الرئيسيةمسار مهنيالفرق بين العمل المكتبي و العمل الميداني

ينقسم سوق العمل في يومنا هذا إلى نوعين رئيسيين من الوظائف هما الوظائف المكتبية، والوظائف الميدانية، حيث أنّ لكلّ نوع مميزاته ومحدّداته، ولكلّ نوع أيضًا مهارات خاصّة لابدّ من امتلاكها للنجاح فيه. سنتعرّف في مقالنا اليوم على الفرق بين الوظائف المكتبية والوظائف الميدانية، وعلى المهارات التي تحتاجها للعمل في كلّ نوع من هذين النوعين.

ما هو العمل المكتبي؟

يُعبِّر العمل المكتبي عن الوظائف التي يقضي فيها الموظف غالب الوقت جالسًا إلى مكتب يؤدي الأعمال المكتبية الروتينية. تختلف تفاصيل العمل المكتبي من شركة إلى أخرى، لكنها تتضمّن بشكل عام:

  • استخدام أجهزة الكمبيوتر.
  • التواصل مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس.
  • الحفاظ على السجّلات والملفات الخاصة بالشركة.
  • المهام الورقية والكتابية.

وتتميّز بيئة العمل المكتبي بأنّ جميع مكوّناتها من أفراد، مساحات، معدّات، وأثاث تكون في الغالب متناسقة ومنسجمة مع بعضها البعض لتحقيق أفضل أداء ممكن.

ما هو العمل الميداني؟

يُقصد بالعمل الميداني تلك الوظائف التي لا تتضمن العمل داخل المكتب، وإنما التنقّل والسفر بين أماكن مختلفة. حيث أنّ الكثير من الصناعات تستخدم العمل الميداني لتحقيق أهدافها مثل المبيعات، التكنولوجيا، البناء والصناعات الفلاحية, الأمر الذي يؤدي إلى تنوّع المهام والواجبات المطلوبة من الموظف الميداني, فمثلاً يعمل الموظف الميداني في قطاع الزراعي في الهواء الطلق بين المزارع والحقول، في حين يتعيّن على الموظف الميداني في قطاع الاتصالات أن يزور منازل العملاء وأماكن عملهم لتحديد المشكلات التي يواجهونها ومن ثمّ حلّها.

العمل المكتبي أم العمل الميداني؟

يفضّل البعض الالتزام بوظيفة مكتبية يقضون فيها ساعات محدّدة وينجزون مهامًا روتينية واضحة، في حين نجد أنّ البعض الآخر يميلون إلى الوظائف الميدانية التي تمنحهم قدرًا أكبر من الحرية والمرونة. وحتى تتعرّف أكثر على كلّ نوع من هذه الوظائف، إلقِ نظرة على مميزات وسلبيات كلّ نوع حتى تتمكّن من تحديد ما تفضّله:

مميزات العمل المكتبي:

يمكننا تلخيص أهمّ إيجابيات العمل المكتبي فيما يلي:

  • إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت واكتساب معرفة أكبر حولها.
  • الوظائف المكتبية ليست متطلّبة من الناحية الجسدية وبالتالي فهي مريحة إلى حدّ ما.
  • تتمتع الوظائف المكتبية بنوع من الروتين والتنظيم ممّا يجعل المهام واضحة ومحدّدة للموظف.
  • القدرة على التواصل مع رؤساء العمل وقادة الفرق بسهولة.
  • إمكانية بناء علاقات وثيقة مع رؤساء العمل والزملاء.
  • إمكانية البقاء على اطلاع بأحدث التطوّرات الجارية في الشركة ومواكبتها.

مميزات العمل الميداني:

تتضمن الوظائف الميدانية ما يلي:

  • نشاطًا جسديًا أكبر.
  • التنوع في المهام ممّا يجنّب الموظفين الشعور بالملل.
  • المرونة في طبيعة العمل.
  • عدم الاضطرار للجلوس والبقاء أمام شاشة الكمبيوتر.
  • عدم الاضطرار للالتزام بزيّ رسمي للعمل.
  • عدم الاضطرار للالتزام بسياسات المكتب.

سلبيات العمل المكتبي:

  • قلّة الحركة الجسدية، ممّا يؤثر على لياقة الموظفين.
  • البقاء أمام شاشة الكمبيوتر طوال ساعات العمل ممّا يسبب عدّة مشاكل صحية للظهر والرقبة والعينين.
  • البقاء داخل المكتب معظم الوقت وعدم التعرّض الكافي للهواء الطلق.
  • عدم تنوّع المهام والوظائف، الأمر الذي يخلق شعورًا بالملل ويؤدي الى انعدام الحافز مع مرور الوقت.
  • زيادة نسبة الملهيات والتشويش من قبل زملاء العمل.

سلبيات العمل الميداني:

  • تكون الوظائف الميدانية في الغالب متطلبة ممّا يجعلها أكثر إرهاقًا من الوظائف المكتبية.
  • غير مناسبة كثيرًا للفتيات، وفي بعض الأحيان تكون غير آمنة.
  • ارتفاع فرصة الإصابات والمرض نظرًا للتعامل مع الكثير من العملاء من مختلف الأوساط.
  • انعدام التقدير الكافي للموظف الميداني.
  • الجهل بأهم التطورات الجارية في الشركة الأم.
  • عدم وجود تواصل كافٍ بين الموظفين الميدانيين ومدرائهم أو زملائهم في المؤسسة.
  • صعوبة تحقيق التقدم في السلّم الوظيفي.

بعد التعرّف على أهم سلبيات وإيجابيات كلّ نوع من أنواع الوظائف، قد تتساءل الآن عن أهم المهارات المطلوبة في كل نوع. من الجدير بالذكر أنّ المهارات المطلوبة في العمل المكتبي تختلف كلّ الاختلاف عن تلك اللازمة للنجاح في العمل الميداني، لذا وقبل أن تختار نوع الوظيفة التي تريد أن تعمل فيها، تعرّف بداية على المهارات المطلوبة لكّل منهما.

مهارات العمل المكتبي

تحتاج الوظائف المكتبية بسبب طبيعتها وخصائصها إلى مجموعة من المهارات التي لابدّ من اكتسابها وتعزيزها حتى يتمّكن الموظف المكتبي من أداء مهمّاته على أتم وجه، ومن هذه المهارات، نذكر الآتي:

  1. مهارات التنظيم

يحتاج الموظفون المكتبيون لأن يكونوا منظّمين. فأولئك الذين يفتقرون لهذه المهارة يعانون في الغالب من فقدان الملفّات المهمة، ونجد أنّهم يتأخرون في أداء مهمّاتهم. بعكس الموظف المنظّم الذي يعرف مكان كلّ شيء، ولديه مكان لكلّ شيء.

تسهم مهارات التنظيم سواءً كانت مهارات تنظيم الوقت، أو المهمّات أو غيرها في زيادة كفاءة الأداء ورفع الإنتاجية وبالتالي التخفيف من ضغط العمل وتوتره.

  • مهارات تكنولوجية

يتعيّن على الموظفين المكتبيين في غالب الأحيان العمل على أجهزة الحاسوب, لذا فإن المهارات التكنولوجية أو الحاسوبية تعتبر من أهمّ المهارات التي لابدّ للموظف المكتبي أن يمتلكها. وتشمل هذه المهارات:

  • القدرة على التعامل مع البرامج المكتبية مثل مايكروسوفت أوفيس.
  • القدرة على تحضير العروض التقديمية باستخدام البرامج المختلفة المخصصة لهذا الغرض.
  • حسن استخدام الأجهزة التكنولوجية المختلفة كالحواسيب والماسحات الضوئية والطابعات وغيرها.
  • إتقان العمل على قواعد البيانات، وبرامج تخزين المعلومات المختلفة، وهي مهارة تُطلب في الغالب من الموظفين المكتبيين ذوي الخبرة أو العاملين في مجال محدّد كالبنوك أو مجالات إدارة الموارد البشرية.
  • مهارات التواصل

على الرغم من أن الموظف المكتبي يقضي معظم ساعات العمل أمام شاشة الكمبيوتر، إلا أنّه مع ذلك قد يحتاج إلى مساعدة في صياغة فقرة معيّنة، أو في إنجاز مهمّة ما. ولهذا السبب لابدّ له من امتلاك مهارات التواصل الكتابية والشفوية التي تمكّنه من التعامل بدقّة وأدب مع بقية الزملاء أو رؤساء العمل.

  • مهارات العلاقات الشخصية

غالبًا ما تكون البيئات المكتبية مرهقة، مما ينتج عنه أعصاب متوترة واندلاع عاطفي في بعض الأحيان الأمر الذي يقلّل الإنتاجية ويخفّض الأداء. وهنا لابدّ للموظف المكتبي الناجح أن يحسن إدارة علاقاته الشخصية دون الإساءة للآخرين، أو التأثير على عمله. حيث تتضمن مهارات العلاقات الشخصية القدرة على التواصل الفعال، الاستماع للآخرين، التعامل مع الضغوط وغيرها.

مهارات العمل الميداني

يمكننا تلخيص أهمّ المهارات الأساسية المطلوبة للعمل الميداني فيما يلي:

  1. مهارات التواصل

يتطلّب العمل الميداني كتابة التقارير وجمع الأخبار والمعلومات، بهدف حلّ مشكلة معيّنة أو تسويق منتج ما أو إدارة مشروع بطريقة سليمة. لذا لابدّ من أن يمتلك الموظف الميداني مهارات تواصل ممتازة سواءً كتابيًا أو شفويًا حتى يتمكّن من إيصال رسالته لجمهوره المستهدف من العملاء. لا تقتصر مهارات التواصل على القدرات الكتابية والشفوية وحسب، فالموظف الميداني معرّض للتعامل مع مجتمعات من ثقافات مختلفة، لذا لابدّ من أن يكون قادرًا على التواصل المباشر بكفاءة سواء مع العملاء أو أصحاب المصالح أو غيرهم.

  • المهارات اللغوية

تتطلب بعض الوظائف الميدانية الانخراط في مجتمعات وثقافات مختلفة، كما يحتاج البعض الآخر إلى سفر إلى الخارج أيضًا، ممّا يجعل من المهارات اللغوية أمرًا جوهريًا للموظف الميداني. لذا تعتبر معرفة لغة ثانية، أو لهجة محلية إضافية من أهم المهارات المطلوبة والمفضّلة في الراغبين بالعمل في المجال الميداني.

كما أنّ امتلاك ثقافة عامة حول القوانين المحلية النافذة في منطقة جغرافية محدّدة يعدّ من الأساسيات في الكثير من الوظائف الميدانية.

اتبع النصائح التالية لتطوير مهاراتك اللغوية بهدف الحصول على وظيفة ميدانية:

  • تعلّم لغة ثانية غير التي تتقنها.
  • تابع قنوات الأخبار المحلية، وتعرّف على أهم الأحداث الدائرة في البلد أو المنطقة التي ترغب في العمل فيها.
  • اقرأ أكثر عن ثقافة البلد أو المنطقة التي تريد الحصول على وظيفة ميدانية فيها، وتواصل مع المجتمعات المحلية في تلك المنطقة لاكتساب معرفة أكبر حول المكان.
  • مهارات التعامل مع الخرائط

يتمحور العمل الميداني بشكل أساسي حول التنقّل من مكان لآخر، لذا ستحتاج في الغالب إلى مهارات قوية في التعامل مع الخرائط, وذلك حتى تتمكّن من تسجيل عناوين العملاء والوصول إليها بسهولة ويسر من خلال الاستعانة بتطبيقات المواقع الجغرافية المختلفة.

إن كنت تجد صعوبة في التعامل مع البوصلة والخريطة أو مع تطبيق الـ GPS فربما عليك إعادة النظر في فكرة العمل الميداني أو السعي لتعزيز هذه المهارة قبل اتخاذ القرار بالبحث عن وظيفة ميدانية.

  • مهارات جمع البيانات

لابدّ للموظف الميداني من أن يمتلك مهارات قوية في استخدام مختلف أساليب وتقنيات جمع البيانات، والتي تتمثل في الاختيار السليم لطريقة جمع المعلومات المناسبة ومن ثمّ استخدامها بشكل صحيح لضمان العودة إليها عند الحاجة.

تختلف وسائل جمع البيانات من وظيفة لأخرى، قد تكون وسائل تقليدية تعتمد على الورقة والقلم، أو حديثة متمثلة في أجهزة التسجيل والتصوير ونحو ذلك.

بعد اختيار الوظيفة الميدانية التي تريدها، سيوضّح لك رئيسك في العمل الوسيلة المناسبة والمستخدمة، ويتبقى أمامك تعلّمها وتطوير القدرة على استخدامها بكفاءة لتحقيق النتائج المرجوة. في نهاية المقال, يتبقى لنا أن نوضّح أن كلا النوعين مهمّين، وهما يكمّلان بعضهما البعض في كثير من الأحيان. كما أنّ اختيار الوظيفة المناسبة منهما يعتمد اعتمادًا كبيرًا على شخصية الفرد وميوله. ففي الوقت الذي يبدع فيه البعض في العمل المكتبي، نجد أنّ آخرين لا يفجّرون طاقاتهم الإبداعية إلاّ من خلال الوظائف الميدانية.