الرئيسيةتطوير مهنيمهارات العمل الجاد و كيفية اكتسابها

تبحث الشركات على الدوام عن أفضل الموظفين لضمّهم إلى فرق العمل فيها، حيث تركّز على أن يتمتّع هؤلاء الموظفون بمجموعة متكاملة من المهارات والمميزات التي تضمن لهم الجودة في العمل وبالتالي النجاح للمؤسسة. ومن أهمّ المهارات التي يتزايد الطلب عليها يومًا بعد يوم من قبل أرباب العمل، مهارة العمل الجادّ التي تسهم في رفع الإنتاجية ودفع الشركة إلى الأمام.

ماذا يعني أن تكون موظفًا جادًّا؟

يأتي الموظف الجادّ بعدّة أشكال وأنواع، فالأمر لا يتعلّق دومًا بالعثور على الشخص الذي يمتلك معرفة أكبر حول الوظيفة، ولا بالشخص الذي يعرف أكثر عن الشركة، إذ قد يتمثّل العمل الجاد بالجهد الذي يبذله الفرد في عمله أو مدى شغفه به.

بمعنى آخر، الموظّف الجادّ هو الشخص الذي يُبدي استعدادًا دائمًا للتعلّم ويبحث على الدوام عن سبل جديدة للنمو في داخل الشركة. إنّه الشخص الذي لن يقبل بأي منصب في الشركة أو أيّ إجابة لسؤال يطرحه، بل يسعى بدلاً من ذلك لأن يكون الأفضل ويتقدّم على زملائه.

أمّا في مرحلة المقابلة الوظيفية، فالشخص الجادّ سيوضّح على الأرجح لمقابله أنّه يستمتع بتعلّم أشياء جديدة كلّ يوم ويرغب في أن يكون جزءًا من مكان يتطوّر فيه وينمو يوميًا. مثل هذا الشخص يمتلك عقلية النمو، ويركّز على اكتساب المعرفة والخبرة في الشركة التي يعمل فيها ليحرز بعدها تقدّما ملحوظًا بالمقارنة مع زملائه في نفس المنصب.

الصفات الشخصية للموظف الجادّ

هنالك العديد من السمات والصفات الشخصية التي تجعل من الفرد شخصًا مُجدًّا في عمله، وفيما يلي قائمة بأكثر 10 سمات شخصية يتمتّع بها الأفراد المجدّون:

  • الدقة والموثوقية.
  • روح المبادرة والمرونة.
  • الحماس وترتيب الأولويات.
  • الرغبة في التعلم والاعتماد على الذات.
  • قدرة التحمّل والمثابرة.
  • المعرفة الثقافية.
  • روح الفريق.
  • القدرة على تسويق الذات.
  • الانتباه إلى التفاصيل.
  • المهارات القيادية.

كيف أطوّر مهارات العمل الجادّ؟

مهارات العمل الجادّ ليست موهبة فطرية يولد بها الفرد، وإنّما هي نتيجة لتدريب وتمرين مستمرّين يتمّ من خلالهما التغلّب على الكسل وبرمجة العقل على النشاط والحيوية، فكيف يمكنك البدء إذن بتطوير هذه المهارة؟

إليك فيما يلي بعض النصائح البسيطة التي تساعدك على التخلّص من الكسل وتسهم في جعلك شخصًا مُجدًّا سواء على الصعيد المهني أو الشخصي:

  1. مارس التمارين الرياضية

يساعدك التمرّن لمدة 30 إلى 45 دقيقة يوميًا على اكتساب المزيد من الطاقة. فالرياضة لن تنقص وزنك وحسب، بل ستجعل الدم يتدفّق في جسمك بشكل أفضل، وبالتالي وصول كميات أكبر من الأكسجين إلى الدماغ، الأمر الذي يجعلك أكثر تيقّظًا.

ليس هذا وحسب، فهي تحفّز أيضًا إفراز هرمون الدوبامين الذي يُشار إليه بهرمون السعادة. أتعلم ما يحصل عندما تكون سعيدًا؟ ببساطة ستصبح أكثر حماسًا وتحفّزًا للعمل، ممّا يرفع من إنتاجيتك ويجعلك في نظر الآخرين شخصًا مُجدًّا.

  • احصل على قسط كافٍ من النوم

تؤدي قلّة النوم إلى شعور متزايد بالتعب والإرهاق، الأمر الذي يعيق أداء مهامّك بالشكل المطلوب، إذ يترافق مع هذه الحالة، تراجع التركيز، وشعور متزايد بالملل وعدم الرغبة في القيام بأيّ شيء.

إن كنت تشعر بأنك متراخٍ في أداء أعمالك، أو تمّ انتقادك من قبل مرؤوسيك في العمل لأنك لا تؤدي المهام الموكلة إليك على أكمل وجه، فقد يكون السبب وراء ذلك عدم حصولك على ساعات كافية من النوم. احرص على معالجة هذه المشكلة ولاحظ أثر ذلك على أدائك.

  • اعتنِ بصحّتك

قد تكون أحيانًا متحمّسًا وشغوفًا جدًا بعملك، بل وراغبًا في العمل بجدّ، غير أنّ جسدك لا يدعمك لإتمام هذه المهمّة بسبب توعّك صحّي ما، الأمر الذي يدفعك للاستسلام سريعًا. الأمر لا يقتصر فقط على المرض والتوعّك الصحي، فقد تعاني من نقص في بعض الفيتامينات أو من الإرهاق الشديد أو غيرها.

احرص إذن على الاعتناء بصحتك والمحافظة على جسدك من خلال الحصول على العلاج المناسب، أو تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن اللازمة لجسمك.

  • أحِبَّ ما تقوم به

إن كنت شغوفًا بوظيفتك بما فيه الكفاية، فسوف تجد نفسك متحفّزًا بما يكفي لتقديم أفضل ما عندك فيها. ولن تحول مشاعر الكسل بينك وبين إتمام مهامّك على أتمّ وجه وبأكبر قدر من الإتقان. لذا إن لم تكن تحبّ ما تفعل، فابدأ في الحال بمحاولة تقبّله والامتنان لما تفعل، أو اسعَ على الفور لإيجاد عمل أو تخصص يتوافق مع شغفك.

  • درّب عقلك على الانضباط

كل طاقاتك تكمن في عقلك. وكلّ ما عليك فعله هو إطلاق هذه الطاقات. ابدأ بتمرين عقلك على تحقيق أهداف معيّنة كلّ يوم. سيستغرق هذا الأمر وقتًا بلا شكّ، لكنّك ومع مرور الوقت ستصبح أكثر قدرة على التركيز والعمل دون تشتيت ليتحول بعدها هذا الأمر إلى شيء طبيعي تمامًا.

  • ضع جدولاً زمنيًا أسبوعيًا

طريقة أخرى لتدفع نفسك حتى تكون أكثر إنتاجية تتمثّل في وضع جدول زمني كلّ أسبوع. هذا الجدول عبارة عن برنامج يتضمّن جميع نشاطاتك الاعتيادية خلال الأسبوع، منظّمة ومقسّمة خلال فترات زمنية مناسبة. الأمر الذي يضمن لك إنجاز عدد أكبر من المهام والحصول على وقت إضافي أكثر تستغلّه في أنشطة أخرى.

بالطبع، لن تؤتي هذه الطريقة ثمارها إلاّ في حال التزمت التزامًا تامّا بالبرنامج الذي تضعه لنفسك.

  • تحدّى نفسك لإتمام أكبر عدد من المهام

خلال يومك ضع لنفسك قائمة مهام كلّ يوم، وتحدَّ نفسك لإنجاز جميع هذه المهام قبل نهاية اليوم، حيث أنّك وفي حال فعلت ذلك، ستكافئ نفسك بشيء تحبّه كأن تذهب للتسوق أو تتناول وجبتك المفضّلة. هذا الحافز الذاتي ومشاعر الرضا التي ستحصل عليها حينما تنجز المهام المدوّنة عل القائمة الواحدة تلو الأخرى، ستدفعك لتكرار العملية يومًا بعد يوم، وبالتالي إنجاز المزيد لتصبح بعد فترة وجيزة شخصًا مُجدًّا بجدارة.

  • تغلّب على التأجيل

إحدى الوسائل التي تساعدك على التغلب على التأجيل تتمثّل في منع نفسك من أحلام اليقظة أو التفكير الزائد أثناء ساعات العمل. ضع لنفسك قواعد بألاّ تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أو أيّ نوع من الملهيات حتى تنتهي من مهامّك. ركّز على إتمام هذه المهام وتحقيق أهدافك لليوم وكأنك في سباق مع الزمن.

  • استغلّ الفرص المتاحة لك جيّدًا

يقال أنّ الفرصة لا تطرق بابك إلاّ مرّة واحدة، وفي حال ضيّعتها فلن تحصل عليها مجدّدًا. حسنًا، هذه العبارة ليست صحيحة تمامًا، فالبعض يؤمن أنّ الفرص متوفرة لا تنتهي ولا تتلاشى. لكن ما نفع هذه الفرص المتناهية إن لم تكن قادرًا على اغتنامها كما يجب؟! احرص دومًا على استغلال الفرص من حولك بشكل صحيح. فكّر في كلّ ما تملكه الآن على أنه فرصة وامتياز لابدّ من الحفاظ عليه، سواءً كان ذلك عملاً أو دراسة أو مشروعًا أو فكرة أو غيرها.

  1. اعثر على حافزك

هل سبق لك أن لاحظت بأن أغلب الأشخاص المجدّين في أعمالهم هم أولئك الذين يهتمّون كثيرًا بعائلاتهم؟ السبب وراء ذلك يعود لأن هؤلاء الأشخاص يجعلون من عائلاتهم حافزًا لهم يدفعهم للعمل بجدّ لتوفير حياة أفضل لهم. وأنت ماهو حافزك؟ ما الذي يدفعك لبذل المزيد من الجهد في عملك؟ ابدأ على الفور بالبحث عن هذا الحافز لتصبح أكثر اجتهادًا.

  1. استلهم من الناجحين

التعرّف على قصص النجاح الكامنة وراء الكثير من الشخصيات الناجحة عالميًا سيدفعك في الغالب إلى السعي بجدّ أكبر لتحقيق أحلامك وطموحاتك. فالعديد من الناجحين مرّوا بظروف صعبة للغاية إلاّ أنّهم تمكّنوا من الوصول إلى القمّة بعملهم الجاد.

  1. ذكّر نفسك بعواقب الكسل

إن أردت البقاء بعيدًا عن الكسل والتراخي، فعليك إذن بتذكير نفسك بعواقبه ونتائجه، ألقِ نظرة على قصص الفشل الشهيرة الناتجة عن الكسل، ذكّر نفسك بالتجارب السابقة التي تكاسلت فيها وانتهى بك الأمر في مواقف صعبة. اسأل نفسك أيضًا عن عاقبة كسلك الآن بعد أسبوع أو شهر أو سنة أو عدّة سنوات.

قد لا تتأثر حياتك كثيرًا على المدى القريب، لكن إن فكرّت في أثر التراخي والتكاسل على حياتك على المدى الطويل فسوف تتغيّر وجهة نظرك حتمًا.

  1. ركّز على أمر واحد

في كلّ مرّة عندما تفكّر في عدّة مهام في الوقت ذاته، ستشعر على الأرجح بالإحباط، الذي سيقودك بدوره إلى التراخي والتكاسل وهو أبعد ما يكون عن العمل الجادّ. بدلاً من ذلك، ركّز على مهمّة واحدة في كلّ مرّة، ثم انتقل إلى المهمّة التي تليها وهكذا. ستجد أنّ أداءك قد أصبح أفضل وأسرع ولن يمرّ وقت طويل حتى يبدأ زملاؤك بضرب المثل في جدّك واجتهادك.

  1. قانون “العمل أولاً ثمّ الترفيه”

ضع لنفسك قاعدة بألاّ تخرج مع أصدقائك أو تقضي وقتك في الترفيه قبل الانتهاء من إنجاز مهامّك المقرّرة ليوم أو فترة محدّدة. وحتى تتأكد من التزامك بهذا الأمر، اطلب من أحد أصدقائك أن يكون رقيبًا عليك ليمنعك من التراخي وإهمال تنفيذ هذه القاعدة.

نجد ممّا سبق أنّ العمل الجادّ والاجتهاد هي مهارات مكتسبة يمكن لأي شخص أن يمتلكها ويطوّرها إن هو أراد ذلك، وليست هبة فطرية يولد بها الفرد.