في ظل تدهور الوضع الإقتصادي في البلاد تلجأ الكثير من الشركات إلى خفض التكاليف و القيام بتغييرات من شأنها أن تؤثر على مكانتك في العمل, و هذا يتطلب منك أن تأخذ مثل هكذا تغيرات في الحسبان و صقل مؤهلاتك و مواهبك باستمرار و ذلك للحفاظ على وظيفتك و من ثم تحقيق التقدم المهني الذي تسعى إليه.
و في هذا الصدد سنقدم لك من خلال هذا المقال عدد من الإرشادات و التوجيهات التي تمكنك من الحفاظ على مكانتك في مكان عملك:
تعلم باستمرار
اسعى الى احتضان التعلم بكافة جوانبه واجعله جزء لا يتجزأ من حياتك. تعلم من خلال الرؤية، والتنفيذ، والقراءة, والمشاركة بدورات مباشرة وعلى الشبكة, ومن خلال طرح الأسئلة, والتواصل مع الأشخاص، وعن طريق التجارب والإبتكار. تعلم بالطريقة التي تريدها وبأي وسيلة كانت.
اسعى الى البقاء في الصدارة في مجال عملك واختر الكتب التي تحفزك وتلهمك وتساعدك في حياتك المهنية بشكل خاص وحياتك الشخصية بشكل عام.
قم بمشاركة المعلومات التي تتعلمها مع زملائك في العمل وأقرانك من أجل ترسيخ سمعتك كخبير في مجال عملك وكي تصبح معروفاً كمصدر قيّم للمهنيين الآخرين في داخل شركتك وخارجها.
إن إرادة التعلم تعد أهم الميزات المطلوبة لتحقيق النجاح المهني. كما أن قراءة المؤلفات ذات الصلة بعملك بشكل منتظم أمر مهم للتقدم المهني.
كن مرناً
لا تخف من استخدام ما تعلمته ومن تجربة أفكار جديدة. فأقل ما يمكنك القيام به هو تطوير أدائك وانتاجيتك.
كما أنه سيكون من الأفضل لو تمكنت من الإبتكار بنفسك. فالإبتكار يتطلب قبل كل شيء إرادة قوية وشجاعة ومرونة من أجل اختبار الأمور الجديدة، بالإضافة الى المعرفة والأبحاث والتحليل من أجل تكييف التجربة مع احتياجات سوق العمل وأهداف الشركة الخاصة؛ الى جانب المهنية والطاقة ومهارات التواصل من أجل تحقيق التغييرات الداخلية والخارجية.
فالتغييرات الجذرية في طريقة تنفيذ الأعمال في الشركات والتي تعود جزئياً الى تطورات الإنترنت (ودورها في زيادة المشاركة والتواصل) أنشأت الحاجة الى الإبتكار أو الحاجة الى التكيف بسرعة مع الإبتكارات التي يقدمها الآخرون في مجال العمل وإلا الوقوع طي النسيان.
افهم ديناميكيات مجال عملك
إن بعد النظر أساسي. فإن كنت منشغلاً بالتمعن في البيانات بالطريقة عينها يومياً ولمدة سنوات، قد لا تنتبه الى أن الشركات المنافسة ابتكرت، على سبيل المثال، نظاماً جديداً لإدارة علاقات العملاء بالإستعانة بالمصادر الخارجية أو استوردت أنظمة جديدة أكثر كفاءة لإدارة علاقات العملاء، أو أعادت تعريف معايير القياس والرصد بشكلٍ كامل.
يجب أن تبقى متنبهاً لكل التطورات في الشركة وخارجها كي تتمكن من استيعاب ما إذا كانت طريقة التشغيل الخاصة بك جيدة ومستدامة.
حاول أن تفهم الصورة بكاملها وليس أجزاء منها أو المهام الخاص بك فحسب لأن هذه الأخيرة قد يتم تعريفها وإعادة تعريفها وفقاً لعوامل خارجة عن سيطرتك.
تذكر أن الأمور لا تدور حول الكفاءة فحسب بل حول الأداء الأفضل وبخاصة ان الموظفين “الكفؤين” هم دائماً معرضين لخطر التهميش من قبل المهنيين الأكثر فعالية وأصحاب الأداء الأفضل الذين تمكنوا من حجز مكانة هامة لأنفسهم من خلال تقديم الأفضل والأداء المتميز.
اعمل على ظهورك المهني العام
تذكر أن هدف الظهور العام هو الظهور امام أصحاب العمل في المنطقة وكذلك أمام العملاء وزملائك لذا تأكد من اختيار أهم منصة لتظهر عليها وتأكد من مدى مهنية سيرتك الذاتية و رسالة التغطية الخاصة بك ومن أنه يتم تحديثها باستمرار لتعكس مهاراتك وخبرتك ومؤهلاتك.
فإن لم تظهر في المجالات ذات الصلة وإن كانت سيرتك الذاتية غير دقيقة وغير جذابة فأنت توشك على عدم الظهور ضمن أهم المرشحين في مجال عملك وغيرها من الفرص المغرية.
قم بتقييم ذاتي منتظم
خصص بعض الوقت لتفكر في مسيرتك المهنية ولتكتشف إن كنت على الطريق الصحيح وإن كان كل من نموك المهني وأدائك جيدين.
قيّم أهدافك, وأولوياتك, ونموك, وتطورك, وعلاقاتك, وأي متغيرات أخرى تتعلق بحياتك المهنية. اضبط المسار الخاص بك على أساس التقييم المذكور.
إن كنت تشعر أنك تمر بحالة جمود مهنية على الرغم من اتباعك نظام نمو وتعليم منضبط وعلى الرغم من كافة التدابير التي اتخذتها لكي تبقى على المسار الصحيح في مهنتك فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية والتوجيه سواء من مدير في شركتك أو من مستشار مهني محترف أو من أحد زملائك أو حتى من مدرب.
تواصل
جميعنا يعلم أن أهم عوامل العالم المهني اليوم هي “معارفنا” وقيمة علاقاتنا المهنية وهي مهمة بقدر أهمية المعلومات التي نملكها.
إن التواصل المنتظم أمر في غاية الحيوية لتعزيز النمو الوظيفي. لذا حاول أن تحافظ على تواجدك الحيوي في المجالات ذات الصلة سواء شاركت في أحداث، أو معارض، أو مؤتمرات، أو منتديات ، أو دورات أو حتى كنت تتواصل مع نظرائك في مجال العمل بشكل تراه مناسباً ومريحاً لتبادل الأفكار المثمرة.
يمكنك التواصل مع المهنيين الذين يشغلون وظائف تشبه تلك التي تسعى لشغلها مباشرةً أو عبر الإنترنت. وبذلك ستتمكن من إنشاء صداقات جديدة وستبقى ضمن المجموعات المناسبة وستتمكن من الحصول على أهم وأحدث المعلومات التي قد تساعدك في دورك المهني الخاص.
فالتواصل يعتبر مهارة شأنها شأن أي مهارة أخرى وإن كنت من النوع الخجول فلا تحتاج سوى للبحث عن بعض الأفكار على الشبكة حول التواصل الفعال وأن تجد طريقة مناسبة للتواصل ومستوى استراتيجي مناسب لك.