آخر للإعتماد عليهم بالإضافة إلى بذلهم الجهد الكبير لخدمة الفريق.
فهؤلاء الأشخاص يقدرون مصلحة الجماعة و يقدموها على مصلحتهم الخاصة و لا يضيعون أية فرصة يمكن لهم أن يظهروا من خلالها إخلاصهم الصادق نحو الشركة و الفريق و المشروع الذين يعملون عليه.
تاسعاً: الحماس
يساهم العضو الفاعل في الفريق في رفع معنويات فريقه و دفعه لمعدل حماس أعضائه نحو الأمام نظراً للدور الهام الذي يلعبه رفع المعنويات في زيادة إنتاجية الفريق و فتح شهية كل عضو على العمل.
عاشراً: حل المشاكل بفاعلية
يتمتع عضو الفريق الناجح بمهارة عالية في حل المشاكل، فهو يواجه المشكلة بشكل بناء يتسم بالإبداع و الفاعلية حيث يقوم بدراسة الإيجابيات و السلبيات التي قد تنتج من مجموعة الحلول التي خرج بها. كذلك، هو الشخص الذي يسعى إلى أخذ الحلول التي تدر الفائدة الكبرى على الشركة أو الفريق و التي تتناسب مع الإمكانيات و المصادر المتاحة له.
إحدى عشرة: الجاهزية
يتميز عضو الفريق الفاعل بجاهزيته المثيرة للإعجاب. فهو لا يحضر أي إجتماع إلا و قد جهز له قاعدة كافية من المعلومات عن الأمور التي سيتم التطرق لها في ذلك الإجتماع حتى يتمكن من الخوض في حلقة النقاش التي ستدور هناك بشكل كامل و إيجابي. فهو يقوم بتحضير واجبه المنزلي و يكمل الواجبات المسندة إليه بما يتناسب مع المعايير المحددة من قبل الإدارة.
اثنا عشرة: الثبات
يتحلى أعضاء الفريق الفعالين بالعزيمة و الثبات تجاه تحقيق أهداف فريقهم بعض النظر عن العراقيل التي تواجههم فهم يعملون بكد و جد ليتخطوا تلك العقبات كما لا يسمحون لأي شيء أن يقف في طريقهم و يثنيهم عن إتمام مهمتهم مهما اشتدت الصعوبة عليهم.
أيضاً، يتمتع الأعضاء الفاعلين بقدرتهم على توجيه طاقات الفريق و زخمها في أساليب مبدعة لتحطي العقبات للوصول إلى النتيجة المرغوبة.
ثلاثة عشر: توجيه الدعم و الإسناد للغير
يعتبر إسناد و دعم عناصر الفريق لبعضهم البعض عامل مهم من عوامل النجاح ، فكلما سادت الأنانية و تفشى الكبرياء الزائد عن حده في جو الفريق و عكر إنعدام الثقة صفائه قلت فرصة التناقل الحر للأفكار الإبداعية نتيجة للسلبية التي طفت على الجو العام و التي بدورها تؤدي إلى إعاقة عملية حل المشاكل الفعالة.
تحسباً لهذه الأمور، يجب ضمان أعضاء الفريق الفاعليين لجاهزيتهم التامة و قدرتهم على توفر الدعم الإيجابي و الرفع من معنويات الآخرين في الفريق.