في ظل الإنكماش الإقتصادي التي تعاني منه البلاد, فإن الشركات تميل إلى أن تكون أكثر إنتقائية فيما يتعلق باختيار من توظف و من لا توظف. و تلجأ كثير من هذه الشركات إلى جعل شروط الإلتحاق بها أكثر تعقيدا و ذلك لتصفية أكبر عدد ممكن من المتقدمين. و تعد المقابلات الوظيفية واحدة من ضمن الوسائل التي تلجأ إليها المنظمات في تصفية المتقدمين و الوصول إلى الموظف الأكثر قدرة على تخطي الشروط المعقدة للالتحاق بالوظيفة و الأنسب لشغل الوظيفة المناسبة., و ذلك من خلال إدراج أسئلة صعبة نوعا ما و غير متوقعة.
و في هذا المقال سنتناول أهم عشرة أسئلة التي من الممكن أن نواجهها في المقابلة, و كيفية الإجابة عليها الإجابات الصحيحة و المناسبة:
ما أكبر نقطة ضعف بالنسبة إليك؟
يعد هذا السؤال من الأسئلة التي يواجه الكثير منا صعوبة في اختيار الإجابة المثلى لها, حيث أن الإجابة المثلى لمثل هذه الأسئلة تتمثل في مدى قدرتنا على تحويل الإيجابي إلى سلبي, و مدى استعدادنا لمعالجة القصور التي نعاني منها, و هل نمتلك القدرة و الشجاعة الكافيتين لنقد و تحليل الذات بطريقة بناءة و فعالة أم لا. و عند الإجابة على هذا السؤال علينا ألا نذكر نقطة ضعف تعتبر من أهم متطلبات الوظيفة و تصب في صميم مهامها. فمثلا ليس من المناسب أن نقول أن أكبر نقطة ضعف لدينا تتمثل في عدم قدرتنا على إيصال المعلومة بوضوح و إنسيابية للغير إن كنا سنقدم على وظيفة مسؤول إتصالات مثلا, لأن القدرة على إيصال المعلومة بوضوح للغير تعد من أهم متطلبات هذه الوظيفة, و لكن يمكن القول مثلا أن نقطة ضعفنا تتمثل في أنا صريحون ربما أكثر من اللازم أحيانا عندما نقوم بتوجيه ملاحظات لزملاء العمل, و أنّا تعلمنا أن هذه الوظيفة تتطلب دبلوماسية و مرونة أكبر. ثم اذكر بعد ذلك الإجراءات التي قمت بها لمعالجة مثل هذا الخلل, وكيف أصبحت الآن.
تذكر: عند الإجابة على هذا السؤال إذكر السلبية التي تعاني منها و كيف استطعت أن تحول هذه السلبية إلى إيجابية.
ما أهم نقطة قوة بالنسبة إليك؟
أهم جزئية يجب علينا أن نأخذها في الإعتبار عند الإجابة على مثل هذا السؤال هو أنا يجب أن نسلط الضوء على أهم القدرات و المهارات المطلوبة في الوظيفة و نجعل منها نقطة القوة التي نمتلكها. فإن كنت تقدم لوظيفة مسؤول مالي مثلا يمكن أن تقول بأن أهم نقطة قوة بالنسبة إليك هي القدرة على التركيز على التفاصيل و التعامل مع الأرقام, ثم تقوم بربط هذه الخاصية بمدى ثقتك بأنك الأنسب لهذه الوظيفة كونك تمتلك مثل هذه القدرات و المهارات.
يمكن أن تحدثني عن نفسك؟
عند الإجابة على هذا السؤال تجنب التحدث عن تاريخك الذي لا يتعلق بالوظيفة أو عن هواياتك, و إنما استغل الفرصة لإبراز مدى الخبرات و المهارات التي تمتلكها و ما الذي يمكن أن تفيد به الشركة التي تتقدم لشغل الوظيفة لديها.
ما الذي تعرفه عن الشركة؟
يهدف هذا السؤال إلى معرفة مدى إهتمامك بالشركة التي ستقدم لها, و لمعرفة إذا ما قمت بالبحث عن الشركة أم لا. يجب أن تبحث عن الشركة التي ستقدم لها جيدا و أن تقرأ عنها جيدا, ثم تقدم إجابة موجزة تبين مدى قدرتك على الإندماج مع أهداف الشركة و المساهمة في تعزيز قيم الشركة و تحقيق أهدافها من خلال الوظيفة التي ستشغلها.
و عند الإجابة على هذا السؤال يجب أن تأخذ في الحسبان المحاور التالية و هي:
متى و أين تأسست الشركة؟
ما هي الخدمات و المنتجات التي تقدمها الشركة؟
ما هي السوق الذي تستهدفها هذه الشركة؟
ما عدد فروعها و موظفيها؟
ما الذي يميزك عن المرشحين الآخرين؟
يهدف هذا السؤال إلى التعرف على أسباب تقدمك للوظيفة و ما الذي يمكن أن تقدمه للشركة. لذا, عند الإجابة عن هذا السؤال إظهر مدى جاهزيتك على أن تفيد الشركة من خلال الخبرات, و القدرات, و المهارات التي تمتلكها. يجب أن تظهر من خلال الإجابة عن هذا السؤال بأنك تتمتع بالإحترافية اللازمة للدفع بأداء الشركة إلى الأمام.
لماذا تركت عملك السابق؟
هذا السؤال في غاية الأهمية, حيث يسعى القائمون على المقابلة إلى معرفة ما إذا كانت علاقتك بالشركة السابقة إيجابية أم لا. قد تكون إجابتك لهذا السؤال هي سعيك لتطوير مهاراتك و قدراتك, أو أنك ترى أن الوقت مناسب بالنسبة إلية لنققل المهارات و الخبرات التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية, أو لأنك تبحث عن وظيفة بمسؤوليات و تحديات أكبر, أو لأن الشركة التي كنت تعمل بها قد أقفلت أبوابها.
أين ترى نفسك في السنوات القادمة؟
يهدف هذا السؤال إلى معرفة ما إذا كنت تطمح بأن تقدم الأفضل للشركة في المستقبل أم لا. يجب أن تكون إجابتك هنا مرتبطة بصميم مصلحة الشركة و طموحها, و أنك تسعى إلى أن تكون أفضل مبرمج مثلا يعمل مع الشركة و الخبير الذي سيحمل على عاتقه مسؤوليات أكبر بما يخدم الشركة.
هل تتمتع بروح الفريق؟
من خلال الإجابة على هذا السؤال, احرص على إظهار مدى قرتك على العمل بانسجام مع أعضاء الفريق, و استعدادك لتبادل الأفكار, و تقبل الملاحظات, و التعاون مع أعضاء الفريق, و أن ليدك القدرة على العمل مع أعضاء عمل ذي خلفيات و ثقافات مختلفة.
ما الذي لا تحبه في وظيفتك السابقة, او لماذا تود مغادرة عملك الحالي, أو لماذا لم تعد ترغب في الإستمرار في عمل الحالي؟
إياك عند الإجابة عن هذا السؤال أن تذكر شركتك السابقة بسوء, أو أن الراتب الذي كنت تتقاضاه قليلا, يمكن أن تقول بدلا من ذلك بأنك تبحث عن بيئة عمل بمسؤوليات و تحديات أكبر.
هل هناك أي سؤال تود أن تطرحه؟
إن كنت تملك تساؤلا ما فسأل, و إن كنت لا تملك سؤالا فلست ملزما بأن تطرح سؤالا, حيث يظن الكثير أنا يجب أن نسأل أي سؤال, و أن قولنا: “لا, شكرا, ليس لدي أي سؤال” هو شيء سلبي, و هذا خطأ, إذ أنا لسنا ملزمون بأن نضع أسئلة إن لم يكن لدينا أي تساؤل مقنع و بناء.
ننصحك بأن تمارس هذه الأسئلة مع صديقك أو قريبك لتتمرس على الإجابة على مثل هذه الأسئلة, و لتعتاد على أجواء المقابلات الوظيفية, إذ أن الكثير منا يشعر بالقلق و التوتر أثناء المقابلات الوظيفية, و ممارسة المقابلات و التمرس عليها من أهم الوسائل للتخلص من هذه التوترات و التعود على أجواء المقابلات.
أخير سنورد لك في الأسفل الأسئلة العشر التي أوردناها آنفا باللغة الإنجليزية, إذ أن أغلب – إن لم تكن كل – الوظائف تجرى باللغة الإنجليزية في الوقت الراهن:
- What you consider to be your greatest strength?
- What you consider to be your greatest weakness?
- Could you tell me a little bit about yourself?
- What can you tell me about this company?
- What is it that sets you apart from other candidates?
- Why did you leave your previous job?
- Where do you see yourself in three years?
- Are you a team player?
- What didn’t you like about your last job?
- Are there any questions you would like to ask?