الرئيسيةتطوير مهنيكيف نضع أهدافاً لتطوير مساراتنا المهنية
تطوير مهنيمسار مهني

كيف نضع أهدافاً لتطوير مساراتنا المهنية

ستبقى أحلامنا مجرد شعور جميل قد لا يتحقق إذا لم نعمل على ترجمة هذا الحلم إلى خطوات مدروسة و مزمّنة و هذا ما يسمى الهدف. إن الفارق الرئيس بين الحلم و الهدف هو أن الأول ليس إلا إحساساً نطلق له العنان في مخيلتنا دونما جهد و لا تخطيط, بينما الهدف هو جهد مخطط و مزمّن نقوم به من أجل أن نجعل أحلامنا واقعا ملموساً. و هذا القول ينطبق على حياتنا المهنية أيضا.

 من منّا لا يملك أحلاماً تتعلق بتحسين حياته المهنية؟!  كل منا يملك حلماً معيناً يسعى إلى تحقيقه, و لكن قليل منّا من استطاع أن يحوّل هذه الأحلام إلى حقيقة لإنهم أدركوا الفارق الجوهري بين أن تحلم و بين أن تضع أهدافاً مرسومة واضحة المعالم. و هذا ما سنتطرق إليه في مقالنا هذا.

إن الهدف هو بمثابة الجسر الذي يجب علينا أن نعبره للوصول إلى الجانب الآخر حيث حياة مهنية أفضل و حلم طالما لازمنا فصار واقعا نعيشه و نجني ثماره.

لا يمكن لنا أن نكمل مهامنا أو ننجز مشاريعنا دونما التقيد بهدف واضح و قابل للقياس. و الهدف نوعان هدف قصير الأجل – و هو ذاك الذي نسعى لتحقيقه خلال فترة لا تزيد عن عام واحد –  و أخر طويل الأجل و هو الذي يمكن أن نحققه خلال فترة تزيد عن عام. و لكلٍ أدوات و أساليب و أغراض تختلف في جوانب معينة و تتشابه في جوانب أخرى.

و قد تكون الأهداف القصيرة الأجل مرحلة من مراحل تحقيق الأهداف طويلة الأجل, إذ أنا قد نلجأ إلى تقسيم أهدافنا طويلة الاجل, كزيادة الدخل بنسبة 100% مثلا, إلى أهداف مجزأة و قصيرة الأجل ليسهل علينا تحقيق الهدف الكبير الذي نسعى إليه.

إن الهدف و النجاح صديقان متلازمان إذ لا يمكن للنجاح أن يأتي بدون هدف و لا يمكن للهدف أن يتحقق دون أن يوصلك إلى النجاح.

و لكن, كيف يمكننا أن نحدد أهدافنا المهنية؟؟

في الحقيقة, هنالك عدة طرق يمكن إتباعها لتحديد الأهداف, و لكل شخص أسلوبه الخاص في وضع الأهداف, بل إن لكل مجال و وضع متطلباته و أساليبه الخاصة التي يجب اتباعها عند وضع الأهداف. و لكن هنالك خطوات عامة لا يمكننا أن نحقق أهدافنا إلا إذا التزمنا بها:

أهداف واضحة و مفصلة

يجب أن تكون أهدافنا واضحة و مفصلّة, أما إن كانت غير واضحة و فضفاضة فإنها لن تصبح أهدافا حينها, بل أحلاماً و رؤى. فعلى سبيل المثال, لا يمكن أن تقول “أريد ان أزيد دخلي” و لكن ليصبح هدفاً قابل للتحقق يمكن أن تقول “أسعى إلى زيادة دخلي بنسبة 100% “

أهداف قابلة للقياس

يجب أن تكون أهدافك قابلة للقياس. فمثلا لنجعل هدفنا في المثال السابق قابل للقياس سنقول “ أسعى إلى زيادة دخلي بنسبة 100% خلال عامين”

أهداف قابلة للتحقق

إذا كانت أهدافنا غير قابلة للتحقق فهي أحلام خيالية لا فائدة منها. لا بد أن تكون أهدافنا أهدافا واقعية يمكن تحقيقها. فإن كان هدفنا طويل الأجل هدفا كبيرا فحينئذ يمكننا أن نقوم بتقسيمه إلى أهداف صغيرة قصيرة الأجل ليصبح هدفنا الكبير هدفا يمكن تحقيقه.

أهداف ذات صلة

يجب أن تكون أهدافك مرتبطة بقيمك و ما تؤمن به, كما يجب أن تكون متسقة مع ذاتك. لإنها إن لم تكن كذلك فإنك سرعان ما ستتخلى عن هذا الهدف و لن تتمكن من تحقيقه.

يجب عليك أن تبني خطة ملائمة ذات أهداف تستوفي الشروط السابق ذكرها لتطوير مسارك المهني و التقدم في وظيفتك و عملك من خلال الوصول إلى هذه الأهداف و تحقيقها بشكل يعكس إلتزامك بتطوير ذاتك و مهاراتك. النتيجة ستكون حتما ترقية في العمل أو تحسن في الدخل أو زيادة في الإنتاجية.

على سبيل المثال، إن كنت تعمل في مجال التكنولوجيا فمن الممكن أن تبني أهدافا للحصول على شهادات تقنية معينة في مجالك و في فترة زمنية محددة. ستكون حينها قادرا على التقدم في مسارك المهني خطوة إلى الأمام. مثال آخر قد يكون في تحديد فترة زمنية لتعلم اللغة الإنجليزية من أجل الوصول إلى مرتبة أفضل في عملك أو مجال تخصصك.

الخلاصة:

عليك أن تضع خطة مزمنة و بأهداف واضحة للدفع بمسارك المهني إلى الأمام من خلال الحصول على مهارات أكبر و زيادة إنتاجيتك كفرد. قد تمر السنين بدون أن يحصل أي تقدم في مستواك العملي أو العلمي إن لم يكن لديك أهداف واضحة تقوم بمتابعتها بشكل مستمر. سوق العمل سيفضل دائما الأشخاص الذين يحرصون على تطوير مهاراتهم بشكل مستمر بحيث يبقون على إطلاع بأحدث الوسائل و الأساليب لزيادة الإنتاجية في أي مجال. لا تنسى الشروط العامة المذكورة أعلاه و التي ذكرناه فقط لإعطائك فكرة عامة عن كيفية تحديد الأهداف.